"الميمات الثلاث" .. رحلة سينمائية تاريخية تقتفي شرارة "الربيع العربي"

رحلة تاريخية تعبر تاريخ المغرب والعالم العربي والإسلامي، يسبر أغوارها المخرج سعد الشرايبي من خلال فيلمه “الميمات الثلاث.. قصة ناقصة”، ليقتفي الأسباب التاريخية وراء اندلاع شرارة “الربيع العربي”.

على مدى 120 دقيقة، ترصد عدسة كاميرا المخرج المغربي مسيرة ثلاثة أشخاص تجمع بينهم صداقة متينة رغم اختلاف دياناتهم والأحداث السياسية الصاخبة التي كانت تمر منها البلاد آنذاك.

تجمع بين “مليكة المسلمة”، و”اليهودي مويس”، و”المسيحي ماثيو”، صداقة قوية منذ الطفولة، لكن الأحداث السياسية التي شهدها المغرب، وعاشها العالم، ستفرق بين هؤلاء الأصدقاء، وشاءت الأقدار أن يجتمعوا مرة أخرى محاولين الوفاء لصداقة الطفولة رغم اختلاف عقيدتهم.

تتواصل أحداث الفيلم السينمائي التاريخي، الذي يدخل قاعات العروض السينمائية المغربية، وتتشابك معها أحداث العلاقات الإنسانية والتطورات السياسية لاندلاع شرارة الربيع العربي التي تعيشها مختلف الدول العربية، حيث سيغادر موريس المغرب متجها إلى إسرائيل، فيما يأخذ ماثيو وجهة فرنسا، ثم شاءت الأقدار أن يجتمع الثلاثة من جديد، مرة أخرى بمدينة باريس الفرنسية بمعهد للإعلام.

تساؤلات كثيرة يلقي بها الشرايبي أمام الجمهور المغربي عن “أسباب انطلاق شرارة الربيع العربي منذ سنة 2011، وصراع المواقف السياسية والتاريخية والإنسانية التي تعود إلى مائة سنة خلت”، يقول المخرج في حديث لهسبريس.

ويضيف أن “فيلم الميمات الثلاث رغم طرحه قضايا ذات حمولة سياسية وازنة، إلا أنه يكشف جانبا قويا من العلاقات الإنسانية من خلال رابط الصداقة الذي يجمع الأبطال الثلاثة، التي استمرت على مدى 60 سنة رغم كل الأحداث التي مروا بها، وقضايا التعايش بين مختلف الثقافات والديانات السماوية”.

ويتبنى المخرج في فيلمه الجديد نوعا جديدا من التقنيات السينمائية يمتزج فيه الخيال بالأرشيف التاريخي، ويعيد فيه قراءة 50 سنة تمتد من نهاية الاستعمار إلى الربيع العربي.

ويجسد أدوار الفيلم كل من صونيا عكاشة، ويونس بواب، وإيفان كونساليس، رفقه أسماء مرموقة من قبيل راوية، وفتيحة واتيلي، ومنصور بدري، وعبد الإله عاجل، وسعيد باي، وصلاح الدين بنموسى، وآخرين.

يشار إلى أن “الميمات الثلاث” هو الفيلم الروائي الطويل السابع لسعد الشرايبي بعد “أيام من حياة عادية”، و”عطش”، و”إسلامور”، وثلاثية “نساء… ونساء” و”جوهرة بنت الحبس” و”نساء في مرايا”، إضافة إلى بعض الأشرطة القصيرة والمتوسطة التي أنجزها أو شارك في إنجازها طيلة مساره السينمائي.