إدريس الكنبوري يترك بوح "زمن الخوف" و"يتفقد الغيم"

إدريس الكنبوري يترك بوح "زمن الخوف" و"يتفقد الغيم"
الأحد 25 دجنبر 2016 - 04:00

بعد روايته الأولى “زمن الخوف”، التي فجرت مسكوتا عنه في تاريخ المغرب، من خلال الحوادث الدامية التي عرفتها منطقة سوق أربعاء الغرب سنة 1956، بين أنصار حزبي الاستقلال الشورى والاستقلال، عاد الكاتب إدريس الكنبوري ليعاود المغامرة عبر عمل روائي جديد.

وترك الكنبوري “زمن الخوف”، الرواية التي لاقت نجاحا وطبعت مرتين في ظرف أربعة أشهر، جانبا، ليصعد متفقدا الغيم في السماء، ضمن رواية وسمها بعنوان “الرجل الذي يتفقد الغيم”، وهي رواية تظهر إحباطات جيل الاستقلال بالبلاد، من خلال رجل مسن يدعى “عمو”.

وتدور أحداث الرواية، التي كتبت بأسلوب جديد في الرواية المغربية، من خلال الاعتماد على الجملة القصيرة، والفقرات القصيرة، والسرد المتقطع، حول رجل مسن يعيش سنواته الأخيرة في إحدى القرى المغربية، بعد تجربة طويلة في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، قضاها بين القتال والسجن في ظل الاستعمار.

وتأتي مرحلة الحصول على الاستقلال والخيبة التي مني بها عمو عندما شهد الواقع الجديد واكتشف أن ما كان يكافح من أجله لم يتحقق، وهو الحرية، وعندما رأى أن الخونة الذين كانوا يتواطؤون مع المحتل ويتآمرون على المقاومين هم الذين احتلوا أرفع المناصب في الدولة.

ويعيش بطل الرواية، الذي يدعى عمو، وحيدا في عزلته بالقرية بعد رحيل زوجته، مكة، التي قاست معه تجربة المقاومة والمعاناة التي حصلت بعد الاستقلال، والبنت الوحيدة التي أنجبها متزوجة في قرية بعيدة، تزوره بين الحين والآخر.

منذ رحيل زوجته أصبح عمو مرتبطا بتل يوجد بالقرية، يصعد إليه بين الحين والآخر، آملا أن يرى الغيم في السماء، في زمن القحط والمحول؛ وهو يقول لصديقه عبد الحميد، الذي يلازمه مثل ظله، إن وجود الظلم سبب عدم مجيء الغيم. وطيلة رحلته مع التل يعتقد أنه الوحيد الذي يفعل ذلك، إذ يصر على أن يذهب خفية بعيدا عن أنظار الناس، حتى أصبح ينادى في القرية بـ”صاحب التل”.

تتراوح الرواية بين الزمن الحاضر والزمن الماضي، فهي خليط من الذكريات التي يستعيدها البطل في أحاديثه أو حواره الداخلي، ومن خلال ذلك تحاول تركيب المرحلة السابقة من حياة البطل ومن حياة المغرب.

وفي يوم من الأيام يتعرف البطل إلى “زيزون”، أحد الرعاة الرحل الذين استقروا قريبا من القرية.. يعجب زيزون بعمو ويقرر أن يبقى لمدة أطول في القرية.. يتبادل الاثنان معاناتهما، زيزون وقصة رحيل ابنه التراجيدية في إحدى المعارك، وعمو وقصة أحزانه بسبب رحيل زوجته والجروح التي بقيت مفتوحة في نفسه من تجربة المقاومة وخيبة الاستقلال.

قبل رحيله يقرر زيزون أن يقيم بستانا قريبا من القرية ليبقى ذكرى بعد سفر الرعاة، لكن عدم مجيء الغيم وغياب الماء يحول دون تلك الرغبة. وفي نهاية الرواية يكتشف عمو أنه ليس الوحيد من كان يصعد إلى التل منتظرا الغيم، فالجميع كان يفعل ذلك، حتى زيزون، الطارئ على القرية.

‫تعليقات الزوار

6
  • Adildo
    الأحد 25 دجنبر 2016 - 04:30

    وتأتي مرحلة الحصول على الاستقلال والخيبة التي مني بها عمو عندما شهد الواقع الجديد واكتشف أن ما كان يكافح من أجله لم يتحقق، وهو الحرية، وعندما رأى أن الخونة الذين كانوا يتواطؤون مع المحتل ويتآمرون على المقاومين هم الذين احتلوا أرفع المناصب في الدولة.

    أوفقير خير مثال.

  • marwarim
    الأحد 25 دجنبر 2016 - 04:49

    رجال المغرب العظماء تسمع عنهم ما يفرح القلب و ينمي العقل ,من خلال ابداعاتهم الادبية ,لا يعرفون للفساد طريقا .و السلام

  • LAMIAE MANSOURI
    الأحد 25 دجنبر 2016 - 05:46

    كل مرة ننتقد سياسة من سياسات نظامنا الفاشلة يهل علينا فلول المخزن باتهامات التخوين، نشر الفتنة يوم احتججنا على عقلية “طحن مو”، وآخرها اليوم بأننا عنصريين اتجاه المهاجرين الأفارقة في محاولة لتحوير وتعويم وتمييع بئيس للنقاش الحقيقي نحن ضد سياسة: “بنكيران يتسلف والمغربي يخلص والنظام يصدق..” نحن ضد التبعية التي أصبح عليها بلدنا مقابل ملايير لا نراها ولا نستشعرها في أوضاعنا.. نحن ضد ديبلوماسية لحيس الكابا والتبحليس وشراء المواقف عبر توزيع المساعدات هنا وهناك لتلميع وجه النظام بينما المغاربة يموتون جوعا وبردا يحتاجون تلك الأموال. العنصريون الحقيقيون هم العياشة الذين يمنعوننا، كل مرة طالبنا بحقوقننا، عن الكلام… النظام ومؤسساته الحكومة والبرلمان الذي يبلعون الملايين كرواتب ويعيشون حياة البذخ ويمارسون التقشف على الشعب صحته وعقله!

  • said
    الأحد 25 دجنبر 2016 - 10:38

    قرأت رواية"زمن الخوف" بنهم، ولم اقرا رواية الأستاذ الكنبوري الأخيرة، ولا شك أنها ستكون أكثر جمالا وروعة على ما عودنا هذا الروائي الكبير.

  • الأحزاب الوطنية؟؟؟؟؟؟
    الأحد 25 دجنبر 2016 - 14:10

    ما أحوجنا نحن الجيل المغسول الدماغ،خزان الأصوات الإنتخابية،لمعرفة التاريخ الحقيقي لهذا البلد السعيد.يتحدثون عن الكثلة الصامتة المتفرجة ..ويبحثون عن أسباب العزوف وعدم الشاركة..يغتصبوننا ويطلبون ودنا زمن توزيع الغنيمة..الأصوات.نحن جيل عاش أباؤنا الخوف نعم الخوف وليس الرصاص لأنهم لم يشاركوا في توزيع،تقطيع،اقتسام الوطن..الغنيمة.نحن جيل لا يعرف حتى الحقيقة..حقيقة تفقير،تحقير،تدمير،أجيال وأجيال من المغاربة الشرفاء،نحن جيل لم تستطع مكائد الحقيرين وأده ، تعلمنا في مدارس الفتات،وعشنا على الهامش،جيل نصفه ترك الوطن وهرب بجلده إلى أي مكان ..والنصف الأخر لا زال يكابد قسوة العيش في وطن لا يعترف إلا بصوته حين يبحث عن شرعية إغتصابه وإسعباده.لا نطالب بتعويض ولا مصالحة،نطالب برفع الحجر علينا،نريد أن نعرف تاريخنا وأرض أجدادنا.نريد أن نعرف من هو الوطني إبن الوطني ومن هو الخائن إبن الخائن..نريد أن نعرف إن كنا حصلنا على الإستقلال أم فقط بدلنا المغتصب.

  • الاستاذة فاطمة الزهرة بوجغال
    الخميس 29 دجنبر 2016 - 09:18

    شكرا السيد كاتب المقال و شكرا لكاتب الرواية، سأشترها اليوم باذن الله، لان "عمو" هو الوالدة رحمة الله عليها كما وصفه كاتب المقال بكفاحه و خيبة أمله و وفاته بسبب أحزانه على وطنه و العابثين من خونته، أنا في صدد كتابة هاته الذاكرة التي ستحمل باذن الله عنوان ""مقاومة و مناضلة من طينة مغاية، لالة عائشة البزيوية" و التي نفيت مع قريبها قاضي القضاة السي أحمد بن منصور من بزو الى الصويرة و ظلت الاسرة تحت الاقامة الجبرة في الملاح بينما سيدي القاضي سدن بالدزيرة. و مع عودة بطل التحرير لأرض الوطن، أطلق المعم سراحهم و التحقوا بالمشوا السعيد حيت استقروا بمنزل امام مسجد فاس بالمشور السعيد…. رحم الله الجميع

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين