صدر حديثا للكاتب المغربي محمد لغويبي، ابن مدينة وزان، مؤلّف اختار له عنوان “كرونولوجيا سياسية من حكومة العهد إلى حكومة الوعد”.. ويعتبر هذا المنتوج رابع إصدارات الكاتب والقاص محمد لغويبي بعد” نبوءة” سنة 2007، و”سيف من خشب” سنة 2009، و”شيء من حتى” في عام 2014.
ويقدم لغويبي كتابه بالتأكيد على أن السياسيين المغاربة لا يعيرون أهمية كبرى لموقف المجتمع ضمن ممارساتهم، سواء داخل الحكومات أو خارجها.
“في المعارضة الممثلة، أو تلك التي تكتفي بخارج المؤسسات مجالا لنشاطاتها، دلائل على هذا الإعراض المبيت والقصدي تؤطرها نظرة السياسيين إلى المجتمع نفسه، بما هو مجتمع لاه أو قاصر أو محدود الإدراك والوعي والحس، وبما هو مجتمع مغلوب على أمره، مقهور باليوم، محاصر بضعفه وشتاته، وبما هو مجتمع تابع ومستهلك وغير منتج، له انتظارات يعيش على إيقاعها كل المواسم، انتظارات لا يشارك في صناعة أفقها على المدى البعيد أو المتوسط أو حتى القريب” يورد الكاتب.
وهم الحداثة
المتصفح لكتاب لغويبي سيقف عند كل مقال من المقالات الـ17 المكونة له، والراصدة لتاريخ المغرب المعاصر، خاصة خلال مرحلة ما بعد الإستقلال التي عرفت البلاد خلالها حالة إستثنائية من الإصلاحات التي وصفها بـ”الارتجالية”، والتي همت ميادين أبرزها التعليم والفلاحة.
ويعتب المؤلف الجديد أن ذات الإصلاحات كانت “راهنة المغرب في مسيرة من الدساتير الممنوحة، وقمع المطالب الشعبية وإقصاء النخب المعارضة عن دائرة إدارة الشأن الوطني، وانفرد الدولة بكل القرارات وتدبير خيوط اللعبة السياسية القائمة على مؤسسات صورية او شكلية واستحقاقات مشوهة” على حد تعبيره.
ويؤكد المؤلف أن كتابه “يحمل النخبة المغربية، التي لن تعي أهمية الإنخراط الديمقراطي في قضايا ذات جذور إيديولوجية، جاعلة هذا الجزء تحت رحمة إختيارات لا ديمقراطية أطرت المسيرة إلى مرحلة التناوب”.
ويتضمن المؤلف مقالات متفرقة زمنيا ،ملتئمة مكانيا، بداية من حكومة التناوب إلى حكومة ما بعد دستور2011، ضمن 78 صفحة.. وحاول الكاتب من خلالها تقديم بعض من انشغالاته الاجتماعية والفكرية، وكذا السياسية منها، في صورة نقدية تأملية للواقع المغربي على ضوء المتغيرات التي صاحبت هذا الواقع.
20 فبراير
يعرج محمد لغويبي للتعربف بالمواطن المغربي “الحامد الشاكر الشريف” الذي لا يستسلم أبدا لأحلام اليقظة، ولكونه شريفا فهو لا يتوانى في انتقاد وضعه البئيس والاحتجاج.
ولأن المغرب مثله مثل باقي شعوب العالم الحالمة، فأبناء هذا الوطن يريدون حكومة تمثلهم تنبثق من صناديق الإقتراع.. يورد الكاتب الذي تطرق أيضا لمسار ومستقبل “حركة 20 فبراير الوطنية الآتية من رحم الثورتين العربيتين” وفق تعبيره.
ودعا إلى ضرورة الإقتراب من الحركة التي تحمل عبء المواطنة، والعودة للوطن الذي “كثيرا ما نرحل عنه بعيدا قصد تعميق الإنتماء له، والبحث عن التغيير”.
وقد وضع صاحب الكرونولوجيا السياسية احتمالين أولين لمسار تنسيقيات الحركة الفبرايريّة؛ الأول ممثل في استمرارها كفعل مستقل عن التنظيمات السياسية، ما يعني البحث عن بديل سياسي في أفق تأسيس حزب جديد من الشعب وإلى االشعب، أما الإحتمال الثاني فهو إستمرار الحركة بعيدا عن الأطماع السياسية، وهو الشي الذي قد يجعلها تحظى بتعاطف فعاليات المجتمع المدني والإلتفاف حولها.
تحية ثقافية لسي محمد كما نعرفك دائم التألق و الجديد اتمنى الحصول على نسخة في اقرب وقت ممكن
فعلا. لا يهتم الفاعل السياسي (الرسمي) بقضايا المجتمع العريض، أي قضايا الطبقات الشعبية، سواء كان هذا الفاعل في الحكومة أو المعارضة. ذلك أن الآلية التي يعتمدونها هي مخاطبة الدولة أو النظام، هي كسب ثقة النظام، هي استقراء حاجة النظام في كل مرة إلى هذا الطرف أو ذاك، هي تسميع خطاب الدولة أو النظام، هي إتقان مهمة الدفاع عن طروحات واختيارات النظام، هي تراتيل الولاء …. لماذا إذن سيحتاجون لتشخيص مصالح الشعب، والدفاع عنها، والعمل على كسب أصوات المواطنين، مادام التصويت يتم على صعيد أعلى، وليس على قاعدة الشعب. فهناك استقالة من قضايا الشعب، وهناك تهميش لقيمة المواطن، وهناك تجاهل لآراء المواطنين، …. إلى أين إذن نحن ماضون ؟ إن الشرخ يتوسع بين الشعب والمشهد السياسي الرسمي، وأوضاع البطالة والبؤس والإحساس بالغبن وبغياب دولة الحق والقانون تتفاحش، وهذا يؤدي بالمجتمع إلى الاستياء وعدم الثقة في كل ما هو سائد.
ان الاكتفاء بالاعتماد على الاحزاب حكومة ومعارضةلتحقيق العيش الكريم انما هو ضرب من الخيال والحلم الذي لا يتحقق.ولكنه يجب ان نبحث ونكد ونجتهد ونطرق كل البواب ونركب كل الصعاب للحصول على العمل الشريف وهذا يسري على كل الفئات من الشعب الامية منها او المتعلمة او حتى اصحاب الشهادات العليا.فليس كل من تعلم وحصل على شهادة بالضرورة ان يصبح موظفا في السلك العمومي .فالمواطن المغربي اذكى وادهى من ان يتكل على تلك الاحزاب الكرتونية التي تبيع الشعب الوعود والاوهام فحسب تجربتي في الدول المتقدمة من يحصل على شهادة عليا يبدا مباشرة بابسط الاشياء يعمل ليلا ونهارا دون توقف وحتى في مجال التنظيف اي الشطابة.وبعد ذلك يتحين الفرص الى ان يحصل على ما يطمح اليه.
من لا يحافظ و لا يعترف بالمكتسبات والمنجزات الكبرى التي حققها المغاربة عبر سنوات ويرى التغيير انه قد ياتي على يد حركة او غيرها لازال مشكوك في امرها انبثقت بين عشية وضحاها على اثر الحريق العربي المدمر الذي جلب الويلات والحروب والفتن والماسي والارهاب والترهيب وفتح الباب امام عودة الاستعمار لنهب ثروات الشعوب التي احتضنتها فندمت حيث لا يفيد الندم فلا مكان لها في دولة المؤسسات القوية المغرب بالاكيد .