تبدي نعيمة ماجوري، ابنة الدار البيضاء المستقرة في أبوظبي، نشاطا كبيرا وهي تشرف بنفسها، مع توالي الأيام وحتى وقت متأخر من لياليها، على التدابير المعاملاتية الخاصة بالشركات التي ترتبط باسمها في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ لا تبدي كللا أو مللا في المثابرة من أجل تحقيق نجاحات تلو أخرى.
راكمت ماجوري ما يزيد عن 17 عاما من الحضور في الإمارات، بينما التفكير في الهجرة خارج المغرب لم يكن في ذهنها بالرغم من استهلالها مشوارها الدراسي، في عين السبع بالدار البيضاء، من مؤسسة “Notre Dame” المنتمية إلى البعثة التعليمية الفرنسية بالمملكة. وتقول نعيمة إنها اكتفت بتدبير كل مرحلة من حياتها على حدة حتى غدت كما هي اليوم.
اتكال على الذات
اكتسبت نعيمة ماجوري مهارة الاعتماد على ذاتها منذ صغر سنها، وكان المنطلق من ولوجها مدرسة “نُوطْغُودَام” البيضاوية في ربيعها الثالث، واستقرارها في قسمها الداخليّ لسنوات طويلة.
“كانت هذه الفترة مثمرة بالنسبة إليّ، تلقيت خلالها العناية التي قوّت شخصيتي وأكسبتني معرفة نفسي وحلاوة خوض التحديات معها”، تعلق المغربية نفسها.
تدرجت ماجوري تربويا وتعليميا بين “Notre Dame” وثانويتي عبد المومن وسيدي معروف، ولم يكن ممكنا أن تمر غير مرئية بين فصول هذه المؤسسات وهي تتسم بشخصية أساسها المبادرة والاجتهاد، مبرزة مهاراتها القيادية وحسها في الحسم، كلما سنحت الفرصة، أمام زملائها.
الصدمة البلجيكية
حاولت نعيمة، بعد انتهائها من الدراسة الثانوية، البحث لنفسها عن مسار يزاوج بين التطور التعليمي والنجاح المهني؛ فقبلت الانتقال إلى بلجيكا بعقد عمل كمربيّة، مدته سنة واحدة، بالتزامات تمكنها من ولوج مؤسسة للتعليم العالي في هذا البلد الأوروبي .. إلاّ أنها تذوقت طعم الفشل في هذا المسلك، وتلقت أول صدمة واسمة لحياتها.
“لم أنجح في العمل مربيّة وفق العقد الذي وقعته، ولم أتوفق في رهاني الدراسي ضمن تجربة الهجرة التي اخترت أن تكون إلى بلجيكا”، تقول نعيمة ماجوري قبل أن تزيد: “البقاء في وضع غير نظامي وسط أوروبا لم يكن هدفا لي، لذلك ارتأيت أن أعود إلى وطني والبدء من جديد، لقد حدت عن مساري بشكل كبير في هذه التجربة”.
قبل الحسم في الرجوع إلى الدار البيضاء سنة 1999، جربت ماجوري الانخراط في اشتغالات أساسها ميل نعيمة إلى التجارة وولعها بتقنيات التسويق؛ لكن مرورها من محطات مهنية مرتكزة على الجهد البدني، والعمل اليدوي الصِّرف، أكد للشابة المغربية أنها نزلت عن مستوى طموحاتها الذي عرفته، وحفزها على البحث عن انطلاقة أخرى من وطنها الأم.
إلى الإمارات
مرت على القفول من المملكة البلجيكية سنة؛ نعيمة ماجوري تتلقى عرضا من أجل الانتقال بعقد عمل جديد إلى الإمارات العربية المتحدة، عام 2000، في نفس مجال التسويق الذي جذبها أكثر وهي في أوروبا .. تشاورت مع نفسها، سألت عددا من أصدقائها الذين سبقوها إلى بلدان الخليج العربي، ثم حزمت حقائبها لخوض مسار جديد.
“أوائل استقراري في الإمارات تمت على إيقاع مليء بالصعوبات، لا لشيء إلاّ لكوني امرأة مغربية قبلت الانخراط في مجال البناء الذي يشهد سيادة رجولية شبه تامّة؛ لكن ذلك شحذ روحي المتحدية لتغيير الصورة النمطية التي لاحت في عيون من بدأت في التعامل معهم مهنيا واجتماعيا”، تعلق ماجوري.
وفدت البيضاوية عينها إلى أبوظبي كمستخدمة ضمن شركة متخصصة في البناء، ووضعت مسؤولة عن قسم توريد البضائع مكلفة بمهام التسويق. واستكملت 3 سنوات في هذا الموقع، مستجمعة الخبرات وموفرة أجندة اتصالات خاصة بها، مع ضبط متطلبات السوق الإماراتية خلال هذه المرحلة.
بحثت نعيمة ماجوري، بعد ذلك، عن فضاءات أرحب لطموحاتها، منفتحة على شراكة مع فاعلين في المجال نفسه بعدما قررت الاستثمار في الثقة التي اكتسبتها من مهندسين معماريين ومنعشين عقاريين، فغدت شريكة بمؤسسة ارتبط أداؤها باسمها، وسنة 2007 أقامت شركتها “سنمار”.
غير “جزاء سنمار”
يحتفظ التاريخ بكون “سنمار”، المهندس الآرمي النبطي، من موقع العراق الحالي، قد أقدم على تشييد “قصر الخورنق” للملك النعمان، في “إمارة الحيرة”.. فلمّا أبدع وأنهى الورش حذر “سنمار” مخاطبه “النعمان” بوجود لبنة إن أزيلت انهار البلاط كله، وأضاف المهندس أنه قادر على تشييد صرح أكبر، فما كان من حاكم “الحيرة” إلاّ أن ألقى “سنمار” من أعلى “الخورنق” لينهي حياته، موقعا جزاء سالبا للروح على الضحية الذي لم يبدر منه غير التفاني في الأداء.
حال نعيمة ماجوري مغاير تماما لمن أعطت شركتها الأمّ اسمه؛ ذلك أن السنوات العشر الماضية عرفت إنشاء المغربية المستقرة في الإمارات العربية المتحدة شركات أخرى بحزمة أنشطة متكاملة، هي “سنمار فْرِيزُون” و”كازا آيْمِيكْس” و”سنمار فِيدْآوْت”، إلى جانب “سنمار بُروبُرْتِيز” في الوطن الأصل، والأخيرة تأسست عام 2015 لأجل أشغال البناء والمعاملات العقارية.
إنجازات وانتظارات
يرتبط اسم نعيمة ماجوري، بمشاريع خاصة متمثلة في أبراج وفيلات ومصحات وأسواق، إلى جوار أوراش حكومية، أبرزها متصل برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة ووزارة شؤون الرئاسة في البلد نفسه، هي مبانٍ إدارية ومستشفيات ومدارس ومنشآت تجارية، إلى جانب مساكن للأطر.
“البيئة الإماراتية تستحق الشكر الكامل؛ لأنها منحتني فرصة النمو والتطور والاستمرارية. وأعتبر الإمارات العربية المتحدة بلدي الثاني حقا، أما المغرب فإنّي أراه رهانا مستقبليا، وأربطه مهنيا بقدرتي على شق مسار مواز فيه، ضمن مجال البناء نفسه طبعا”، تقول ماجوري بكثير من اليقين والإصرار.
تتحول كلمات نعيمة إلى قاموس العتاب وهي تردف: “التعامل مع مقاولين ينفذون مشاريع تشييدية في الإمارات دفعني إلى محاولة الاستعانة بمنتجات مغربية، ونال اهتمامي خشب الأرز المتوفر بالمملكة”، وقالت أيضا: “اتصلت بحرفيين مغاربة لأخذ عينات بغرض إنجاز دراسات قبل إرساء المعاملات؛ لكني رصدت أن المنتوج المرغوب لا يتوفر على متطلبات الأسواق الخارجية”.
وترى المستثمرة المغربية أن حرفيّي المملكة يركزون على جمالية أعمالهم اليدوية التقليدية المبهرة بزخرفة خشب الأرز، بينما الشروط الإماراتية تنادي، مثلا، بوجوب مقاومة هذه البضاعة للنيران، وتمكينها من عزل الأصوات، إلى جوار الصمود بقوّة في وجه الرطوبة.
“لتخطي ذلك، اخترت حلاّ مؤقتا بطلب المنتوج من المغرب قبل تصديره إلى إيطاليا، حيث تتم معالجته لجعله منضبطا للمعايير، وإخضاعه لتجارب تقود إلى نيل إشهاد بالمطابقة، وبعدها يجري استيراده من إيطاليا إلى الإمارات”، تكشف ماجوري التي تزيد أن هذا الاختلال يتصل، كذلك، بمنتوجات مغربية أخرى أبرزها “السيراميك”، بينما بلدان غير المغرب توفر سلعا مماثلة أرخص، وتحترم متطلبات الاستيراد والاستعمال في الأوراش.
الهجرة والحنين
تستجمع نعيمة ماجوري ذكريات الطفولة والصبى في الدار البيضاء، وتفاصيل لم تغادر مخيلتها عن العيش في بلجيكا والإمارات، ثم تنفث زفيرا فوق رأسها قبل أن تعلن: “حنيني الدائم إلى وطني الأم يدفعني إلى مطالبة الراغبين في الهجرة بتفكير عميق قبل حسم القرار”، وتستدرك: “لكن البحث عن النجاح في أرض مثل الإمارات العربية المتحدة يبقى مغريا جدا، شريطة اقترانه بالعمل الجاد، ولا شيء غير الكد”.
“تطبيق الضوابط القانونية على الجميع، وإعطاء الفرص لمن هم أفضل، يمكنه كبح تفكير شريحة واسعة من الشباب المغربي بالهجرة كخيار استراتيجي في حياتهم.. لكن تحول العالم إلى قرية صغيرة فعلا يجعل البقية مصرة على خوض تجارب خارج البلاد، بحثا عن تحقيق الذات في بيئة مغايرة، وهذا أمر مشروع ينبغي الإعداد له بتحديد الأهداف والتشبث بتحقيقها إلى النهاية، باحترام للذات والآخرين”، تختم نعيمة ماجوري كلامها.
هذا نموذج لنجاحات الفتيات المغربيات في الخليج ؛ فلماذا إذن الزن على وتر بعض الفتيات اللائي لا يمثلن إلا أنفسهن ؛ والإساءة للمغربيات … من يومين قرأت هنا أيضا قصة نجاح شاب مغربي طيار في شركة خليجية .. وهناك من يمتهن مهن شريفة كذلك في الخليج كالمدرسين والقضاة … أخوتي تجنبوا الحسد ؛ ونهش الأعراض … ودعوا الخلق للخالق … وكيفما نقول " في كل حلة توجد علة " .
اتمنى لك التوفيق صديقك ايام الدارسة إعدادية سيدي معروف
هكذا نريد المرأة المغربية أن تكون .برافو نعيمة ماجوري حمرتي لينا الوجه.في هذا اليم العالمي للمرأة ، و دائما
من خلال قراءة المقال قد يتيه القارئ في تفاصيل وردت في المقال ومنها فشل السيدة المعنية في مهامها في اوروبا…وحتى في دراستها…وتاتي بعد دلك فرصة العمل في الامارات كمستخدمة…..وبعد ممارسة طويلة تنتقل الى مقاولة في البناء والتشييد …وهدا امر يتطلب مستوى تعليمي وكفاءة عالية…وياتي التفكيرللقارئ في ان زمن المعجزات لا زال قائما…..ومع دلك فالسيدة المعنية برهنت عن ارادة كبيرة في الوصول الى هدف يصعب على الكثير الوصول اليه…انها نمودجا نادرا في هدا العصر.فهنيئا لها ولمثيلاتها…..علما بان الفرص من هدا النوع نادرة في الدول العربية .
الامارات احسن من المغرب لاكن الحياة فيها مملة بالمقارنة مع الدول الغربية.
بالتوفيق اختي نعيمة وجعل اعمالك خالدة ورمزا على المكانة المرموقة التي تحظى بها المرأة المغربية كما ارجو منك التفاتة صغيرة وكريمة منك الي لانني ابحث عن عمل في اي مكان المهم هو ان انقذ عائلتي وشكرا
كل ما تعنيه الكلمة فهذا فخر للمواطن المغربي وخصوصا المرأة المغربية اللتي برهنت ومازالت تبرهن عن قدراتها داخل المغرب وخاج المغرب.والاخت نعيمة ما ضلموها من سموها نعيمة فهي فعلا نعمة.
وفقك الله في مسارك المهني .
أرا فيها المرحوم الشعبي رحمه الله وأسكنه فسيحة جناته،ياأختي أنت شرف بلدنا ونسائه وأنت جوهرة ولؤلؤة تلمع بصمعة وطنا الحبيب الدي لا ينجو من القال والقيل بسبب بعض الضعيفات في الشخصية والإمان،نصيحتي لك أختي أن لا تجعلي تقتك الزائدة في أحد لأن الحسد والشر يسكنان في جسم الإنسان الغير متقي كما حصل لي ولي غيري في هولندا رغمة بساطة المشروع،بالتوفيق أختي وأتمنى لك العالمية في النجاح بإدن الله
السلام عليكم اخت نعيمۃ. لقد شرفت المغرب و برهنت انه عند حضور الارادۃ و العزيمۃ القويۃ لا وجود لمستحيل. انت المتال الحي للمراۃ القويۃ عامۃ و المراۃ المغربيۃ خاصۃ القادرۃ علی تحدي عراقيل و صعوبات الحياۃ بانواعها و اشكالها. انني سيدتي, اشاطرك الراي حول موضوع القوانين و الانظمۃ بالامارات و انه يتم اعطاءكل ذي حق حقه كما انه يتم الاعتراف بالكفاءات بخلاف المغرب لسوء الحظ حيت يسود الانحطاط علی جميع المستويات. متمنياتي لك بمزيد من العطاء و النجاح باذن اﷲ.
الي صاحبة التعليق الأول عندك حق في كل مكان بالعالم توجد نماذج مشرفة ويرفع لها الشابو تقدير ا لكفاءتهاا