24 ساعة
مواقيت الصلاة وأحوال الطقس
16 | الفجر | الشروق | الظهر | العصر | المغرب | العشاء |
---|---|---|---|---|---|---|
الرباط وسلا | 06:42 | 08:09 | 13:46 | 16:47 | 19:16 | 20:31 |
النشرة البريدية
اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا
المرجو التحقق من صحة البريد الالكتروني
إشترك الآن xاستطلاع هسبريس
- رصيف الصحافة: كولونيل وجنود يتورطون في اختلاس مواد غذائية
- ترامب والكونغرس يتفقان على اعتبار جهة الصحراء جزءاً من المغرب
- توقيف متورطَين في شبكة إجرام داخل مشفى العيون
- الأمن يوقف متورطا في ترويج ماء الحياة بأكادير
- درك تاونات يضبط سيارة محملة بـ"الكيف" و"طابا"
رصيف الصحافة: كولونيل وجنود يتورطون في اختلاس مواد غذائية (5.00)
ترامب والكونغرس يتفقان على اعتبار جهة الصحراء جزءاً من المغرب (5.00)
حزب الاستقلال يرفض "فرنسة العلوم" ويبرئ التعريب من فشل التعليم (5.00)
مبادرة إحسانية تهب رجلين اصطناعيتين لتلميذ مبتور القدمين بفاس (5.00)
الفيلسوف ماريون يُجْلي "سوء الفهم الكبير" عن معاني العلمانية (5.00)
- حزب الاستقلال يرفض "فرنسة العلوم" ويبرئ التعريب من فشل التعليم - (121)
- مجلس المنافسة يردُّ على الحكومة: تسقيف المحروقات "غير قانوني" - (111)
- ترامب والكونغرس يتفقان على اعتبار جهة الصحراء جزءاً من المغرب - (83)
- العثماني: تحدي الفساد ما يزال قائما .. والقضاء مصير المتورطين - (61)
- مجلس المنافسة يُعدّد أخطاء بنكيران في تحرير أسعار المحروقات - (59)
قيم هذا المقال
كُتّاب وآراء
بولمان .. عندما يصبر المواطن على خبزه وليس على حطبه!

بين كتل جبلية تظهر كأسنمة جمال فقدت لحمها وشحمها واستحالت خضراء تسرّ الناظرين من بعيد، ترقد مدينة صغيرة في حيّز جغرافي من الأطلس المتوسط تنزل فيه درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر. تغيب الشمس هنا أو تكاد طوال الأشهر التي تمتلك حرف راء.. وفي قلة سخاء هديّة السماء، لا يجد المواطنون حرجاً من التوجه نحو الكتل الجبلية كي يقتلعوا اخضرارها، ليتأكد الزائر أن ما سرّه من بعيد، سيؤلمه كثيراً كلّما توّغل أكثر في عمق منطقة سميّت قديماً بدار الأمان.
في مركز يعدّ عاصمة لإقليم ممتد اسمه بولمان، يخاف المواطنون من شيئين اثنين أكثر من أيّ شيء آخر: قلة الحطب، ورجل اسمه 'بوغابة'. قلّة الحطب تعني مواجهة صقيع ينفذ إلى أعماق الإنسان حتى ولو لبس أسمك معاطفه وجلابيبه، لذلك يعمد الجزء الأكبر من الساكنة إلى التوجه نحو الغابات القريبة للتزوّد بما أمكن من خشب يصلح للتدفئة، و'بوغابة' ليس سوى ذلك الإداري القابع فوق تلٍ اسمه 'للاّ حاجة' يراقب ما يحطبه الآخرون، وبمقدوره، بجرّة قلم واحدة، أن يرسل بعضهم إلى السجن، أو أن يتسبّب في هجرة أحدهم الإقليم نهائياً.
هسبريس زارت مدينة يحتل فيها الحطب مكانة مهمة، لدرجة أن المواطن هنا قد يتناسى التهام خبز يقيه جوع ليلة.. لكنه لا يصبر على قضاء ليلة دون حطب يلتهمه فرنه البسيط فيحوّله إلى دفء يحتل أركان المنزل.. وإلّا ستضطر الأسرة إلى إحراق ملابسها وأحذيتها وأشياء أخرى.
الحطب.. عصب الحياة في هذا الشبر
يصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الحطب إلى درهم كامل، تُضاف إليه مصاريف النقل ومصاريف التقطيع. يحتاج المواطن هنا سنوياً في أقل تقدير إلى ما يقارب الطن من الحطب، الطريقة القانونية الوحيدة لشرائه هي ابتياعه من مستودع تشرف عليه إحدى الشركات العاملة في هذا المجال. غير أن بولمان، وعكس مجموعة من المدن المجاورة له، لا يتوفر على مستودعٍ قار، حيث لا تزوره الشركة المذكورة إلا مرّة واحدة في السنة لأسباب كثيرة، منها أن الحطب يباع بثمن أكبر في مدن مجاورة، ومنها كثرة الراغبين فيه مجاناً من رجال السلطة وما جاورهم.
أمام هذا الوضع، تنشط التجارة اللاّ قانونية للحطب، فإن كان المشرّع يسمح للمواطنين بنقل الحطب اليابس من الغابة، فهو لا يسمح لهم بالمتاجرة فيه. بيدَ أن الفقر المدقع الذي تعيش فيه ساكنة لا تتوفر على طرق أخرى لتحصيل الرزق، يجبر الكثير منها على المغامرة ببيع ما تحطبه، بل وأكثر من ذلك، المغامرة بتقطيع أشجار خضراء لما يوفرّه حطبها من مدة في الحرق تفوق تلك التي يوّفرها الحطب اليابس.
تنتحب الغابة المحيطة بالمدينة ألماً وهي تراقب عاجزة ما تفعله الفؤوس بأشجارها التي احتاجت إلى عقود من الزمن كي تخضرّ أوراقها، ويزداد ألمها عندما تلتهم قطعان الأغنام كل النبتات التي تخرج من الأشجار المقطوعة، فكل محاولات الشجرة أن تولد من جديد، تصطدم برعي جائر يأتي على الأخضر واليابس، لتنتهي الشجرة إلى الأبد، ويتحوّل مكانها إلى قبر كئيب يشهد على اغتيالها.
الصحة.. آخر ما يُفكّر فيه هنا
" من غير لي خدّام فالدولة أو لي متقاعد، كلشي كيبيع ويشري فالحطب هنا.. هذا هو الواقع !" يتحدث لنا أحد أبناء المنطقة وهو يختبئ في جلبابه من بردٍ أجبر الساكنة على الدخول إلى منازلها حتى والساعة لم تتجاوز السابعة ليلاً، مضيفاً بكثير من الحنق:"عرفتي أخويا.. الحمار هنا القيمة ديالو أفضل من ديال البشر.. الحمار كيدير أكثر من ألف درهم وكيجيب الدفا.. أما البشر، راه كيتباع ويتشرا فالانتخابات غير بـ100 درهم..".
الفقر الذي تعيش فيه الساكنة جعل حتى أعداد البغال أقّل بكثير من أعداد الحمير لغلاء ثمن الأولى، غير أن هناك بعض الأسر التي لم تجد غير ظهور نسائها لحمل الحطب. قُرب جبل تيشكوت المطّل على المدينة، والتي تدّعي خرافات هنا بأنه يحتوي على الذهب في أركانه، تَظهر بين الفينة والأخرى نساء بلغن من الكبر عتياً، مقوّسات الظهر، يحملن الأغصان وهنّ يدندن بأغاني أمازيغية. الرجل لا يحطب إلّا إذا توّفر على دابة، والمرأة تحطب بها أو بدونها. قال لنا ابن للمنطقة:" الأعراف تعيب هنا على الرجل أن يحمل الحطب فوق ظهره، ولا تعيب ذلك على المرأة حتى ولو كانت في أرذل عمرها".
غير أن المعاناة مع التدفئة لا تتوقف عند ظهر امرأة، فأحياناً لا تجد بعض الأسر الفقيرة بداً من إحراق أي شيء تفيض به الحاجة لجلب الدفئ. هنا يباح إحراق الأحذية والأوراق والأواني البلاستيكية والملابس وإطارات السيارات وما إلى ذلك، وعندما يُلام من يقوم بذلك للخطر الكبير على الصحة والبيئة، يجيبك بسؤال مؤلم:" إوا نموتوا بالبرد باش تبقا البيئة بخير؟ أما الصحة راها مشات زمان هذا".
بوغابة.. الغول الذي يخاف منه الحطابة
عندما تسأل الساكنة هنا عمّن يملك الغابة (التابعة إدارياً للجماعتين القرويتين كيكو والمرس بما أن القانون لا يمكّن الجماعات الحضرية من الملك الغابوي)، تجيبك بأنها 'ملك لبوغابة'، موظف المندوبية السامية للمياه والغابات الذي يعمل على مراقبة أحوال الغابة، فالخوف من هذا الرجل يحتل أركان الحطابة في هذا الركن من المغرب.
في جولتنا على جانب من جبل 'تيشوكت' قطعنا خلالها قرابة عشرة كيلومترات على الأقدام، تحسّست وجودنا سيدة كانت تنزع أغصاناً وجذوعاً خضراء، لتطلق العنان لقدميها معتقدة أن الأمر يتعلق بـ'بوغابة'، في وقت بقي حطاب آخر في مكانه، مطمئناً إلى أن ما جمعه من حطب يابس، لن يؤدي بالموظف الصارم القادم إلى متابعته، رغم أنه قام على عجل بدفن فأسه، التي لا يُسمح بحملها حتى مع الحطب اليابس.
شاب في مقتبل العمر يمتلك مستوى تعليمي توقف في حدود الثانوية، حكى لنا خلال لقائنا معه معاناته شبه اليومية مع الحطب. يستيقظ في حوالي الساعة الثالثة صباحاً، يجرّ حماره الصغير وكلبه الوفي، ولأنه لا يبتغي غير الحطب اليابس، يضطر إلى التنقل لساعات قبل أن يجد مراده. تبدأ عملية القطع في حوالي الساعة السادسة، وبعد ساعتين، يقفل راجعاً إلى بيته الذي يصل إليه في الساعة التاسعة.
لا يجرؤ الحطاب الشاب على التفكير في الحطب الأخضر، الأمثلة هنا كثيرة على أشخاص دخلوا السجن بعدما وجّه لهم 'بوغابة' تهم قطع الشجرة، وآخرين اضطروا إلى الاستدانة لأداء غرامات تصل أحياناً إلى عشرين ألف درهم بعدما تمّ الحجز على دوابهم وحتى سياراتهم، بينما فرّ البعض الآخر خارج الإقليم هرباً من الاعتقال. لكن لماذا لم تفكر المرأة الهاربة في مثل هذا المصير؟ السر يكمن هنا حسب ما استقيناه من شهادات في أن النساء غالباً ما يجرّن عطف الموظف فيتردد في معاقبتهن، وأحياناً أخرى يخاف الموظف من أن تتهمه المرأة بمحاولة الاعتداء عليها واستغلال وحدتها داخل الغابة !
بين الحق والواجب
"بين حق المواطن في الدفء، وواجبه في المحافظة على الغابة.. تستمر المفارقة الصعبة في بولمان"، هكذا يلخص ميمون الميموني، فاعل جمعوي، الوضع بالمدينة، قبل أن يضيف:" المواطن هنا يفكّر في الدفء قبل أيّ شيء آخر، فلا يمكن للدولة أن تطلب منه القيام بالواجب، وأسنانه تصطك من البرد"، قبل أن يردف" على الجميع أن يدرك أن الحطب ليس حلاً للتدفئة، فنحن نحلّ مشكلاً بمشكل آخر، يتسبّب في التعرية وفي تهديد كثير من القرى بسقوط أطنان من تربة الجبال عليها".
حديث ميمون يجد سنداً لها في مناظر تلك البقع التي اجتثت منها الأشجار وأصابتها التعرية، فقد صارت تظهر كرأس فقدت دوائر من الشعر بشكل مفاجئ. بدأت الدولة منذ عقود في زرع شجر يسمى هنا بـ"تايدا" كي يحلّ محلّ شجر البلوط الأخضر المقطوع، إلّا أن "تايدا" لم تفلح في كذلك كثيراً لخطورتها على التربة.
حسب من قابلناهم من فاعلين جمعويين، فالحل ينقسم إلى جزأين مترابطين: الأول خلق فرص شغل حقيقية في الإقليم تحفظ الكرامة لساكنتها دون الحاجة إلى المتاجرة بشكل سريّ في الحطب، والثاني هو أن يعمل المكتب الوطني للكهرباء على تفهم خصوصية المنطقة، وأن يعمل على تخفيض ثمن الاستهلاك، كي تتمكّن الساكنة من الاستفادة من آليات التسخين الكهربائي دون الحاجة إلى إيقاد النار.
شاء حظنا ألّا تعترض الثلوج طريقنا ونحن ننتقل بين قرى قريبة من مركز بولمان كتارصيفت وأيت عمو وأم جنيبة، لكن الثلج الذي غاب عن الإقليم إلى حد الآن لم يستطع منع البرد القارس من التسلّل، وبالتالي مزيد من استهلاك الحطب ومزيد من تفقير الغابة. كما لو أن هذه الأخيرة مصرّة على التشبه بالمواطنين المحيطين بها، ممّن احتل الفقر جيوبهم، وداهم العوز بيوتهم، وأدمت قلوبهم مناظر شاحنات ضخمة، تحمل يومياً جذوع أشجارهم الخضراء إلى المصانع البعيدة.. بينما يُطلب منهم المحافظة على البيئة !
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي هسبريس
تعليقات الزوّار (27)
فهل هكذا يكون الجزاء فقر وتهميش وذل ....... ولمن يهمه الأمر واسع النظر وشكرا جزززززييييلللا هسبريس المرجو النشر
بوغابة موظف يسهر قدر الامكان على المحافظة على الغابة حسب قناعاته و التزاماته المهنية , الا أن الذي يجب عليه الحرص عليها أكثر هم السكان المجاورون. اذا لم يقم الغابوي بواجبه فلا مشكل لذيه لأنه سيغادر المنطقة بعد سنوات لما يتم تنقيله من طرف الادارة . و لكن المتضررين الكثر هم المواطنون الذين يستنزفون الغابة التي بدونها لن تستمر الحياة في الجبل .
مندوبية المياه و الغابات , فعلا , لا تهتم الا قليلا بمتطلبات و هموم السكان و تعتمد في كل تدخلاتها على الجزر , رغم أن المسؤولين المركزيين و المحليين يصرحون دائما أنهم يبرمجون تدخلات موازية لصالح السكان لتخفيف الضغط على هذا الأرث الطبيعي. و لا يجتهدون في تشجيع ابتكارات بديلة لتوفير الطاقة المطلوبة لتسهيل حياة هؤلاء السكان العزل . الجماعات القروية التي تستفيد من كل مداخيل الغابة و التي تصرفها في أمور كثيرة لا علاقة لها بالحفاظ على الغابة لا تفكر في الموضوع أصلا .
تنضيم السكان في جمعيات تبقى هو الحل
بولمان يا بولمان بلد مقاوم لأعتى الأعداء، و هاهم أبناؤه لازالو يكافحون في السر دون مبالاة المسؤولين.
أين حصة بولمان من التنمية المحلية؟
أين نصيب بولمان من ميزانيا ت الجهة؟ ولو 1PPM
أين هي الحركة الشعبية من هذه النتائج؟
أملنا في الله سبحانه و تعالى
ليظل مشكل الحطب حلقة مفرغة اسالت العديد من المداد دون اي تغيير يذكر باستثناء اننا مقتنعين بان المفرب العميق هذه هي حكاياته ....
تحياتي
فعلا إنها المأساة والتهميش المعاشان في منطقة بولمان من تانديت إلى صفرو، أين نحن من ميزانيات الجهة والمجالس الإقليمية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وصناديق الدولة ، فعلا لم يصلنا إلا البرد القارس طبعا، لماذا توقفت التنمية عند مدينة صفرو ولم تستطع ولوج إقليمنا ولماذا توقفت في كرسيف وامتنعت عن زيارتنا، ولماذا لم تستطع هذه التنمية التي تعرفها منطقتي إفران و ميدلت من زيارتنا ولم مرة واحدة في الشهر حتى نستأنس بها قليلا.
إذن لماذا التنمية لم تقدر حتى الان على اختراق كل مداخيل الإقليم سواء من الشرق أو الجنوب والشمال والغرب ، هل العيب فيها أم فينا؟
هل المدبرين للشأن المحلي والإقليمي لا يعرفون التنمية أم هم يحرصون فقط على تنمية أنفسهم دون محيطهم؟ هل التنمية حلال عليهم وحرام علينا؟ لماذا هذا الأقليم دائما في علاقة صراع وتضاد مع التنمية؟ ومن الذي يستطيع فك شفرة هذا الصراع وتحيلو إاى علاقة حب ومواكبة ووئام؟
أسئلة ساعدونا في الإجابة عليها من فضلكم لقد هرمنا من انتظار هذه التنمية في هذا الإقليم
التعليقات مغلقة على هذا المقال
صوت وصورة

المعهد الفرنسي .. آفاق جديدة

بنعبد القادر وشيطان الفساد

المياه العادمة بشيشاوة

جديد محاكمة المهداوي

احتجاج أمام سامير

العثماني وتحدي الفساد

أزمة نقل خانقة بالبيضاء

الكراوي وتقنين الأسعار

فيلسوف فرنسي والعلمانية

إصابة جديدة بإنفلونزا الخنازير

جنازة مهيبة لوالدة الخياري

الصحة تحت المجهر

المنافسة وتسقيف المحروقات

احتجاج ضد معمل بشيشاوة

محتجون ضد حفل ماسياس

بركة وحكومة العام زين

التبرع بالدم بمعرض الكتاب

العلاقات المغربية الإسبانية

العرس الأمازيغي

أطراف صناعية بالمجان

بوريطة واتفاقية الصيد البحري

الوعي البيئي للمغاربة

النموذج التنموي الجديد

الورود في عيد الحب
