الرابطة المحمدية للعلماء تناقش "التأويل" في ندوة دولية بالرباط

الرابطة المحمدية للعلماء تناقش "التأويل" في ندوة دولية بالرباط
الخميس 27 يونيو 2013 - 20:15

نظمت الرابطة المحمدية للعلماء ندوة دولية تحت عنوان “سؤال المرجعية ومقتضيات السياق”، حضرها عدد من الباحثين من العالم الإسلامي.

في الجلسة الأولى لليوم الثاني من الندوة، تطرقت مداخلة الدكتور محمد خليل جيجك، عميد كلية إلاهيات بينكول بتركيا، إلى “التأويل المقاصدي وعالمية القرآن”، حيث قال إنّ الأمة الاسلامية تمرّ اليوم بظرف عصيب، من أكثر مراحل تاريخها شدة، حيث استشرى نهْب ثرواتها واستنفاد خيراتها، وسفك دمائها، وفساد أخلاقها، بسبب بُعدها عن كتابها وهدْي نبيّها، وبسب إهمالها لشريعة ربّها، ولذلك أسباب متشابكة، منها ما هو تاريخي، ومنها ما هو داخلي وخارجي، ما يستدعي انتفاضة تفكيرية وعلمية قبل أن تكون انتفاضة سياسية واجتماعية.

واستطرد أنّ أوّل شرارة للنهضة الإسلامية يجب أن تبدأ بالعقل المسلم، عبر تربيته تربية صالحة رشيدة، ويوجّه في إطار الكتاب والسنّة النوبية، كما أنّ على العقل المسلم أن يقرأ كتاب الله قراءة واعية وبصيرة، لاستنباط ما ينسجم مع روح العصر في مجال الحرية والعدل والحق والمساواة والكرامة.

الدكتور جيجك ركّز في مداخلته على إعمال العقل في التأويل، قائلا إنّه يتوجّب قراءة مستجدّات العصر إيجابا وسلبا، بحثا عن حلول لمشاكل المجتمعات، كما على العقل المسلم أن يكون واعيا بأسباب نهوض المجتمعات الحاضرة والغابرة، وسبل تقدّمها ورفاهيتها ورقيّها، وهو ما سيفضي إلى تقدم المجتمعات الإسلامية عندما يتحلى العقل المسلم بقراءة رشيدة للنصوص الشرعية.

واضاف أنّ العصر الحالي له إيجابياته وسلبياته، فمن ناحية التطور الاجتماعي، والتطور التكنولوجي، فالعالم يتطور، لكن من الناحية الاعتقادية والأخلاقية والقيَمية والسلوكية فيعيش العصر إفلاسا عاما، لأنّ لتخلّي الناس عن التطبيق العملي لما جاءت به الشرائع السماوية، “إذ أن العالم بشرقه وغربه، متقدّمه ومتخلفه، متديّنه وملحده، ينتظر بشوق ولهف من يمدّ له اليد ليخرجه في ما آل إليه من خطْب.

وعمّا يتوجّب على المسلمين فعله قال الدكتور جيجك، إنّ على المسلمين أن يتداركوا أمر الأمة، ويجدّوا ويجتهدوا، ويقدموا الحلول الملائمة للعصر، ويبيّنوا للعالم ما يعطيه القرآن للإنسان من قيمة رفيعة، ومكانة سامية.

الدكتورعبد الجليل هنوش، الأستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، قال إنّ تأويل نصوص القرآن يرتبط ارتباط وثيقا ببُعد الإيمان، إذ أنّ النصّ القرآني نصّ خاص في مقام خاص ببيان خاصّ، يحتاج تأويله إلى أن يكون المؤوّل تقيّا وذاكرا لربّه.

وأضاف أنّ التأويل هو غوْص في الأسرار، لا يمكن لشخص لا يؤمن أصلا بالنص أن يدركها، كما أنّ النصّ القرآني هو بحر عميق ذو فهم دقيق، لا يصل إلى مفهومه العميق إلا من تبحّر في علوم الدين، وكل يدرك من الدين حسب درجته من التقوى والإيمان، فيما قد يؤوّله غير المؤمن، ولكنه لا يصل إلى بُعْد عميق في التأويل.

في الجلسة الثانية من الندوة، التي ترأسها مفتي مصر، الدكتور علي جمعة، قال وزير الأوقاف والارشاد السوداني، محمد مصطفى الفكي محمد، الذي تناول في مداخلته “أثر السياقات المقالية والحالية على تأويل النصّ الشرعي”، (قال) إنه لا يجب قراءة النصوص الشرعية قراءة معزولة عن الواقع المعاش، إذ أنّ الاستنجاد بالتأويل لا ينافي الدين، وإنما يدلّ على كمالية الدين، لأنّ الإسلام مخصوص بكونه صالحا لكل الأزمنة وكل الأمكنة.

وأضاف أنّ التباين الحاصل بين واقع وآخر يقتضي ضرورة استمرار الاجتهاد، لاستنباط الأحكام الفقهية الملائمة لكل واقع، وتحدّث عن الاجتهاد في عصر الصحابة، اجتهادات الصحابة، ضاربا المثل بوقف الخليفة عمر بن الخطاب لسهم المؤلفة قلوبهم، وقال، “إذا اقدم شخص اليوم على فعل ما فعله عمر سيوصف بأنه متلاعب”.

‫تعليقات الزوار

14
  • karim
    الخميس 27 يونيو 2013 - 20:38

    إن التأويل بمفهومه القروسطوي أكبر عائق أمام التقدم في العقائد لازال الاسلام المغربي ينطق بلسان حال الفضاء العقلي القروسطوي المترهل الاسلام التاريخي الذي يدافع عنه المغرب هو عين الهلوسية كل هذا هو من أجل ضمان استقرار الدولة المغربية في إطار التأويل الذي يستمد مشروعيته
    من القرون الوسطى المنداحة إمارة المؤمنين أكبر خدعة إنخدع بها ملايين المسلمين ماهي إلا تكريس للضلال والتخلف والتأويل مالم نحدث قطيعة ابستيمولوجية مع هذا الاسلام الذي تدافع عنه الدولة سنبقى حثالة أمام الغرب نحتاج نحن العرب إلى لوثر مسلم وفولتير عربي ماذا فعل لوثر حرر النص من النص وماذا فعل فولتير حرر العقل من النص خذلتنا الأنتلجنسيا العربية التي وعدتنا بتحرير العقل إلا أنها خذلت نفسها من خلال انضوائها تحت راية الدولة القروسطوية المغربية وراحت تدافع عنها أمثال العروي والجابري لكن لازال هناك أمل في بعض المثقفين الذين نراهن عليهم أمثال العلامة طرابيشي والعلامة أركون أما الباقي فهم أنتلجنسيا رثة.

  • med
    الخميس 27 يونيو 2013 - 20:41

    والله لقد تعبنا منكم ومن تلآويلكم التي لا فاءدة منها في هذا العصر, فماذا لو افقتم من سباتكم العميق !

  • أمازيغي سوسي
    الخميس 27 يونيو 2013 - 21:04

    بعض الأغبياء المعلقين صدعو رؤوسنا بالعقلانية وتقديم العقل على النص القرأني والنبوي سؤال لهؤلاء كيف يمكن للعقل أن يتفكر في أشياء غيبية كالمعجزات والملائكة وعالم الغيب والله سبحانه ذكر القلب أكثر من العقل لأن الإيمان هو الأساس فكيف يشتغل العقل في شيءلايدركه المطلوب من المسلم أن يؤمن بدون فلسفة فارغة أنظر فقط لعظم الخلق تعرف عظمة الخالق.

  • ۞ داريجاوي ۞ ملحد ۞
    الخميس 27 يونيو 2013 - 21:20

    الواقع وا أول وسالا، ما باقي دابا حتى واحد يقدر دابا يدافع على الرق بوجهو حمر، متلا، وخا العبودية حلال فالمداهب كاملين. العلاما خاصهم يقبلو الواقع، أكترية إلا كان الواقع حسن من الترات اللي وصلهم.

    أي حاجة كتطور، الدين ماشي استتنا. القرن 10 ماشي هو القرن 21، وماغيكونش هو القرن 23. اللي كيعتاقد بالعكس را غي كيحلم، ومخلي أمة كاملة ناعسة مهاه.

  • أبو عبد الله الرسلاني - الرياض
    الخميس 27 يونيو 2013 - 21:33

    حديث الدكتور جيجك سليم مئة بالمئة فالأمة حقيقة تعيش في تيه وتخبط لا محدود لبعدها عن كتاب ربها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فنرى الفساد يعج في معظم أنحاء العالم الإسلامي والأمن شبه مختل ودور الدعارة تملئ جنبات العالم الإسلامي وأصبحت معظم نساء المسلمين للأسف الشديد منساقات بألبستهن وطريقة حديثهن خلف المرأة الغربية مما سلك بكثير من نساء المسلمين بذلك إلى قلة الحياء والجرئة الصريحة على مخالطة الرجال دون خجل واستحياء وفي حانب البنوك نرى انفلات مريب بالمعاملات المخالفة للشرع الإسلامي فلا يوجد ضابط في بلدان المسلمين يضبط تلك البنوك وتنقيتها من المعاملات المشبوهة والمحرمة شرعا وفي نطاق الأسواق عدم الرقابة أدت لجلب الألبسة النسائية الغربية العارية وشبه العارية فغزت بذلك بيوت المسلمين دون رادع لصدها ولا أنس الخمور الذي استشرب أمرها في بلدان إسلامية كثيرة وغيرها من المفاسد التي جالت بالأمة واضاعة هويتها الإسلامية فحقيقة علينا مسؤولية كبيرة ضد هذه الحملة والغزو الفكري الغاشم للعالم الإسلامي لهدف خبيث وهو الاطاحة بأعز ما تملك في الدنيا والآخرة دينها الحنيف …

  • youssef
    الخميس 27 يونيو 2013 - 21:57

    اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا هداتا مهتدين ورد بنا ردا جميلا ووفق علماءنا يا رب العالمين

  • سادنية
    الخميس 27 يونيو 2013 - 22:37

    دائما المغاربة في المؤخرة. هنوش لم يأتي بشيء جديد أمام الباحثين الآخرين. فمداخلته كانت مجرد دفاعا عن منصبه وخوفا من أن تنفلت الأمور من يد فقهاء الجهالة ولذلك أقول له لكل واحد حق البحث في دينه والاجتهاد فيه لأن الله يخاطب الناس مباشرة ولم يجعل عنهم في دينهم وصيا وكل فرد سيحاسب على أفعاله وهذا لوحده مبرر كافي عن مسؤولية كل واحد عن دينه. وبالتالي فكل محاولات المسترزقين من الإسلام لتبرير استغلالهم للناس ماليا وسياسيا وفكريا لن تلقى من هنا فصاعدا قبولا لأن الشباب وبفعل الثورة الإعلامية أصبح يعي أن عمل من يعتبرون نفسهم فقهاء وعلماء دون وجه حق هو مجرد تلاعب ومغالطات ونشر للخرافة والشعودة وأكل مال الناس بالباطل … ارجعوا إلى القرأن لتروا هل هناك إشارة لهذه الفئة وللمهام التي تقول بها مقابل أجور باهضة للدور الذي تلعبه في تمكين السلاطين والملوك من رقاب الناس وضمان وخضوعهم وخنوعهم…

  • hossam
    الخميس 27 يونيو 2013 - 22:39

    كم نكن سعداء عندما نصل للأفكار عقلانية وتكثر سعدتنا خصوصا لما نرا أن هنالك من الناس من سبقنا إليها وإجتهد في تحليلها ويغمر شوقنا للدين لا زالو في الطريق وننتظرهم للإلتحاق بسفينة الفكر المنطقي،ننوه بعلمائنا الأفاضل وبشيوخنا الأجلاء ونحي شجعتهم لما تكلموا عنه من صراحة قليلاً ما تسمعها اليوم وعلى الأخص في زمن كثر المتطفلون على الإسلام،البعد على القرأن كابعد السماء عن الأرض كان السبب في تخلفنا عن المفهوم الحقيقي للأيات وكان كافي هذا التأخر لينزل العد العكسي على أجمل هذية للبشرية من الأغلال وتضليل والخرافات و إسرائيليات ،إسلامنا دستور حياة ومنطق أخلاقي إنساني والذي تخلف عن معاني العدالة فليأتي لنا لنعطيه ما تيسر من دلائل وقيم في العدل وحرية الأفراد في المجتمع يحكم بما أنزل الله الإقتصا الإسلامي هو الحل وليس له بديل كفيل بتحقيق الرقي والإزدهار للأمم جمعاء عكس الرأسمالية التي سممت بالعولمة وتخدم سوى رجال الأعمال والبنوك أما الإشتراكية فقزمت الإنسان في المأكل والمشرب كالأنعام،الإسلام هو الحل والإنسانية إن رهنت على غير قانون ديني فستخسر الرهان لأن الله أوجد الحلول في كتابه،

  • sifao
    الخميس 27 يونيو 2013 - 23:18

    من يتحدث عن العقل في الاسلام كمن يتحدث عن الرياضيات والفزياء في الشعر ، اقحام العقل في امورالنقل، دفع المعتزلة وابن رشد وآخرون ثمنه غاليا بسبب فقهاء مثل هؤلاء ، لو أخذوا برأيهم لأصبحنا اليوم في وضع أفضل .
    التأويل هو اقحام العقل لتطويع نصوص النقل وجعلها تتناسب مع حقائق الواقع ومنطق التفكير السليم ، مما سيؤدي حتما الى تدمير أسس الفكر الديني وتفتيتها ليصبح حكايات تحكيها العجزة للأطفال قبل النوم ، وهذا ما يتخوف منه الفقهاء فستبسلوا في ابعاده عن مصدر عيشهم ، لكن ، الآن أصبحوا يشعرون بالخطر الجدي الذي يتهددهم بعدما اجتاحت العلمانية بيوتهم رغما عنهم ، والآن يبحثون عن مخارج لأزمتهم ، فعادوا بنا الى الوراء مجددا وهي عودة لن تكون موفقة أبدا لأن التاويل لن يجدي نفعا في واقع معقلن وقائم بذاته وليس حلما ممكنا ، لقاؤهم مجرد تبادل للهلوسات .
    الانسان الآن أصبح يعرف جيدا معنى التمرد وقادر عليه

  • chi wahad
    الخميس 27 يونيو 2013 - 23:40

    يا ودي كاين شي علماء بحال اللي يظهر على الصورة و هو علي جمعة مفتي الديار المصرية، له مواقف مناهظة لتعاليم الإسلام.
    إذ يقول بالحرف إن الربى أصبحت حلال. تبريره في ذلك أن المال الذي نتعامل به كله ربوي لأن قيمته ليست في ذاته كنقود الذهب و الفضة في القديم حيث كان يعترف به في العالم أجمع و مهما مرت السنين. بل هو فقط ورقة تطبع و توزع و ما قيمته يتم التحكم فيها من الطرف الدولة و تزيد لا تتم إلا النقصان في قيمته. و بذلك فالمال الذي نتعامل به ربوي. موضوع لا يتحدث عنه الفقهاء بتاتا سوى الشيخ عمران.
    باش ما كان الحال هناك أشياء يينبغي أن تفسر لنا في باب المال و الربى في هذا العصر من طرف العلماء

  • azul azali
    الخميس 27 يونيو 2013 - 23:41

    ان كنت تكذب من اجل ان تدافع عن ما تؤمن بيه , فما تؤمن بيه هو كذبة

  • سلفي
    الجمعة 28 يونيو 2013 - 01:59

    هذا تهويل و تضليل و ليس بتأويل

  • fvzse
    الجمعة 28 يونيو 2013 - 09:46

    le problème de l'interprétation des textes surtout du coran a posé problème depuis longtemps
    par exemple IBN ROCHD a été refusé en tant que pensée
    la chimie a été condmané
    Je crosi que les oulémas ont du retard et quelquefois il y a certains oulemas qui travaillent les interets d'une classe déterminé stop ***

  • FASSI
    الجمعة 28 يونيو 2013 - 10:43

    هذا ما نريده ان يعمل العلماء جاهدين لايجاد حلول لهذه الامة التي تاهت في الطريق.واقول لبعض المتطفلين ان يحترموا العلماء واظنهم من العلمانيين الحاقدين على الاسلام .

صوت وصورة
ليالي رمضان في العيون
الجمعة 29 مارس 2024 - 15:57

ليالي رمضان في العيون

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج