نعم.. لهم ربيعهم ولنا ربيعنا، ربيعهم أزهر عرس الديمقراطية تبرعمت معه قواعد الخلاف والاختلاف من أجل المضي قدما في بلدانهم.
سقط في بلدان عربية عشرات الشهداء، وفي أخرى مئات، ومنها ما يزال عدّادها مفتوحا على أرواح الشهداء التي تصعد إلى السماء أفواجا أفواجا.
وعندنا.. نحن الذي كان ربيعنا سلميا ومثاليا، مازلنا نتخبط يمنة ويسرة مع حرب الطرق التي فاقت فاتورتها ما دفعه الفلسطينيون في حروبهم مع الصهاينة، وما دفعه الليبيون والسوريون من أجل استرداد حريتهم وكرامتهم.
ماتزال كرامة المغرب الدولية تهدر على الطرق في حوادث مميتة، وليس المجال هنا لسرد الإحصائيات وترتيبنا العالمي في هذه الكارثة وما تخسره الدولة بفعل هذه الحرب.
لو تم قصف حافلة لا قدر الله بالمدفعية ما خلفت ما تخلفه حادثة واحدة بسبب طيش سائق أو جشع مول (لاكريما) يريد مزيدا من الابتزاز.
كل ذلك، ونحن ما يزال أشباه المناضلين والمثقفين والسياسيين عندنا يناقشون شقنا الأسفل والبطن وما حوى، وتناسوا نقاش “العقل وما حوى”. وما تزال “دوزيم”، تشحن قلّة قليلة منبوذة ضد مقومات الأمة المغربية التي تتباهى باستمرارية الدولة لأزيد من 12 عشر قرنا.. “دوزيم” التي ولدت فئوية، وأرادوها أن تكون شعبية لم نر منها إلا ما هو بعيد عن هذا الشعب المسكين. لو كرّست “دوزيم” حملتها على آفات الطريق ومخاطره لكان خيرا لها ولنا. ولن نعاتبها إن زادت سرعتها و”دارت كاطريام” في هذا المنحى.
محزن أن يراق الدم المغربي على الاسفلت يوميا دون أسباب مقنعة.. محزن أن نحصي القتلى الأبرياء ونودعهم دون أن يتركوا فينا أثرا، وما إن نواريهم الثرى حتى يعود القتل عبر الطرق مشهرا سيفه من جديد.
قد لا أكون مجحفا إن قلت إن الحافلات الرابطة بين المدن ولمسافات طويلة قنابل موقوتة، وأن كل مسافر على متنها، عليه أن يودع أهله في تلك المدينة، ويؤدي ما عليه من ديون، ويوصي إن كانت له وصية لعلها تكون آخر رحلة في حياته، خصوصا إن كان سائقها مدمن خمر، أو من المستهترين الذين لا يبالون بقوانين السير.
وأحكي عن نفسي، كم مرة سافرت من مدينة وجدة إلى الرباط في حافلات لم يفارق سائقوها “الكاس” خصوصا عندما يعسعس الليل، وتنام الجفون ونتجاوز واد امليل. ويكون الوصول بمثابة ولادة وحياة جديدة كُتبت للمسافر.
لن نحارب آفة القتل على الطرق بالمدونة وحدها، وليست وزارة الرباح هي المتهم الأول. فنحن كلنا في سفينة واحدة ينبغي أن نأخذ على يد من يريد خرقها بكل حزم.
ورحمة الله على شهدائنا الأبرار في الطرقات.
*صحافي مغربي مقيم بالمهجر
مشكلتنا هي التساؤلات الكلاسيكية التالية: من يراقب من?من يعاقب من? من يحكم من?من يمثل من?من يشرع لمن?من ينتقد من?من يصفق لمن…ومن اوصل المغاربة الى هذا الوضع الذي لا يحسدون عليه?
شكرا الاخ الكريم على هذا الموضوع الجيد و الذي يبرز جليا لسباب التخلف الذي لازال يحصد الابرياء وسببه تخلف من يسير بالقاطرة ام 2m فهي تمثيلية لاسرائيل في المغرب افيقوا المغاربة
في الحقيقة أثارني العنوان لكن الموضوع شئ ٱخر .في خظم الأوضاع التي يعيشها المغرب وجب التفكير الجاد في أشياء أخري لأن الحوادث نتيجة مدونة السير المستوردة وكذا نتيجة فساد الأجهزة الأمنية فإصلاح السطوح كما هو معروف لايجدي نفعا و إنما وجب التفكير في إصلاح الجدور
اولا، أود ان احيي الاخ كاتب المقال على وطنيته و غيرته و حيرته على الأرواح المهدورة في الطرق المغربية المخربة رغم انه يعيش بالمهجر.
انها فعلا مأساة يتخبط فيها الشعب من جراء هشاشة الطرق من جهة و اللامسؤولية المسؤولين في القطاع المعني من جهة اخرى و أيضاً العنصر المهم في المعادلة الصعبة الا و هو الانسان المغربي و الذي احثه على الوعي التام بأن احترام قانون السير هو السبيل الوحيد للحد من آفة الحوادث المميتة.
في الختام اتمنى من المسؤولين جميعا ان يخافوا الله تعالى فينا بتطبيقهم للقانون ايضا و عدم السماح لأي مخالف للقانون ان يعفى من العقوبة المستحقة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته