الطلب المتزايد وهيمنة المحروقات الأحفورية يعيقان الانتقال الطاقي في المغرب

الطلب المتزايد وهيمنة المحروقات الأحفورية يعيقان الانتقال الطاقي في المغرب
صورة: أ.ف.ب
الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 05:30

يواجه الانتقال الطاقي في المغرب عدداً من التحديات والعوائق التي تتجلى أساساً في الطلب المتزايد على الطاقة، وهيمنة المحروقات الأحفورية على الباقة الطاقية.

وتفيد معطيات رسمية صادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية بأن الطلب على الطاقة تضاعف بنحو 1.5 ما بين 2007 و2019؛ فيما تقدر حصة المحروقات الأحفورية بـ74 في المائة سنة 2017.

ومن شأن هذه التحديات أن تحد من سرعة الانتقال الطاقي، وهو ما يجعل من إصلاح المنظومة الطاقية المغربية أحد أبرز المحاور الإستراتيجية في النموذج التنموي الجديد، الذي يطمح إلى تحويل الإشكالية الطاقية إلى فرصة حقيقية للتنمية.

ورغم التحديات، أحرز المغرب تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة بهدف تأسيس نموذج طاقي منيع وتنافسي يتماشى مع الأنظمة البيئية العالمية الجديدة.

ومنذ إطلاقها سنة 2009، حققت الإستراتيجية الطاقية الوطنية تقدماً كبيراً يتجلى في انخفاض نسبة التبعية الطاقية للخارج من 97,5 في المائة سنة 2008 إلى 90.58 في المائة سنة 2019.

ويعزى هذا التقدم أساساً إلى تنمية الطاقات المتجددة، إذ بلغت حصتها في القدرة الكهربائية المنجزة أكثر من 37 في المائة نهاية سنة 2020.

وسجلت مصادر الطاقة الشمسية والريحية على وجه الخصوص تطوراً كبيراً، إذ انتقلت حصتها في المزيج الكهربائي من 1.5 في المائة إلى 15.8 في المائة سنة 2020.

وتشير معطيات وزارة الاقتصاد والمالية إلى أن التكلفة العالية للطاقة، خاصة الأحفورية، تؤثر سلباً على القدرة التنافسية للشركات المغربية. وتتأثر التكلفة أيضاً بضعف قدرة تخزين المحروقات الخام والمكررة، ما يحرم البلاد من دعامة التحكم في الفاتورة الطاقية وتخفيضها من خلال تكوين مخزون إستراتيجي للطاقة عندما تكون أسعارها في أدنى مستوياتها.

وفي ما يتعلق بالحكامة، يكشف تحليل خبراء الوزارة أن تعدد الفاعلين في القطاع بمختلف أشكالهم القانونية ووزنهم المؤسساتي ينجم عنه تداخل في الأدوار والمسؤوليات، وهدر كبير للقيمة، ما يؤثر سلباً على أسعار الاستهلاك والاستقرار المالي للفاعلين الرئيسيين، ويؤدي إلى تضارب المصالح وتشتت السوق الطاقية، ما يحول دون بلوغ الحجم المطلوب.

ولمعالجة هذه الإشكالية، يطمح النموذج التنموي الجديد إلى جعل القطاع الطاقي رافعة للجاذبية والتنمية والقدرة التنافسية، وذلك وفق معايير الأسعار وطرق الإنتاج منخفضة الكربون.

ولتحقيق هذا الطموح، حدد النموذج ثلاثة متطلبات رئيسية، أولها استدراك الخسارة على مستوى التنافسية، واعتماد الشفافية التامة في التكاليف والتعريفات وأسعار التحويل، وثانيها مواكبة تحرير القطاع بشكل متحكم فيه، وثالثاً اعتماد سياسة إرادية ومستقرة ومرنة تتلاءم مع الالتزامات الدولية للمغرب الرامية إلى تقليص التكاليف الطاقية بالنسبة للمستهلك على المدى المتوسط.

‫تعليقات الزوار

14
  • خليل
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 05:52

    كل المبررات التي تم ذكرها حول صعوبة التحول الطاقي بالمغرب لا أساس لها من الصحة، فالسبب الرئيسي هم لوبيات الطاقة الذين يرفضون التنازل عن حصصهم من الكعكة والتي جعلت منهم أكبر أثرياء المغرب، وأما الحلول فهي بسيطة وسهلة ولا يمكن أن تخفى على مسؤولينا، فمثلا يمكن ببساطة السماح للخواص بالإنخراط في هذا التحول الطاقي عبر السماح لهم بتركيب الألواح الشمسية فوق أسطح منازلهم والواجهات المعرضة للشمس مع تركيب عدادات كهربائية تدور في الإتجاهين، فبالنهار يقوم المنزل بتغذية الشبكة العامة بالكهرباء وبالتالي يدور العداد بشكل معاكس لينقص من الأرقام المسجلة حول الإستهلاك، وبالليل يقوم المنزل بالتزود من الشبكة العامة وبالتالي يدور العداد بالشكل الموجود حاليا ويسجل الإستهلاك، وهكذا في آخر كل شهر سيجد الشخص نفسه قد قلل من فاتورة الإستهلاك بكثير أو لن يدفع شيئا أو بالعكس باع للشبكة العامة أكثر مما استهلكه وسينال عليه مبلغا ماليا، وكل ذلك يتوقف على عدد الألواح المركبة لديه وعلى معدلات استهلاكه، ويمكن أيضا توفير الدعم للفلاحين من أجل تغيير السقي لديهم من قنينات الغاز نحو الطاقة الشمسية، وهذه مجرد أمثلة بسيطة

  • Foad
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 05:57

    تعليقي علي الموضوع هو أن المغرب عليه أن يقدم مشارعه التي يتغني بها ليلا ونهارا عن الطاقة الشمسية والريحية صباح مساء والشعب فقط يستمع ولاكن بدون أن يسثفيد علي العكس الشعب يتضرر حين ما يستفيق إلي فتورة الكهرباء طالعت إلي مستوي مرعب وتقول له الدولة أنك دخلت في الشطر كذا وكذا وكذالك المحروقات الشعب ياتيه الخوف انه ينظر الي عداد سيارته وتقول وزارات التخطيط كذا وكذا المشكل تتحمله الدورة للشعب يريد أن يستفيد من تخفيض في من ثمن استهلاك الطاقة الكهربائية وليس العكس

  • محمد سعيد KSA
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 06:32

    السلام عليكم

    الطاقة البدليلة والصديقة للبيئة لا زالت بعيده عن متناول دول العالم، فالوسائل المتاحة لا تجاري الطلب العالمي، ولهذا نرى الإرتباك الشديد في الغرب للتخلص من الوقود الاحفوري، هذا الإرتباك منطقي فبناء الخطط على العواطف والإستعجال يكاد يطيخ بالإقتصاد العالمي في وضع أخطر من تبعات كوفيد 19 نفسها.

    رأي شخصي: أمنيتي أن يصل العالم للطاقة النظيفه (رأي عاطفي) ولكن هل كان ربنا عز وجل ليضع للبشرية خبيئة تحت الأرض (الوقود الأحفور) منذ مئات ملايين السنين ليأتي الإنسان ليبدلها هكذا بلمح البصر ؟ (رأي منطقي).

    نلاحظ بان أوبك قادت أسعار النفط في الإتجاه الصحيح بعيدا عن تخبط أمريكا الأهوج سواء في عهد ترامب الذي بلغت فيه سعر البرميل للعقود الآجله بالسالب تحت الصفر وحتى عهد اليسار الأوبامي الأميكي الأرعن الذي لا يعرف غير التخطيط للإطاحة بالآخرين وتدميرهم.

    بريطانيا العظمى نفسها في أزمة طاقة جملتها وأخفتها بإدعاء “ندرة سائقي الشاحنات”.

  • لا للإحتكار
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 06:55

    ماذا عن الشركة الوحيدة لتكرير البترول في المغرب لاسامير؟ هل ستضل متوقفة عن العمل بهذف جعل شركات توزيع المحروقات تتحكم في السوق و مضاعفة الأرباح على حساب المواطنين .
    ألاف الوظائف فقدت و صناعة مهمة للبلاد فرط فيها ..لفائدة من ؟؟؟

  • Aboulyasm
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 07:31

    Que l’on ne veuille ou pas,(pour le moment !).L’avenir au Maroc,comme dans plusieurs pays du partour méditerranéen,est un bouquet énergétique ayant une composante nucléaire.

  • جزائري من لندن
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 09:00

    جاء في المقال:”حققت الإستراتيجية الطاقية الوطنية تقدماً كبيراً يتجلى في انخفاض نسبة التبعية الطاقية للخارج من 97,5 في المائة سنة 2008 إلى 90.58 في المائة سنة 2019.” هل تحصيل تحسن بنسبة 7 في المائة خلال 11 سنة يعتبر “تقدما كبيرا”؟

  • مواطن حر
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 09:24

    الخزانات لا توجد محطات التكرير تم ايقافها لغرض ما في نفس يعقوب.ادن مادا ننتظر من عصابة تملك كل المفاتيح

  • شكري لحسن
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 09:44

    الفساد عدو النجاح للمشاربع بالمغرب لا حسيب ولا رقيب النهب باليل وبالنهار ويبقى للمواطن اوهام فقط لا شيء يدكر

  • انجيكسيون
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 09:48

    مجموع الطاقة الاحفورية فحم و غاز و وو للكرة الارضية تعادل 12 دقيقة طاقة تصدرها الشمس . الارض فقيرة طاقيا

  • walo
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 12:14

    على الدولة ان تشجح المغاربة على تزويد منازلهم بالطاقة المتجددة لوحدهم كمثل خفض اسعار الواح طاقات الشمسية وتكلفة تركيبها الخ .. هذا سيسهم في خفض تكلفة استرادنا لطاقة وكذلك سيوفر لدولة مخزون محترم من العملة الصعبة تستطيع استثماره في مشاريع تنموية اخرى

  • brahim
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 13:18

    تحليل عجيب. كيف يسهم زيادة الطلب على الطاقة في عرقلة التحول؟ بالعكس كلما كان الطلب قويا كلما دل على حركية اقتصادية قوية تدفع المسؤولين الى تسريع التحول الطاقي ودعم كل المبادرات التي تهدف الى الاستفادة من الشمس والرياح. هناك حلول تم ذكرها في التعاليق السابقة. اهمها تشجيع الاسر على الاعتماد على طاقة الالواح مما يجعل من الضروري للدولة ان تدعم هده الالواح ماديا بتخفيض تكلفتها واعفائها من الضرائب ودعم صناعتها محليا. ربط شبكات المنازل بالشبكة العمومية لجعل المغاربة المعتمدين على الطاقة الشمسية يساهمون كذلك في انتاجها بدل ان نكون مستهلكين فقط.
    لحد الساعة لم افهم لماذا يتم تصوير ارتفاع استهلاك الطاقة كعامل سلبي بدل ان ننظر اليه انه عامل ايجابي! فكل الدول القوية اقتصاديا تستهلك نسبة كبيرة جدا من الطاقة وتجعل الامن الطاقي من اهم الاولويات حتى انها قد تلجأ الى حروب قاسية لتأمين حاجياتها الطاقية. يعني الطاقة بأي ثمن.

  • Amine
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 13:28

    متاعب الشعب المغربي ستزيد ارتفاعا و تعقدا ابتداء من 31 أكتوبر 2021 و هذا عندما توقف الجزائر ضخ الغاز عن طريق الانبوب المار بالمغرب.
    ا

  • sa
    الإثنين 25 أكتوبر 2021 - 16:15

    يجب تشجيع الطاقة الشمسية ،فالمغرب بلد يتوفر على الشمس طول السنة على الدولة تشجيع اقتناء اللوحات الشمسية عن طريق حدف الجمارك عليها وتشجع الفلاحين على اقتنائها بل ومنعهم من استعمال الغاز واستبداله بمحركات تعمل بالطاقة الشمسية من الصين وهكدا سنتغلب على الجارة وغازها

  • مازير
    الثلاثاء 26 أكتوبر 2021 - 10:12

    أين حقول البترول و الغاز المكتشفة؟ أين المحطات الحرارية؟ أين حقول اللوائح الشمسية ؟ أين حقول المروحات الهوائية؟ أين الفخم الحجري؟ أين الفحم الخشبي؟ أين التقدم؟ أين المغرب الصناعي؟ أين المغرب الأخضر؟ في التصريحات الحكومية، في الإعلام و لكن لا شئ في الواقع، لم يحس المواطن بأي تغيير يدكر

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب