إقناع "الداخل" ..  أكبر اختبار للسياسة الخارجية ينتظر الرئيس الأمريكي الجديد

إقناع "الداخل" ..  أكبر اختبار للسياسة الخارجية ينتظر الرئيس الأمريكي الجديد
صورة: أرشيف
السبت 16 يناير 2021 - 02:15

أفادت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن الرئيس المنتخب جو بايدن لا يحتاج لمن يذكره بقيمة التحالفات من أجل انتشال الولايات المتحدة من أزمتها، واستعادة علاقات واشنطن بباقي العالم.

وهذا نص تحليل الوكالة الشهيرة:

لا يحتاج الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لمن يذكره بقيمة التحالفات، فهو يؤمن على عكس الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب بقيمة شبكة الشراكات الأمريكية الدولية التي لا مثيل لها في تعزيز القدرات الدفاعية لأمريكا وتحفيز اقتصادها، والحد من قدرة منافسيها، مع المحافظة على نظام عالمي موات لقيم الولايات المتحدة ومصالحها. لقد أعلن بايدن عن حق أن إعادة بناء تلك العلاقات ستكون من بين أولى أولوياته إدارته.

سيرحب أصدقاء أمريكا بالعودة إلى الحنكة السياسية الأمريكية الرصينة والمبدئية، لكن قلة منهم ستتبنى ببساطة أجندة بايدن. فالبعض سيسعد برؤية الولايات المتحدة تتحمل عبء مواجهة خصوم مثل روسيا والصين. والبعض الآخر سيميل إلى التركيز على حماية مصالحه الخاصة مدفوعا بحالة الخوف التي خلقتها سنوات حكم ترامب الأربع، كما فعل الاتحاد الأوروبي مؤخرًا في توقيع اتفاقية استثمار مع الصين. وسوف يسعى منافسو الولايات المتحدة إلى توسيع كل شرخ بين واشنطن والعواصم الصديقة لها، حسب وكالة بلومبرج للأنباء.

ويمكن لفريق الأمن القومي التابع لبايدن أن يبدأ، على حد تعبير رئيس بايدن السابق، بعدم القيام بأشياء غبية. فالتعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على منتجات العديد من الدول الحليفة كانت هزيمة ذاتية لأمريكا، وبالتالي يجب على بايدن إلغاؤها، والتوقف عن استهداف أصدقاء محتملين لأمريكا مثل فيتنام باتهامات تجارية مشكوك فيها، كما يجب عليه إنهاء المساومة غير المجدية حول تكاليف نشر القوات الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية؛ وعليه أن يستمع إلى الحلفاء ويتشاور معهم ويشارك في قممهم حول مختلف القضايا، بدءا من العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وحتى الحد من انتشار التكنولوجيا الصينية.

بعد ذلك، على الإدارة الأمريكية الجديدة السعي إلى تحقيق بعض المكاسب السريعة. وقال بايدن بالفعل إن الولايات المتحدة ستنضم مجددًا إلى اتفاق باريس للمناخ، وتجدد المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الإستراتيجية مع روسيا، وتنهي ما يسمى الحظر على الهجرة من دولة مسلمة؛ مع استئناف التعاون مع منظمة الصحة العالمية. وعلى بايدن أن يتحرك بسرعة للاستفادة من أي فرص أخرى، فيساهم في تمويل التحالف العالمي لتوفير لقاحات فيروس كورونا المستجد “كوفاكس”، وينسق مع الاتحاد الأوروبي من أجل الوصول إلى منهج مشترك لفرض ضرائب الكربون.

ويتعين على بايدن إظهار التزام جديد بالأطر متعددة الأطراف حتى يمكنه حشد الدعم للمواقف الأمريكية في القضايا الأشد صعوبة. من المرجح أن تساعد الدول الآسيوية في التصدي للممارسات التجارية الصينية إذا فتحت الولايات المتحدة أسواقها الخاصة أمام هذه الدول كجزء من شراكة جديدة عبر المحيط الهادئ. وقد يكتسب ضغط واشنطن لإعادة كتابة قواعد منظمة التجارة العالمية مزيدًا من الزخم إذا لم تمنع الولايات المتحدة تعيين مدير عام جديد وقضاة استئناف جدد فيها، حيث يمنع الفيتو الأمريكي الحالي على هذه التعيينات المنظمة من القيام بدوره بشكل فعال.

وستكون هناك حاجة إلى صياغة تحالفات جديدة لمواجهة تحديات معينة؛ فمن غير المحتمل نجاح أي ضغط أمريكي على الحلفاء لعزل الصين على سبيل المثال.. فالدول التي تخشى طموحات الصين العسكرية تحتاج إلى الوصول لأسواقها، والدول التي تستنكر انتهاكاتها لحقوق الإنسان تحتاج إلى المساعدة الصينية في مكافحة تغير المناخ.

ويجب على بايدن أن يكون منتهزا للفرص، وأن يوجه المجموعات ذات التفكير المماثل للتعاون في قضايا معينة – فإحدى هذه المجموعات مثلا تركز على التكنولوجيا، وأخرى تركز على تعزيز المعايير الديمقراطية، وثالثة مخصصة لإصلاح نظام التجارة العالمية، وهكذا.

كما يتعين على بايدن فتح خطوط اتصال مع المنافسين كما يفعل مع الأصدقاء. ولا يمكن للولايات المتحدة أن توقف البرامج النووية الإيرانية والكورية الشمالية دون دعم من روسيا والصين. وينطبق الأمر نفسه على القواعد الجديدة حول الفضاء والحرب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والقطب الشمالي ومجموعة من القضايا الأخرى.

أخيرًا، إن المناطق التي على الولايات المتحدة الانسحاب منها وكيفية حدوث ذلك لا تقل أهمية عن الكيفية والمناطق التي عليها التدخل فيها. فعلى بايدن أن يكون أكثر جدية وتصميما من ترامب في ما يتعلق بسحب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. كما يجب عليه العمل على توفير التمويل والدعم الدولي لمنع انهيار الحكومات المحاصرة لهذه الدول.

ولكي تنجح الولايات المتحدة في كل هذا يتعين عليها الاستثمار في الأدوات الصحيحة. ويجب إحياء دور وزارة الخارجية وتمكينها، وتعيين دبلوماسيين أكفاء ومنحهم الموارد التي يحتاجون إليها؛ مع زيادة التمويل لوكالات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية، ما يوفر للبلدان النامية طريقًا إلى الازدهار لا يعتمد على الديون الصينية. كما يجب أن يفكر بايدن في الدبلوماسية بشكل أكثر شمولية، فلا يقتصر تواصل أمريكا على رؤساء الدول ورؤساء الوزراء، ولكن أيضًا مع رؤساء البلديات وقادة الأعمال والنشطاء المدنيين الذين يلعبون دورًا حاسمًا في حل المشكلات على الأرض.

وفي حقيقة الأمر، سيكون أكبر اختبار للرئيس الجديد بشأن السياسة الخارجية في الداخل، لأنه سيحتاج إلى إقناع الأمريكيين بشيء نسيه الكثيرون، وهو أن التعامل مع العالم يضيف إلى أمن بلادهم وازدهارها، ولن ينقص منه.

‫تعليقات الزوار

10
  • Boyflane
    السبت 16 يناير 2021 - 02:21

    المغرب حليف تاريخي و موثوق للولايات المتحدة الأمريكية … كما أن اعتراف أمريكا بمغرية الصحراء مرتبط بالسلام بالشرق الأوسط … حسم الوضع في أمريكا يجب البحث عن حلفاء موثوقين جدد …

  • AHMED
    السبت 16 يناير 2021 - 02:51

    جوبايدن الرئيس الجديد سوف يحرر الجمهورية القبائل الديمقراطية الحرة من الإستعمار الجزائري المحتل ، الشعب القبائل يبقى أخر مستعمرة في إفريقيا ،وسيقوم جو بايدن بتنظيف تندوف والصحراء الشرقية المغربية من العصابات الإرهابية ، وستصبح البوليزاريو الجزائرية في خبر كان،

  • نورالدين واشنطن
    السبت 16 يناير 2021 - 03:00

    بحكم انني قاطن في الولايات الامريكية فما يعاب على بايدن هو كثير النسيان فعمره اكثر من 77 سنة،أما فيما يتعلق بقضيتنا الوطنية ،الجزائر تعول على بايدن في تغيير موقف ترامب وهذا مستحيل لان اعتراف امريكا دون في السجل الامريكي،كما أن الرئيس الجديد لديه الكثير من المشاكل الداخلية لحلها جراء ازمة كورونا فأكثر من 30 مليون امريكي فقدو وظائفهم كما أن الحزب الديمقراطيين اكتسحو البرلمان بغرفتيه ونعلم ان الديمقراطيين مع سيادة المغرب على صحرائه،للاسف الأفعال الشريرة التي قام بها النظام العسكري الحاكم في الجزائر اتجاه المغرب وزعزعة استقراره و التي يشعر ابليس أنه تلميذ في الصف الأول ابتدائي أمام نوعيتها و حبكتها والإصرار على فعلها والتلذذ لنتائجها ..

  • ولد حميدو
    السبت 16 يناير 2021 - 03:51

    بعيدا عن قرارات ترامب فهل المغرب يدخل مع هده التحالفات

  • سام
    السبت 16 يناير 2021 - 04:58

    وضعية بايدن المقبل على رئاسة اقوى دولة في العالم وضعية جد. حرجة بسبب تفشي جانحة كورونا من جهة و التشتت الحاصل في المجتمع الأمريكي مما سيدفع بالرئيس بايدن أن يوجه اهتماماته للتصدي للجانحة و لجمع شمل الأمريكيين قبل أي شيء آخر خصوصا و هذا جد محتمل إذا ما تظاهر سلميا آلاف و ربما ملايين من أنصار ترامب ضد بايدن يوم تعيينه وهو محاط بحماية آلاف من الجنود مما يستدعي التساؤل هل الرئيس بايدن في حماية الشعب ام في حماية الجيش الصورة جد معبرة و بايدن يؤدي قسم التعيين محاط بجيش من رجال الأمن بينما الشعب الأمريكي من أنصار ترامب في تظاهرة سلمية معبرة يستنكرون غير قابلين لبايدن كرئيسا للولايات الأمريكية المتحدة لدى على بايدن التركيز ععلى الشان الداخلي في محاربة جانحة كورونا و لم الشمل وتوحيد الصفوف للشعب الأمريكي قبل التفكير في الشأن الخارجي للولايات الأمريكية المتحدة

  • رشيد
    السبت 16 يناير 2021 - 07:11

    اليوم أردت أن أسبق سكفاندري وأمثاله الذين يحلمون أن بايدن سوف يلغي قرارات ترامب فيما يخص المغرب وصحراءه. وأقول لهم أن ترامب بقراراته إعتراف أمريكا بسيادة المغرب على كل صحراءه وتجديد وإنزال لعلاقات ثلاثية أمريكية مغربية إسراءلية، قد ترك لبايدن و حزبه هدية لا تقدر بثمن. لأن قرارات ترامب ليس فحسب ستدعم سياسة بايدن و حزبه بل ستعطيها نفسا جديدا لم يكن السيد بايدن وحزبه يحلمون به، على الصعيد الخارجي (وكذالك الداخلي). إوا سمح لي أسي سكفاندري وخوتو إلا عكرت عليكم الآفاق ديالكم. الله يهديكم.

  • رشيد
    السبت 16 يناير 2021 - 07:34

    غي نسيت ما قلت، يوم تنصيب الرءيس بايدن خص الكنجرس الأمريكي يعطي تاهو وسام من أرفع درجة للسيد ترامب..واخا هجم عليه.. كل حاجة بوحدها..

  • sarah
    السبت 16 يناير 2021 - 10:32

    La question : après le vote des Grand électeurs, est ce que le Maroc reconnaitra la victoire de #Biden ? après combien de jours ?
    السؤال: بعد تصويت الناخبين الكبار هل سيعترف المغرب بفوز # بيدن؟ بعد كم يوم؟

  • حفـار القبــور
    السبت 16 يناير 2021 - 14:35

    واخيرا فاز بايدن وسقط الصهيوني المسيحي ترامب .. الرئيس القاتل الكذاب خادم الصهاينة وسارق ثروات الشعوب المسلمة في السعودية والامارات وفشل اللوبي الصهيوني في دعمه للفوز بالرئاسة في هزيمة مدوية للمحافظين الجدد الصليبيين وداعمي الكيان الاسرائيلي بدون حدود .
    نهاية مؤسفة لرئيس أمريكي منذ تأسيس امريكــا من قبل المهاجرين الأوروبيين الذين أبادوا الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكــا.
    العاصمة واشنطن تحولت إلى ثكنة عسكرية 25.000 جندي ينامون في الشوارع لحماية المباني المهمة ,وهذا لم يحدث منذ تؤسيــس إدارة الشيطان الأكبـرمنذ1777م.

  • مواطن2
    السبت 16 يناير 2021 - 22:05

    في رايي المتواضع اعتقد ان ما سيقوم به الرئيس الجديد لامريكا لا يمكن لأحد ان يتكهن به اللهم الا اذا صدر ذلك عن المسؤولين في الدولة. هم وحدهم الذين يعرفون مجريات الاحداث ويسايرونها عن قرب.اما الباقي فهم ابعد ما يكون عن الموضوع. امريكا دولة المؤسسات والرئيس لا يمكنه ان يفعل ما يشاء الا بموافقة تلك المؤسسات.وباختصار الامريكيون وحدهم ادرى بشؤونهم.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين