مدينة العيون .. تطور في العمران وجمود في السينما والمسارح

مدينة العيون .. تطور في العمران وجمود في السينما والمسارح
الأربعاء 11 ماي 2016 - 12:00

رغم التطور العمراني الذي شهدته مدينة العيون خلال السنوات الأخيرة، وبناء عدد من المنشآت بعد خروج الاستعمار الإسباني الذي لم يترك وراءه سوى صحراء شبه قاحلة، إلا أن هذا التطور لم ينعكس إلا بشكل جزئي على الثقافة بهذه المدن، والتي لازالت تعاني من غياب دور السينما والمسرح.

وحضرت عدد من المشاريع الخاصة بقاعات رياضية وملاعب للقرب من أجل خلق متنفس للمواهب الرياضية في العيون خلال السنوات الأخيرة، وهذا ما تم تتويجه بتنظيم كأس إفريقيا للأندية البطلة لأول مرة في المدينة، حيث تجري أطوارها في ثلاث قاعات خصصت لهذا العرض، ما جعل عددا من الوفود القادمة من القارة السمراء تشيد بقدرة المدينة على تنظيم “عرس قاري” من هذا الحجم.

لكن ورغم ذلك، لازال المسرح الوحيد الذي من المنتظر أن يفتتح بمدينة العيون في طور البناء، في وقت كانت المدينة الصحراوية تتوفر على قاعتين سينمائيتين لعرض الأفلام، لكنهما أغلقتا دون أن يتم تحديد سقف زمني لعودتهما للاستقبال عشاق الفن السابع.

ويتعلق الأمر بكل من سينما “بالاص” وسينما “الأغراد”، اللتين كانت تعرضان عددا من الأفلام المغربية والأجنبية؛ فيما يبدو أن عدوى تدهور الحقل الثقافي خاصة في مجال السينما والمسرح في المغرب قد أصابتهما، إذ تم إغلاقهما على غرار عدد من دور السينما في مختلف مدن المملكة، كما أن أغلب الدور التي لازالت مفتوحة في وجه العموم تعاني من ضعف ترويج المنتوج السينمائي الذي تقدمه.

حاجة ثقافية

ويرى هشام ابن عبد الوهاب، رئيس جمعية بروفا للفنون المشهدية في العيون، أن أبرز المشاكل التي تواجه الحياة الثقافية في المدينة بشكل خاص، والأقاليم الجنوبية عموما، تتلخص في غياب مسارح صالحة لعرض الأعمال المسرحية، وكذا إنتاج العروض وشرائها، مشددا على أن المدينة في حاجة إلى مجموعة قاعات للعرض تكون متعددة التخصصات، وتشكل “قاعات للقرب على غرار ملاعب القرب”، على حد تعبيره.

وأضاف ابن عبد الوهاب، في حديث لهسبريس، أن الحياة الثقافية بالعيون تواجه أيضا مشكل التكوين الضعيف في فنون المسرح وكذا السينما، بالإضافة إلى أن بعد المعاهد المتخصصة في هذا الميدان عن العيون يجعل الطلبة يتفادون التخصص في المجال، كما يجعل هذا التكوين ضعيفا رغم ما اعتبرها “محاولات محتشمة”.

ومن أبرز العوائق التي يراها الفاعل في المجتمع المدني عائقا أمام تطور المسرح والسينما بالمنطقة ارتباط المجتمع الحساني بشكل أكبر بالموسيقى والغناء والشعر، وابتعاده عن أشكال الفرجة الجديدة التي تبقى دخيلة عليه.

وفي الوقت الذي شدد ابن عبد الوهاب على ضرورة استجابة المسرح الذي سيبنى في “أم السعد” بالعيون لمتطلبات تطوير المسرح بالمدينة، أكد على حتمية الاستثمار في العامل البشري، وتخصيص ميزانية قارة لهذا المسرح من أجل خلق حركيّة ثقافية، يقوم عليها أناس من ذوي الخبرة والإلمام بالميدان الثقافي.

غياب إستراتيجية ثقافية

ما ورد على لسان هشام ابن عبد الوهاب يتفق معه إلى حد كبير السالك بوغريون، الكاتب العام لجمعية عيون الساقية للمسرح والسينما، والذي أكد أن قضية البنيات التحتية الثقافية تعد أزمة تؤرق الغيورين على الواقع الثقافي في الصحراء، مشدد على أن “ذلك يشكل برهانا على غياب سياسة ثقافية واضحة المعالم”.

“هذا يضع أمام أعيننا غياب جامعة بالمدينة وما ينتج عنها من إشعاع ثقافي وتراكم أكاديمي”، يقول بوغريون في تصريح لهسبريس، معتبرا أن “وجود جامعات سيساعد أبناء الصحراء على ممارسة حقهم في الدراسة والاندماج المهني والاجتماعي، ويرفع العبء المادي عن الأسر”.

وتابع المتحدث ذاته بأن هذا الأمر ينطبق كذلك على المعاهد ودور العرض وقاعات السينما والمسرح، التي تنسجم مع المعايير المتكاملة، “إذ تضطر معظم الفرق المسرحية إلى عرض إنتاجاتها في قاعات لا ترقى إلى المستوى المأمول”، موضحا أن معظم هذا الإنتاجات يتم عرضها في قاعات المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، وقاعة دار الشباب المسيرة، وفي بعض الأحيان بقصر المؤتمرات، “وهي أماكن لا تتناسب مع العرض المسرحي الاحترافي الذي يتطلب تجهيزات خاصة”.

واستنادا إلى ذلك، شدد بوغريون على أن غياب دور العرض المسرحية والسينمائية، بالإضافة إلى غياب المكتبات الكبرى، “يثبت بالملموس عدم استفادة الثقافة من الإمكانيات المادية التي وجهت للمنطقة”.

ودعا الفاعل الجمعوي إلى بناء جامعة في الصحراء توفر لها كل الإمكانات للقيام بأدوارها، والتركيز على البنيات التحية الثقافية، وإحداث معهد ملكي للدراسات الثقافية الحسانية، واحتضان كل التجارب الجمعوية التي أثبتت جاهزيتها وجديتها، على حد تعبيره.

‫تعليقات الزوار

12
  • ابن الرشيدية
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 12:24

    الحل الوحيد قاطعوا الانتخابات التشريعية نحن هم اللدين نزكي هده الاحزاب الفاسدة 60 عام مند الاستقلال ونحن نعيش دايما نفس الاسطوانة ولا الشعب بغي يفهم بركا من هده اللعبة الفاسدة ابحثوا عن البديل النظال لاجل الكرامة وخاصة الشباب يجب عليه المقاومة ان اراد ان يعيش غدا افضل

  • j7a
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 12:35

    الثقافة هي المسرح والسينيما هههه عيب والله ان نناقش هدا كمسلمات وبديهيات المسرح والسينيما مرتع لمن يتسمون بمحاولة الخروج عن المالوف والطبيعي ونسف التراث وما هو تقليدي ومحاولة الخروج من غمد الحياء ونزع ثوب الوقار ذلكم المسرح النواة الاولى انظروا الى اين وصل عطاؤه (لبنى ابيضار كازانيغرا…….اكس شمكار….) انا اوصي كل من يريد ان يقيم او ان يقيس نتيجة اي عمل ان يضاعفه و يزيده جراة كبيرة اكيد سوف يحصل علا النتيجة الحقيقية مثال ذلك لو زدنا السينما تحررا و جراة لاعطينا الرخصة لمنتيجي الافلام الاباحية ولو زدنا الحرية الفردية جرعات اخرى لكان لباسنا في الشوارع لا يتعدى الملابس التحيتية…….بل وسيكون من حقنا فعل ما نشاء……لذلك اتركو المدن العذارى على حالها مؤقتا لا ابدا لانهاللاسف ستفقد عذريتها يوما ما

  • أباه ولد ابوه
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 12:52

    صحراء قاحلة…ودار سينما رحلة السلام عليكم ورحمة الله :لم تكن الصحراء أرضا خلاءا ولم تكن جنة خضراء بقدرما كانت تفي بمتطلبات أهلها إبان المستعمر الاسباني بقلة ساكنتها كانت سينما الاغرادcine las dunas شاهدة على ترسيخ ثقافة السينما والمسرح في وجدان الإنسان الصحراوي،لكن ماينقص هذا الأخير سوى التنمية الفكرية والثقافية نهجا على باقي ربوع المملكة وأحداث جامعة بالصحراء خير دليل على الاهتمام بالإنسان الصحراوي…فلحد الان ليس لدينا لا أطباء ولا مهندسين ولا غيرهم من صحراويي المغرب عكس صحراويي البوليساريو المشهود لهم بالكفاءة والاختصاص فالطب والهندسة وغيره بالرغم من شح الامكانيات وعدم توفر الجامعات ،ففي اسبانيا مثلا أكثر من 365 طبيب ومهندس ودكتور جامعي…فإلى متى ننتظر والمغرب كفيل بأحداث دور سينما ومسارح تفي بالمطلوب ولما لا جامعة لكل شيء جامعة.في أمان الله.الله المستعان.

  • ع.الحميد
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 13:51

    على وزارة الثقافة ان تعطي اهمية الى الموروث الحساني لما يزخر من ثرات وثروة غير مادية وبناء مسارح كبرى وقاعات للندوات حتى تكون نهضة ثقافية حسانية محلية.على العموم مدن الجنوب ساءرة في التقدم واحسن من مدن الجنوب الجزاءري ك (تندوف.بشار) عين صالح .غرداية .ورقلة.تمنراست رغم ان البترول يستخرج من باطنها.

  • amal
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 14:24

    صحراء قاحلة!!لااظن ان اسبانيا تركتها صحراء قاحلة اظن كما قال الاخ في التعليق٣ لا صحراء قاحلة ولا جنة خضراء بل كانت تلبي متطلبات الاسبان في ذلك الوقت كاي مدن المغربية التي كانت تحت السيادة الاسبانية فمرتيل مثلا كانت تحتوي على حداءق و كنيسة وسنيما وكورنيش وملعب وميناء ومنازل مشيدة على طريقة المعمار الاندلسي مع العلم عدد الساكنة غي ذلك الوفتفي مرتيل لاتتجاوز ١۰۰ شخص كل هذا ونحن ف٢۰١٦ لم تستطع اي جماعة او بلدية القيام به في اي مدينة بل تزيد في العشواءي والتشويه

  • معتزل للعفن.
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 14:28

    توفير المكتبات والفضاءات الخضراء أجمل من المسرح والسينما بالنسبة لشعب لم يرق لدرجة الاعتزاز بالانتماء والهوية ويستهلك كل المنتوجات سواء كانت صالحة أو فاسدة أو منتهية الصلاحية … أعجبني التعليق 2 .

  • ابن بشارْ
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 14:35

    ابن بشارْ

    و الله ثم و الله ، إنها أحسن من كبريات المدن الجزائرية !
    و الله آخَوتي لا تعرفون نحن في بشّارْ فين عايشين !

    أما ساكنة تندوف ، جحيم فوق جحيم !

    ولا تكونو جحودين ، عندكم ملك بقلب أكبيرْ ، وأيادي بيضاء وأيْحب الخير للكُلْ !
    أمّا مرتزقة البوليزاريو فهم قادة الظلم و الشّرْ بنفسو في مخيمات العارْ !
    هوما و الكبرنات أدياولنا ،

    راضعين من بزولة وحْدا ، الحقد، الكراهية و الشَّرْ

    ما أتكونو غالطين !

    و الله ، بُويَا يسخّط ليل و أنهار على فْرانسا اللي سلمتنا للجزاير !

    أحنا أمغاربا 200%.

    أوكنا تحت الحكم العلوي الشّريف ،

    و اليوم راهم يحكمونا لحراطين ، شوف كيف صار !

  • abdollah
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 14:43

    مدنية مغربية و سكانها دوا جدور أصيلة مغربية سيكن لها مسرح وقاعات سيتم عش سيدنا المنصر بالله محمد السادس

  • حشومة وعار
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 17:42

    الأهم هو البنية التحتية وبالأخص الطرقات. مادا إستفدنا من هادا المسرح وهده السينما سوى تبدير المال وهدر الوقت وإفساد الطبقة الضعيفة في المغرب. حسبنا الله ونعم الوكيل.

  • يوسف
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 17:45

    الدي يتحمل المسوولية هيا وزارة التقافة المتمتلة فالمديرية الجهوية بمدينة العيون جالسين كيقسمو فالميزانية بتفاهم معا مجموعة من الدين يسمون انفسهم اهل اﻵختصاص بالمدينة ضاريين عرض الحائط فكل من هوا يريد التقدم بهاد الترات الحساني

  • عبدالواحد
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 19:25

    2 – j7a
    لا فض فوك . ونا اضيف الى تعليقك تساؤلا محيرا, لما التركيز على المسارح وبلادنا تفتقد لابسط المنشات الحيوية كالمستشفيات والمكتبات والمرافق الرياضية. الجواب هو انهم عودونا ان همومنا في واد سراخهم في واد اخر.

  • Zohair
    الأربعاء 11 ماي 2016 - 19:43

    الشعب المغربي، من جبال الريف الى الكويرة، مع استقلال منطقة القبائل عن النظام الجزائري. أليس من حق هذ الشعب المناضل الذي يرجع تاريخه إلى العصور القديمة أن ينال استقلاله ويتمتع بكامل حقوقه ؟
    على المغرب دعوة منظمة الأمم المتحدة ومختلف هيئاتها لإدراج حماية والنهوض بحقوق شعب القبايل ضمن جدول أعمالها، وفقا لميثاق الأمم المتحدة والآليات والإعلانات الأممية ذات الصلة. يتعين على الأمم المتحدة ألا تصبح متواطئة في الصمت الذي فرض عنوة وبالعنف على هذا الشعب الشهيد، ويتعين على المجتمع الدولي إبراز أصوات أزيد من ثمانية ملايين قبايلي ظلوا لمدة طويلة تحت وطأة الصمت والخفاء. وهكذا سينهار جدار التعصب ضدهم وإنكار تطلعاتهم المشروعة.

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج