الصحة العالمية بالمغرب تحذر من الاضطرابات النفسية في زمن "السوشال ميديا"

الصحة العالمية بالمغرب تحذر من الاضطرابات النفسية في زمن "السوشال ميديا"
كاريكاتير: عماد السنوني
الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:00

أياما بعد تخليد “اليوم العالمي للصحة النفسية”، المصادف للعاشر من أكتوبر من كل عام، وتزامنا مع إعلان وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغرب عن تنظيم “الحملة الوطنية الثانية لمكافحة وصم الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والعقلية”، ما بين 17 و27 أكتوبر 2022، تحت شعار “الاضطرابات النفسية حالة طبية.. الكرامة والحقوق ليك وليا”؛ انعقد مساء الإثنين بالرباط لقاء تحسيسي وتواصلي حول موضوع “الصحة النفسية والعقلية في زمن التواصل الاجتماعي”.

الندوة التي جمعت باحثين وأطباء في علم النفس، فضلا عن ناشطين مشهورين على مواقع التواصل، ونظمتها منظمة الصحة العالمية بالمغرب، بشراكة مع “منصة شفاء”، سلطت الأضواء على الاضطرابات النفسية في زمن التواصل الاجتماعي، لاسيما لدى الأطفال والمراهقين.

مريم بيگدالي، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب، نبهت في مداخلتها إلى الاضطرابات السلوكية الناتجة عن إدمان مواقع التواصل؛ مشيرة إلى أن الشباب “يجب أن يسترجع حياته بعدما خطفتها منه وسائل التواصل الاجتماعي وصار أسيرا لها”.

وعرجت بيكدالي في معرض حديثها على “أثر الشاشة”؛ لافتة إلى الارتباط بالصورة وزخمها القوي، لاسيما في فترات الحجر الصحي، ما تسبب في “سلوكيات إدمانية” لدى أغلب مستعملي الشبكات الاجتماعية.

وتأسفت ممثلة “OMS” بالمملكة بشأن “التأثير ذاته الذي أصبح يزحف نحو الأكثر سنا”، ولما قالت إنها “جائحة الأخبار الزائفة Infodémie” التي اجتاحت العالم بالموازاة مع الجائحة الوبائية.

كما أكدت بيغدالي أن “استعمال وسائل التواصل ورصد الإدمان عليها يظل رهين مسؤولية مشتركة تجاه مستهلكي السوشل ميديا”؛ وذلك في ظل غياب أي أرقام ترصد الظاهرة كميا ونوعيا في الأوساط الاجتماعية المغربية.

وجوابا عن سؤال لهسبريس، خلال فعاليات النشاط ذاته، أكدت المتحدثة وجود تعاون مع مؤسسات أممية أخرى تهتم بالصحة العقلية والنفسية، قائلة: “لدينا برنامج عالمي موجه للمراهقين خصيصا بخصوص إدمانهم على مواقع التواصل”، قبل أن تلفت إلى أنه يروم “التربية على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الحديثة من خلال تكوين المدرسين والآباء على حد سواء”.

وخلصت المتحدثة ذاتها إلى أنه “نظام نسقي ومتداخل المسؤوليات قصد الترافع على الحق في صحة نفسية وعقلية جيدة”، خاتمة: “يجب العمل عليه بتأنٍ نظرا للدور الهام الذي أصبح يشغله من يوصفون بالمؤثرين في فضاءات التواصل الافتراضي”.

بدورها، عبّرت الدكتورة سلمى عزاوي، اختصاصية الطب والعلاج النفسي بالرباط، عن “شكر القائمين على هذا اللقاء وإتاحة فرصة نقاش موضوع لا نتحدث كثيرا عنه”؛ مؤكدة أن “أول المقصّرين في عدم التوعية هم الأطباء النفسانيون أنفسهم وأصحاب الاختصاص والمجال”.

وذكرت عزاوي، ضمن مداخلتها، أرقاما دالة على عدم الاعتناء بالصحة النفسية والعقلية في المغرب، من خلال نقص الأطر الطبية والمستشفيات المختصة جهويا، وزادت: “يجب مضاعفة عدد الأطباء 3 مرات لبلوغ المعدل العالمي”.

الدكتورة ذاتها فصّلت في عوامل تدهور الصحة النفسية والعقلية، مؤكدة أن وسائل التواصل الاجتماعي جزء من الأسباب وليست سببا مباشرا، وعازيةً الأمر في عمقه إلى تأثر الأفراد بعوامل “بيئة جينية وراثية تكون مرتعا خصبا لانتشار الأمراض العقلية؛ ما يعني هشاشة بيولوجية”، على حد وصفها.

كما شددت عزاوي على كون عامل المحيط يظل حاسما في علاقة مباشرة بالاضطرابات العقلية والنفسية؛ مشيرة إلى أن “مشاهدة فيديو مثلا قد تقلب حياة شخص وتسبب له اضطرابات بشرط أن يكون ذا قابلية”.

“هناك أسبوعيا حالات مرضية أستقبلها في عيادتي تتعلق باضطرابات نفسية ذات علاقة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي”، تسجل الدكتورة النفسانية ذاتها، مشيرة إلى أن السبب الأساس يعود إلى رغبة الناس في “البحث عن تقدير في السوشل ميديا، لتعويض النقص في التقدير والثقة في الذات”.

وخلصت عزاوي إلى أن “تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية والنفسية في ارتفاع متواصل، بعدما فاقمته جائحة كورونا”، منبهة إلى أن “غالبية الاضطرابات التي تم تسجيلها تجلت في زيادة نسب الاكتئاب والقلق”، ومفسرة الأمر بالعزلة التي عاشها أفراد المجتمع، و”تأثيرها على التقدير الذاتي للشخص وعلى طبيعة تواصله مع الآخرين”.

وتعرّف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المرض العقلي بأنه “مرض مثل أي مرض آخر، معترف به على هذا النحو من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو ينشأ من مزيج من العوامل الجينية والبيولوجية والبيئية وتجارب الحياة الشخصية”، معتبرة الاضطرابات النفسية “مشكلة من مشاكل الصحة العامة”.

يذكر أنه حسب معطيات الوزارة ذاتها فإن 48,9 في المائة من المغاربة، ممن تبلغ أعمارهم 15 سنة فأكثر، يعانون من واحد أو أكثر من الاضطرابات النفسية؛ حيث يعاني 26,5 بالمائة من اضطرابات القلق، و6,5 بالمائة من الاضطرابات الذهنية.

‫تعليقات الزوار

17
  • Karim
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:07

    المشكلة الحقيقية في المغرب هي تجويع الفقراء ، وغياب الحد الأدنى من الدخل ، وغياب الرعاية الصحية الأساسية .

  • الزمامرة
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:09

    العيش بكرامة وأمن هو لي تيوفر الصحة العقلية. من غير هادو كولشي غادي يحماق إما عاجلا أو آجلا

  • فهم تسطا
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:12

    من المعلوم أن كل هذه الخزعبلات من استراتيجية الغرب لابعاد الناس عن دينهم و بالفعل لسوء الحظ الكثير من الناس هذا الزمان غافلون و يضيعون كل اوقاتهم في لا شيء.
    زد على ذلك سياسة دولتنا الحبيبة التي هي أيضا تشجع الهبال و التسطية و تقرقيب الناب….
    اللهم اهد شبابنا يارب

  • amine
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:20

    نرجو من وزارة الصحة الإهتمام أكثر بالجانب النفسي للمغاربة،مثلا الزيادة في عدد الأطباء والممرضين المتخصصين في الطب النفسي والعقلي،وإحدات مراكز ومستشفيات تعنى بالصحة النفسية والعقلية و علاج الإدمان،وشكرا

  • الحقيقي
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:27

    نسبة كبيرة من المغاربة على حافة الجنون واغلببة الأسباب هي الأوضاع الإجتماعية التي اوصلتهم الى اضرابات لايستطعون السيطرة عليها

  • مغرب اليوم
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:31

    شيئ عادي فاش كتلقا راسك عايش فواحد لبلاد لي فيها حكومة بدون معارضة شيئ طبيعي غادي تمرض نفسانيا.

  • العلاج هو الجمعيات
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:34

    السبب في انتشار الأمراض النفسية هو غياب وسائل للتعبير عن المشاكل العادية و اليومية وهذ الشيء

    يؤدي في الأخير إلى أزمات نفسية.

    العلاقة بين الجمعيات و العلاج النفسي هو أن الجمعيات يجب أن تكون وسيلة “للتفريغ” و الحديث عن

    المشاكل في جميع الأمور التي تهم المواطن.

    الدولة يجب أن تشجع الجمعيات في جميع الميادين لأن الجمعيات هي فضاء للحوار و الحديث عن المشاكل

    التي يواجهها المواطن يوميا.

  • العلاج هو الجمعيات (تتمة)
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:44

    في بعض الأفلام الأمريكية المتعلقة بمدمني المخدرات أو النساء ضحايا العنف أرى بأن الأشخاص الذين

    يعانون من نفس المشكل يتفقون على تكوين جمعيات.

    هذه الجمعيات يحضر فيها العديد من الأشخاص و يتحدثون عن مشاكلهم و يتناقشون حول طريقة كل

    واحد منهم من أجل علاج المشكلة.

  • سمير
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 11:54

    المشكل هو غياب فضاء أو مكان يتم فيه النقاش …في الصين مثلا كانت هناك ساحة تيانن مين كان يتجمع فيها الناس و حينما اشتد الخناق على الصينيين طفى بعض المثقفين على السطح وأصبحوا ينادون بحقوق الإنسان…لكن قامت الصين بمهاجمتهم و سجنهم و تعنيفهم و قفل الساحة. الآن هناك أفضل من الساحة هناك وساءل التواصل وهناك ساحات افتراضية لكن …تجد شخصا اشترى تيليفون يعيش في الغابة أو في قمة جبل او تحت الارض او وراء الشمس…و حين يتمكن من اقتناء 5 دراهم من التعبئة يخرج علينا بكلام جاهل لم نعهده من قبل و ليس له اية موضوعية. مشكل خاص … و يسب ويشتم …الدي دخله أقل من 10 دولار بالنسبة لمنصة الصحة العالمية يعتبر مريض نفساني

  • مواطن
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 12:09

    هناك عدة أسباب قد تسبب أزمات نفسية والسبب الرئيسي في وقتنا هذا هو الغلاء ، الميزيرية واذا مااستمرت الامور على هذا المنوال ، ستصبح الأمراض النفسية عند الإنسان عادية .

  • عبدالله
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 12:17

    المشكل ماشي في السوشيل ميديا، المشكل في العقول المكلخة التي تدخل لمشاهدة المزبلة ديالها.
    أمريكا والغرب يكلم شعوب العالم المكلخة ديال الدول المكلخة .
    السوشيل ميديا فيه مواقع جد رفيعة وتعلمك كثير من الأشياء وحتى الصنعة لي توكلك الخبز ولكن مع الأسف لا يدخلها الا العقول الذكية.
    والله إلى كاين شي مواقع مغربية تبكي القلب ،التزنديق والتسلكيط لا شيء آخر الله يستر وتستحق السجن ديال عشرين عام على الاقل.

  • Omar
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 12:44

    العلاج الوحيد للأمراض النفسية والاجتماعية هي تلاوة القرآن الكريم واتباع سنة نيينا محمد إبن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام….

  • وطني
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 13:26

    الاسباب الحقيقية في انتشار الامراض النفسية في بلادنا هي عدم اعتراف الدولة بالاخطاء المتراكمة و معالجتها دئما يقولون بان الكل بيخير و لا يبالون بشكايات المواطنين
    الفقر
    البطالة
    انتشار المخدرات
    غلاء المعيشة
    التهميش
    انعدام العلاج
    الحرية
    لنكون صرحاء مع انفسنا اولا

  • للحديث بقية
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 14:31

    يجمع العديد من الباحثين في حقل السيكولوجيا و السوسيولوجيا ان للبيئة المحيطة دور مهم في تحديد سلوكات و تصرفات الافراد، والواضح ان المجتمع المغربي قد تغير خلال العقود الأخيرة نتيجة التمدين و الانفتاح على الخارج و انتشار وسائل التواصل… لكن هذا التغيير لم يواكبه تحصين من جانب تطوير التعليم و التربية و تهذيب الأخلاق و احترام الذات و الاخر و غرس قيم المواطنة، و نتيجة لذلك تفكك القيم السابقة التي كانت تضمن علاقات الافراد كإحترام الأخ الكبير للصغير و احترام الناس لشيخ القبيلة و الالتزام داخل البيت بحضور الاب و المعلم داخل وخارج المدرسة… المجتمع اليوم تائه في ظل الراسمالية حيث الكل يصارع من أجل البقاء او بمعنى آخر الصراع المادي، هذا الصراع كان على حساب الصحة النفسية للكثير و أدى إلى ميلاد مجتمع سمته الأنانية و الانتهازية و العنف و هو ما يتجسد في الشارع و الطرقات و في الحياة العامة و بالتالي فمن لايزال يؤمن بأن تعامل مع الاخر بلطف و احترام كمن يؤمن بأن تصادف الأسد في الغابة ولن يؤذيك…و الأرقام الصادرة عن مندوبية الإحصاء خير دليل على انتشار الأمراض النفسية بشكل قياسي داخل المجتمع المغربي…

  • ان كنت ناسي افكرك
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 18:33

    ليست هذه الاضرابات النفسية وليدة مواقع التواصل الاجتماعي,بل هي متوارثة جيلا بعد جيل،نتيجة القمع و التسلط و المنع من التعبير عن المشاعر،و حرمان الطفل من الاهتمام النفسي و العاطفي،فالجيل السابق من الاباء،اغلبه يعاني من اضطرابات نفسية خطيرة،ينفعلون لاتفه الاسباب و احتقار احتياجات الطفل و منعه من التعبير عن مشاعره،و زرع القيم الخاطئة القاىمة على عقدة الكمالية،

  • Lily
    الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 - 23:20

    السبب الرئيسي واراء اغلب الامراض النفسيه التي تواجه الشباب خصوصا هي الحياة المتاليه التي نراها في العالم الافتراضي والتي هي حتما غير حقيقه و سعاده مزيفه و صور مفبركه ، يجب الاعتراف ان الدول الاروبيه ورالغير المسلمه نشرت فينا نمط حياتها الذي نشاهده الان في العالم الافتراضي وهدا مايجعل الحياه معقده لذا الجميع كما ان جل ما ينشر لا يمت الي الحقيقة بصله ابدا فقط مجرد حياه مزيفه تجعل الاخرين يكرهون نمط عيشهم و الاشخاص المتوجده في دائرتهم ..

  • عبدالقادر الزيدي
    الأربعاء 19 أكتوبر 2022 - 13:07

    نشر جوزيف بوريل الممثل السامي للخارجية الأوربية ، نشر البارحة 18 اكتوبر على صفحته تصريحا يشبّه فيه المجموعة الأوربية بالحديقة الغناء ، و الدول الأخرى(إفريقيا و العالم العربي …) بالأجمة المتوحشة ، و هذا عين العنصرية . احتجت الإمارات على هذا التصريح . و لنا أن نسأل أنفسنا عن الأسباب التي جعلت بوريل يتشدّق بهذه الكلمات التي تقطر عنصرية.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين