أبو النور يُحاضر عن "أخلاقيات الحوار مع الآخر" أمام الملك

أبو النور يُحاضر عن "أخلاقيات الحوار مع الآخر" أمام الملك
الخميس 26 يوليوز 2012 - 22:42

ترأس الملك محمد السادس٬ مرفوقا بشقيقه الأمير مولاي رشيد٬ اليوم الخميس بالقصر الملكي بالرباط درسا دينيا جديدا من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية.

وألقى درس اليوم٬ الأستاذ محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بجمهورية مصر العربية٬ متناولا بالدرس والتحليل موضوع “من أخلاقيات الحوار مع الآخر” انطلاقا من قول الله تعالى: “وقولوا للناس حسنا”.

واستهل الأستاذ أبو النور هذا الدرس بتبيان الآيات التي تظهر أن الله جعل البشر شعوبا وقبائل تتمايز بالتعددية للتلاقي والتعارف والتفاعل الحضاري وللتبادل الصناعي والزراعي والمعرفي والتقني٬ لا للتصارع والتنازع وإعادة بناء النظام العالمي الجديد كما يقول صمويل هتنتنجتون ومشايعوه٬ موضحا أن الله عز وجل خلق البشر من نفس واحدة هي آدم و”أننا بهذا كنا نوعا واحدا ليسهل التآلف بيننا”٬ ومن ثمة فإن التعارف إنما ينبغي أن يتم في إطار القرابة والرحم.

صوت العقل والحكمة…والحوار

وبعد أن ذكر بعدد من الملتقيات الدولية للحوار وما تم الالتزام به في إطار مقرراتها من مبادئ٬ أبرز أن صوت العقل والحكمة يتكاثر العاملون على إسماعه والتأثير به في المجتمع الدولي شيئا فشيئا ويؤازر الكثيرون من المسلمين هذه الفكرة على أن يتم بذلك التضييق على تجار الحروب وصناع الصراع.

وأشار إلى المعاني العديدة التي يتضمنها الحوار في اللغة٬ إذ يمكن أن تفسر المحاورة بالمخاطبة والمخاصمة والمجادلة٬ ليبين أنه ما دام الحوار يقوم على المراجعة٬ فالشأن في المحاور أن يراجع قلبه وعقله قبل أن يطرح ما يريد أن يطرحه أو قبل أن يحكم على طرح محاوره٬ كما أن الشأن في المحاور أن يراجع ذاكرته العلمية أثناء الحوار٬ ولهذا ينبغي أن يدقق في من يختار للحوار بحيث يكون موائما لما يفوض في الحوار فيه كالمعلم والفقيه والمفتي والقاضي والسفير والمفاوض وغيرهم.

وتوقف الأستاذ محمد الأحمدي أبو النور٬ في سياق حديثه عن النماذج الحوارية٬ مطولا عند حوار رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عدي بن حاتم الطائي وأخته سفانة٬ حين خطر لعدي٬ بعد أن ذاق حلاوة الإيمان وعرف أن من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما٬ أن يطمئن على والده الذي كان بعيد المدى٬ في الجود والندى٬ فحاور النبي صلى الله عليه وسلم في أدب جم واحتشام بالغ٬ فأجابه رسول الله بحكمة بالغة٬ فلم يعد صلى الله عليه وسلم حقيقة٬ ولم يجرح شعورا٬ ليوضح المحاضر أن الرائع في هذا الحوار أن عديا لم يعلق كما أنه لم يرجئ ما اعتزم أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه.

“ماذا يكون السلوك الحضاري مع المسيحي أو اليهودي الذي لم نعرض عليه الإسلام من مثل الزميل في الدراسة٬ أو الجار في السكن أو الشريك في التجارة٬ أو الصاحب في السفر…” يتساءل الأستاذ أبو النور قبل أن يضيف “ألا ينبغي أن تكون المعاملة لهؤلاء مثل معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لسفير قيصر من باب أولى، وألا تقل إن لم تكن تزيد”.

واستطرد المحاضر أنه إذا كان الانتساب إلى إبراهيم عليه السلام يعطي وصف الأخوة بين المنتسبين إليه سواء أكانوا متفقين في الاعتقاد أم مختلفين٬ فإن الانتساب إلى آدم أبي البشر يعطي كل المنتسبين إليه وصف الأخوة الإنسانية٬ وهو أمر٬ يقول الأستاذ أبو النور٬ “يوجب على البشر أن يكون حوارهم معا من هذا المنطلق الأخوي والإنساني٬ وهو أمر في غاية الأهمية سيما في علاج المشكلات الأسرية والمجتمعية والدولية من جهة ٬ وفي القضاء على نزعات الاستعلاء من جهة ثانية٬ وفي استلال دوافع الكراهية والتعصب للرأي من جهة ثالثة”.

أخلاقيات الحوار

وفي سياق تعداده لأخلاقيات الحوار٬ أشار المحاضر إلى حب المحاور للمحاور ما يحب لنفسه سواء في ذاته أو في من له به صلة٬ والصدى البالغ لحسن خلق المحاور ونبل سلوكه عند المحاور٬ وعدم ادخار وسع في استخدام الوسائل المختلفة مع المحاور في إطار ما يشير إليه المنهج القرآني “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة٬ وجادلهم بالتي هي أحسن”.

كما أن من هذه الأخلاقيات٬ يضيف الأستاذ أبو النور٬ الرفق بالمحاور والاصطبار عليه٬ والنأي عن التعسف معه وتأسيس الحوار على المنطق العقلي الذي يستقوي بالدليل النقلي٬ والانطلاق في الحوار على أساس التآخي الإنساني والرحم الواصلة والجوامع الإيمانية والقيم الحضارية المشتركة٬ واحترام المحاور وإحسان الاستماع إليه٬ والحرص الرحيم على هداية المحاور بتكرار الموعظة الحوارية معه إذا لم يستجب بادئ الرأي٬ وحسن استخدام المفاجأة للمحاور٬ والاقتدار على التحليل النفسي للمحاور وحسن التأتي به من الشك إلى اليقين٬ وحسن التأتي إليه في الإجابة بما ينأى به عن أن يكون في صدره حرج من الإجابة٬ فضلا عن الاهتمام بما ييسر ولا يعسر وبما يبشر ولا ينفر.

وخلص الأستاذ محمد الأحمدي أبو النور إلى إبراز ما في الحوار من علاج للخلاف في الأسرة وفي المجتمع إذ هو الذي يحيط الأسرة والمجتمع بسياج الوحدة كأساس للقوة والتقدم وكقاعدة للإبداع والابتكار٬ كما أن في الحوار علاجا للمشكلات الإنسانية على الصعيد الدولي بعيدا عن المواجهات والصراعات٬ موضحا أن الحوار يؤثر آثاره حين يقوم على العلم والحكمة وحين يتوخى طريق الهدى والحق والحرية والعدالة الاجتماعية والسلام بين الإخوة من البشر في أنحاء المعمورة.

‫تعليقات الزوار

12
  • علي بابا
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 23:13

    نحن الشعب الوحيد اللي كانبداو بالحوار ونكملو بالسبان والتعراق وشدان اليدين لذا فنحن لازلنا بعيدين جدا عن ثقافة الحوار والتعايش السلمي

  • الباتول
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 23:15

    الحوار مع الاخر، صورة العربي في ادب الاخر، الخ – تكرار سرمدي لنفس الاسطوانة المشروخة منذ زمان – الاخر الاخر الاخر الاخر حتى نسينا الحوار مع الاقربين الينا – و ما موقع الحوار بيننا من الاعراب – شدين ديما في الاخر، في اية قوة متخيلة – تحوارتو بينكم اولا، قبل الحوار مع البعيد الاخر – و هل هذا الاخر لا شغل له ليتحاور معك في عقدك و تخلفك و تعصبك و تفاهاتك و تناقضاتك الخ؟ بعبارة اخرى هو (ان كان هنا الاخر يعني الغرب اي العقدة) فهذا الاخر لا وقت له للحديث في امور لاهوتية مبهمة – و قد سمعت الدرس العجيب و كله استيهامات و فبركات و طوباوية، و لا نقد لما ينقل عنه – ثم و هذا هو الخطر جعل النبي محمد في مرتبة الله تماما – لنراجع اقوال الخطيب و الله انا ليخجلني ما سمعته من ترهات و تناقضات، و قلت عجبا كيف يقبل العقل حكايات محكية مصطنعة الخ – الانحطاط و التخلف لا غير –

  • Rym
    الخميس 26 يوليوز 2012 - 23:38

    Cet exposé, méthodique d'ensemble, regorge de
    coherence

    Il en ressort que:

    Un dialogue doit avoir un mouvement dialetique
    il doit aller de l'élément au tout
    des motifs aux effets

    Mais

    le tout ds un cadre de déférence pour ne pas heurter inutilement

    il y'a deux jours,j'ai repondu à un Mr qui a caricaturé la femme de façon sarcastique ;
    le sujet était,de mémoire, "les filles qui se voilent pdt Ramadan-

    parce que mon approche était à l'antipode de la sienne
    il m'a repondue par

    un poème qui jongle avec le lazzi et la vanne
    pas difficile à décanter,
    et même pas besoin de potion à la Rimbaud pour rendre les metaphores pérceptibles

    Ceci pr dire :
    ce ne sont pas les flêchettes empoisonnées qui font le dialogue
    car ,des quolibets,personne n'en fait carence

    Un homme qui se mesure à une femme en usant de la raillerie doit revoir son héroisme

    il doit sûrement être …..aphrodite!

  • معطل منأهل المحضر
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 01:16

    على السيد بنكيران أن يحفظمضامينهذا الدرس ويطبقها، فهو"nul" في مادة الحوار.

  • Yassine
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 01:47

    مواضيع سئمناها ولا فائدة منها. يتم اختيارها فقط لكونها لن تتسبب في إثارة الحرج للملكية، عكس مواضيع أخرى كالعدل والظلم والمحاسبة أمام الله

  • ولد الشعب
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 02:01

    مواضيع بآآآايخة،حبذا لو تحدث عن فتنة المسيخ الدجال و الاستراتيجيات التي يتبعها آخر الزمان من تحريم التعامل بالذهب و تعويضه بالأوراق اللتي لا قيمة لها،بالاضافة لنشر الاباحية عبر وسائل الاعلام و شن الحروب على الاسلام و المسلمين…هاته هي المواضيع اللتي تلزمنا في هاته الفترة الصعبة

  • حكيم قرية أوز
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 02:02

    اتمنى أن ييتأثر السيد بنكيران بهذا الدرس, عله يكون أكثر تحضرا أثناء المحاورات المتلفزة, فالسيد ما إن يحس بنفسه محاصرا بالأسئلة و عاجزا عن المناقشة حتى تنتفخ أوداجه و يرتفع صراخه.

  • عبد الكريم
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 02:16

    لازال العلماء يربطون مفهوم الاخر بالفضاء العقلي القروسطوي لم يستوعبوا بعد ان هدا الاخر الدي يتحدثون عنه هو وليد الفلسفة الحديثة وله تبعات لايطيقها العقل الفقهي الدوغمائي السكولاستيكي الارثودكسي التاريخي واراد هدا العالم ان يؤصل لمفهوم الاخر في الاسلام وهدا عين الغلط.لمادا لان الاخر اليوم مفهوم ايديولوجي وليس منطقي لا يوجد مفهوم الاخر في القران بالمعنى السارتري او الهايدغري ان الاخر autrui غير معروف عند علماء القصر السكولاستيكيين ان مفهوم الاخر عند هؤلاء العلماء مفهوم قروسطوي لا يتماشى و الحداثة . ان الاخر في الفلسفة المعاصرة قد تجاوز و بكثير مفهوم الاخرفي اسلام القرون الاولى. و بكلمة واحدة ان مفهوم الاخر اليوم مفهوم زئبقي ان العلماء ومنهم علماء القصرلازالو يعرقلون الحداثة الابستمولوجية و يؤسسون لازمة العقل في الاسلام حيث يربطون المفاهيم الغربية العقلانية الحديثة باسلام عصر الانحطاط وهنا بالضبط يقع العلماء في مفارقات داتية وموضوعية لا حصر لها وبالتالي اللاتاريخية.

  • مغربية
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 12:24

    فن الحوار موهبة ربانية يعطيها الله لمن احبه من خلقه، و العنف الكلامي سلاح الضعفاء الفاشلين الخائفين المفزوعين المهزوزين

  • observateur
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 17:16

    نتمنى ان يكون موضوع الدرس القادم عن احترام قانون السير و الحفاظ على نظافة شواطئنا في العطلة الصيفية !!!
    اللهم ول امورنا خيارنا

  • hakim
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 18:20

    هذه الدروس الحسنية التي من إبداع الحسن الثاني صنعها وقتئذ عندما كانت الإيديولوجية اليسارية تروج للإلحاد . ففي ذلك الوقت كانت تخدمه لإعطائه تجميلا دينيا علميا لإمارة المؤمنين نتبين هذا عمليا إذا عدنا لنوعية الدرروس التي كان يلقيها أمامه العلماء والمفكرون بالرجوع لإرشيفها نجد في 4 رمضان 1395هجرية درسا موضوعه معجزة القرأن للعلامة الأستاذ عبد الله كنون وأيضا في 8 منه من نفس السنة القى العلامة مولاي عبد الواحد العلوي درسا من منطلق قوله تعالى شهد الله أنه لاإله إلا الله والملائكة وأولوا العلم والدرس التاسع ألقاه الدكتور مصطفى محمودوكان عنوانه من أسرار القرأن الكريم وكان في 22 رمضان 1395هجرية وهكذا باقي الروس والمحاضرات كانت تمشي في نفس المعنى وعندما ذهب عصر الإيديولوجية اليسارية وجاء عصر الصحوة الإسلامية تغيرت الدروس وأصبحت تنسج لغرض فك الإلتفاف حول هذه الصحوة وبالضبط صار الهذر والكلام حول الثوابت والحوار ومرجعية الأمة في الوطن وهكذا والحاصل أن الدين تستعمله الأنظمة جنة ووقاية للحفاظ على استمراريتها وبقاء دوامها ولكن الدوام لله ولكن مقاصده تحارب منها فأين هو الدين اتقوا الله فإنكم ذاهبون.

  • toni
    الجمعة 27 يوليوز 2012 - 18:27

    je vois que quelques avis ici ecrits en langue Arabe, leurs tuteurs essaient de hisser le niveau et ecrire avec un arabe culturelement pavoisé et hierarchiquemet developpé et hissé : ces gens on comprend d'abord qu''ils sont pour la plus part des arabophones et que pour eux c'est une occasion de s'exprimer et d'inposer leur ego / le probleme c'est que que créeront t tils avec ces phrases et ses paragraphes upés Rien : aucune créativité , aucune ingéniosité aucune ingénierie, aucune conceptionnalité, aucune richesse acun savoir qui crée justement de la richesse culturelle et matérielle / quant il parlent deالفقهي الدوغمائي السكولاستيكي الارثودكسي التاريخي c'est uniquement pour nous dire qu'ils sont d'un certain niveau culturel Mais allez voi comment ils vivent : partiquement au bors du seuil de la pauvreté, vous pouvez les rencontrer dans des Bars anciens, avec une Biére de 12dh saccager à leur Main tremblante avec un megot de mauvaise qualité : mais quant ils parlent c'est pour vous

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 1

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 8

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء