الصحافة الإلكترونية في المغرب

داخل سوق راسي هو اللي تكلم في الروبورتاج
تبارك الله عليك

علاش علاش تاويننا هسبريس لبغينا

عادة ما يتردد على ألسنة الجزارين بأن إسقاط الثور الأعور الهائج ( كناية عن الشخص القوي في نقطة ضعفه) يجب أن يكون بمهاجمته من جانب جهة عينه المريضة.(*)
و كلنا يعرف عن ظهر قلب مغزى و معنى التعبير المأثور القائل “وضع السم في الدسم”.
و بهذا نفهم لماذا ظهرت مع الإستعمار الغربي “التقليدي” الأول إهتماماته القصوى ببث برامج إخبارية و ثقافية إذاعية بلغتنا الساحرة، الغاية في الفصاحة و البيان، و من وراء البحار أيضا؛ و بذلك جعلت المستمع يجلس مشدودا لمذياعه ملصقا به واحدة من أذنيه أينما حل و ارتحل، يستمع إلى تلك المحطات الإذاعية على الموجات القصار “بالخارج” لأنها بظنه هي التي (تقول الحقيقة و ليس شيئا آخر غير الحقيقة المطلقة دائما و أبدا).
ومــاذا بــعــد؟
بتطور وسائل الإعلام و الإتصال السمعي و البصري عالميا ظهرت على نفس ذلك المنوال، بتزامن مع التوسع و الهيمنة الإمبريالية الغربية بزعامة أمريكا، ظهرت مثلا قناتا “الجزيرة” و “العربية” و كذلك عددا مما لا يحصى و لا يعد من المحطات الإذاعية المحلية على موجة (ف.م). ثم و بإزدياد التطور المتسارع في الميدان المعلوماتي و بظهور تقنية الإتصال المتطورة جدا في تبادل المعلومات(الشخصية و الفردية و الجماعية..) عن طريق (الإنترنيت) صار من الضروري خلق و صنع و إيجاد مواقع إخبارية [حرة و مستقلة] (على سبيل المثال قناتي “المهاجر”، “دابا” ، و موقع هسبرس، و هم في تعاون دائم و مستمر فيما بينهم) و هم كلهم جميعهم في خدمة (ضامن حريتهم و أرزاقهم)(**)
عن إحترافية و أرزاق “صحافيي” هذه المواقع و عن مصادر “تمويلها” أترك الحديث عن ذلك إلى مرة إخرى إنشاء الله.
هــوامــش:
(*)ـ ماذا عن مصارع الثيران الإسباني النحيل الجسم و هو ينط و يراوغ الثور الهائج ذي البنية القوية و الرؤية الواضحة بعينين سليمتين يتطاير منها شررالغضب، يراوغه المصارع النحيف بخرقة حمراء و يموهه بها و يخادعه و يتحايل عليه؛ ليزرق في كل هجمة هجمة من الثور و يغرس مزراقا أو نبلة أو رمحا في ظهر الحيوان الهائج إلا أن تخور قواه، ثم تأتي أخيرا فرصة إشهار السيف الفاصل القاطع ، بدون خرقة حمراء و لا غطاء وقائي و بكل هدوء و ثباث يتقدم المصارع و يدخل شفرة السيف عن آخرها في رئتي و قلب الثور ليسقطه جثة هامدة، وتأتي لتجرها إلى المسلخ الخيول المطهمة.
(**) لست أدري هل موقع (هسبرس) هو إمتداد لمجلات الإستعمار الفرنسي القديم بشمال أفريقيا( المجلة الأفريقية بالجزائر، و المجلة التونسية بتونس، و هسبيريس بالرباط)؟ و قد جاء ذكرها في كتاب عبد الله العروي (تاريخ المغرب، محاولة في التركيب)