أكاديمي أمريكي يشرّح منظومة القيم في وزان

أكاديمي أمريكي يشرّح منظومة القيم في وزان
الإثنين 2 يناير 2017 - 18:15

قال بوول هايك، أستاذ علم اللاهوت والدراسات الدينية بجامعة واشنطن، إن الهدف من وراء الحديث عن منظومة القيم في بناء المشترك الإنساني هو إثارة النقاش في زمن الحيرة، خاصة وأن وسائل الإعلام تركز على النزاعات والصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية التي يشهدها العالم، وفي ظل العولمة وعصر الأنترنيت الذي سهل وصول المعلومة إلى المتلقي بسرعة قياسية.

وشدد البروفيسور الأمريكي على كون ازدهار أي مجتمع لا يتأتى إلا بقيم إنسانية كونية، كالصداقة والتسامح والأخلاق، تعتبر لبنات لبناء مجتمع متماسك الأطراف. وركز بوول على “البلاء”، أو “الابتلاء” معتبرا إياه فرصة للتسامح مع الذات وتليين القلب وتمحيصه وتحقيق النماء، باعتبار المحنة التي يمر بها الفرد تشكل قيمة مشتركة بين كل أفراد المجتمعات بغض النظر عن عرقهم ولونهم أو جنسيتهم، سواء كان ذاك الفرد صالحا أم طالحا.

حديث بوول هايك، الذي يشغل منصب مدير مركز دراسة الأديان عبر الحضارات “SORAC”، جاء على هامش لقاء علمي نظمه فرع وزان من جمعية أساتذة التربية الإسلامية، في موضوع: “منظومة القيم في بناء المشترك الإنساني” بالقاعة الكبرى للمركز الاجتماعي للقرب بدار الضمانة، أكد خلاله الأكاديمي الأمريكي أنه لا استقامة للفرد بدون الالتزام بالقيم الكونية المشتركة.

وأعطى “هايك” المثال بحرص الأم على سعادة ابنها بتجنيبه تجارب البلاء، معتبرا ذلك إخلالا يحرمه من اكتساب مهارات وقيم، مستندا في طرحه هذا على بحوث علمية، مقسما مقاصد وأهداف الابتلاء إلى قسمين؛ قسم إيجابي وآخر سلبي. فالسلبي يجعل المبتلي قاسيَ القلب ينظر إلى الحياة بكونها تافهة ويتخذ العالم عدوا وينمي الحقد داخله ويزرع رغبة دفينة في الانتقام من المجتمع. واعتبر بوول أن مقاصد الابتلاء الفضلى تجعل الفرد أكثر تقديرا للحياة وأقل انشغالا بتوافهها وأكثر إحسانا بغيره بعيدا عن النرجسية والأنانية، وأكثر تمسكا بالقيم الإنسانية النبيلة، وينظر إلى الابتلاء كامتحان إلهي لا كعقاب، وهي تقوي المعرفة بالله، مشددا على كون لا حلاوة ولا طعم للحياة بدون محن.

وختم الخبير في علم اللاهوت محاضرته برصد آليات لتمكين الشباب من معاني البلاء عبر قراءة قصص الرسل والأنبياء واتخاذهم قدوة للتغلب على مصاعب الحياة، مقرا في الوقت نفسه بصعوبة المهمة وتنزيل هذه الآليات على أرض الواقع، خاصة وأن الشباب يعيش صدمات شخصية وعالمية تضعف التزامه بالقيم الإنسانية، ما يجعل النظر للشخص غير المتسامح على أنه ناجح، مما ينمي لديه الرغبة في الانتقام.

القرآن الكريم عالمي وكوني، من هذه الفرضية انطلق رشيد البقالي، رئيس جمعية أساتذة التربية الإسلامية بوزان، مضيفا أن “المرجعية التي تحكمنا هي ما يؤطر قيم المشترك الإنساني”، داعيا إلى “ترجمة قيم القرآن وأخلاقه فينا قبل ترجمته لغويا”. وأضاف المتحدث أن دخول عدد من التجار قديما كان بسبب نبل أخلاق التجار المسلمين، وتشبعهم بقيم القرآن التي شكلت دافعا للعديد ممن كانوا على ضلالة في وقت سابق.

كما عرفت “المائدة المستديرة” نقاشا حول القيم الكونية المشتركة بين البشر، التي تؤرق المثقف والمفكر العربي والشباب القارئ في الوقت الراهن، وتطرقت لثقافة الحوار والتعاون، وطرحت تساؤلا حول إمكانية بناء تصور موحد حول هذه القيم، والمعيار المعتمد في الحكم بكونية قيم دون أخرى، ومدى اعتبار منظومة القيم مدخلا لبناء المشترك الإنساني، وترسيخ وإرساء ثقافة الحوار والسلم العالميين.

‫تعليقات الزوار

5
  • مستوى ضعيف في تكوين
    الإثنين 2 يناير 2017 - 20:09

    حصل الشيخ في العقبة ؟ اين هي قيمتكم العلمية ؟ لم تعرفوا لنا هذه المنظومة القيمية ؟؟؟
    فماهي القيمة الاضافية من ندوة لا تستطيعون تعريف ولو قيمة اخلاقية واحدة ؟؟

    مع الاسف مات العلم وةالعلماء ؟
    وحتى من لهم رصيد علمي بهؤلاء الانتهازيزن الالفقراء علميا ؟

    حتى اصبحت مخاخهم شحمة كثيرة الجهل العلمي لا؟؟

    سيتبقى هده التعاريف العلمية على ذمتكم …………

  • محمد
    الإثنين 2 يناير 2017 - 21:38

    نحن من يجب أن نعلم الاخلاق والقيم للبشرية كلها لأن لنا منهج وعندنا كلام الله وعندنا رسول الله هل يحتاج من عنده كلام ربه أن يتعلم القيم من الذين يعبدون الاصنام

  • مغربي .....
    الثلاثاء 3 يناير 2017 - 03:27

    نشكر  جمعية أساتذة التربية الإسلامية، فرع وزان  على اللقاء المتميز ، كما نشكر السيد مدير مركز دراسة الأديان بامريكا // بعدما  شدد الأمريكي على كون ازدهار أي مجتمع لا يتأتى إلا بقيم إنسانية "كونية"و كما  أنه لا استقامة للفرد بدون الالتزام بالقيم الكونية المشتركة !!!   وتركيزه  على "البلاء"، أو "الابتلاء" معتبرا إياه فرصة للتسامح مع الذات وتليين القلب وتمحيصه وتحقيق النماء !!!!      فهنيئا له بهذه المقاربة التي اغنت الحوار و كشفت عن الفراغ الكبير الءب نعانيه كمسلمين في التواصل مع الآخر وقدرتنا على التعريف بمرجعيتنا !!!! فالمنطق الذي يتحدث به هذا الرجل جدير بتوحيد الرؤية نحو "المرجع الكوني" الذي جاء فيه بعد  اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )  وقوله تعالى
    ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ سورة الأعراف : 168 . ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ﴾. آل عمران: 141

    ]

  • القنيطري
    الثلاثاء 3 يناير 2017 - 05:11

    لا يكون هناك ازدهار وﻻ قيم اخﻻقيةاﻻ في ظل اﻻسﻻم ولن يكون هناك سلم وﻻ سﻻم بدون اسﻻم. فاﻻنسانية دخل عليها الشيطان وهو يوجهها الى مهلكتها . وماحد اﻻنسانية بعيدة عن اﻻسﻻم اﻻ وهي في تدمير نفسها ولو يعلم هدا البروفيسور اﻻمريكي الاسﻻم ويطلع عليه لدخل اليه في التو واللحظة ﻻنه سيجد مبتغاه الدي حاضر عليه .اﻻنسانية ليست لها قيم بدون اسﻻم قال تعالى والعصر ان اىنسان لفي خسر اﻻ الدين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .ان اﻻنسانية خاسرة وتعيسة وسعادتها باﻻسﻻم دين التوحيد واﻻنسانية عنوانها اﻻلحاد والتعاسة والحياة المظلمة وباﻻسﻻم سيعم الود والسﻻم والضياء.

  • السلاوي
    الثلاثاء 3 يناير 2017 - 11:06

    شكرا للمنظمين على إثارتهم لهذا الموضوع ، خاصة في انفتاحهم على الآخر ، وإتاحة المجال له في التعبير عن ما يطمح إليه من البحث عن المشترك الإنساني ،
    بمثل هذه اللقاءات تسمو أفكارنا ونطور إمكاناتنا في تدبير الاختلاف
    شكرا جمعية أساتذة التربية الإسلامية بوزان

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة