السودان يترقب تنفيذ وقف إطلاق النار مع استمرار عمليات إجلاء الأجانب

السودان يترقب تنفيذ وقف إطلاق النار مع استمرار عمليات إجلاء الأجانب
صورة: أ.ف.ب
الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 11:00

يترقب السودانيون بحذر، اليوم الثلاثاء، تنفيذ اتفاق أعلنت عنه واشنطن لوقف إطلاق النار بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد عشرة أيام من معارك دامية فشلت معها كل محاولات التهدئة، وتواصل في ظلها إجلاء الرعايا الأجانب.

في حين تعهد الطرفان، أي الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم بقيادة محمد دقلو، المعروف بحميدتي، بالتزام التهدئة، يبقى الاختبار الميداني هو المحك، إذ سبق لهما أن أعلنا عن أكثر من هدنة منذ اندلاع المعارك في 15 أبريل ما لبث كل طرف أن اتّهم الآخر بخرقها.

وتكررت هذه الاتهامات اليوم الثلاثاء أيضا، بينما تراجعت أصوات الانفجارات والرصاص في الخرطوم بشكل كبير مقارنة مع المعارك السابقة.

وقبيل منتصف ليلة الإثنين-الثلاثاء بتوقيت الخرطوم، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، موافقة الطرفين على وقف إطلاق النار ثلاثة أيام.

وقال في بيان: “عقب مفاوضات مكثفة على مدار الساعات الثماني والأربعين الماضية”، وافق الطرفان “على تنفيذ وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد ابتداء من منتصف ليل 24 أبريل، يستمر لمدة 72 ساعة”.

وسجلت المعارك والانفجارات تراجعا نسبيا اعتبارا من السبت، فيما شرعت دول غربية وعربية في عمليات إجلاء للدبلوماسيين والمواطنين، رغم أنها لم تتوقف بالكامل في الخرطوم وغيرها.

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أن باريس تمكنت من إجلاء 538 شخصا، بينهم 209 فرنسيين.

وأكد في بداية اجتماع لمجلس الدفاع أن أحد الجنود الفرنسيين المشاركين في عمليات الإجلاء تعرّض لإصابة جراء إطلاق للنار، لكن “حياته لم تعد في خطر”.

من جهتها، بدأت بريطانيا، الثلاثاء، إجلاء مدنيين بعد انتقادات تعرضت لها من مواطنيها الذين اعتبروا أنهم “تركوا لمصيرهم” بعد اقتصار عمليات الإجلاء السابقة على الدبلوماسيين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك: “بدأت الحكومة عملية إجلاء واسعة النطاق لحملة جواز السفر البريطاني من السودان عبر رحلات للقوات الجوية الملكية البريطانية”.

وشدد على أن الأولوية ستكون للأشخاص “الأكثر ضعفا، بما يشمل العائلات مع الأطفال والمسنّين”، شاكرا قوات بلاده والدبلوماسيين وغيرهم من المشاركين في عملية الإجلاء “المعقّدة”.

توقف دائم؟

أكد سوناك أن لندن “ستواصل العمل من أجل إنهاء سفك الدماء في السودان ودعم حكومة ديمقراطية”؛ ويتلاقى ذلك مع دعوة وزير الخارجية الأميركي طرفي النزاع إلى استغلال وقف إطلاق النار المعلن للتوصل إلى حل.

وقال بلينكن إن واشنطن “تحض القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار”، مشيرا الى أنها تعمل مع شركاء لتشكيل لجنة تتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في السودان.

وأكد الجيش، في بيان عبر “فيسبوك”، أنه سيحترم الهدنة بشرط “التزام قوات الدعم بها”، علما بأن الأخيرة أكدت الاتفاق على “هدنة مخصصة لفتح ممرات إنسانية وتسهيل تنقل المدنيين”.

وقال خالد عمر يوسف، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير، لوكالة فرانس برس، ليل الإثنين: “بوساطة أميركية وتنسيق مع الحرية والتغيير، تبدأ منتصف ليل اليوم هدنة لمدة 72 لأغراض إنسانية”.

وأضاف: “خلال هذه الهدنة سيتم حوار حول ترتيبات لوقف نهائي لإطلاق النار. الولايات المتحدة، بتنسيق معنا، تواصلت مع القوات المسلحة والدعم السريع”.

وكان دقلو والبرهان حليفين عندما نفذا انقلابا في 2021 أطاحا خلاله من الحكم بمدنيين كانوا يتقاسمون السلطة معهما، بعد عامين على الإطاحة بنظام عمر البشير. لكن الصراع على السلطة ما لبث أن بدأ بينهما.

ومنذ اندلاع المعارك، قتل أكثر من 420 شخصا وأصيب زهاء أربعة آلاف، ونزح عشرات الآلاف في ظل نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود وانقطاع في التيار الكهربائي وتراجع حاد في القدرة على توفير الخدمات الصحية.

توسع النزاع

يأتى إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بعد تحذير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن العنف في السودان قد “يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها”.

وقال أمام مجلس الأمن إن الوضع في السودان “يواصل التدهور”، مشددا على ضرورة أن “تتوقف أعمال العنف. إنها تهدد بحريق كارثي داخل السودان قد يمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها”.

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة مخصصة لموضوع السودان مساء اليوم الثلاثاء.

وأعرب بلينكن، الإثنين، عن “قلق بالغ لوجود مجموعة بريغوجين، مجموعة فاغنر (الروسية)، في السودان”.

وفي ظل عمليات الإجلاء، أعلنت الأمم المتحدة، الإثنين، الإبقاء على عدد من موظفيها، وعلى رأسهم المبعوث الخاص للأمين العام فولكر بيرتيس، فيما وصل 700 من موظفيها وموظفي السفارات والمنظمات غير الحكومية إلى ميناء بورتسودان بشرق السودان لإجلائهم.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد تمكّن من إجلاء ألف من رعاياه من السودان، وذلك في عمليات “معقّدة وناجحة”.

وشملت عمليات الإجلاء دولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا والصين، بينما كانت مصر والسعودية الأبرز في هذه العمليات بين البلدان العربية.

وغالبية من تمّ إجلاؤهم من الأجانب هم من الطواقم الدبلوماسية، بينما ينتظر كثير من المدنيين دورهم للإجلاء جوا، ضمن قوافل حافلات وسيارات رباعية الدفع تنتقل بمواكبة أمنية من الخرطوم نحو قواعد عسكرية خارجها، أو إلى مدينة بورتسودان.

وبموازاة ذلك، أثار مسؤولون ومحللون مخاوف حيال مصير السودانيين وسط خشية من احتدام المعارك مجددا عندما ينتهي إخراج الرعايا.

وباتت مغادرة الخرطوم هاجسا يؤرق سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين، في ظل انقطاع الكهرباء ونقص المؤن.

وحذرت الأمم المتحدة من أنه “في حين يفرّ الأجانب القادرون على ذلك، يزداد تأثير العنف على الوضع الإنساني الحرج أساسا في السودان”.

وقدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن 800 ألف لاجئ من جنوب السودان يعيشون في السودان سيعتمدون على أنفسهم في العودة إلى وطنهم الذي نزحوا منه هربا من الحرب.

‫تعليقات الزوار

5
  • عبد الله
    الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 11:58

    أين هم العرب والمسلمون والافارقة في انقاذ السودان من هذه الحرب؛ يلزم التدخل والقبض على هؤلاء المجرمين الذين شعلوا الحرب ومنهم من فر خارج البلد، يلزم محاكمتهما كمجرمين حرب؛ لأنهم تسببوا في قتل الابرياء من الشعب السوداني المسلم والسلام.

  • مواطن2
    الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 12:13

    ما يقع في العراق واليمن وسوريا والسودان وليبيا من اراقة لدماء المسلمين فيما بينهم يدل دللالة قاطعة على ان الديكتاتورية بجميع انواعها هي الحل الوحيد للحكم في البلدان المتخلفة. وفي جميع الاحوال الاضرار التي لحقت بتلك البلدان بعد التخلص من الانظمة السابقة هي اضعاف اضعاف اضعاف ما لحق بها وهي تحت الحكم السابق….الدول المتخلفة من المستحيل ان تعيش بدون قمع وبدون فساد.والحقيقة التي اصبحت واضحة هي ان البلدان المتخلفة لا يمكنها ان تستقيم الا بالقمع والديكتاتورية. اسبانيا دولة اوروبية استقام امرها بالديكتاتورية والتحقت بباقي الدول الاوروبية بفضل حكم فرانكو الدي استعمل ذلك النطام الذي كان في النهاية لصالح الشعب والدولة..الحرية كالدواء كل افراط في جرعاته يؤدي الى الهلاك. والحقيقة ان الكثير من الشعوب لا يمكنها ان تعيش بغير الديكتاتورية المطلقة.

  • حمــــــو أوراغ
    الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 12:14

    السودان غادي بيه الجنرالان المجرمين الى الهاوية، وعلى الشعب السوداني أن لا يخاف وأن يخرج عن بكرة أبيه الى الشوارع لكي يحول دون استمرار القتال بين المجرمين حيث لا مصلحة للبلاد في حربيهما ولا دخل للشعب فيها وإنما هي حرب عصابتين لا نفع للسودانيين فيها
    حرب بين عصابتين يتزعمهما جنرالان شبه أميين
    الجنرال الأول كان يتزعم ميلشيات الجنجويد التي أسسها الديكتاتور المخلوع عمر البشير المنتمي لجماعة إخوان المسلمين التي حكمت السودان طوال 33 سنة وتسببت في خرابه وتقسيمه الى دولتين (دولة شمال السودان ودولة جنوب السودان)، والجنجويد بإيعاز من الاخوانجي عمر البشير هي التي قتلت عشرات الألوف ن المواطنين السودانيين خلال حرب دارفور. وتحولت لى ما يسمى ب(قوات التدخل السريع)
    والجنرال الثاني هو الذي قام بعملية انقلاب ضد الحكومة المنتخبة شرعيا من قبل الشعب واستولى على الحكم قهرا وغصبا
    وسبب الحرب بينهما هو أن جنرال بقايا جيش الديكتاتور الاخوانجي عمر البشير المخلوع، أراد دمج فقط طبقة دوزيام حلوف من قوات التدخل السريع في الجيش دون دموج قياداتها مما دفع هذه الأخيرة تشرع السلاح باش تتعشى بقائد الجيش قبل ما يفطر بيهوم

  • rme1974
    الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 13:29

    soubhanaAllah. là où les dirigeants arabes gouvernent .c est le cataclysme .après l Irak ls Syrie lybie Yémen. c est le soudan en pleine de ramadan et le prochain .c est qui ? ??

  • مغربية تفكر بصوت عالي
    الثلاثاء 25 أبريل 2023 - 13:57

    السؤال هنا وهو الأهم في ظل الظروف العالمية الجديدة يفرض علينا أن نتساءل من المستفيد من هاد النزاع؟من يستغل مناجم الذهب؟من يحرسها؟هل هاذا النزاع هو طعم من أجل استنزاف وسرقة ثروات السودان ؟لأن المعادلة نزاع وقتل أبرياء من أجل التقدم والازدهار هي معادلة تساوي صفر .

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17

عريضة من أجل نظافة الجديدة