خبير مناخي: الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات تنذر النظام الإيكولوجي بالدمار

خبير مناخي: الخسائر الناجمة عن حرائق الغابات تنذر النظام الإيكولوجي بالدمار
صورة: أ.ف.ب
الأحد 21 غشت 2022 - 07:00

عرف المغرب خلال الصيف الحالي حرائق غابات عدة، كانت لها آثار سلبية كثيرة؛ فبالإضافة إلى الآثار على حياة الإنسان، لها تأثير كبير على الطبيعة والبيئة.

وفي هذا الإطار قال علي شرود، الخبير المناخي، إن “الآثار التي تخلفها الحرائق على البيئة مدمرة ومتنوعة، منها الآنية والعاجلة أو المستقبلية”.

وقال شرود، ضمن تصريح لهسبريس، إن “الآثار الآنية تتمثل في تدمير وإعدام البيئة الإيكولوجية، أي إعدام الزواحف باختلافها وتنوعها وقيمتها، ومنها حتى تلك النادرة”.

وتحدث الخبير ذاته عن عدد من الآثار الأخرى، ومنها “إعدام مآوي الطيور وأعشاشها ومصادر طعامها”، مفيدا بأن “منها التي تنفق حالا بسبب الحريق أو التي تهلك ببطء جراء فقدان مأواها”، وزاد: “الحشرات أيضا بكل أنواعها تعرف اختفاء كليا، وأيضا الطيور المهاجرة التي تغير رحلتها ووجهتها أو تتعرض للانقراض”.

كما أكد المتحدث أن “النظام الإيكولوجي بالكامل يتعرض لدمار وإعدام يظهر بعد وقت طويل، حينما يلغى دور بعض الكائنات الدقيقة في الحياة الإيكولوجية، في علاقة متبادلة مع الحياة البيولوجية وأيضا الصحية”.

وتابع شرود: “في المستقبل تؤدي الحرائق إلى صدمة السكان القرويين جراء فقدان مراعيهم التي توفرها لهم الغابات، وإعدام جزء أساسي من الطبيعة التي هي متنفس للإنسان”.

ودعا الخبير المناخي إلى “ضرورة تطوير وسائل الوقاية من الحرائق بتطوير عقلية الإنسان وأنشطته، مع إعادة النظر في إستراتيجية هندسة الغابات، وخلق ممرات واسعة وطرق ثلاثية، لتصبح الغابة في تواصلها على شكل فسيفساء، وبالتالي إذا ما شب حريق في منطقة ما يسهل إنقاذ باقي المناطق”.

كما طالب شرود بضرورة “التركيز على رعاية الغابات وحمايتها، والتخلي عن العشوائية التي تسمها اليوم في هندستها، مع منح دروس في المنهج التربوي لتحبيب الأطفال والشباب في الغابات”، مشددا على “تطوير المراقبة المستمرة عن طريق الاستعانة بالأقمار الصناعية وأبراج المراقبة، وإعلان حالة الطوارئ قبل نشوب الكارثة، وليس بعدها، وأيضا التعاون مع دول الجوار في إخماد الحرائق التي تشب”.

يذكر أن موجة الحرائق هذا الصيف لم تكن حكرا على المغرب ودول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بل شملت أيضا القارة الأوروبية، وأغلب دولها المطلة على الحوض المتوسطي، التي تتوفر على مساحات غابوية شاسعة؛ في وقت أدت بعض الحرائق ببعض الدول الأوروبية إلى وفيات بالعشرات، وتهجير الآلاف من مساكنهم.

وفي تقرير لها، أشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أن “الحرائق الضخمة أو الكبرى Les mégafeux ظواهر تظل مرشحة للارتفاع بشكل غير مسبوق بسبب التغيرات المناخية”، لافتة إلى أن “الاحتباس الحراري” يُطيل موسم الحرائق ويدفع نحو توسيع المناطق الجغرافية المهددة بالنيران.

المصدر ذاته سجل أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية لكوكب الأرض (1.1+ درجة مئوية منذ العصر ما قبل الصناعي)، وتفاقم وتواتر موجات الحرارة والجفاف، “مزيج قاتل أدى بالفعل إلى تزايد الظروف المواتية لنشوب النيران في أجزاء كثيرة من العالم”، مضيفا أن هذا هو الحال بشكل خاص في جنوب أوروبا وشمال أوراسيا والولايات المتحدة وأستراليا والأمازون، لكن أيضاً في مناطق عُرفت عموما ببرودة طقسها مثل سيبيريا وكندا.

‫تعليقات الزوار

7
  • شعيب أبو سهيل
    الأحد 21 غشت 2022 - 07:12

    مازال ماشفتو واااااالو باقي العاطي يعطي رجعوا الأحاديث ديال الرسول عليه الصلاة والسلام او تعرفوا أشنو كاين بما انكم تنصرون الظالم ولا تنصفون المظلوم وتأكلون اموال اليتامى بغير حق..والربى..الخ فانتظروا أي شيء من الله عزوجل بدون أن تشكوا أو تبتوا شكواكم إلى الآخرين مادمتم تقهرون اليتامى والمساكين خاصة والشعب المغربي عامة فلا يسعنا سوى أن نرفع أيدينا تضرعا وان يبين برهانه فيكم في الدنيا قبل الآخرة….
    اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا يا رب

  • منذر
    الأحد 21 غشت 2022 - 07:44

    هذا لأن الذي في أوروبا يريد أن يقضي عطلته في أستراليا و الذي في أمريكا في أندونيسيا و نريد أن نأكل الفاكهة التي نضجت في الأرجنتين و نريد أن نعمر أكثر من عمرة و نحج أكثر من حجة .. انظر إلى السماء عبر غوغل itinéraire des avions ستجد سماء الكرة الأرضية مملوءة بالطائرات تسعون في المائة من ركابها في عطلة و نزهة و أكثر البضاعة التي تحملها مأكولات موسمية.. زد هذا على الطلعات الحربية التدربية لكل دولة ..كل هذه المحركات تسخن الأرض و السماء ..كل الذكاء الآدمي مسخر للتفاهات و ليس للأولويات..

  • بركات التضبييع
    الأحد 21 غشت 2022 - 08:32

    الحرائق كانت مفتعلة من طرف قتلة الاطفال و الرضع
    فقط البلهاء من ينكرون هذا

  • ألغاز
    الأحد 21 غشت 2022 - 09:06

    حتى لو سلمنا أن المساحة المحترقة تبلغ 30 أ لف هكتار فأن مساحة الغابة بالمغرب هي 9ملايين هكتار مايعني أن الضياع لايتجاوز 0,3%من المساحة الكلية للغابة وإذا أضفنا أن تشجير 60ألف هكتار يتم كل سنة فإن النتيجة هي +0,3%سنويا فكيف يكون كل هذا التأثير من الحراؤق على الغابة ؟؟؟

  • رضوات
    الأحد 21 غشت 2022 - 09:49

    هو فعلا ينضر بالكارثة المشكل هو ان سكان المدن غالبا لا يبالون لا بهدا التضهور الخطير والمدمر ولا حتى بالثلوث…الكثير مثلا لازال يحلم بسيارة 4×4 مازوطية مسرطنة بانبعاتتها المضرة وان يسوقها بسرعة مفرطة … تجد أطفال وطفلات كثيرين لهم سيارات من هدا النوع…او بالغين لكن بنيتهم الجسدية غالبا ما تكون نحيفة جدا …ممسوخين… الكثير لايعرف ماهي الغابة واهميتها …الدي يسكن فيها أو بجوارها و يستغل ثرواتها و يلوتها هو المتضرر الأول …علينا اعداة غرس اشجار وان نبقي مسافة بين الغابة والأخرى غير مغروسة حتى نمكن رجال الإطفاء من احتواء النار

  • سبحان الله
    الأحد 21 غشت 2022 - 11:19

    سبحان الله هاد عندنا خبراء فحال الشوفات گالسين غي على التنبؤ معندناش خبراء مخترعين دو حلول .

  • adil
    الأحد 21 غشت 2022 - 12:25

    عندما تنتج امة جاهلة و ذات مستوى تعليمي ضعيف فستجني من ورائها كل أنواع الكوارث

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة