هذه أجندة القمة السنوية للاتحاد الإفريقي

هذه أجندة القمة السنوية للاتحاد الإفريقي
صورة: أ.ف.ب
الخميس 16 فبراير 2023 - 17:18

يجتمع القادة الأفارقة، السبت والأحد، في القمة السنوية للاتحاد الإفريقي بهدف تسريع إقامة منطقة للتجارة الحرة، على وقع تداعيات الحرب في أوكرانيا واستمرار حركات التمرد المسلح.

قبل ثلاثة أعوام، ووسط موجة من التفاؤل، أطلق قادة الاتحاد، رسميا، اتفاقا للتجارة الحرة على مستوى القارة، بعد 17 عاما من المفاوضات والمساومات.

لكن بينما يتوجه القادة إلى أديس أبابا مقر انعقاد القمة، يبدو تنفيذ الاتفاق التاريخي مهمة شاقة.

تضم منطقة اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)، أكبر سوق للتجارة الحرة في العالم من حيث عدد سكان منطقتها، 54 من أصل 55 دولة إفريقية، تغيب عنها إريتريا.

تُفتتح المحادثات، السبت، تحت عنوان “تسريع تطبيق AfCFTA””.

يهدف مشروع الاتفاقية إلى تعزيز التجارة بين الدول الإفريقية بنسبة 60 بالمئة بحلول عام 2034، عبر إلغاء جميع الرسوم وإنشاء كتلة اقتصادية لمليار و300 مليون شخص مع إجمالي ناتج محلي قدره 3,4 تريليون دولار.

تبلغ نسبة التجارة بين الدول الإفريقية حاليا 15 بالمئة من السلع والخدمات، مقارنة بأكثر من 65 بالمئة مع دول أوروبية.

وفي حال تطبيقها بالكامل، ستُخرج الاتفاقية 50 مليون إفريقي من الفقر المدقع وترفع المداخيل بنسبة 9 بالمئة بحلول 2035، بحسب البنك الدولي.

لكن التطبيق لا يزال بعيدا عن ذلك الهدف ويواجه عراقيل، من بينها خلافات بشأن خفض رسوم وإغلاق حدود بسبب وباء “كوفيد”.

“اقتصادات في محنة”

تأتي القمة هذا العام في “فترة حساسة” لإفريقيا، بحسب مجموعة الأزمات الدولية للأبحاث، لافتة إلى عملية السلام الحديثة في إثيوبيا والنزاعات في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة الساحل ودولة جنوب السودان وحركات تمرد جهادية في الصومال وموزمبيق.

ويضيف مركز الأبحاث أن الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات الغربية التي أعقبته، “هزت اقتصادات إفريقية وتسببت في محنة شديدة للكثير منها” وسط ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية.

وفي مقابل أسواق داخلية أوروبية متماسكة عبر خطوط أنابيب الطاقة والطرق السريعة والسكك الحديد ووجهات الطيران، تسعى إفريقيا للحاق بالركب مع بنى تحتية متقادمة وفساد يعوق العملية.

ويقول محللون إنه ينبغي تجاوز العقبات التي تراوح مكانها، من إجراءات الروتين الواسعة إلى الحمائية المترسخة في بعض البلدان، حتى تتمكن إفريقيا من تحقيق السوق الموحدة المرغوبة.

وقال المدير الإقليمي لمعهد الدراسات الأمنية في أديس أبابا، بول سايمون هاندي، لوكالة فرانس برس: “هناك رغبة سياسية معلنة، لكن تنفيذها سيستغرق وقتا طويلا”.

وتوافقه الرأي مديرة الاتحاد الإفريقي لـ”حملة وان” غير الربحية، ومقرها في الولايات المتحدة، دورين نينينهازوي.

وقالت نينينهازوي لفرانس برس: “تخشى بعض الدول الإفريقية أنه بفتح الحدود ستواجه تدفقا بشريا لا يمكنها السيطرة عليه”.

تنازل تام

ستسعى القمة، التي كثيرا ما انتُقدت لكونها غير فعالة، إلى معالجة أزمة النزاع المتفاقم في شرق الكونغو الديمقراطية.

والمتمردون، وكثر منهم تركة حروب إقليمية اندلعت بين تسعينات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة، عاثوا فوضى في الشرق الغني بالمعادن وتسببوا في خلاف دبلوماسي مع الجارة رواندا، المتهمة بدعم “مليشيا إم-23”.

حقق الاتحاد الإفريقي بعض النجاح، في نونبر من العام الماضي، في التوصل إلى اتفاق سلام في إثيوبيا بين الحكومة الفدرالية وجبهة تحرير شعب تيغراي.

وسيسعى كل من السودان ومالي وغينيا وبوركينا فاسو، الدول الأربع التي شهدت انقلابات عسكرية، للانضمام مجددا إلى الاتحاد الإفريقي.

لكن فرصها محدودة، وفق هاندي.

وقال إن “إعادة دمج هذه المجالس العسكرية في الاتحاد الإفريقي سيكون بمثابة تنازل تام، لن تكون أولوية على الإطلاق”.

ومن المرتقب أن يتسلم غزالي عثماني، رئيس دولة جزر القمر، الأرخبيل الصغير الواقع في المحيط الهندي البالغ عدد سكانه 900 ألف نسمة، الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي من رئيس السنغال ماكي سال.

وسيكون عثماني (64 عاما) “بحاجة إلى دعم قادة إفريقيين كبار آخرين لأداء دوره، نظرا للثقل الدبلوماسي المحدود لبلاده”، بحسب مجموعة الأزمات الدولية.

وسيحضر 35 رئيس دولة وأربعة رؤساء حكومات على الأقل القمة، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، ميليس عالم، الثلاثاء، من دون تحديد الأسماء.

حتى الآن، أكدت كل من نيجيريا وجنوب إفريقيا وزيمبابوي وزامبيا وموزمبيق وليسوتو وبوتسوانا والكونغو برازافيل، حضور رؤسائها.

العام الماضي، برز توتر على خلفية منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي، ما أثار خلافا قلما يحدث في هيئة تشدد على أهمية الإجماع.

وعلقت القمة نقاشا بشأن مسألة سحب الاعتماد وشُكلت لجنة لمعالجة الأمر. ولم يتضح ما إذا كان الاتحاد الإفريقي سيناقش المسألة هذا العام.

‫تعليقات الزوار

7
  • مراقب مروكي
    الخميس 16 فبراير 2023 - 17:36

    القمة العربية والقمة الافريقية لا تختلف إلى في المكان أما المشاكل فتبقى كما هي او تزيد سوءا القمم التي تنجح هي القمة الخليجية والقمة الأوروبية والقمة الاسوية

  • مهتم بالشان الافريقي والعربي
    الخميس 16 فبراير 2023 - 17:38

    افريقيا تتطلع إلى مستقبل افضل خاصة بعد بداية تحررها من غطرسة القوى الإستعمارية خاصة فرنسا المتوغلة إلا أن هناك قوى وعصابات لا تريد لهذه الشعوب الأفريقية أن تتحرر وتدبر مستقبلها المشرق بنفسها كعصابة العسكر الجزائرية ونظامها الفاشي والمتهالك والذي مازال يعيش بافكار ماقبل إزالة جدار برلين وما قبل تفكك الاتحاد السوفياتي فكل القوى والهيئات والمنظمات والايديولوجيات غيرت من أفكارها وخططها وطموحاتها الى الأحسن والرقي بشعوبها إلا مثل هذا النظام الكابراني العقيم المتهالك المتحجر والمتعصب الذي لازال يظن نفسه انه حامي الإشتراكية الدولية التي اندثرت واختفت.

  • zizi abdelali
    الخميس 16 فبراير 2023 - 17:46

    المشكل في الجزاءر الجنوبية العملة ديالهم طالعة بزاف والصناعات عندهم جد متطورة

  • بن خيرى
    الخميس 16 فبراير 2023 - 18:22

    على المجلس التنفيذي المكون من الخماسى الأهم فى القارة الأفريقية والذى تشكل فى القمة الأفريقية الأوربية وهو الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا ومصر واثيوبيا أن يطرد دولة الكيان الصهيونى من صفة عضو مراقب فورا

  • محمد نورالدين
    الخميس 16 فبراير 2023 - 20:44

    على القمة الأفريقية ان تصحح تسلل البوليزاريو لها وهي لاتملك ولا وثيقة تاريخية واحدة عمن تكون ،وإنما تسللت بفعل أموال الجزائر والاعيبها التي تضر بالقمة ،الجزائر لا تؤمن بالانتماء الافريقي كما تدعي ،وإنما تحب أن تتلاعب بالجميع وان تكذب على الجميع

  • ابو اسماعيل .
    الجمعة 17 فبراير 2023 - 00:48

    عدد دول القارة السمراء ذات سيادة 54 دولة ، اما عدد دول الاتحاد الافريقي فهي 55 دولة باحتساب الجمهورية الوهمية التي ليس لها أرض ولاسيادة ، فكيف يتكون جزء من اتفاقية التبادل الحر وهي ليس لديها أي اقتصاد ولاتجارة ولافلاحة وهي تعيش على حساب اموال الشعب الجزايري المغبون من طرف تبون ، وشريحة منه من طرف شنقريحة ، والسؤال المطروح هل سيطرح المغرب مسألة تعديل ميثاق الاتحاد التفريقي تمهيدا لطرد صندلستان من الاتحاد ؟

  • محمد نورالدين
    الجمعة 17 فبراير 2023 - 23:16

    لن تنظم الجزائر إلى هذه القمة ان هي انظمت لها إلا لافسادها بالرشاوي كما تفعل عندما تنظم لأي تجمع نكاية بالمغرب ،لان ليس للجزائر ما تقدمه لا لافريقيا ولا لغيرها ،اللهم ارجل الدجاج الطازجة ، والمضحك ستحاول اقحام عصابتها في تندوف ،البوليزاريو ،لربما تكون أفريقيا في حاجة إلى صناعة الخيام ،لان ابراهيم الرخيص يملك هذه الصناعة المتطورة التي قد تكون أفريقيا او اي دولة في حاجة إليها

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال