معزوز يرمم خصاص الكتابات العربية عن بازوليني بـ"شهيد السينما والفكر"

معزوز يرمم خصاص الكتابات العربية عن بازوليني بـ"شهيد السينما والفكر"
صورة: هسبريس
الإثنين 8 نونبر 2021 - 05:00

دراسة مونوغرافية حول “باولو بازوليني”، السينمائي الإيطالي، صدرت في كتاب جديد يعالج عمله من زوايا متعددة: سينمائية وشعرية وروائية وسياسية، ويسعى لتقريب الشخصية الإبداعية المركبة لهذا العلم من القارئ بالعربية، مع محاولة تطويع هذه اللغة لاستيعاب مفاهيمه ومصطلحاته، التقنية والفلسفية والجمالية.

وعن دار النشر الفاصلة، صدر هذا المؤلف للكاتب معزوز عبد العلي، أستاذ الفلسفة والجماليات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، بعنوان “باولو بازوليني: شهيد السينما والفكر”.

وفي مقدمة الكتاب، ذكر الباحث أنه قد “ندرت، إن لم نقل شحت، الكتابات عن السينمائي والروائي والمفكر بازوليني باللسان العربي”، بسبب “جرأة وجسارة أفلامه وكتابته ورواياته وأشعاره إلى الحد الذي يتعدى التصور أو يتجاوز التمثل”، علما أن أفلامه قد مثلت “تحديا قويا للقواعد البصرية السينمائية السائدة، وتمردا على الرموز البصرية المتواضع عليها”.

وحول دواعي “الكتابة عن سينمائي استثنائي”، سجل الكاتب أن “ثمة حاجة ملحة إلى بازوليني ليس فقط لأنه علامة فارقة في تاريخ السينما الأوروبية والعالمية، وإنما لأنه أيضا اقترح رؤية جديدة للسينما، وصاغ مفهوما مبتدعا للإخراج السينمائي”.

وتابع قائلا: “ليس هذا وحسب، وإنما أعاد في أفلامه وكتاباته ابتكار مفاهيم من قبيل المقدس والجسد، وأعاد النظر نقديا في مفهوم السلطة وروح الفاشية”.

وذكر المؤلف أنه قد ألف كتابه هذا “منذ البداية بنية هندسته على أن يكون مؤلفا متماسك البنيان وليس فقط تجميع مقالات متفرقة من أجل تحقيق ما سعيت له من وحدة الموضوع وانسجام الإشكاليات”، وبالتالي “احتوى كل فصل على ملمح من فكر بازوليني وعلى جانب من جوانب شخصيته الفكرية والإبداعية: منها كاتب السيناريو والمنظر والمخرج والروائي والشاعر والمساجل السياسي والمشاكس المثقف، أو كما وصفه صديقه ألبيرتو مورافيا بالشاعر المدني”.

كما احتوى الكتاب بين دفتيه، وفق المصدر نفسه، “مقاربات فلسفية وإستتيقية ونقدية وسينمائية جمالية لأفلامه -وكلنا يعلم كم هي غنية هذه الفيلموغرافية-مبينا جدتها وطرافة إبداعها”. وتطرق إلى “جوانب غفل عنها مثل شعره وقصائده ورواياته التي نالت شهرة واسعة في حياته وبعد مماته”.

واقترح معزوز عبد العلي في هذا الكتاب “مونوغرافية متكاملة لفكره متعدد التجليات ومتنوع الأشكال”، علما أن ما جذبه إلى “بازوليني” هو “روح التمرد التي اتسمت بها شخصيته، وإصراره وعدم تنازله عن أفكاره ودفاعه عن مبادئه مهما كلفه ذلك من ثمن”.

ويسعى هذا الكتاب أيضا إلى تعريب معجم بازوليني “اللغوي والسينمائي والشعري، وتطويع اللغة العربية لاستقبال مضامينه المعاصرة من تقنيات سينمائية ومفاهيم فلسفية ومصطلحات جمالية”.

وذكر الكاتب أنه أثناء حفره في سيرة حياة هذا السينمائي الأديب، “ظهرت لي بعض التقاطعات بين إيطاليا سنوات الستينيات والسبعينيات وبين المغرب الآن: من حيث وجود طبقات أدنى من الطبقة البروليتارية التي تحيا على حافة الفقر وتناسله على هوامش المدن الكبرى، وتسلط الفاشية العقائدية، وتغول وسائل الإعلام والقيم الاستهلاكية، وتغلغل الليبرالية الجديدة، أي باختصار ما يعيشه المغرب الآن”.

وحول عنونة هذا العمل، كتب المؤلف: “اخترت لكتابي عنوانا يلخص لوحده تراجيديا حياته: “(باولو بازوليني) شهيد الفكر والسينما”؛ فقد “قدم حياته قربانا لحريته الفكرية ولإبداعه السينمائي، هو الذي استشعر بالخطر الذي يهدد حياته قبل وفاته بقليل”.

ويمثل هذا العمل محاولة لـ”تقريب هذا السينمائي المتمرد، وهذا المفكر الحر، وهذا الشاعر المدني من القارئ العربي، بمنهج تحليلي ومقاربة استفهامية وتأويلية من أجل فتح ما استغلق من أفلامه، واستقصاء ما صعب من أفكاره”.

وعن الاغتيال المفاجئ لهذا العلم، قال الكاتب: “هذا كله يدل على شيء واحد هو أن باولو بازوليني كان مخيفا لأعدائه من السياسيين المحافظين والفاشيين الجدد، ومن المثقفين الرجعيين. أخاف أعداءه في رؤيته السينمائية وسرده الفيلمي، مثلما أخاف أعداءه في أفكاره وأشعاره وفي سرده الروائي، وأخافهم في سجاله وفي تعريته للنفاق السياسي وفي فضح التحالفات السياسية الخفية والمعلنة بين السلطة والدين والمال. وبالمقابل لم يفرط قيد أنملة في المتطلبات الفنية والجمالية التي يقتضيها الإبداع”.

‫تعليقات الزوار

3
  • ثورياس
    الإثنين 8 نونبر 2021 - 06:48

    الفن الادب السينما او الانسانيات والاجتماعيات عموما إما أن تنطلق مما عندك من بيتك لعلك تبدع شيئا ولا تكون إمعة ونسخة مزورة ممسوخة أو تنتظر قرونا من تراكم الاعاقات الذهنية بتخيلات الاسقاط والمقارنات المعوجة وعزل منتوج الاخر عن محيطه وتاريخه لعل ذلك يفرز واقعا جديدا يصلح ان تنطلق منه في حالة لم تستمر في محاولة تصوير وقراءة وتقريب ومقاربة الآخر والافظع ان يتم ذلك بنفسية المنبهر لا المتعلم الناقد ….. الهند تلعب الكريكيت نعم من يدري بعد قرن مثلا ممكن تؤدي مباراة قوية ضد المانيا او البرازيل. هذا مع العلم ان الرياضة قابل للنقل المجرد.

  • متابع هسبريسي
    الإثنين 8 نونبر 2021 - 11:05

    بازوليني كان له نظرة فريدة إلى المجتمع والسياسة وكذلك حرية الجسد وتطرق لهذا الثلاثي في جل أفلامه بطريقة احترافية مزجت بين الواقعية والسريالية وقوة الصورة ،عاش مدافعا عن أفكاره في وقت كانت الاشتراكية والشيوعية تعتبر محرمات في بلدان مثل إيطاليا كما أن مثليته الجنسية خلقت له مشاكل كثيرة مع اعداءه ورغم مثليته الجنسية كان بازوليني من اشد المدافعين عن حقوق المرأة في المجتمع الإيطالي. كلمة شهيد اختيار قوي لان وفاته لازالت لحد الان لغز حير المحققين بسبب اختلاف الروايات حولها فهناك من يقول عمل مدبر بسبب انتماءه للتيار الشيوعي ومنهم من يقول ان وفاته مرتبطة بعمل إجرامي دافعه الابتزاز والسرقة.

  • محمد يسلى
    الإثنين 8 نونبر 2021 - 16:33

    أهذه كتب يهتم بها أحد؟ هذه لا ترقى لما يهم الشعب المغربي، مجرد كلاميات ولغائيات وتفخيم دون فائدة.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة