هل الإنسان مسير أم مخير؟

هل الإنسان مسير أم مخير؟
أرشيف
الإثنين 14 دجنبر 2020 - 10:53

يقول الشاعر إيليا أبو ماضي في “الطلاسم”:

أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير

أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟

لست أدري!

سؤال حيّر العلماء والفلاسفة منذ فجر التاريخ؛ بل منذ آمنت البشرية أن لها خالقا ومديرا لا تفوق قوته قوة، مما أوقع الكثيرين في الحيرة والالتباس..

ولم تتوصل جهود العلماء، رغم تضافرها من طب وجراحة وعلم نفس وتربية واجتماع، إلى كشف اللغز الكبير “النفس البشرية”.

ومن الألغاز الكثيرة التي تتفرع عن هذا اللغز الكبير: قدرات الناس وكفاءاتهم، هل هي تتساوى؟؟ أم ترى الناس يتمايزون من حيث الكفاءات والاستعدادات الفطرية التي حباهم بها الله عز وجل. يقول الحق سبحان وتعالى: “وخلقنا بعضكم فوق بعض درجات”، وأيضا “وهل يستوي الأعمى والبصير”، و”هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”.

إذن، هناك تمايز بين طبقات البشر منذ بدء الخلق.. أراده الله وفرضه في عباده: تمايز في التكوين وفي التأهيل، وإلا لما كان هناك أعمى وبصير أو عالم وجاهل.. أن الطفل يولد وتولد معه كفاءتها العقلية واستعداداته الفطرية فنية كانت أم علمية أم مهنية، كما تولد معه جيناته الوراثية ناقلة إليه حسنات أجداده وسيئاتهم الخلقية.. وكل هذه الكفاءات والاستعدادات والجينات تنمو وتتطور وتتبدل؛ ولكن جذورها لا تتغير والمنابع التي تنهل منها موجودة منذ البداية.. وإلا لاستطاع كل الناس التشابه والوصول إلى نفس درجات الطموح والثراء.. أو ليس هذا مطلب تاريخي لكل البشر؟!

ويبحث الباحثون ويدرس الدارسون، ويتساءلون جميعا من الذي يصنع ظروفنا وطبيعتنا؟ هل البيئة أم العوامل الوراثية أم الحالة الاقتصادية؟

الأسئلة كثيرة والحيرة ما زالت قائمة؛ فبينما يقول روسو بأن الإنسان يولد بريئا نقيا وبأن الظروف المحيطة به من بيئته وتربيته هي التي تحدد مصيره.. يقول سواه بوجود ذكاء فطري وذكاء مكتسب.. وما زالت الأبحاث تتوالى، ويظن الإنسان نفسه في غمرة تطوره العلمي والعقلي قادرا على صنع قراره بنفسه بل نراه لا يشك لحظة في قدرته هذه.. كما يدفعه إيمانه إلى رفض الاعتقاد بأن الله الذي خلقه قد يمنعه من استعمال عقله؛ لأنه قدر له سلفا أعماله وتحركاته.

إن الإنسان يملك العقل طبعا العقل يعني الاختيار؛ لكن الصدف والظروف والتركيبات الاجتماعية هي التي تقودها في النهاية إلى اختيار ظننا أنفسنا قمنا نحن بصنعه.. ويضيق المجال هنا لمناقشة موضوع أفنيت في دراسته آلاف الكتب، وعالجته أكبر الأدمغة ولا تزال.

‫تعليقات الزوار

2
  • SIFAO
    الثلاثاء 15 دجنبر 2020 - 00:12

    يرى البعض ، ان ما يميز السؤال الفلسفي هو طابعه الاشكالي ، مما يعني ان كل العلوم التي تفرعت عن الفلسفة ، بعد التصنيف الارسطي ، لن تصبح يوما علوما دقيقة مثل الفزياء والرياضيات ، ستحتفظ بطابعها “الاشكالي الفلسفي”، مادامت ترتبط بالانسان ككائن يفكر ، اما الفزياء والرياضيات ، فسيحتفظان بدقتهما ، في حدود قابليتها للدحض ، الحركة نوعان ، جوهرية ، مثل سير الانسان على رجليه ، وعرضية حين يتحرك في عربة ، المكان ثابت والزمان متحرك ، ويعتبرهما كانط شرطين قبلييهن واساسين لكل معرفة ممكنة ، مفهومين عقليين ، استعداد قبلي لتلقي الانطباعات الحسية ، فلسفيا ، لم يعد سؤالهما مهما ، مادامت العلوم الدقيقة تقدم اجوبة مقنعة في هكذا مواضيع
    وهل يستوي الأعمى والبصير”، و”هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”. اين العلم او الفلسفة ؟ مثل الذي يقول هل يستوي مذاق العسل و مذاق العلقم ؟ طبعا لا يستويان …..اليس هذا الكلام تكريسا للخذلان والاتكال وتعبير عن حالة شعور باحباط كلي

  • من المغرب
    الجمعة 18 دجنبر 2020 - 08:23

    قبل الخوض في هذا الموضوع الصعب عليك أن تهتمي بنقل النصوص جيدة.. وخاصة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة…. قال تعالى وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات……

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير