باحثة مغربية في الذكاء الاصطناعي تطور أنظمة لفائدة "أطفال التوحد"

باحثة مغربية في الذكاء الاصطناعي تطور أنظمة لفائدة "أطفال التوحد"
صورة: أرشيف
الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:00

بفضل بحث علمي حول استعمال التكنولوجيات الحديثة لتشخيص التوحد ودعم التعلم لدى الأطفال التوحديين، نالت ماجدة عائشة، أستاذة بكلية العلوم والتقنيات بفاس، جائزة جامعة سيدي محمد بن عبد الله للبحث والابتكار في الإعاقة برسم دورتها الثالثة.

وتم تسليم الفائزة جائزة المسابقة الأسبوع الماضي، خلال حفل ترأسه رئيس جامعة فاس رضوان مرابط برحاب مركز التكوين والندوات التابع للجامعة، بحضور ثلة من الباحثين والأساتذة وعدد من الشركاء جهويا ووطنيا، فضلا عن ممثلي المجتمع المدني.

وجرى العمل على هذا المشروع في إطار مختبر الأنظمة الذكية والتطبيقات بكلية العلوم والتقنيات بفاس حول التوحد واضطرابات النمو، وهو مشروع ضخم يضم جزأين؛ الأول يتعلق بالمساعدة على التشخيص الطبي للتوحد، والثاني خاص بدعم التعليم لدى المصابين بالتوحد الذين يعانون صعوبات.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها هسبريس من لدن الأستاذة ماجدة عائشة، فقد تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية الكبيرة، لا سيما في مجال التعليم الآلي (Machine Learning).

دعم التشخيص الطبي للتوحد

فيما يخص الجزء الأول المتعلق بدعم التشخيص الطبي للتوحد، أوضحت ماجدة عائشة أنها بدأت العمل عليه سنة 2015 بصفتها أستاذة باحثة في الذكاء الاصطناعي وعضواً في جمعية المرآة للأطفال المصابين بالتوحد بفاس، وهو ما وفر لها كل الوسائل والمعرفة الأساسية لبدء المشروع وإيجاد متعاونين مناسبين من أجل إنتاج حلول موثوقة وذكية للمساعدة على تشخيص التوحد.

ومعروف أن قياس اضطرابات طيف التوحد يتم من خلال مشاهدة تسجيلات الفيديو لتفاعل الطفل المصاب وتحليل حلقات سلوكه يدويا، وهو إجراء يتطلب وقتا طويلا لجمع البيانات وفحصها من قبل العديد من المجربين لضمان نتائج موثوقة.

وللتغلب على هذه المشكلة، باتت أنظمة دعم القرار الطبي تجذب اهتمام الباحثين بشكل متزايد لتلبية احتياجات المتخصصين في الرعاية الصحية، وفي العادة يقترح الباحثون أنظمة الكشف التلقائي عن السلوك غير الطبيعي لدى الأطفال المصابين بالتوحد، وتستخدم معظم هذه الأنظمة مقاييس التسارع على الجسم للمساعدة على التصنيف الآلي للمشاكل في السلوك، ومع ذلك هناك جانب سلبي لاستخدام هذه المستشعرات على الجسم يتمثل في كون الطفل لا يكون في ظروف طبيعية.

ومن أجل تحسين أنظمة الكشف الآلي المتعلقة بهذا المجال، قامت الباحثة المغربية باقتراح أساليب قادرة على الكشف الآلي والتعرف على السلوك غير الطبيعي في الوقت الحقيقي لدى الأطفال المصابين بالتوحد باستخدام مستشعر “Microsoft Kinect” لتوفير نظام آلي للمساعدة على التشخيص لفائدة الأطباء والمهنيين في هذا المجال.

وفي هذا الصدد، اقترحت الباحثة المغربية نظاما جديدا للكشف الآلي عن الحركات النمطية للمصابين بالتوحد، خصوصا تأرجح الجسم، والتصفيق بالأيدي، ورفرفة الأصابع، ووضع اليد على الوجه وعلى الظهر.

ونجحت الأستاذة الجامعية في تطوير مساهمتين تعتمدان على أساليب التعرف على الشبكات العصبية الاصطناعية والنهج المعروف برمز “$P” لتحديد الحركات النمطية، وكانت النتيجة مرضية.

أما المساهمة الثالثة، فتتمثل في اقتراح عملية تكامل لجعل البيانات المتأتية من مستشعر “Microsoft Kinect” أكثر اكتمالا وتحديدا، ويتجلى من النتيجة أن هذه العملية تعمل على تحسين التعرف على الحركات النمطية مع تقييم كفاءة خوارزميات التعلم الآلي المختلفة.

وامتد عمل ماجدة عائشة على مستوى تشخيص التوحد إلى تطوير نظام التعرف على تعبيرات ملامح الوجه الأساسية لدى الأطفال المتوحدين، مثل الفرح والمفاجأة والحزن والغضب والاشمئزاز والخوف، وذلك باستخدام مستشعر “Microsoft Kinect” لتحديد وتتبع نقاط الاهتمام في نموذج وجه ثلاثي الأبعاد، إضافة إلى خوارزميات التعلم الآلي لتصنيف هذه المشاعر والتعرف عليها، وقد أظهرت النتائج التجريبية التي تم الحصول عليها من البيانات الأولية أن هذا النظام يمكن أن يحقق معدلات تعرف مرضية للغاية.

دعم التعلم لدى المصابين بالتوحد

أما الشق الثاني من المشروع العلمي لماجدة عائشة، فاهتم بدعم التعلم لدى المتعلمين المصابين بالتوحد أو ذوي الإعاقة الذين يعانون من صعوبات التعلم، من خلال تطوير عدد من التطبيقات المحمولة.

التطبيق الأول يحمل اسم “CalmTouch” للتعلم، ويهدف إلى معالجة صعوبات التعلم والأمراض المتعلقة بالذاكرة، التي تمثل تحديا حقيقيا للمعالجين ومعلمي الأطفال. ولتحقيق ذلك، قامت ماجدة عائشة بتطوير مقاربة تجمع بين علم الأعصاب الإدراكي وعلم الحاسوب لتوفير أداة للتعلم تساعد على تقوية الذاكرة وجمع المعلومات حول حالة المواضيع.

والتطبيق الهاتفي عبارة عن لعبة جدية لفائدة المصابين بالتوحد وعسر القراءة والأشخاص الذين يعانون من أمراض الذاكرة، مثل الزهايمر، وأيضا الفاحصين، مثل أخصائيي علم النفس العصبي، بحيث تتيح لهم اللعبة تحفيز الدماغ.

التطبيق الثاني خاص بعلاج النطق بهدف إعادة تأهيل اضطرابات اللغة، وغالبا ما تكون هذه الحالة نتيجة تلف عصبي في منطقة الدماغ الخاصة بالنطق، وهو ما يؤثر بشكل أساسي على الكلام، كما يمكن أن يؤثر أيضا على فهم اللغة كتابيا أو شفويا.

وعادة ما يتم علاج اضطرابات النطق من قبل معالج النطق، وهو ما يعرف بإعادة تقويم النطق، والهدف من التطبيق المبتكر هو التغلب على الصعوبات التي تواجه معالجي النطق ومرضاهم في عملية إعادة التأهيل.

ويسمح التطبيق لمعالج النطق بإدارة المواعيد ومراقبة نتائج تمارين إعادة التأهيل للمرضى عن بعد، وبالتالي تقليل حاجة المرضى إلى التنقل إلى جلسات إعادة التأهيل من خلال منحهم إمكانية إجراء هذه الجلسات في المنازل، بحيث يقوم التطبيق بحساب النتيجة لكل تمرين، وبالتالي المساعدة على تقييم التحسن في قدرات المريض.

أما التطبيق الثالث، وهو ما يزال قيد التطوير، فسيكون عبارة عن نظام حوار ذكي للمتعلمين الذين يعانون من صعوبات التعلم، ويهدف إلى معالجة الصعوبات التي تواجه الأطفال المصابين بالتوحد، أو غيرها من اضطرابات النمو في ما يخص تعلم اللغة والقراءة والحساب والكتابة، وهي مشاكل غالبا ما تقود التلاميذ إلى الفشل في المدرسة.

وأوضحت الباحثة المغربية في الذكاء الاصطناعي أن أحد الحلول المقترحة لهذه المشكلة يقوم على تغيير طريقة التدريس التقليدية باستخدام أنظمة التعلم التكيفية مثل الألعاب الجادة، وقد أثبتت هذه الطريقة أنها واحدة من أفضل الطرق للحفاظ على انتباه المتعلم وتحفيزه من خلال التفاعل مع بيئة اللعب.

وبالمقارنة مع أنظمة التعلم التقليدية، فإن التعلم القائم على اللعب يوفر القدرة على توفير المزيد من جذب الانتباه وتقوية المتعلمين، مع تحفيز مهاراتهم الحركية باستخدام الحاسوب وتطوير مهارات التفكير لديهم.

لكن الإشكال اليوم يكمن في أن معظم الألعاب المخصصة لتلاميذ المستوى الابتدائي لا تأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الخاصة للمتعلمين الذين يعانون من صعوبات التعلم. ولمعالجة هذا الأمر، تقوم ماجدة عائشة بتطوير تطبيق هدفه الرئيسي هو توفير لعبة جادة تعتمد على نظام حوار ذكي وقابل للتكيف.

وسيتوفر التطبيق على وحدات عدة قادرة على توفير بيئة مريحة لمستخدميه واختبار المتعلم واكتشاف صعوباته، ثم اقتراح دورة تعليمية تتكيف مع صعوباته، ودعمه أثناء التعلم وتزويده بالحلول المناسبة في الوقت الآني بناء على خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

ومن أجل تحديد قواعد التكيف ذات الصلة، قامت الباحثة المغربية بتصميم نموذج عام يتيح وصفا دقيقا لأي نوع من اضطرابات التعلم التي قد تواجه المتعلمين الصغار، إضافة إلى حلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ذات الصلة التي يمكن أن تعزز تعلمهم.

وقد تم إجراء بحث مواز لدى الأساتذة في المدارس الابتدائية حول الصعوبات التي تواجه التلاميذ في الفصل ومختلف الاستراتيجيات والتقنيات التي يستخدمونها لمساعدتهم، وذلك بهدف تحديد محاور التطبيقات والمشاكل المطلوب حلها.

كما يشمل العمل في هذا الصدد أيضا، وضع عملية عامة لإنشاء لعبة، بدءا من الاستراتيجية والتصميم والتطوير وصولا إلى التقييم، بحيث يجب أن توفر اللعبة مساحة اختيار للمتعلم. وبناء على النتائج، سيتم اقتراح دورة تعليمية على مراحل عدة بمساعدة نظام حوار ذكي.

وقد نجحت الباحثة المغربية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي في هذا المشروع العلمي بفضل تعاون مثمر جمعها بجمعية المرآة للأطفال ذوي التوحد بفاس وعدد من الباحثين في تخصصات مختلفة، من أطباء أطفال ومعالجين لمشاكل النطق وباحثين في علوم الحاسوب وعلم الأعصاب من المغرب وفرنسا.

‫تعليقات الزوار

15
  • فيصل
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:06

    اكيد ولا قناه من قنوات الصرف الصحي ستستضيفها لانهم مساكن مشعولين بالملولي ونزار وندى حاسي والتافهين ديال السوشل ميديا

  • mustafa
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:19

    كان على الباحثة أن تبحث عن السبب الحقيفي للتوحد لدى الاطفال لتخطي الوقوع فيه وكان على الباحثة أن تبحث عن العلاج الحقيقي له ومعالجته.

  • Akram
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:22

    قرات أن إعطاء الطفل الهاتف او تركه مع التلفاز يصاب بالتوحد،،،ووجب الكلام معه لكي لا يركز كثيرا مع الهاتف او التلفاز،،،ولف نظره مرة مرة،،،،سؤالي في العائلة طفل دكي ويتعلم بسرعة وعنده اعراض التوحد،،،يلعب لوحده مثلا،،،هل هدا توحد شكرا

  • remarque
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:22

    C’est bien de partager de tels achèvements, mais il faut également citer que tous ces travaux n’ont pas été fait par la dite personne toute seule ! Il y avait bien des doctorants
    .chercheurs derrière qui ont bossé jours et nuits pour accomplir ces résultats ensemble

  • rachid
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:31

    Bonjour
    Prière de le mettre en relation avec cette recherche use comme j’ai un fils autiste qui serait intéressé par cette application.

  • هشام
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 11:44

    إلى المعلق الثاني Mustafa أولا الباحثة ليست الله لي تعلم سبب توحد الأطفال لأن الله وحده من يصيب الناس بالداء ويعلم السبب في ذلك ثانيا تهاجمون دائما الدولة أنها لا تشجع البحت العلمي وعندما يظهر أحدهم قام أو فاز بجائزة عن بحت علمي ما قام به تبخسون من قيمته مما يعني أن ليس الدولة من لا تشجع البحث بل أنتم من يستهزئ بالباحثين أو أنها ليست ذكرا هو من فاز بالجائزة لذلك لم يرق لك الامر لانكم ألفتم أن المرأة ناقصة عقل ولا تعرف أن تقوم بأي شيء إن لم يعلمها الذكر وأخيرا عوض الاستهزاء بالاخرين قم ولو بربع ما قامت به هذه الباحثة أولا حادگين غير فحلان الفم وراء الهواتف وصافي وحتى داك الهاتف غير علموك كيفاش استعملوا وتستعمل التكنلوجيا لي فيه هادشي إلا كنتي عارف ليها مزيان أصلا.لا حولة ولا قوة إلا بالله

  • الحيف
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 12:04

    أرى أن الابتكارات و الاختراعات المغربية لا يكون لها الصدى و الإشعاع المطلوب. أهو مشكل في التواصل أو مشكل لغة …. لو كانت مبتكرة هدا الجهاز أجنبية لمر في قنوات العالم و أقيمت ندوات و موائد مستديرة و أعتبر إنتصارا و فتحا ضد المرض. أن تتناوله صحف قليلة فيه حيف و ظلم في حق السيدة. و لن يمر في أية قناة مغربية.

  • الى mustafa
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 12:16

    الأستاذة تستحق التحية و الاحترام على ما قامت به لصالح هذه الفئة التي تعاني و ذويها في صمت.
    قم انت بما اردت الأستاذة المحترمة ان تقوم به، ام انك تتنتمي إلى فصيلة من يجعلون أعزة القوم اذلة.

    المغرب لن يتطور و يتقوى الا بالعلم، و كفى الاغبياء الكلاخ.

  • محمد
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 12:24

    جهود الباحثين في مجال البحث العلمي لمساعدة أطفال التوحد على تخطي اعاقتهم أوالتخفيف من حدتها، وتمكين هؤلاء الأطفال من الاندماج في المدرسة والمجتمع، تعد من أكبر الانجازات العلمية الجديرة بالتقدير والتشجيع.

  • كمال
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 12:39

    البعض يقول أن الدولة لا تشجع البحت العلمي ولكن هنا عندما تكلم المقال عنه نال أربعة تعليقات فقط في حين لو قال المقال أن امرأة قامت بفضيحة ما لانهالت عليها التعليقات بكثرة ومنذ الوهلة الاولى لي تعلموا أن القراء والمعلقين هم من لا يهتمون بالبحت العلمي ويهتمون فقط بالفضائح وليس الدولة من لا تشجعه والدليل أربعة تعليقات فقط هنا

  • Guest
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 13:51

    مبادرة رائعة..تحية و تقدير للاساتاذة

  • سعيد
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 16:22

    تحية للأستاذة الباحثة…يجيب تنزيل هذه الابحاث و الاختراعات على أرض الواقع ليستفيد منها الجميع و البحث عن الطريقة الأنجع لوصولها للأطفال المساكين المعنيين..و لا تبق حبيسة الرفوف و مجرد نظريات غير مترجمة على أرض الواقع..الأمهات والأباء يعانون مع هذا الإضطراب الخبيث و مع الأطباء وهذا موضوع أخر…

  • عادل الابراهيمي
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 16:48

    تعليق لا معنى له خصوصا اذا عرفت المبالغ التي تصرف في امريكا بدون اي تقدم يذكر الاستاذة مشكورة على هذا المجهود مع امكانات المغرب التي لاتستطيع توفير الخبز لجميع المواطنين.

  • عادل الابراهيمي
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 16:51

    ليس بالضرورة الامر يحتاج ملاحظة اكبر في مجمل السلوكيات

  • * إلى Mustafa *
    الأربعاء 30 يونيو 2021 - 17:53

    تعليقك ذكرني ب:
    شخص قال أني أتقن لغة بايثون و سي شارب و سي بلس بلس
    وعلق عليه معلق كحالتك هاته وقال :أنتم تركتم لغتكم الأصلية وهي اللغة العربية واتبعتم لغة الكفار

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين