إثيوبيا تضع القرن الإفريقي بين الانفصال والتناحر

إثيوبيا تضع القرن الإفريقي بين الانفصال والتناحر
الأربعاء 11 نونبر 2020 - 18:26

أثار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مخاوف من اندلاع حرب أهلية في بلاده بإعلانه الأسبوع الماضي أنه سيرسل جنودا إلى منطقة تيجراي بشمال البلاد لإخماد ما قيل إنها انتفاضة لحزب سياسي وجماعة متمردة تسمى جبهة تحرير شعب تيجراي.

وفرضت الحكومة، منذ ذلك الحين، حالة الطوارئ لمدة ستة أشهر في المنطقة. وأشار رئيس الوزراء، الجمعة الماضية، إلى أنه “سيتم استخدام القوة المتناسبة لاستعادة القانون والنظام”.

ونشرت مجلة “ذا ناشونال انتريست” الأمريكية تقريرا ذكرت فيه أن إثيوبيا باتت في مفترق طرق، وأن الانقسام العرقي الحالي في إثيوبيا سيؤدي في النهاية إلى تمزيق الدولة.

وأشارت المجلة ذاتها إلى أنه إذا طال أمد عدم الاستقرار الحالي، فإن إثيوبيا ستعاني للأسف من نفس مصير يوغوسلافيا.

وقالت إن رجل إثيوبيا القوي السابق ملس زيناوي، مهندس النظام الاتحادي العرقي، رحل منذ فترة طويلة؛ لكن حضوره الغامض قد غاب وبثمن باهظ عن أديس أبابا.

وكانت قيادة زيناوي ذات أهمية قصوى لاستقرار إثيوبيا. وكان زيناوي لإثيوبيا بمثابة جوزيب بروز تيتو ليوغوسلافيا.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى أين تتجه إذن إثيوبيا.. إلى التفكك أم الإصلاح، في عهد رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد؟

منذ وصوله إلى السلطة في عام 2018، شرع آبي أحمد في إصلاح الهيكل السياسي والاقتصادي لإثيوبيا بسجلات مختلطة، وأقام السلام مع إريتريا، وقام بإطلاق سراح السجناء السياسيين والصحافيين وحدّ من الفساد؛ إلا أن الانقسام العرقي والنزعة الانفصالية وعدم الاستقرار وعدم الأمن قد طغت على إصلاحاته. وكانت إثيوبيا منقسمة عرقيا لفترة طويلة، وخضعت لحكم عشائر عرقية منذ إقامتها كدولة حديثة.

وتقول المجلة الأمريكية سالفة الذكر إن السخط العرقي الحالي سيمهد الطريق إلى تفكيك هذه الدولة، صاحبة أكبر عدد من السكان في إفريقيا بعد نيجيريا حيث يبلغ تعدادها 115 مليون نسمة.

وتقع إثيوبيا في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابا، منطقة القرن الإفريقي. وإذا أصبحت إثيوبيا “يوغوسلافيا القرن الإفريقي” فإنها ستغير جذريا المشهد الجيو سياسي والجيو اقتصادي للمنطقة.

وتضيف المجلة ذاتها أن “براجماتية آبي أحمد وسذاجته السياسية بدتا واضحتين لأن إثيوبيا على شفا الانزلاق لحرب أهلية عرقية”…. وأن “الكراهية العرقية التاريخية السابقة بين عرقيتي الأمهرة والأورومو تحمل بين طياتها أسبابا لاندلاع حرب أهلية عرقية…. و”الحرب الأهلية العرقية هي حقيقة يجب على إدارة آبي أحمد أن تتعامل معها، ولسوء الحظ ، كانت إدارته في سبات”.

وسوف يؤدي تفكك الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي (ائتلاف الأحزاب الحاكمة في إثيوبيا) وتأسيس حزب مركزي (حزب الازدهار) ، وهو جزء من إدارة آبي أحمد، إلى تسريع اندلاع الحرب الأهلية العرقية في نهاية المطاف في إثيوبيا.

وأدى تفكيك ذلك الائتلاف والمطاردة المتعمدة والمحسوبة لأعضائه السابقين من منطقة تيجراي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها بين منطقة تيجراي وإدارة آبي.

وكانت إدارة آبي أحمد قد أرجأت الانتخابات الوطنية الإثيوبية بسبب جائحة فيروس كورونا، وتحدت منطقة تيجراي سلطة الحكومة المركزية من خلال إدارة انتخابات في عام 2020. وأجرت منطقة تيجراي انتخابات إقليمية تنتهك تفويض الحكومة الاتحادية.

وكان إقامة تيجراي المستقلة أمرا موجودا منذ عام 1976 في ظل بيان تيجراي الكبرى؛ لكن الانفصال وضم الأراضي الإريترية سيكون مستحيلا. ومع ذلك، وبدون ضم الخطوط الساحلية الإريترية واستعداء الإريتريين، يمكن أن تصبح تيجراي المستقلة حقيقة واقعة.

كما أن تشكيل ميليشيات عرقية في إثيوبيا هو مؤشر على السخط والكراهية العرقية بين الجماعات العرقية الأكثير نفوذا في إثيوبيا. وهذه هي مؤشرات تحذير واضحة على أن إثيوبيا تتجه نحو حرب أهلية عرقية، وأن إدارة آبي أحمد جلبت غموضا وانفلاتا أمنيا في ثاني أكبر دول أفريقيا سكانا.

وتضيف أن “الإصلاحات السياسية التقدمية المثالية للأمل والتغيير هي نوافذ فرص لتفكك إثيوبيا. ولسوء الحظ، فتح آبي أحمد الكثير من الأبواب بإصلاحاته الساذجة، إلى درجة أنه مسؤول عن الوضع الحالي لإثيوبيا”.

وترى مجلة “ذا ناشونال انتريست” الأمريكية أن “آبي أحمد سيصبح في نهاية المطاف ديكتاتورا يعمل خيرا (أي يمارس السلطة السياسية لصالح كافة السكان وليس لصالحه الخاص أو لصالح جزء صغير من الشعب) مثل أسلافه لمنع مناطق إثيوبيا المختلفة من الانفصال، كما فعلت إريتريا في عام 1991”.

‫تعليقات الزوار

11
  • محمدين
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 19:00

    إثيوبيا من الدول التي تدعم البوليزاريو يعني تدعم الانفصال والتمزق .. والانفصال والتمزق يدق أبوابها.. فلتشرب من نفس الكأس الذي أذاقت به بلادنا .. والعقبال لبلاد الجار تبون

  • حلال المشاكل
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 19:08

    إثيوبيا دولة ناجحة إقتصاديا لهذا أراد الغرب أن يحطمها بالحرب الأهلية.
    دولة إفريقية أخرى سيأتي دورها إنها روندا .

  • مراد
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 19:11

    على الدولة المغربية الاعتراف بحق سعب تجراي في تقرير مصيره و المطالبة بضم دولة تجراي الشعبية للاتحاد الافريقي . و مطالبة الامم المتحدة بحماية شعب التجراي من الاحتلال الاثيوبي الغاشم

  • كما تدن تدن
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 19:12

    إدن حان الوقت لتسحب إثيوبيا إعترافها بالجمهورية البوتفليقية الشنقريحية الوهمية الخالية .

  • فارس
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 19:25

    ونحن كذالك نتمنوها للمغرب كما يتمناها للجيران والسبوع القادم سيدشن مشروع طريق سيار من تندوف الى المحيط الاطلسي حوالي 220 كلم وسيكون للصحراء الغربية اضخم ميناء في المحيط

  • cosmos
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 19:35

    ا لقارة الافريقية قارة التخلف بامتياز الحروب والامية

  • مغربي مغترب
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 20:05

    الى فارس
    فارس حالم اعتقد انك فارس وحالم من الافضل ان يمر الطريق السيار جوا بين تندوف وجزيرة الواقواق اما الاطلسي فان هناك مغاربة لو لم تكن قوات المينورسو واحترام اتفاقية وقف اطلاق النار لتم مسح كل من سولت له نفسه الاقتراب من المناطق العازلة التي في نظركم اراض محررة

  • سمير
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 20:10

    إلى المعلق حلال المشاكل.صافي وليتوا مراض بالغرب.وليتوا مهوسين به.غير فيما ديروا شي شوهة فبلادتكم تقولوا الغرب هو السبب إوا هاد المرة حتى إلا عطستوا غير عطسة عادية قول الغرب هو السبب خلاكم تعطسوا بلا ماتبغيو.العفو الغرب كايتقدم بخطاه إلى الأمام والفاشلين كاع لي فشل فيهم أولا خرب بلادوا بيدوا إقول الغرب هو السبب

  • مواطن2
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 20:56

    الفقر والجهل والانقسام . تلك هي السمات الاساسية للتخلف. المجتمعات الراقية تؤسس تحالفات اقتصادية سعيا وراء العيش الكريم لمواطنيها.في حين ان الدول المتخلفة لا تزيد الا تشتتا وتخلفا.والمواطنون لا يزدادون الا فقرا ومرضا . الى اين بهاته القارة ؟ تذكرت اللبنانيين وهم يطلبون من رئيس الدولة الفرنسية ان يعيد استعمار بلادهم للخروج من " القهرة " التي يعيشونها اثناء زيارته للبنان. عملا بالمقولة " أبونا هو من يعيلنا ".

  • ولد حميدو
    الأربعاء 11 نونبر 2020 - 21:11

    الغريب ان اثيوبيا عندها مطالب بالانفصال و هي تدعم مرتزقة البوليزاريو حتى تعرف بان بعض الحكام مع من يرشيهم و ليس مع من يستثمر في بلدانهم

  • مواطن غيور حقا
    الخميس 12 نونبر 2020 - 14:57

    "كما تدين تدان" اثيوبيا اعترفت بالجمهورية الوهمية يوم 24 فبراير 1979 . ورغم انفصال اقليم اريتريا عنها حيث اصبح دولة وحرمها من منفذ على البحر الاحمر حيث اصبحث اثيوبيا دولة مغلقة وتضطر الى تصدير واستيراد حاجياتها عبر جيبوتي ،ورغم ذلك استمرت في دعم جبهة البوليزاريو ،في الوقت الذي يجب ان تكون محايدة لانها تحتضن مقر الاتحاد الافريقي. وها هي الان مهددة بفقدان اقاليم اخرى ،ويجب على المغرب ان يكون من اول الدول المعترفة بجمهورية تيغراي المستقلة اذا اعلنت انفصالها عن اثيوبيا ،رغم تحسن العلاقات الاقتصادية مؤخرا مع المغرب واقامة خط جوي يربط الدارالبيضاء باديس ابابا .وقيام جلالة الملك بزيارة اثيوبيا .

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30

احتجاج أساتذة موقوفين