نور الدين الصايل أبدا،

نور الدين الصايل أبدا،
أرشيف
الخميس 17 دجنبر 2020 - 01:11

سنبقى نحبه…لأنه عاش منتصرا للإنسان

رحل نور الدين الصايل عن دنيانا، إنها الحقيقة المادية، الملموسة، الواقعية والموجعة، المؤلمة والمزلزلة لدواخل محبيه وهم كثر، كثر، كثر. والجملة مع كل ذلك غير مفيدة، معيبة، خاطئة، مضللة… العزيز، لم يفعل في حياته الغزيرة، الثرية، الخصبة والحية… لم يفعل إلا كل ما يبقيه في دنيانا ذخيرة من العطاء… عصي على الرحيل. أي نعم، يغرس الجسد في ثرى الوطن الذي كان مولعا به.. ويبقى، بيننا، نور الدين الصايل المتعدد، المتفرد، المغرد، المجدد والسعيد… عشرات المئات من أصدقائه، نعم أصدقاؤه وليسوا مجرد معارف… حرقة المصاب فيه مستعرة فيهم اليوم… غير أن شلالات ذكرياتهم معه تتدفق فيهم، وتحييه فيهم بكل ما كان عليه من وداعة، يناعة ورفاعة… بكل ما حرص عليه من خصال الوفاء، السخاء، الإباء والنقاء… وبكل ما ميزه… عميق وشاسع الدراية بالفلسفة، السينما، الأدب والفنون… وبالسياسة في معناها النبيل ومن منشأها الأصيل.

منذ سنة 1974، حين التقيته لأول مرة في المحمدية في تظاهرة سينمائية كان منظمها وهو رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، منذئذ والصلة بيننا، لم تنقطع ولم يزدها التواصل بيننا إلا رسوخا وتعميقا… وكنت محظوظا… وكنت دائما المستفيد من إضاءاته وتعليقاته وتوضيحاته ونصائحه… كان جامعة حية تمشي على رجلين، أستاذ الفلسفة البارع واللامع، جسر علاقتها بالسينما في الاتجاهين، وبكثير من توابل مدرسة الحياة، انصنع فريدا… بحق، كان مدهشا.

ثراء عطائه للسينما، في الكم وفي النوع، سيبقيه مزنة دائمة الإمطار على الممارسين في المجال بالمعرفة وبالاعتبار.

عناوين محطات بصمها بمروره فيها، واغتنى بها وأغناها: مشرف على صفحة السينما في جريدة “مغرب أنفورماسيون” نهاية ستينيات القرن الماضي. أصدر مجلة “سينما3” بداية السبعينيات، رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينميائية، مدير البرامج في القناة الأولى، مشرف على صفحة السينما بجريدة “أنوال”، مدير في مجموعة “كنال أوريزون” الفرنسية، مدير القناة الثانية، مدير المركز السينمائي المغربي… وقد أكون غفلت محطات، أو سهوت عنها.

رجل بآلاف… بمميزات استثنائية، وبحياة زاخرة بالحياة… يتدفق الفرح من حواليه… عاش منتصرا للحياة وللبهجة وللذة التي تنتجها المعرفة، الكلمة، الصورة، الترنيمة… عاش منتصرا للجمال في الإنسان، بالإبداع من أجل الإنسان… في الجزئيات كما في الكليات من حياته، كان الإنسان… وبذلك سيبقى يحيى بين محبيه، ولن يرحل إلا إلى المقامات الرفيعة في ذاكرة المحبة له.

‫تعليقات الزوار

1
  • محمد حجاجي.
    الخميس 17 دجنبر 2020 - 11:29

    فعلا، أستاذ طالع السعود، كان الأستاذ نور الدين مفردا بصيغة الجمع : أعطى وأجزل العطاء وأفاد وأثّر عميقا في الفكر والبيداغوجيا والفن السابع والإعلام والتدبير والحكامة والتحكيم… مثلما لم يعط غيره في مجال واحد..
    تغمده الله برحمته الواسعة.

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة