مدير "إيسيسكو" يشكر الملك وولي العهد

مدير "إيسيسكو" يشكر الملك وولي العهد
صورة: هسبريس
الثلاثاء 2 ماي 2023 - 03:46

احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء أمس الإثنين، حفلا بمناسبة اختتام فعاليات “الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022″، نظمته تحت رعاية الملك محمد السادس منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية.

وحضر هذا الحفل عدد من الوزراء وسفراء الدول الإسلامية المعتمدين في الرباط، وشخصيات من عالم السياسة والثقافة والفنون والآداب والإعلام، وجمهور من المهتمين بالشأن الثقافي.

وانطلق الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والاستماع إلى النشيد الوطني للمملكة المغربية؛ ثم ألقى محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، كلمة أكد فيها أن حدث اختتام فعاليات الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي يعد مناسبة لتسليط الضوء على الجهود التي بذلت لجعل المدينة عاصمة الأنوار والثقافة، مشيدا بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لحماية المعالم الثقافية والتراثية الإسلامية في القدس الشريف، ودوره الطلائعي في دعم العمل الإسلامي المشترك من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والتعايش بين أتباع الأديان، ونشر السلم والأمن في العالم؛ كما نوه بالتعاون القائم بين وزارته و”إيسيسكو” في مجال حماية التراث الثقافي المادي واللامادي في المغرب.

من جهته ألقى سالم بن محمد المالك، المدير العام لـ”إيسيسكو”، كلمة تفيض شعرا وتغزلا في مدينة الرباط، قال في مستهلها: “هي المدينة المثقفة بحق إن كان بين المدائن مدينة تستحق الفوز بهذا اللقب المسفر، اللبيب، مدينة كأنها ولدت لتكتحل بالكلمة المثقفة وتأتزر بالمهارة المثقفة وتزين دلالها باللفتة المثقفة، تاريخها كتاب وحاضرها كلمة ومستقبلها علوم تجتاز الآفاق”، وأضاف أنه “يحق للرباط أن تفتخر وتحلق عاليا وهي تحتضن المتحف والمعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، الذي تجاوز عدد زواره المليون ونصف المليون، والمعرض الدولي للكتاب والنشر”.

واستطرد المتحدث ذاته: “إن الإيسيسكو بعين الاغتباط ترقب وتبتسم وتربت على العطاء المثمر اليانع، فما تلوح لحظة الختام إلا ومعراج الذكرى يراوح بين فرح الإبداع وشجن الوداع، لتبقى من كل ذلك نفحة تتلقفها مدينة أخرى من مدائن المغرب المخضر بسـواعد أبنائه، وشموخ رجاله واعتناء نسائه المستنير بومض قرائحهم وفيض إتقانهم”.

وفي ختام كلمته رفع سالم بن محمد المالك برقية شكر وامتنان إلى الملك محمد السادس، قائلا: “يا راعي المكرمات أكرمت وأغدقت فأسديت وكفيت، جزاؤك عند الله وافرا مثمرا”، كما شكر ولي العهد الأمير مولاي الحسن على تفضله بافتتاح المتحف والمعرض الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية في مقر “إيسيسكو”، ونوه بالتجاوب والتعاون المثمر الذي لقيته المنظمة خلال تنظيم احتفالية الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي من وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، ومن باقي المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني في المملكة.

وبهذه المناسبة ألقى المدير العام لـ”إيسيسكو” أبياتا شعرية وصف فيها المعالم التاريخية والحضارية والعمرانية والثقافية لمدينة الرباط، وتغنى بجمال حدائقها وروعة شواطئها، وسمو أخلاق سكانها.

وتضمن برنامج الحفل عرض فيديو حول فعاليات “الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2022″، وتنظيم سهرة فنية متنوعة أحياها الجوق السيمفوني وجوق الموسيقى الأندلسية، وشارك فيها عدد من ألمع المطربين المغاربة، ونخبة من النجوم المغاربة في الإنشاد الديني.

وتم الاحتفاء بمدينة الرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي بناء على قرار المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المنعقد في مسقط بسلطنة عمان، في نونبر 2015، الذي اعتمد قائمة عواصم الثقافة في العالم الإسلامي للأعوام 2005-2025. وكانت مدينة مكة المكرمة أول عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي يتم الاحتفاء بها عام 2005.

ويعد برنامج الاحتفاء بعواصم الثقافة في العالم الإسلامي من البرامج الكبرى لـ”إيسيسكو”، وتسعى من خلاله إلى التعريف بالمخزون الثقافي الإسلامي لعدد من عواصم الدول الأعضاء، وإبراز تنوع وغنى وجمالية مكونات تراثه المادي وغير المادي، وإسهامات علمائه وفنانيه ومبدعيه، رجالاً ونساءً، في مختلف مجالات المعرفة والبناء الحضاري للأمة وللإنسانية جمعاء؛ كما تهدف من ورائه إلى تنشيط الحركة الثقافية في العواصم المحتفى بها، وتفعيل الدور المحوري للعمل الثقافي في تدبير الشأن العام لهذه المدن. كما يروم هذا البرنامج التعريف بالحواضر الإسلامية ذات العراقة التاريخية والتميز الثقافي، وتسليط الضوء على تراثها الفكري والثقافي والإبداعي، وإبراز التنوع الثقافي للشعوب الإسلامية.

واستنادا إلى وثيقة مرجعية أصدرتها “إيسيسكو” حول برنامج العواصم الثقافية في العالم الإسلامي فقد تم وضع معايير دقيقة لاختيار العاصمة الثقافية في العالم الإسلامي، وذلك حرصا على توافر شروط محددة تجعلها جديرة بهذه الصفة.

وعملت “إيسيسكو” على إعداد مشروع لهذه المعايير وعممته على الدول الأعضاء ليكون اختيار العاصمة الثقافية قائما على شروط موضوعية، تضمن جدوى الاختيار وتحقق الهدف الأساس من المشروع؛ وهو الاحتفال بالمدن الثقافية التي لها تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التنويه والتعريف. ومن هذه المعايير أن تكون المدينة المرشحة ذات عراقة تاريخية مدونة وصيت عالمي واسع، وأن تكون لها مساهمة متميزة في مجالات الثقافة والثقافة الإسلامية بصفة عامة، وأن تتوفر على مراكز للبحث العلمي ومكتبة ومخطوطات، وعلى مؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية والجماعات.

ومما يجب التنويه به هو التطوير والتجديد الذي طرأ على شكل ومضمون برنامج عواصم الثقافة في العالم الإسلامي منذ تعيين سالم بن محمد المالك مديرا عاما لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عالم 2019، حيث انتقل هذا البرنامج الثقافي من التقليد إلى فضاءات التحديث. وتجسدت تلك الرؤية الابتكارية المتجددة في عدد ونوعية الأنشطة الثقافية والفنية التي نفذتها “إيسيسكو” عام 2022، احتفاء بالرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، حيث بلغ مجموعها 260 نشاطا، شملت لقاءات ثقافية بنسبة 39%، وحفلات موسيقية بنسبة 17%، وإنتاج فيديوهات بنسبة 16%، وعروضا مسرحية بنسبة 11%، وإصدارات بنسبة 4%، ومسابقات وجوائز بنسبة 4%، ومعارض بنسبة 4%، وورشات ودورات تدريبية بنسبة 3%، ومهرجانات بنسبة 2%.

وكانت احتفالية الرباط عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي متميزة لاعتبارات عديدة، وهي أولا تنظيم الاحتفالية تحت رعاية الملك محمد السادس، وثانيا استضافة الرباط في مقر “إيسيسكو” المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، وثالثا تزامن الاحتفالية مع احتفالية الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية لعام 2022، ورابعا تزامن الاحتفالية مع استضافة مدينة الرباط، ولأول مرة، فعاليات الدورة السابعة والعشرين من المعرض الدولي للكتاب والنشر خلال الفترة من 2 إلى 12 يونيو 2022.

تجدر الإشارة إلى أنه تم اختيار مدينة مراكش لتكون عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2024، تلك المدينة التي أنشئت في عهد المرابطين في القرن الحادي عشر، وعرفت ازدهاراً كبيراً وتوسعاً عمرانياً مهماً في عهد السلطان يوسف بن تاشفين، وأصبحت عاصمة لحكم المرابطين والموحدين ومركزاً سياسياً وثقافياً لمنطقة الغرب الإسلامي.

وسيكون لـ”إيسيسكو” موعد آخر للاحتفاء بهذه المدينة المغربية الزاهية بما يليق بسمعتها الإسلامية والدولية، وبمكانتها السياحية العالمية، وبمعالمها الثقافية والتراثية العريقة، وهي قادرة على ذلك نظرا لما اكتسبته من خبرة واسعة في الاحتفاء بعواصم الثقافة في العالم الإسلامي، وبفضل الرؤية الإبداعية لمديرها العام سالم بن محمد المالك، والمهنية العالية لأعضاء فريق عمله.

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 2

احتجاج أساتذة موقوفين

صوت وصورة
جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 3

جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة

صوت وصورة
نتائج "بارومتر الصناعة المغربية"
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:15

نتائج "بارومتر الصناعة المغربية"

صوت وصورة
الفهم عن الله | الاحتواء والاحتضان الرباني
الأربعاء 27 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | الاحتواء والاحتضان الرباني

صوت وصورة
نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان في رمضان
الأربعاء 27 مارس 2024 - 17:00

نصومو مرتاحين | مشاكل الأسنان في رمضان