" الأصالة والمعاصرة".. هل يختفي قبل أن ينطلق؟

" الأصالة والمعاصرة".. هل يختفي قبل أن ينطلق؟
الجمعة 9 يناير 2009 - 21:52

ينتظر أن يعلن اليوم الدكتور نجيب الوزاني، رئيس حزب العهد المنحل، ونائب أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، انسحابه رسميا من حزب الأصالة والمعاصرة وتأسيس حزب جديد. وأكد النائب البرلماني سعيد شعو الذي كان أول المنتفضين في وجه حزب ‘صديق الملك‘ فؤاد عالي الهمة، أن لا مفر من تأسيس إطار سياسي جديد يأخذ بعين الاعتبار ما أسماه بالتعاقد الأخلاقي مع المواطنين والمناضلين.


عدم الرضا


الجديد في الموضوع حاليا هو تنسيق زمن الإعلان عن الانشقاق مع حزب “البيئة والتنمية” الذي يتزعمه أحمد العلمي، والمندمج بدوره في حزب الأصالة والمعاصرة. ونقلت صحيفة ‘المساء‘ المغربية واسعة الانتشار في عددها الصادر يوم أمس الخميس عن نجيب الوزاني قوله: «لا يمكن أن نقبل، نحن قياديي الحزب، بما يحدث، كما لا نقبل بالمطلق أن نكون فاعلين سياسيين داخل تجربة سياسية برأسين، وأن نشتغل في مكتب له قيادتان سياسيتان داخل الحزب وداخل الحركة، ولا يمكن أن نقبل أن تناقش أمور الحزب الداخلية في إطارات خارج الحزب». ويقصد الوزاني بالرأسين تحكم جمعية ‘الحركة لكل الديمقراطيين‘ في مسار الحزب، وتعاملها مع الشأن الحزبي، تنظيميا وتعبويا، بأسلوب يعتمد عمل الكواليس والإغراء والاحتواء. بل هناك من يتهم عناصر من ‘الحركة‘ بممارسة الترهيب والتهديد على المعارضين. وهذا ما عبر عنه نائب المنسق الجهوي لحزب العهد في مدينة الحسيمة (شمال) أحمد البلعيشي في تصريح سابق لإذاعتنا.


تفكك داخلي


وكان الدكتور الوزاني قد عبر أيضا عن عدم رضاه على الطريقة التي تم بها ‘طرد‘ النائبين سعيد شعو ومحمد قبة من فريق ‘التجمع والأصالة‘. إلا أن الإسراع إلى عقد ‘لقاء تشاوري‘ بين أطر حزب العهد القديم بالتنسيق مع أطر حزب البيئة والتنمية، يؤشر على أن الخلافات بلغت نقطة اللاعودة، لاسيما أنه يأتي قبل يوم واحد من اللقاء الوطني الذي تروم “الحركة لكل الديمقراطيين‘ تنظيمه في الرباط استعدادا، على ما يبدو، لدراسة السيناريوهات المحتملة بعد الانسحابات العلنية من حزب الأصالة والمعاصرة. وقال الإعلامي رضوان الرمضاني، رئيس تحرير جريدة الصباحية في تصريح لإذاعة هولندا العالمية في تعليق له على هذه التطورات الجديدة إن “حزب الأصالة والمعاصرة حمل معه بوادر التفكك لحظة الميلاد“، لأن الأحزاب الخمسة التي تكون منها الحزب الجديد “لا يجمعها أي قاسم مشترك، لا سياسي ولا برنامجي ولا أيديولوجي، ومعها مجموعة من الشخصيات أغلبها محسوبة على اليسار، وبعضها محسوبة على المجال الاقتصادي والحكومي كذلك”. ويصف السيد رمضاني هذا الاندماج بزواج “المتعة” الذي حمل منذ بداية عقده مؤشرات الفشل.


مشروع باطل


كثيرا ما كانت قيادات حزب الأصالة والمعاصرة ما تروج أن مشروعها السياسي هو مشروع الملك. ومشروع الملك، كما دعا إليه في إحدى خطبه الرسمية، هو التأسيس لقطب سياسي منسجم، وبالتالي الحد من ظاهرة “البلقنة” السياسية التي تميز المشهد السياسي المغربي. إلا أن رضوان الرمضاني يقلل من الأمر، على اعتبار أن المؤسسة الملكية لها ما يكفي من الوسائل والسبل لتحقيق مشروعها الخاص. أما الحد من “البلقنة” السياسية فهو، في نظره، شعار مقبول ومطلوب. لكنه لا بد أن ينبني على “أساس معقلن”، وهذا ما لم يقم به حزب الأصالة والمعاصرة؛ بحيث لا يمكن للمراقب المحايد أن يفهم الجمع بين كل تلك المتناقضات في حيز واحد؛ بين اليسار واليمين ورجال الأعمال وشخصيات مخزنية.


ماذا بعد؟


المنشقون اختاروا مواصلة الطريق بعيدين عن الحركة لكل الديمقراطيين، وبالتالي عن حزب الأصالة والمعاصرة. وهم يراهنون على جمع شتاتهم استعدادا لخوض الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها في شهر يونيو القادم. أما حزب الأصالة والمعاصرة فيرى الإعلامي رضوان الرمضاني أن أمامه خيارين: العودة إلى العمل الجمعوي برص صفوف ‘الحركة‘ والتركيز على العمل الاجتماعي والسياسي في صورته العامة، أو تأسيس حزب جديد ليس “على أنقاض أحزاب أخرى؛ حزب عادي كأنه يبدأ من الصفر“.

‫تعليقات الزوار

10
  • assauiry
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:08

    ان الشعور بالتهميش احياناوالاحساس بفقدان مكانة البرستيج , يعود بالندم وهدا سر الطمع في التقرب واختصار الطريق لنيل الرضا من المقربين للفوز بحقيبة من الحقائب ,والتهديد بالانسحاب في هدا الوقت المناسب للالتحام السياسي , ماهو الا اثارة للبلبلة وثورة لخلخلة الموازن قصد اثارة الانتباه و نيل الرضامن الدي منحوه ثقتهم .

  • الوقواق
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:06

    ادعوا كل المغاربة الاحرار لتلقين هدا “الهم_ة” وحزبة درسا لن ينساه لتطاوله بحقارة لا متناهية وسفالة سوقية على المقاومة الفلسطينية واصفا اياها بالارهاب. ادهب الى الجحيم انت ومشروعك السياسي ايها الوصولي الصهيوني المعتوه. لم تراعي في لغطك مشاعرالمغاربة المنحازين الى المقاومة الشرعية للمحتل الارهابي الصهيوني لدا فانهم لن يقيموا لا لك ولا لقمامتك “مشروعك” وزنا. الى مزبلة التاريخ ايها المخبول

  • boudriss
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:10

    كل من اراد الغوص في البحث في السياق السياسي لحزب الاصالة والمعاصرة ان يستحضر التاريخ حتى لا ينسى حزب لفديك، فكل هدين الحزبين اتى بهم اصدقاء الملوك ف ريضة كديرة معروف لجيله وللمغاربة وعلي الهمة ايضا غني عن التعريف، خلاصة القول ان ماجرى للفديك سيجري للاصالة والمعاصرة فهذا الاخير ازداد معاقا كل مكوناته من الوصوليين المغظوب عنهم في الساحة السياسية احترقة اوراقهم واندماجهم في هدا المكون مصلحاتي

  • أفلاطون
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:04

    هؤلا ء الأشخاص الذين لا يمارسون سوى القوادة السياسية أرادوا أن يصلوا إلى ما يصبون إليه عن طريق التملق و التقرب من صديق الملك عوض النضال و الديمقراطية و البرامج الهادفة،ثم إنهم لما وجدوا أن الأمر ليس كما أرادوا يريدون اليوم تأسيس حزب جديد ،إنه العبث االسياسي في مغرب العبثية و الجهل،مغرب عاش الملك

  • Mohammed
    الجمعة 9 يناير 2009 - 21:56

    Du fond du coeur je souhaite la retaite de l’istiqlal et l’usfp. ils ne servent que leurs interets

  • مواطن
    الجمعة 9 يناير 2009 - 21:54

    تحية نضالية للدكتور الوزاني و لمناضلي حزب العهد.فقد برهنتم للجميع أن لكم كلمتكم مستغنيين عن كل الوعود الزائفة.وعن كل الوصوليين والانتهازيين و ما أكثرهم في هدا الزمان .الذين يودون أن يجعلوا من الريف مطية ليحققوا اطماعهم الدنيئة.وباللغة الدارجةالمغربية أقول لكم:عاقوا بكم الريف ماشي ديالكم.فانكم كالجرذان والضفادع التي تصتاد في المياه العكرة.فنحن أبناء الريف نريد مناضلين حقيقيين غيوريين على مغربهم و مغاربتهم و ملكهم .فمزيدا من التالق للدكتور الوزاني فنحن في حاجة لامثالك .و سحقا لاعداء الديموقراطية…

  • بوديناري
    الجمعة 9 يناير 2009 - 21:58

    هناك مثل ريفي يقول أنف الطماع في مؤخرة الكداب وهو مثل يفهمه الوزاني جيدا. دلك أنه ينسىالدين ساندوه وأعطوه ثقتهم غارقين في مشاكل عديدة وعويصة كالعزلة القاتلة وغيرها ليتمسح بالهمة طمعا في منصب ما يلهث خلفه مند 1992 أيام الحركة الشعبية

  • عبد العزيز الف
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:00

    لقد برع الاخ رمضاني في وصف حزب الاصالة والمعاصرة، بأنه “زواج متعة” حيث كان يبدو منذ التأسيس أن الكوكتيل الذي يتكون والطريقة التي فبرك بها كانت تدل على أنه لا يعمر طويلا، وقد صدق ذلك العلوي الذي وصفهم بالملاكيط. والخزي والعار لكل الذين يدعون التقدمية ويجلسون مع الوصوليين

  • مواطن ديمقراطي
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:02

    من الصعب جدا ان يمر تيار الاصلاحي للمشهد الحزبي بسهولة بل لابد من العمل الطويل والدؤوب حتى يمكن استقطاب حقيقي و خلق قطبية واضحة ومتميزة في المجال السياسي و تنظيف الساحة من الانتهازيين و الوصوليين واللصوص و تحقيق المشروع الملكي الديمقراطي . نحن مع جلالة الملك و جمعية فؤاد علي الهمة ( حركة لكل الديمقراطين ) .

  • mustapha
    الجمعة 9 يناير 2009 - 22:12

    كان الهمة بارعا حينما اختار التراكتور شعارا لمشروعه فلقد كان يعلم أن خوضه في السياسة لن يحتاج إلى تاريخ و لا إلى تجربة ولا حتى إلى طرق و ذالك لسبب بسيط هو أن التراكتور لا يحتاج إلى رخصة سياقة،

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات