أحكموا عليهن بالعقم !!!

أحكموا عليهن بالعقم  !!!
الإثنين 7 ماي 2012 - 00:28

” ما تكرر تقرر ” ، هكذا قالوا لنا في كراسي الدراسة ، ورب كلمة قد تلقى على عواهنها تمسي مع مرور الأيام حقيقة تفرض عليك التعايش معها رغما عنك وعن أنوف من خلفوك، ورب حوادث تتكرر أمام عينيك تكون سببا مباشرا لتقف على حقائق مفجعة ما كنت لتدركها لولا أن تلك الحوادث تقررت بعدما تكررت . وكل من تتبع فصول وأطوار ووقائع رفض ثلة من المستشفيات والمستوصفات العمومية استقبال نسوة حوامل فاجأهن المخاض بحجج واهية لا مقبولة ولا معقولة ليجد نفسه مضطرا لطرح أسئلة من قبيل : هل أضحى الدفع المالي المسبق شرطا رئيسيا لولوج المرضى ومن هم في حالة صحية حرجة أبواب المستشفيات العمومية ؟؟؟ إن كان ذلك كذلك فما جدوى ” راميد ” وأخواتها ؟؟؟ وإن لم يكن الأمر كذلك فما سر تكرار وضع مجموعة من النساء لمواليدهن على الأرصفة والأزقة والشوارع ؟؟؟ وما سر رفض مستشفياتنا فتح أبوابها لكل حامل يتعذر عليها تقديم ضمانات مالية مقابل استقبالها كمواطنة تتمتع بمقومات المواطنة الصالحة والكاملة ؟؟؟

شخصيا طرحت هذه الأسئلة وغيرها على نفسي مباشرة بعدما سمعت ما جرى لتلك السيدة التي رمتها الضمائر الميتة لتضع مولودها أمام باب مركز مجاط الصحي بإقليم شيشاوة ، ولكي أخفف من شدة المرارة التي تجرعتها عقب هذه الحادثة خربشت مسودة ترحمت فيها على من قال أن الصحة في المغرب بيد الله ، وأن المساواة في مغرب ” الله كريم ” لا توجد إلا في الشعارات والخطب الرسمية وفي مخيلة بعض المناضلين الساخطين على أوضاع يستحق معها الشعب المغربي لقب ” الشعب الصبور ” عن جدارة واستحقاق ، ولكي أضفي على المسودة طابعا ” معقولا ” وحتى أجيب عن بعض تلك الأسئلة المطروحة أدرجت في المسودة خلاصات تقرير غير صحي قدمه وزير الصحة مؤخرا للسادة أعضاء مجلس المستشارين كشف فيه عن حقائق لو تلقفها شعب غير هذا الشعب ” الصبور الحليم ” لجعل من ” الصحة ” أهم دافع للثورة على ساسته وسلطاته ، ومن بين أهم تلك الحقائق وجود مركز صحي لكل 42 ألف مواطن ، وطبيب لكل 1630 نسمة ، وأقل من سرير واحد لألف من المواطنين … وزغردي يا أم الوليد وقولي مع القائلين ” راه العام زين بززززاف ” .

حين هممت بتحويل المسودة إلى مقال يستنكر ما وقع لسيدة ” مجاط ” وما وقع لسيدات أخريات قبلها ، فاجأني تذكير الوزير الأول أمام مجلس الحكومة لوزرائه بضرورة ضمان ولوج المواطن للمرافق الصحية العمومية وتمكينه من ذلك دون أية أعذار إدارية أو مادية ، ولأنني كأيها الناس في هذا البلد بسرعة البرق أثق في تصريحات المسؤولين وقراراتهم قررت تمزيق المسودة ” الاستنكارية ” وإزالتها بعدما نوهت ـ في نفسي ـ بتصريح الوزير الأول وتشديده على عدم تكرار واقعة ” مجاط ” ، ولأنني كأيها الناس في هذا البلد سرعان ما أندم على ثقتي العمياء في كلام المسؤولين عنا فقد نزل علي حرا وصعقا واستحمارا خبر رفض المستشفى الإقليمي لسانية الرمل بتطوان استقبال حامل تعاني آلام المخاض بحجة عدم توفرها على ما يكفي من” الدفع المسبق ” المطلوب مما اضطر المرأة الحامل إلى الولادة داخل سيارة أجرة صغيرة الحجم ، ومع هذا الخبر وجدت نفسي أطرح الأسئلة أعلاه ، وأذيلها بحكمة لست أدري من قالها ، مفادها أن الوزير إن كان فاقدا لسلطاته فلا تنتظر منه إلا قولا يباع بالمجان واعتذارا يتكرر بمناسبة وبغير مناسبة وفعلا لا محل له من التحقق على أرض الواقع ، وأن الحكومة التي ارتضت لنفسها أن تكون ضرة مع حكومات ظل وانتداب لن تكون إلا حكومة معلولة تعاني من كافة الأمراض السياسية والاقتصادية مادامت الديموقراطية التي قبلت أن تكون ضرة على ضوئها تعاني أصلا من أزمة قلبية وضيق تنفس وتشوهات خلقية لا تزيدها عمليات التجميل إلا قبحا وسوءا ولا تزيدها تحركات الحكومة الضرة إلا ضعفا وتشويها.

الحديث عن قطاع الصحة في المغرب لا يبشر بخير أبدا ، وتكرار طرد المستشفيات لحالات مرضية بحجج متنوعة يدق ناقوس الخطر الذي قد يأتي من الأزمة التي يتخبط فيها قطاع الصحة بهذا الوطن ، والميزانية المرصودة لهذا القطاع والتي لا تستفيد سوى من 5% تقريباً من ميزانية الدولة لا تكفي لحل هذه الأزمة ، واعتذار الوزير الأول لمن أهان كرامتهم هذا القطاع لا يكفي ما دامت الإهانات تتوالى وتتكرر ، وتفعيل سياسة المحاسبة لا تكفي ما دامت الطاقة الاستيعابية للمستشفيات العمومية لا تكفي لإرضاء تطلعات ومطالب المواطنين في هذا المجال ، و ” راميد ” لا تكفي ما دامت السياسة الصحية للبلد تخرج من خيمة ” البرلمان ” مائلة معوجة ، وما دامت أحزابنا ” المريضة ” تفتقر إلى سياسة صحية تقوم على أسس التخطيط والبرمجة والحكامة الجيدة ، ومادامت وزارة الصحة عندنا يتعاقب عليها وفي ظرف وجيز عدد لا يحصى من المسؤولين والوزراء ، ولا تكفي كل الترقيعات ” الاستعجالية ” الترميمية ما دام الفساد والإفساد والشطط والزبونية والمحسوبية واللامساواة أمور تحكم تعاملاتنا قبل وأثناء وبعد الولوج للمستشفيات العمومية .

على سبيل الختم …

الشيطان ـ لعنه الله ـ يوسوس لي ويسألني سؤالا غبيا ، يقول لي :

ـ ماذا لو كان ترك النساء يلدن في الشارع خطة ” سياسية ” هدفها الحد من النسل ودفع النساء أمام تكرر وقوع هذا الفعل نحو العقم ، ما دام تكثير سواد الأمة لا يعود إلا بالأرق والقلق على المسؤولين الذين يقض مضاجعهم احتجاج النسل العاطل عن العمل آناء الليل وأطراف النهار ؟؟؟

أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، أتفل عن يساري ضدا على وسوته ، ثم أحكم على زوجتي بالعقم ، حتى لا أجد نفسي مضطرا لتوليدها في الشارع العام مادامت قلوب بعض التابعين لوزارة الصحة وبعض الموظفين في المستشفيات والمستوصفات العمومية قاسية ( فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون ) .

‫تعليقات الزوار

10
  • معاد
    الإثنين 7 ماي 2012 - 02:14

    سيدي
    راميد مشروع صحي يخول لمن لا يملك تغطية صحية ان يعالج بالمجان و دلك بمنحه بطاقة،ادا اتت السيدة و ليس معها بطاقة فانها لا تعالج ادا لم تدفع،هدا شيئ غير انساني بطبيعة الحال و لكن هدا هو الجاري في دول كبرى ،امريكا متلا ترك معاق جسدي في دهليز مستشفى مدة طويلة فتعب وسقط على البلاط فاخد الممرضون و الاطباء يتخطونه و وينصرفون في لا مبالاة،المشكل ليس في راميد،المشكل في البنية التحتية و نقض الاطر،انت اتيت بمسلمات مدبدبة لتخلص الى الخلاصة المقصودة من مقالك و هي ان الحكومة لا تملك سلطة،و هدا غير صحيح،مادا سيفعل وزير في نقص 8000 طبيب و عدد كبير من المستشفيات،و حتى لو ملكت الحامل البطاقة،فستبقى مهملة ان لم يكن هناك مولدات،احنا نجيبو تشي كيفارا يحكم بوحدو و كول لينا كيفاش غيدير؟
    القطاع الصحي يتطور بشكل واضح،و الدي قال ان الصحة بيد الله قالها مند سنوات،واحنا ولاد اليوم.
    ارجو النشر

  • حسن الهيتمي
    الإثنين 7 ماي 2012 - 03:58

    سئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن داء الوسوسة هل له دواء فأجاب له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية وان كان في النفس من التردد ما كان فانه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون واما من اصغى اليها وعمل بقضيتها… فانها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين بل واقبح منهم كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها

  • بلال
    الإثنين 7 ماي 2012 - 04:19

    عن انس بن مالك يقول
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

    لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله

    رواه البخاري

    و قال مسلم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

    قال الله عز وجل

    إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله عز وجل

    اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    باسم الله الرحمن الرحيم

    قل هو الله احد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفؤا احد

    قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة و الناس

  • HASNA
    الإثنين 7 ماي 2012 - 13:53

    شكرا لك أخي محمد ملوك على هدا المقال الدي أصاب كبد الحقيقة في وقت كثرت فيها الشعارات وقلت فيها الأفعال الصائبة
    بارك الله في أمثالك

  • احمد
    الإثنين 7 ماي 2012 - 20:25

    وزارة "قلة" الصحة فهي في غرفة العناية المركزة.تحتاج لوقت- ليس بالقصي- حتى تسترجع عافيتها.
    لان من ادخلوهاهذاالوضع الحرج -لولا لطف الله-كانوا يريدون الاجهاز عليها.ويكتبون لها شهادة طبية يثبتون فيها عجزها عن مقاومة الداء. ولاراد لقضاء الله.

  • الطانجاوي
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 01:18

    و الله كلما قرات مقالا لهدا الشاب الا وغمرتني الفرحة و الافتخار بانه لا زال هناك شباب مغربي يكتب بلغة عربية فصيحة تعجز العقول الصغيرة عن فهمها. و يزيد افتخاري و تقديري للاستاد عندما يحمل هده اللغة الجميلة جدا رسالة حق و قول صدق، و البوح بما يكتوي به المغاربة و لايستطيع الكثيرون قوله. كل ما قلته سيدي صحيح جدا. و رحم الله من عمل عملا و اتقنه.

  • admistrateures dans la sante
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 02:14

    بنكيران يتلاعب بالكلمات فلا تنخدعو فكل كلمة لها معناها,,بنكيران يقول يجب ان يكون للمواطن الحق في الولوج للمستشفى ومن بعد نشوفو الخلاص والمسائل الادارية هو قال الولوج للمستشفى ماشي الولوج للعلاج والخدمات الطبية لاحظو الفرق هو يقصد الولوج للمستشفى كبناية يعني دخلو الناس ومتخليوهومش فالزنقة باش ماتنودوش علينا الصداع يعني دخلوهوم ولوحوهوم فشي غرفة ومتقدمو ليهوم حتى علاج او خدمة صحية حتى اخلصوا.. وراه الحكومة هي الي فرضات الخلاص فالمستشفيات قبل تقديم العلاج ودلك بمرسوم حكومي.. وانا كنتحدى بنكيران(ماشي الهضرة قدام التلفزة) اصدر مرسوم كتابي كيقول فيه انه يمكن الولوج للعلاج والخدمات الطبية (تحاليل,اشعة,سكانير,ترويض,استشارة طبية,عمليات,,,,) بدون شرط الدفع المسبق وانه تتم معالجة المريض اولا ثم مناقشة من بعد مسائل الدفع والمسائل الادارية,,, طبعا بنكيران مغيخرجوش وراه الفلوس اللي كيدفعو ناس حاليا لصندوق المستشفى تدهب الى ميزانبة الدولة وتتم محاسبة مسؤولي المستشفى على الريال والى لقاو مفتشي المالية شي حد داز قبل ميخلص تيفرضو على الطبيب او الممرض للي دوزو اخلص من جيبوالخاص باش تكمل الميزانية

  • marocain
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 02:23

    وكون تقي الله وسول مزيان قبل متكتب اي حرف غتحاسب عليه قداو الله ,, وراة الممرضين والاطباء براسهوف الي خدامين فنفس السبيطار كيخلصو على راسهوم باش اديرو التحاليل وكل الخدمات اللي فالمستشفى انا واحد جاري خدام ممرض فمستشفى دمدينتي وحيت كان كايعطي الدوا الواحد المريض بالصدر عطش عليه والممرض تعدى وفاش دوز قالو الطبيب خاصك دير الراديو دالصدر فاش مشى اديرو اللي خدامين معاه قالولو ضروري تخلص وفاش مشى عند المدير دالمستشفى ديالو قالو خلص معندي ماندير ليك هذا هو القانون … وراه كون كان الخوخ اداوي كون دوى راسو وراه كولشي مفروض عليه الخلاص وبقرار حكومي حتى اللي خدامين فالسبيطار …

  • العربي أبو دعاء
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 10:13

    مسكين هذا البلد . فقراءه كثر ومساكينه أكثر من الكثير وحاجاته كثيرة جدا . فكيف يمكنه أن يتخطى كل المصاعب الذي تعترضه . وما عسى لحكومة مهما كانت نزيهة أن تعمل في ظروف كهاته . الكل محتاج . والشعب غلبان . والاغنياء حابسين أموالهم ويتمتعون ويستمتعون بها هم وزوجاتهم وأولادهم . ويمرون على الفقراء والمساكين بحليهم وحللهم بدون حياء ولا خجل . وبدون أن يعلموا أن هذه الاموال التي يلعبون بها هي أموال الله . ويجب صرفها في مرضات الله واخراج حقوق الله فيها. فهل يفعلون من ذلك شيئ . اللهم لا ثم لا ثم لا . بل يصرفونها فيما حل وحرم . ويستمتعون بها في الملذات والمتع . فمن الذهاب الى ماروك مول واقتناء أغلى الالبسة والعطور . واشتراء أحدث المراكب الفارهة . هذا ما جعل الشعب في محنة . انه ليس مغرب واحد . انه مغربان في بلد واحد . بحكومة واحدة ودستور واحد . أرى لزاما على الشعب أن يعيد ترتيب الاوراق قبل أن تنفلت الامور ويستعصي العلاج . أنت لا تسمع الا ما يدمي القلب . الازمة تشتد يوما بعد يوم على الفقراء والمساكين . أغلبية هذا الشعب . واغنياؤه في غيبوبة تامة لا هم في العير ولا في النفير .

  • ممرضة
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 17:31

    ارجو من صاحب المقال ان يقرا تكديب مستشفى تطوان للحادثة
    و ارجوا ان يقرا جملة مفيدة:التوليد بالنستشفيات العمومية بالمجااااااااااان
    ماكايناش هدا القضية ديال ما دفعاتش لفلوس
    السيدة فاجاها المخاض على سيار اجرة و لم يشا الطاقم انزالها تفاديا لاجهاضها وتم توليدها داخل السيارة
    هده هي الحادثة التي صنعت منها مقالا و استنتجت على اثره خلاصات ما انزل الله بها من سلطان

صوت وصورة
اعتصام ممرضين في سلا
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 19:08 1

اعتصام ممرضين في سلا

صوت وصورة
وزير الفلاحة وعيد الأضحى
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 17:34 23

وزير الفلاحة وعيد الأضحى

صوت وصورة
تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:12 3

تكافؤ الفرص التربوية بين الجنسين

صوت وصورة
احتجاج بوزارة التشغيل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 16:02 2

احتجاج بوزارة التشغيل

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15 4

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات