الأمازيغية وحتمية العمل السياسي

الأمازيغية وحتمية العمل السياسي
الأربعاء 12 فبراير 2020 - 18:50

مع اليقين المسبق بأن مقالنا هذا لن ينال رضا فئة محترمة من مكونات الحركة الأمازيغية بالمغرب فإن الأوان آن لنتملك جرأة الصراحة ونفتي بحتمية تحيين المطالب والمقاربات، وبضرورة أن تتعامل هذه الحركة بكل مكوناتها وفعالياتها بذكاء مع الوضع القائم وفق منظور جديد وإستراتيجية دقيقة وصارمة، تواكب المستجدات التي عرفها المشهد السياسي المغربي.

لن نختلف حول أهمية ما راكمته الحركة الأمازيغية من تجارب في معاركها الإيديولوجية وتدافعاتها الفكرية، أهمية تتجلى في انتصاراتها الرمزية وقوة مناعتها التي تستمدها من عقلانية خطابها وكونيته، والذي لجأت إليه الدولة – ومازالت- في كثير من النوازل والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. ولعل من شأن استثمار هذه التجربة في الفعل السياسي أن يمكّن الأمازيغية من الإنصاف المؤسساتي الذي لا يمكن أن يتحقق لها في ظل العزوف السياسي للحركة الأمازيغية.

إن العمل السياسي في تقديرنا المتواضع أضحى حتميا أمام أبناء الحركة الأمازيغية الذين ينزعجون مما آلت إليه أوضاع الأمازيغية في بلادنا، ولعل آخرها تذويب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الذي تأسس بظهير ملكي وأذيب بخديعة الساسة؛ صحيح أننا قد نتجادل في هفوات طريقة عمله ومطبات أساليب تدبيره، لكن لن نختلف في ما أسداه للغة والثقافة الأمازيغيتين من جهة، ثم وسمه للأمازيغية بوسام الاستقلالية عن وصولية الأحزاب وتقتير الحكومات من جهة ثانية.

نجزم أن الكل مجمع على أن ما حيك ويحاك ضد الأمازيغية من صنيع السياسيين، وعلى أن القرار السياسي هو ما أقصى ومازال يقصي الأمازيغية والقادم أسوأ. والحال هذه، نتساءل: كيف ومتى سننخرط في العمل السياسي؟.

بداية، يتعين على أبناء الحركة الأمازيغية أن يدركوا أن المطالب التي كانت ترفع سابقا لم يعد لها مكان، خصوصا بعد الدسترة، وما تلاها من قوانين تنظيمية على علاتها ونواقصها ونواياها الاستئصالية. يفترض أن نتخلى عن خطاب المظلومية والارتباط المرضي بالتاريخ وشرعيته المزعومة لأنهما لم يعودا يجديان في زمن عولمة المصالح، ويجب أن نطرق الباب الصحيح عبر الحسم عاجلا في آليات المشاركة السياسية المباشرة للحركة الأمازيغية.

لسنا نقول إنه يتوجب علينا الانخراط جميعا في العمل السياسي في نسخته الحزبية وإهمال العمل الجمعوي أو غيره من الآليات الأخرى، لكننا نزعم أن كل هذه الآليات ستبقى غير ذات صدى في غياب فعل سياسي بخاتم مؤسساتي وتنظيمي. إن مكونات الحركة الأمازيغية، وبعد فشلها – أو إفشالها – في تأسيس كيان سياسي خاص مع كامل التحفظ الذي نحتفظ به لأنفسنا تجاه هذه المبادرات، مدعوة اليوم إلى نبذ كل الصراعات والخلافات والتوجه موحدة قدر الإمكان وبكل ثقلها للتفاوض مع الأحزاب الكبرى التي يمكنها أن تصنع التغيير الذي ننشده مقابل انخراط جماعي للفعاليات الأمازيغية.

لسنا بحاجة إلى من يذكرنا بأننا اعتبرنا – ومازلنا – الأحزاب القائمة دكاكين سياسية، لكن أمام هذا الوضع المخيف والمستقبل الغامض الذي ينتظر لغتنا، ثقافتنا وهويتنا، أصبح لزاما علينا أن نراجع أفكارنا ومواقفنا بخصوص الدخول إلى المشهد السياسي، وننخرط في ما هو متاح لوقف النزيف، مع الوفاء للمبادئ العامة.

صحيح أن هناك من سيعتبرها “ردة” عن العقيدة الأمازيغية و”نكسة” تضرب فكر الحركة الأمازيغية، لكن التاريخ وحده سيكون الحكم.

[email protected]

‫تعليقات الزوار

8
  • الحسين وعزي
    الخميس 13 فبراير 2020 - 04:10

    تدعو الحركة التمزيغية في جميع الانتخابات إلى عدم التصويت على حزب العدالة والتنمية، وتصفه بعض الأقلام التمزيغية بأنه حزب قومي وأصولي ويعادي الأمازيغية، رغم أن أمينه العام أمازيغي، ولكن دعوات تلكم الحركات كانت باستمرار ترتد سلباعليها، وكان الحزب المذكور يفوز بالمرتبة الأولى في الانتخابات، الأمر الذي يبين أن التمزيغيين يمارسون السياسة، وأنهم منخرطون فيها، ولكن تأثيرهم منعدم، بسبب ضحالة خطابهم السياسي وعرقيته وبثه للكراهية والحقد، ويؤدي كل هذا إلى مفعول عكسي ينتج عنه تنفير المغاربة من هذا الخطاب العرقي الفتنوي..

  • sifao
    الخميس 13 فبراير 2020 - 08:01

    كانت الأمازيغية في نشأتها في بداية الاستقلال فعلا سياسيا بامتياز، فخلق حزب الحركة الشعبية سنة 1958 بقيادة أحرضان كان الهدف منه توظيف الأمازيغية ضد المدّ القومي العربي الذي كان سائدا حينئذ في صفوف اليسار المغربي، ولا يزال الدوباج المخزني يقحن الحركة التمزيغية إلى اليوم لتقوم بالتشويش على الإسلاميين، فإذن توجد الحركة التمزيغية في قلب العمل السياسي السلطوي، وإلا لماذا يدعو السوبر وزير لجعل يوم رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها؟ ألا يوظف بذلك أخنوش الأمازيغية في الفعل السياسي؟؟؟؟ ليس في المقال جديد يفيد..

  • Omar
    الخميس 13 فبراير 2020 - 10:01

    Je m´excuse,mais je me suis réveillé un peu pessimiste ce matin.En attendant les résolutions de cette instance, qui en principe devrait nous indiquer le sentier pour aller de l´avant,ne sachant pas si la question identitaire serait considérée,permettez préciser que :
    Le chômage,l´habitat,l´enseignement,la santé,une politique fiscale juste,les libertés publiques et individuelles,l´education en citoyeneté,promouvoir la culture…la liste est longue. Ce sont là des impératifs.La question Amazigh avec tout son poids historique ne peut faire fi de ces impertifs et devrait les faire siens…mais il y´a une condition sine qua non et sans laquelle on n´ira nulle part et c´est: le respect de l´autre , de la difference qui est richesse.Insulter, mépriser ne porte préjudice qu´à l´auteur……

  • علي.ن.امو
    الخميس 13 فبراير 2020 - 10:08

    لا يختلف إثنان من كان القضية الأمازيغية قضية سياسية بالدرجة الأولى وأن الحل سياسي، لكن علينا أن نختار أي نوع من العمل السياسي يصلح .هل من خلال الانخراط في الأحزاب الحالية ام تأسيس حزب جديد يعنى بالامازيغية.
    أن الأحزاب الحالية لم تقدم الشيء الكثير للقضية الأمازيغية بل هناك من عارضها وبشدة وأن الوضع الداخلي الأحزاب وغياب الديمقراطية الداخلية وسيادة الزعيم التاريخب،أما الاختيار الأخير والمتعلق بتأسيس حزب امازيغي فإن مخاطر أكثر من مزاياه وستظهر أولى المشاكل مع المؤتمر التأسيسي وما سيصاحبه من إقصاء وفوضى وسيشارك الحزب في الإنتخابات التشريعية 21وسيحصل على مقعد أو مقعدين ون خلالها سيتم قياس قيمة القضية الأمازيغية…
    الأمازيغية ليست قضية أحزاب فقط أو الحركة التمازيغيةوانما هي كذلك قضية الدولة وقضية الجميع

  • Obbami
    الخميس 13 فبراير 2020 - 18:25

    كغا من ادعاء العروبة لان العرب في المغرب انفسهم و انا منهم لا يمر بيننا فاظهر امازيغيتك الحقيقية لاننا لسنا في معركة وجودية او حرب عرقية كما تريدها انت انما هو سجال فكري من اجل غد افضل بعدالة كاملة…يحيى الوطن بعروبيته و امازيغيته

  • كفى
    الجمعة 14 فبراير 2020 - 09:22

    اولا
    وقبل كل شيء

    المغرب
    دين واحد
    وطن واحد
    شعب واحد
    هوية واحدة

    الأمازيغية وحتمية العمل السياسي

    لن نختلف حول أهمية ما راكمته الحركة الأمازيغية من تجارب في معاركها الإيديولوجية
    بداية، يتعين على أبناء الحركة الأمازيغية أن يدركوا أن المطالب التي كانت ترفع سابقا لم يعد لها مكان

    الأحزاب القائمة دكاكين سياسية،

    من يزاحم البربرية في السياسة الا البربرية
    بيد ان المسير للشؤون كلها الحكومة البرلمان الاحزاب العمدة الجهات الاقتصاد الكرة وحتى الهلال بما يزيد على %98 من البربر
    كفى من الهولوكوست والمغالطات

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات