الزاوي: "تصورات شعبوية" للدين تحبط الإبداع .. والقارئ العربي يخشى الجرأة

الزاوي: "تصورات شعبوية" للدين تحبط الإبداع .. والقارئ العربي يخشى الجرأة
صور: هسبريس
السبت 30 يوليوز 2022 - 06:00

قال أمين الزاوي، الكاتب والروائي الجزائري، إن القراءة الأخلاقية للأعمال الإبداعية تشكل ضغطا كبيرا على المؤلفين في المنطقة، مذكرا بروايته المعروفة “السماء الثامنة” والجدل الكبير الذي أثارته رغم أن قصده بعيد تماما عمّا فهمه الناس منها.

وأضاف الزاوي الذي كان يتحدث ضمن فعاليات اليوم الثاني من مهرجان تويزا بطنجة، مساء الجمعة، أن الكاتب الذي يراقب ما يدونه، سيجد نفسه دون إبداع، رافضا استحضار معطيات الرقابة الدينية أو المجتمعية أو كذلك الجوائز المالية في هذا الباب.

وأشار الكاتب باللغتين العربية والفرنسية إلى أن الكاتب العربي يعاني من الرقابة التي يكرسها تصور شعبوي للدين، رافضا الأحكام المسبقة على الأدب وعدم القدرة على التفريق بين الكتابة الدينية والرواية وكذلك الكاتب والشخصية الروائية.

وسجل الزاوي أن الرواية في عمقها كتابة سياقية عفوية ولا يمكن أن تكون خطاطة، مشيرا إلى أنه يعالج المواضيع بالجرأة نفسها باللغتين العربية والفرنسية، فهو لا يخون القارئ، لكن لا بد من الإشارة إلى أن المطلع باللغة الفرنسية أكثر تقبلا للكتابات الجريئة.

والسبب، وفق الروائي الجزائري، هو اعتياد هذا القارئ على هذه الكتابات، مسجلا أنه رغم ذلك فكل اللغات جميلة، وحتى اللغة العربية التي تحمل ثقافة ضاغطة لديها كتاب يقاومون ذاكرة التراجع، منهم مثلا أدونيس ويوسف الصديق، وغيرهما من المبدعين.

وأورد الزاوي أن الفلاسفة الذين يفتخر بهم المسلمون هم كذلك عاشوا قهرا لكنهم قاوموا من داخل هذه اللغة، معتبرا أن عمق المشكل ليس في العربية أو المثقف، بل في المؤسسات الثقافية التي تعاني القمع والدكتاتورية والكبت في المنطقة.

وأكد الزاوي أن الفرنسية حاضرة بقوة في الأدب الجزائري، حيث أصبحت هذه اللغة جزءا من التركيبة الثقافية لهذا البلد، مستدركا بأن “الكتابة بالفرنسية، لكنّ الروح جزائرية وبعيدة عن الغرائبية”، وقال: “الكتاب الجزائريون يكتبون ببنية لغوية مختلفة عن الكتاب الفرنسيين”.

وأردف مؤلف رواية “صهيل الجسد” أن اللغة الفرنسية ليست ملكا للفرنسيين، وكذلك العربية ليست ملكا للعرب، منبها إلى أن الكتاب المغاربيين والأفارقة خدموا كثيرا الفرنسية، معتبرا أن تنامي الكتابة باللغة الفرنسية يوازيه كذلك حضور للغتين العربية والأمازيغية.

وفي حديثه عن المقدس في الإبداع، قال الزاوي إن الأمر مرتبط بثقافة الشعوب، لكنه يتسم بالجهل ويتم ربطه بالخرافة، مذكرا بـ”انتشار قصص تبرز ملامح الصحابة في الجزائر وتصوير جبران خليل جبران للرسول محمد في أحد كتاباته دون جدل، الآن كل ذلك اختفى”، يضيف الكاتب الجزائري.

وشدد المتحدث على أن دخول الإسلام السياسي ساحة الإبداع والتعليم والتفكير قلص من حرية المشاهدة والمتعة والفضول والجمال وكذا المغامرة، مسجلا أن كل الشعوب تحتاج إلى المقدس؛ فهو من باب التأمل لكن وجب تخليصه من الخرافة عبر الاستعانة بالمعرفة والفكر الفلسفي.

واعتبر الزاوي أنه لا حدود حمراء تجاه تناول المقدس سوى الجهل، مؤكدا ضرورة الدراية قبل الحديث في السياسة والدين والجنس، وغيرها من المواضيع، وقال: “وجب الاطلاع والبحث في الأمور بشكل جيد قبل الخوض فيها”.

وعرج المتحدث على موضوع المرأة ومعاناتها من النزعات الذكورية في المنطقة، لكنه نبه إلى كون هذه الايديولوجيا حاضرة كذلك في صفوف النساء، معتبرا إعاقة المرأة إعاقة كبيرة للمجتمع بأكمله.

‫تعليقات الزوار

15
  • مغربي غيور على بلده
    السبت 30 يوليوز 2022 - 06:37

    بالإسلام وجدنا هاهنا وليس بفكر يحيى نزعات التفكك والانشطار لخدمة اجندات آخرين يرقصون فرحا بسقوط ثراتنا

  • مسلم
    السبت 30 يوليوز 2022 - 07:11

    هذه دندنة نعرفها من أخزم فالغاية هي محاربة الإسلام ومحاولة ربطه بالخرافة لكن هيهات هيهات فديننا الحنيف كلما زاد أعداءه زاد انتشاره والحمد لله رب العالمين

  • السياسي الصغير
    السبت 30 يوليوز 2022 - 07:35

    شفت لي ماطفروش كايلصقها ف الدين،
    اوا هضرو مع لي الفوق يديرو القانون ف كولشي، توزيع عادل للثروات، العدل، الضريبة حتى على الاغنياء ، الحكامة ف كل المجالات،…. و ديك الساعة غادي تعرفو أن الدين لا دخل له في كوارثكم و إخفاقاتكم، بل بالعكس بالدين نرتقي…

  • omar
    السبت 30 يوليوز 2022 - 07:49

    السماء و الأرض واسعتان للإبداع فيهما ولم تجد إلا الدين لتندع فيه هذا إن كانت هناك ملكة للإبداع. إذهب إلى أوروبا و أبدع في هتلر تمسي في السجب. هنا إذا إنتقدك الناس تستنجد بكل أوروبا

  • مراجعة الموروث الديني
    السبت 30 يوليوز 2022 - 08:48

    للأسف الموروث الديني سبب من اسباب تخلف الأمة الإسلامية في كل الميادين من فن وعلوم وابداع. فعبر العصور تم قمع واضطهاد العلماء والفلاسفة الذين نفتخر بهم ألبوم. كابن رشد وابن سينا وابن الهيثم والفارابي والكندي واللائحة طويلة. كل هؤلاء تم اتهامهم بالكفر والزندقة والالحاد وتم التنكيل بهم. التيارات الإسلامية السياسية حاليا تريد من المسلمين ان يعيشوا في الظلام والكابة والبشاعةفي الأرض لكي يظفروا بالحور العين في الجنة. أما المرأة عندهم فبالكاد يعتبرونها إنسانا. ويتساءلون لماذا موجة الإلحاد تضرب اكثر البلدان الإسلامية تشبثا بمظاهر الدين. سير على الله

  • الاستاذ والشاعر اسماعيل العللوي
    السبت 30 يوليوز 2022 - 09:24

    معلومات خاطئة نحن في حاجة لنشر القيم الاسلامية والانسانية واحترام القارئ …انا لي سبع كتبت منشورة في بلد اجنبي ذات حمولة اخلاقية والكل يشكرني اجانب وعرب …المشكل كاين فدور النشر المغربية التي تعرقل نشر الكتب بمصاريفها الخيالية ..وهناك اجندة ايضا تحارب القيم وتنشر الذعارة اىثقافية عالميا …هزلت وسنحاربكم بقوة حتى يحكم الله لي والله خير الحاكمين.

  • الحاج عبد الكريم
    السبت 30 يوليوز 2022 - 09:58

    حاولوا بأسلوب التبسيط في اللغة العربية والتقليل من الفلسفة المملكة لاصال الأفكار للقارئ وشكراً

  • سرقة محمود درويش!!!
    السبت 30 يوليوز 2022 - 10:50

    تحية للجميع. في الوقت الذي يمد المغرب يده للكيان الغاصب، وخاصة من قبل بعض المحسوبين على الأمازيغية، نجد سرقة بيت شعري مشهور للشاعر الكبير محمود درويش: على هذه الأرض ما يستحق الحياة…!!!!

  • سين
    السبت 30 يوليوز 2022 - 11:05

    إن كان الإسلام هو الحل كما يدعي جل المعلقين فلماذا جل الدول الإسلامية متأخرة ومتناحرة منذ فجر الإسلام إلى الآن. تحياتي

  • المسلم
    السبت 30 يوليوز 2022 - 12:08

    المسلم إنسان بسيط التفكير ويعتقد أن كل ما يوجد في كتابه هو قانون الطبيعة، لدرجة أنه لا يعترف بوجود الجاذبية.
    لكن عندما يسقط من عمارة يتغير تفكيره بسرعة كبيرة جدا.

  • العلمانية
    السبت 30 يوليوز 2022 - 12:18

    العلمانية هو الخل لجميع المعتقدات لأن هناك من يؤمن بالخرافات وهناك من يؤمن بالعلم

  • محمد بن عبدالسلام
    السبت 30 يوليوز 2022 - 15:08

    في هذه الأرض , الكل يستحق الحياة .مهما كانت إعتقاداته . المسلم المومن ( والبعض يجهل الفرق بين ” المسلم ” و ” المسلم المومن “) يقول دائما : يخلق الله ما يشاء, “… إذن لا فرق بين علماني و ” متدين ” ( في رأيي )

  • غزاوي
    الجمعة 5 غشت 2022 - 23:46

    مجرد تساؤل.
    مجرد كيف نتفادى الانحراف !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    “إن الكاتب الذي يراقب ما يدونه، سيجد نفسه دون إبداع” انتهى اقتباس.
    وأقول إن الكاتب الذي “لا” يراقب ما يدونه سينحرف عن اهتمامات قرائه.
    جاء في المقال ما نصه:
    ” مشيرا إلى أنه يعالج المواضيع بالجرأة نفسها باللغتين العربية والفرنسية، فهو لا يخون القارئ، لكن لا بد من الإشارة إلى أن المطلع باللغة الفرنسية أكثر تقبلا للكتابات الجريئة.” انتهى الاقتباس
    الأستاذ الزاوي نفسه خان قرائه لأنه لا يراقب أرائهم، ولا يحترم اهتماماتهم، وطعن في اعتقاداتهم، لذلك انفضوا من حوله، فأجبروه على نفي نفسه.
    …/…يتبع

  • غزاوي
    الجمعة 5 غشت 2022 - 23:47

    …/…تتمة 1/1
    مجرد تساؤل.
    هل الفرنسية لغة وفقط !!!؟؟؟
    جاء في المقال ما نصه:
    “حيث أصبحت هذه اللغة (الفرنسية) جزءا من التركيبة الثقافية لهذا البلد (الجزائر)” انتهى الاقتباس.
    هذا ترويج للفرنسية في الجزائر عكس الواقع.
    الفرنسية التي يعتبروها الفرنكوفوليون الجزائريون “غنيمة حرب”، عجز فرنسا على فرضها على الشعب الجزائري الأصيل، وعجز أزلامه على فرضها بعد الاستقلال. فأنحصر استعمالها، وانقرض قراؤها، بدليل إفلاس الصحف الفرنكوفولية الواحدة تلو الأخرى، وخلو رفرف المكتبات من كتبها. وما يحصل للفرنسية في الجزائر يحصل لها في جميع مستعمراتها وحول العالم.
    إن سبب انحصار الفرنسية والنفور منها أورد ه الكاتب في ما نصه:
    “منبها إلى أن الكتاب المغاربيين والأفارقة خدموا كثيرا الفرنسية” انتهى الاقتباس
    إذن هي لغة ليست بريئة، كونها “استعمارية” بامتياز، أكثر من الانجليزية والبرتغالية والأسبانية، وبالتالي فإن الكاتب بالفرنسية يخدم اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية والسياسة الفرنسية وكل ما هو فرنسي حتى الاستعمار القديم والجديد.

  • عبد الكبير ساوي
    الأحد 7 غشت 2022 - 12:46

    الحديث عن المقدس وعن الديني لم يعد طابوها ،صحيح العلم والفكر الفلسفي الانواري يصحح ويقرب من فهم بعض ماشق فهمه اما المعتقد فهو فطرة اعتقاد بالقلب وتصريح باللسان ،للدين وظائف فردية واجتماعية ،لايعوضها اي فكر وضعي ،لان النص الديني يتعالى عن الفكر الوضعي بالاسلام نرتقي بعيدا عن الادلجةالتي تخطط لها اجندات معينة لنتشبت بمرجعياتناتحية.

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 4

احتجاج أساتذة موقوفين

صوت وصورة
جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 4

جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة