المثقفون والتصدّي للأفكار والأحكام المغلوطة بين المغرب وإسبانيا

المثقفون والتصدّي للأفكار والأحكام المغلوطة بين المغرب وإسبانيا
الإثنين 10 غشت 2015 - 23:41

إسبانيا والمغرب بحكم موقعهما الجغرافي الممتاز، والجيوستراتيجي المتميّز، كبلدين جارين متقابلين ، إنطلاقاً من”ماضٍ” حضاريّ تقاسماه ، و”ثقافةٍ” رفيعةٍ نَسَجَا خيوطها سويّاً، و”إشعاعٍ” متألق إنصهرا فى بوتقته، وبحكم”الحاضر” الواعد الذي يعيشانه ، و”المستقبل” المشترك الذي يتطلّعان إليه ، كلّ ذلك ينبغي أن يجعل منهما بلديْن واعييْن كلّ الوعي بالدّور الحيوي الهامّ المنوط بهما لتحقيق المزيد من التقارب،والتداني، والتعاون، والتفاهم، والعمل على نَسْج عُرَى صداقة أوثق، وترسيخ أواصر مودّة أعمق.ومدّ جسور التعاون بينهما فى مختلف الحقول،وبشكلٍ خاص فى الميادين الثقافية التي لهم فيها اليد الطولى، و الباع الطويل.

فالعناصرالصالحة المشتركة،والمكتسبات الهامّة لمورثات البلدين، الحضارية منها والتاريخية، والثقافية، واللغوية الثرية، تحفزهما أكثر من أيّ وقتٍ مضى لوضع قاطرة التعاون الثنائي بينهما على السكّة الصّحيحة القويمة ، لتقريب المسافات، وإستغلال، وإستخراج كلّ العناصرالإيجابية بينهما، في عصرٍأصبحت فيه التكتّلات الإقتصاديّة، والسياسيّة، والثقافيّة،والبشريّة، والإنسانيّة بين الدّول والشعوب تتبلور بشكل لم يسبق له مثيل، وذلك لزيادة تعزيز الأرضية الصّلبة لعلاقاتهما المتينة فى مختلف مرافق الحياة المعاصرة ،و تقوية أوجه التعاون بينهما فى مختلف المجالات، الثقافية منها على وجه الخصوص،وهنا تكمن الأهميّة القصوى للدّور الحيوي الذي ينبغي أن تضطلع به الدبلوماسية الثقافية فى هذا القبيل بين الجانبين.

الموروث التاريخي والثقافي والحضاري المشترك

الصّداقة القائمة بينهما ، والتعاون المثمر الذي يجمعهما يَعكسان مقدارَ الرّغبة التي تحدوهما لزيادة بلورة طموحهما ، وتوسيع وتعميق تعاونهما فى شتىّ المجالات، والقطاعات السياسيّة، والتجاريّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة، والعلمّية، والإجتماعيّة، والسياحيّة، وفى مخططات التعاون الثنائيّة، والمشاريع الإستثمارية،والإنمائيّة، والصناعية الكبرى المشتركة إلخ . كلّ ذلك ينبغي أن يواكبه تبادلٌ ثقافيٌّ خِصب متنوّع ، وتعاون علمي مكثّف يزيدهما تعارفاً وتقارباً ،وتفاهماً وتناغماً، وإشعاعاً وتألّقاً ،ويعمل على زيادة تمتين أواصرالصّداقة والمودّة،وتوفير الإحترام المتبادل بينهما. وعليه فإنّ القولة المأثورة الشهيرة القائلة: “إنّ المغربَ يضاهي دوحةً عُظمىَ، جُذورُها ضاربةٌ فى عمق التراب الإفريقي، وتتنفّس أغصانُها الباسقة ،وأوراقُها اليانعة فى الرّبوع الأوربية” ستظلّ فى نظر الملاحظين حقيقة ماثلة لا مراء فيها بين البلدين..!.

هذا على الرّغم ممّا يشوب علاقات البلدين من أخذٍ وردّ، وطبخٍ ونفخ، وفتقٍ ورتق…! ممثّلة فى أمور وقضايا ومطالب ما زالت عالقة تنتظر الحلول الناجعة لها على المدى القريب والمتوسّط وغير البعيد…وهي أمور وقضايا ومطالب مشروعة ومعروفة لا تخفى على أحد، ويعرفها القاصي والدّاني على حدٍّ سواء!!

ولا غرو ولا عجب فالمروث التاريخي، والثقافي، والحضاري المشترك الزّاخر بين البلدين يشكّل ولا ريب أرضية صلبة، وحقلًا خصباً ممّا جعلهما ينفردان بخصوصّيات،ومميّزات قلّما نجدها لدى سواهما من البلدان الأخرى ،الشئ الذي أفضي الى خلق نوعٍ من الإستمرارية والتواصل الدائمين في علاقات البلدين منذ عدّة قرون ،إذ يرجع التبادل الدبلوماسي بينهما منذ القرن السّابع عشر حيث بدأ بشكلٍ إنفرد به المغرب، وكان له قصب السّبق فى ذلك ، حيث كانت البعثات،والسّفارات، والرّحلات الدبلوماسيّة المغربية هي البعثات الوحيدة الأولى التي زارت إسبانيا بدءاً أو إنطلاقا من بعثة إبن عبد الوهّاب الغسّاني سفير السّلطان المولى إسماعيل خلال حكم العاهل الاسباني كارلوس الثاني (1691-1690)، ومروراً بالسّفراء الزيّاني(1758) وأحمد المهدي الغزال (1766) وإبن عثمان المكناسي(1779) والكردودي (1885) إلخ،كلّ هذه الإتصلات،والبعثات المبكّرة شكّلت فى العمق” دبلوماسية ثقافية” غير مُعلنة من الطراز الرّفيع، إذ أولت جميع هذه السفارات للجانب الثقافي أهميّة قصوى،وعناية فائقة .

المثقفون والتصدّي للأفكار والأحكام المغلوطة

إنطلاقاً من هذا المفهوم،وتماشياً مع هذا السياق ما فتئ المثقفون، فى كلتا الضفّتين ( مغاربة وإسبان) يؤكّدون على الدّور المحوري الهامّ الذي تلعبه الثقافة،أو بالأحرى ينببغي أن تضطلع به الثقافة على وجه الخصوص فى توثيق وتعميق العلاقات بين الشعبين الإسباني والمغربي، للتصدّي للأفكار الجاهزة، والأحكام المسبّقة المغلوطة، والتصوّرات الخاطئة المنتشرة،والمُستشرية فى البلدين، فقد أصبح الإهتمام فى الضفتين بثقافة البلدين يتنامى بالفعل بشكلٍ مُرضٍ بينهما، خصوصاً في أوساط النّخب الثقافية، وكذا عند فئات واسعة من الجمهور، إنّ الاقبال المنتظم والمتزايد للإسبان على زيارة المغرب، وإقامة الكثير من المغاربة بإسبانيا من شأنه أن ينسج جسورَ الاهتمام لمعرفة واقع وثقافة وتاريخ البلد الآخر. وينبغي على البلدين التصدّي فى هذا السياق للمفاهيم الخاطئة التي لا تقدّم صّورتهما الحقيقية ، والتي تنتشر أساساً لدى الشرائح ذات الثقافة المحدودة ،وبالتالي فالوسيلة الوحيدة لمحو هذه التصوّرات الخاطئة هي العمل سوياً على واجهات التربية والتعليم، والإعلام، والثقافة،والفنون. إنه مجال يتطلب، منّا بذل مَجهودٍ مُضنٍ من أجل تعبئة مختلف وسائل الإعلام قصد نقل الصّورة الحقيقية والإيجابية عن كلا البلدين، وتصقيلها،وتقديمها بالشكل الصّحيح غير المغلوط . ولم يألُ المثقفون الإسبانُ والمغاربةُ بالفعل وسعاً فى بذل الجهود المتواصلة فى العقود الأخيرة والإضطلاع بدور طلائعي فى تطوير وتفعيل وتقوية العلاقات الثنائية بينهما.

اللغة الإسبانية وثقافتها

ينبغي لنا والحالة هذه، البحث عن كثب عن الوسائل الناجعة، والآليات العاجلة لزيادة إثراء الحوار الثقافي القائم بين البلدين لإقرار أرضية صلبة للتفاهم بينهما فى مختلف المجالات،السياسية، والإقتصادية، والتجارية تتماشى وتتناغم مع المعطيات التاريخية،والموروثات الثقافية المشتركة بينهما، وإقتناعهما بالتأثير الإيجابي المتبادل بين ضفّتيْ البلدين على إمتداد القرون، ممّا جعل من منطقة حوض المتوسّط عبر التاريخ فضاءً ثقافياً خصباً، كان له تأثير بليغ على أوربّا، وشمال إفرقيا، ومختلف البلدان المجاورة ، كما جعلت “الأندلس” فى عزّ أوجها منهما بلدين متلاحمين، ومتقاربين، ومتشابهين، ومشتركين فى العديد من المظاهر الحضارية، والثقافية، واللغوية، والأدبية، والإبداعية، وفى مختلف الأشكال الفنيّة، والتصاميم المعمارية ، والهندسية ،ومرافق الحياة الأخرى، هذه التأثيرات،والبصمات المتشابهة طبعت البلدين إلى حدٍّ أصبح معه المغرب ينفرد بعلائق تاريخية وطيدة، وخصوصيّات ثقافية مميّزة مع جارته إسبانيا قد يعزّ نظيرها لدى جيرانها الآخرين .

ويلاحظ فى الوقت الرّاهن حضور متزايد للّغة والثقافة الإسبانيتين فى مختلف ربوع المغرب اللتين كادتا فى المدّة الأخيرة على التلاشي، والزّوال، والإندحار ، إلاّ أنّ لغة وثقافة “سيرفانطيس” طفقتا تسترجعان مكانتيْهما السّابقتيْن لدى المغاربة الذين زاد إهتمامُهم لتعلّم هذه اللغة الجميلة، والتفاعل على أوسع نطاق مع الأنشطة الثقافية التي تنظمها المعاهد الثقافية الإسبانية الموجودة بالمغرب ،والتي تحمل إسمَ صاحب “دون كيشوت”(سيرفانطيس) ، الشئ الذي يبشّر بتفاؤل كبير بمستقبل الثقافة الاسبانية فى هذا البلد الذي يعتبر بل هو أقرب بلد من إسبانيا جغرافياً، وتاريخياً، وتقافياً، وإجتماعياً، وطبعاً، وتطبّعاً ! ، ولا شكّ أنّ التبادل الثقافي بين البلدين سيزداد زخماً ومتانة بين الأجيال الجديدة المقبلة في أفق بلورة فضاء تثاقفي مشترك يتقاسمه الشّعبان على مختلف الواجهات.

هذه الجهود المتواصلة، والاتصالات المبكّرة والحثيثة بين المغرب وإسبانيا خلقت نوعاً من الإستمرارية ، زادها العنصرُ الجغرافي بينهما متانةً وقوّةً وتواصلاً ، فضلاً عن الجانب الحضاري والثقافي المميّز الذي يُعتبر عنصراً فريداً في بابه في تاريخ الأمم ،كلّ هذه الخصوصيّات طبعت علاقات البلدين على إمتداد الحقب والعهود. ولعَمْرِي إنّ هذا التقارب والتواصل والحوارالدائم القائم بينهما الذي لم ينقطع ، ولم يفترّ قطّ عبر القرون لهو خير رصيدٍ، وضمان لبناء مستقبل واعد حافل بالآمال، والتطلعات، والعطاءات الثرّة .

إنّ وضع التجافي والتباعد الذي يطبع العلاقات المغربية الأسبانية منذ أعقاد خلت ، بين الفينة والأخرى،يرجع في الأساس الي موروثات تاريخية مغلوطة ، وعوامل عدّة لا تخفى على أحد في الضفتين المتجاورتين المطلتين الواحدة على الأخرى ،لقد آن لجيراننا أن يعرفوا ويتيقنوا أنّ زمنَ المقولة الشهيرة والمأثورة ” السّاحل خالٍ من المغاربة” (No hay moros en la costa ) كناية على مثل دارج عندهم كثيرا ما تلوكه ألسنة الإسبان يفيد بعدم وجود الخطر على سواحلهم قد ولّىّ، ومضى بدون رجعة، فالعقليات قد تبدّلت ، والأجيال الحاضرة قد إرتقت سلاليم الوعي والإنفتاح والتعايش، وقبول الآخر، وإستيعاب التنوّع الثقافي والهويّاتي ، وتقبّل التعدّد العرقي والإْثنِي أصبح أمرا ًواقعاً في مختلف أصقاع وبقاع المعمور.

ينبغي علي جيراننا التحلّي بروح العصر، والنظر الى الأمور بواقعية وتبصّر وحكمة، فزمن الزّهو الإستعماري قد مضى لحاله وإنصرم بلا رجعة ، ينبغي عليهم قبول النزاعات ومعالجتها بجرأة، وموضوعية،، هذه النزاعات التي فُرضتْ على البلدين قهرا وقسرا في زمن لم تكن مفاهيم السيادة و الحرية والإنعتاق قد تبلورت، والنظرة الشوفينية الضيّقة لم تعد تجرّ على البلدين سوى التعنّت والعناد، وجيراننا الإسبان مشهورون بالعناد، ولهم فيه اليد الطولى، والباع الممدود، وهو ما يطلق عليه سكّان الرّيف (الذين يعرفون الإسبان جيّدا، ولهم معهم معايشات، وصَوْلات وجولات.. ! ) “تاغنّانت” ، فحتّى “هِتلر”شهد لهم بذلك، فقد أبى وامتنع ذات مرّة في أن يلتقي من جديد ب “الجنرال فرانكو”بعد لقائه الأوّل به خلال الحرب الكونية الثانية، حيث قال عنه قولته الشهيرة في هذا القبيل:”أفضّل أن يُنزع لي ضِرس بدون بنج على أن ألتقي ثانية بهذا الرجل.. !.”

هذا العناد ربّما هو الذي جعلهم يتماطلون،ويتمنّعون حتى الآن فى تقديم إعتذار علني من إسبانيا عن إستعمالها للأسلحة الكيمياوية الفتّاكة ظلما وعدوانا فى حرب الرّيف التحرّرية الماجدة ، وإلحاق الأضرار الجسيمة بأهلها الآمنين الذين ما زال أحفادهم يعانون من الآثار الوخيمة لهذه السّموم المحظورة إلى يومنا هذا المشهود ،فضلاً عن موضوع إشكالية طرد “الموريسكيّين” الأندلسيّين المسلمين “المُهَجَّرين” و”المُبْعَدين ” قهراً وقسراً من مواطنهم، والذين إستقرّ معظمُهم فى المغرب، وفى الجزائر وتونس (معروف أنّ العاهل الإسباني السّابق خوان كارلوس الأوّل سبق له أن قدّم إعتذاراً اليهود ( السيفارديم) الذين أُبْعِدُوا من إسبانيا ،ولم يقم هو ولا خلفُه العاهل الإسباني فليبي السادس بنفس البادرة التاريخية حتى الآن مع المسلمين).ينبغي لإسبانيا أن تتحمّل مسؤوليتها التاريخية حيال هذ الحيف، والتظلّم الذين لحقا بهذين الموضوعين الشائكين ، ويعتبر مؤتمر (عقب الموريسكيّين والسيفاراديم بين التشريع الإسباني والقانون الدّولي) الذي تتأهّب لتنظيمه فى مطلع العام القادم “مؤسّسة ذاكرة الأندلسييّن” التي يرأسها الصّديق الدّكتور محمّد نجيب لوُبارِيسْ خطوة تاريخية رائدة فى هذا القبيل هذا المؤتمرالدولي (الذي دُعِيْتُ للمشاركة فيه) لابدّ أنّه سيزيح الستائر، ويبدّد الشكوك عن غير قليل من مظاهر التظلم ،والإجحاف، والتطاول، الذي طال أجدادَنا فى الأندلس الذين تعرّضوا لعمليات طرد جماعي، وإبعاد وإقصاء وتهجير قسري، وتعسفي من مواطنهم وأراضيهم ودورهم ، وكلّ ما تلا ذلك من تظلم وحيف وتمييز حاق، ولحق بهؤلاء المُورسكييّن المُهجّرين رحمهم الله،وبارك فى عُمر أحفادهم،وفى أحفاد أحفادهم الذين يعيشون بين ظهرانينا فى العديد من المدن المغربية العريقة وأرباضها،ونواحيها، وفى سواحل الرّيف المتراميّة الأطراف حيث توجد بها مجموعات سكنية إثنية متعدّدة تنحدر من الأندلس منها فرقة تُسمّى : “إندروسان” أيّ فرقة “الأندلسيين” الذين هاجروا من الأندلس، واستقروا في منطقة بني ورياغل، وبالضبط في منطقة أجدير ” (أنظر بحث الدكتور جميل حمداوي ( باحث بكلية الناضور) فى هذا القبيل بعنوان: “هجرة الأندلسيّين إلى منطقة الرّيف” .) العديد من المثقفين الإسبان والمغاربة ما إنفكّوا يحرّكون ويثيرون هذين الموضوعين فى الايام الاخيرة بلا هوادة لعلّ إسبانيا تخطو هذه الخُطوة الشجاعة حيالهما!.

التعدّد الثقافي بين البلدين

الحديث عن التعدّد الثقافي والتوّع الحضاري فى المغرب وإسبانيا يحلو و يطول، والتاريخ لا يُقرأ في هنيهة، إنّ الزّائر الذي يأتي لبلادنا أو يزور إسبانيا يلمس التاريخ والعمران المتشابه حيّا نابضا قائما في كل مظهر من مظاهر الحياة ، دراسةُ هذا التاريخ، و التعمّق فيه و إستخراج العناصر الصالحة منه أمر لا مندوحة لنا عنه،وهو أمر ينبغي ان يولى أهميّة قصوى ،وعناية فائقة ،وتتبّعا متواصلا من طرف الدولتين والمثقفين ،والكتّاب،والمفكرين، والخواصّ ، ومن لدن مختلف الجهات العلمية والتاريخيىة والمرافق التربوية والتعليمية التي تعنى بهذه المواضيع للتعريف بهذه الذخائر،فى البلدين، ونشر الوعي وتأصيله بشأنها لدى أبناء جلدتهما ليكون المستقبل الذي يتوقان إليه مستقبل رقيّ وأوج،وإشراق، وتلاق وتلاقح بين ماض عريق، وحاضر واعد ، ولعمري إنّ لفي ذلك تجسيدا وتجسيما للعهود الزاهرة التي عاشها أجدادنا فى شبه الجزيرة الإيبيرية والمغرب على حدّ سواء على إمتداد العصور الحافلة بالعطاء الثرّ ، والتعايش والتسامح، والإشعاع الثقافي والعلمي الباهر الذي شكّل وما يزال جسراً حضارياً متواصلًا بين الشرق والغرب، بين مختلف الأجناس، والإثنيات ،والمِلل، والنِحل.

دور المثقّفين المغاربة والإسبان

ما فتئ المثقفون، فى كلتا الضفتين يؤكّدون على الدّور المحوري الهامّ الذي تلعبه الثقافة على وجه الخصوص فى توثيق وتعميق العلاقات بين الشعبين الإسباني والمغربي، فقد إضطلع المثقفون الإسبان والمغاربة بالفعل فى العقود الأخيرة بدورطلائعي فى تطوير وتفعيل وتقوية العلاقات الثنائية بينهما، ففى عام 1978 تمّ تأسيس “مجموعة المثقفين الإسبان والمغاربة” التي ضمّت صفوةً من الكتّاب، والأدباء، والمفكّرين المغاربة والإسبان التي ضمّت40 مثقفاً من المغرب ، و46 مثقفاً من إسبانيا الذين طالبوا بضرورة تحريك وتفعيل العلاقات الإسبانية المغربية على مختلف المستويات ، وإعطائها نفساً جديداً ، وإذكاء روح التعاون والتفاهم والحوارالدائم بينهما. وقد أفضت هذه البادرة المبكّرة إلى تنظيم عدّة ندوات، وطاولات مستديرة هامّة حول مختلف أوجه التعاون الثقافي، والأدبي، منها” معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون” بين الطرفين التي ألحّت بدورها على ضرورة تفعيل وتحريك الجانب الثقافي بينهم. من الموقّعين المغاربة : المهدي بنونة، محّمّد شقور،محمّد شبعة،لسان الدين داود،عبد الكريم غلاب، محمد بن عيسى،مصطفى اليزناسني،محمّد العربي الخطّابي، محمّد محمّد الخطّابي(كاتب هذه السطور) ،عبد الكبير الخطيبي،عبد الله العروي، محمّد اليازغي ، محمّد المليحي،محمّد العربي المساري،سيمون ليفي، محمّدالصبّاغ،علي يعته..إلخ. ونذكر من الإسبان: خوان غويتيسولو ،فرناندو أرّابل، بيدرو مونطافيث،خورخي سينبرون،فاثكيث مونطالبان، فيكتور موراليس،وآخرين وقد طالب هذا البيان بضرورة إعطاء نفس جديد للعلاقات الثنائية بين البلدين ، وإذكاء روح التعاون والتفاهم والحوار بينهما فى مختلف المجالات السياسية، واالإقتصادية، والثقافية، والإجتماعية، والإنسانية..إلخ .كما أفضت هذه البادرة المبكّرة فى ذلك الإبّان إلى تأسيس ” جمعية المثقفين الإسبان والمغاربة”التي نظمت فى البلدين ندوات وطاولات مستديرة دورية هامة حول مختلف اوجه التعاون الثقافي، والأدبي، والعلمي، والتاريخي وسواه بين البلدين. كما أسّست بعد ذلك” لجنة إبن رشد”التي تضمّ هي الاخرى نخبة من كبار المثقفين والأدباء والمفكرين، والشخصيات السياسية والإعلامية فى كلّ من إسبانيا والمغرب، والتي عقدت غير قليل من الإجتماعات والندوات فى البلدين لتسليط الاضواء على العديد من المواضيع والقضايا الحيوية التي تحظى باهتمام الطرفين سواء فيما يخصّ تاريخهما الحافل، وحاضرهما الواعد، ومستقبلهما المشترك.

هذا فضلا عن تأسيس العديد من الجمعيات الإسبانية المغربية سواء فى المغرب أو إسبانيا ذات الصّبغة الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والعلمية والفنية التي اصبح عددها يتنامى يوما بعد يوم، والتي تعمل هي الأخرى على تقريب الهوّة بين البلدين، والتعريف بطاقاتهما الخلاقة لتأكيد مزيد من التفاهم والتعايش بينهما فى مختلف الميادين ، وفى مقدّمة هذه الجمعيات النشيطة ” جمعية الصّحافيين، المغاربة الناطقين باللغة الإسبانية” التي تضمّ نخبة هامة من مثقفينا اللاّمعين الذين لهم باع طويل، ودراية واسعة بلغة سيرفانطيس وآدابها وثقافتها،إلاّ أنّ هذه الجمعية وسواها تصطدم دائما بعثرة قلّة ذات اليد، وندرة الإمكانيات المادية وضآلتها إن لم نقل إنعدامها.

وفى نفس الإتجاه ودعما وترسيخا لهذه الجهود كان قٌد أعلن فى المغرب منذ بضع سنوات كذلك عن تأسيس ” مندى الحوار المغربي الإسباني”بمبادرة من جماعة من المثقفين ورجال الاعمال والسياسة المغاربة ، وكانت هذه البادرة قد جاءت لتؤكّد فى بلاغها: “تعبيرا عن إقتناعها الرّاسخ بأهمية العلاقات بين بلدين جارين، وضرورة تطويرها وتنويعها ، يربطهما التاريخ والجغرافية، بما يساهم فى إعداد هذه العلاقات لولوج عهد جديد، موسوم بطابع التعاون الشامل فى مختلف المجالات ، وذلك بإقامةوإرساء قواعد ثابتة ودائمة للحوار والتفاهم والتعايش بين الطرفين،ولكن ّ ووأسفاه.. بعض هذه الجمعيات إندثرت، وإمّحت، وتلاشت،وشلّت، وذهبت أدراج الريّاح… فضلا عن إتفاقية الشراكة بين المغرب والإتحاد الأوربي. كما أوصت القمة الإسبانية المغربية المنعقدة عام 1996 بإنشاء ” لجنة إبن رشد”، التي تمّ تأسيسها بإشبيلية عام 1997، وتنظيم عام1998 ندوة ” المغرب وإسبانيا : الحوار والتعايش” . وبمبادرة من جماعة من المثقفين، ورجال الأعمال، والسياسة المغاربة تمّ تأسيس “منتدى الحوار المغربي- الإسباني” الذي عبّر عن إقتناعه الرّاسخ هو الآخر بأهمية العلاقات بين البلدين، وضرورة تطويرها وتنويعها فى مختلف المجالات، وإرساء قواعد ثابتة ودائمة للحوار والتفاهم والتعايش بين الطرفين.كما تمّ تأسيس “مركز الدّراسات الأندلسية والحوار بين الثقافات، وتنشيط النادي الاقتصادي للمقاولين من خلال المجلس الاقتصادي المغرب- اسبانيا وسواها من المبادرات،والخطوات الأخرى التي كانت تهدف برمّتها إلى هذه الغايات، والأهداف النبيلة التي تخدم المصالح المشتركة للبلدين .

الصّراع ضدّ الجّهل

والد العاهل الإسباني فليبي السادس خوان كارلوس الأوّل خلال إحدى زياراته للمغرب السابقة كان قد قال:” انه من الضروري أن نتعارف أكثر فيما بيننا،فما أفدح الجهل المتفشّي فينا، ينبغي أن نمحي من رؤانا المشتركة جميع الصّورالمشوّهة، والأفكار المسبقة الخاطئة، كما ينبغي أن نقصي عنّا جميع الرواسب، وأن نقضي على بعض التأويلات التي تحول دون تعرفنا ونطردها من أذهاننا،أظن أنّ اسبانيا والمغرب ليسا ورثة القليل، ولقد طبعت فكرهما معرفة عامة كجارين عاشا على امتداد التاريخ واحدا بجانب الآخر،ولقد فرّقهما الجهل أحيانا بشكل يجاوز كل حدّ”. الكاتب الإسباني المعروف المقيم بمراكش خوان غويتيسولو ردّد اكثر من مرّة: “انّ المهمّة الملقاة على عاتقنا لهي مهمة واسعة ومتشعبة،إذ ينبغي على اسبانيا ان تعمل على إعادة نشر لغتها وثقافتها في مجموع منطقة شمال افرقيا ،ففي الوقت الذي تفتح فيه للثقافة واللغة الفرنسية في البوتقة المغربية مجالات واسعة، فانه ينبغي على اسبانيا ان تسير في نفس التيار، وتعمل على نشركتبها هناك، وإيفاد الأساتذة والمحاضرين، وإقامة جولات مسرحية ، وتنظيم عروض سينمائية، وعلى المغرب من جانب آخر أن يقوّي حضوره الثقافي باسبانيا ،وتبيان الصورة الحقيقية للثقافة المغربية الغنية للرّأي العام الاسباني بنشر أعمال كتّابه وفنّانيه وفولكلوره الثريّ،كما انه على الأوساط الثقافية الاسبانية ان تجري حوارا مستمرا ودائما مع النخبة المثقفة المغربية ودعم كفاحها من أجل مغرب قويّ وعادل وديموقراطي.

الهويّة الثقافية

يؤكّد الدّارسون خلال حملاتهم الدبلومسية الثقافية فى مختلف أنحاء المعمور أنّ تاريخ المغرب الزّاخر، وتراثه العريق مستوحيان من ينابيع مغربية أصيلة، وروافد وافدة متداخلة متعدّدة، وإن إختلفت مصادرها، وينابيعها،وتباينت لغاتها وألسنتها بين أمازيغية بربربة، وعربية إسلامية، وصحراوية حسّانية، وما فتئت العديد من النصوص، والوثائق، والمظانّ، وأمّهات الكتب والمخطوطات، والأشعار، والآداب، والفنون، والعلوم التي أبدعها كتّاب، وفلاسفة، وعلماء، و شعراء، ومؤلفون مغاربة أقاموا واستقرّوا، أو ولدوا وترعرعوا، فى هذا الرّبع القصيّ الجميل الكائن فى الشمال الغربي الإفريقي ، إلى جانب المعالم التاريخية، والمآثر العمرانية، والقلاع الحصينة، والدّور،والقصور،والجوامع والصوامع، والبساتين الفسيحة، والحدائق الغنّاء التي تبهر الناظرين،التي شيّدت وبنيت شامخة فوق أرضه الطيّبة، فضلا عن العادات والتقاليد المغربية الحميدة التي تأصّلت في أعراف وذاكرة الشعب المغربي في مختلف مناحي الحياة، كلّ ذلك ما زال شاهدا إلى اليوم على مدى الأوج البعيد الذي أدركه الإشعاع الحضاري فى بلادنا. فهذا الغيث الفيّاض الغامر المنهمر والمتنوّع من الإبداعات الرفيعة في مختلف الميادين لا يمكنه أن يحيا و ينمو و يزدهر من لا شئ، أو داخل حدود ضيّقة أومنغلقة، بل إنّه ظهر وترعرع وإزدهر ووقف مشرئبّا إعتمادا على نبعه الأصيل، وإغترافا من معينه الأوّل وهو تاريخ المغرب التليد، وتراثه العريق ، وموروثاته الحضارية ذات الّرّوافد الثقافية المتعدّدة والمتنوّعة.

-عضو الأكاديمية الإسبانية الامريكية للآداب والعلوم – بوغوطا – (كولومبيا) .

‫تعليقات الزوار

8
  • مواطن من تطاون
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 12:08

    حقا أخي الكريم الدكتور محمد محمد الخطابي أحاط الله تعالى برعايته الكاملة على شخصك انه لمسار طويل ومضن من المجهودات الجبارة التي نهض بها المثقفون والمفكرون والأدباء من كلا الضفتين التي أفضت كلها الى تمتين وتعزيز العلاقات الانسانية والثقافية بين البلدين، ومازالت الطريق طويلة ولا تخلو من أشواك ومصاعب كبيرة لكي نزيل عنها تلك المخلفات السياسية والتاريخية التي لم تمح بعد من ذاكرة المغاربة خاصة الذين ابتلوا من ذلك نتيجة للاعتداءات أجداد الاسبان ومنغصات الساسة الاسبان الحاليين.
    ولعل أهم عامل الذي أدى الى التعارف والتواصل بين الشعبين المغاربة والاسبان هو تردي الأوضاع والأزمات الاقتصادية التي حدثت لكلا الطرفين في عقود الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين الى أن عانت اسبانيا بدورها من تداعيات هذه الأزمات في هذه الفترة من القرن الحالي. فقد توافد العديد من الاسبان على أرض المغرب باحثين عن أرزاق معاشهم كما كان الكثير من المغاربة من قبل يلتجئون الى الضفة الشمالية منذ عقود للبحث من يحميهم من الجوع وشظف العيش. ومازال طموح المغاربة خاصة من الشمال يحدوهم من أجل الانتقال الى اسبانيا بحثا عن العمل أو

  • hammouda lfezzioui
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 13:06

    تحية للدكتور الخطابي .
    في راءيي المتواضع يمكن ان اجمل الاحكام المسبقة لعامة الاسبانيين لمايلي:
    *الضفة الجنوبية للمتوسط هي اصل الشر دائما لشبه الجزيرة الايبيرية,حسب زعمهم.
    *المسلمون هم من غازوا واحتلوا اراضيهم لمدة 8 قرون.
    *من الضفة الجنوبية للمتوسط تدخل كميات مهمة من المخدرات الى اوروبا ,اكثر من النصف.
    ''المورو'',كان دائما حاضرا في كل المحن واخرها الحرب الاهلية الاسبانية ولولاهم لما حسم فرانكو الحرب سنة 1939 ,رغم ان هؤلاء لا حول لهم ولاقوة وقد جندوا بالقوة,واغلبهم اطفال لاتتجاوز اعمارهم 14 سنة,ومن بقي على قيد الحياة منهم يتقاضى الان 50 درهما,في حين ان من شاركوا في حروب فرنسا منهم من يتقاضى 10.000 د رهما في الشهر.وقد نسجت حولهم العديد من الاساطير,فما ان يسمع الاهالي ان ''المورو'' قريب من قراهم,يتركونها فارغة.
    * هم اناس لايحترمون حرية المراءة,ولا يمكن الوثوق فيهم ابدا .
    *من اراضيهم تغزو قوارب المهاجرين شبه الجزيرة.

  • مواطن من تطاون
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 13:47

    الدراسة وتلقي العلم والمعرفة.
    ان البحث عن الذاكرة الحضارية والحنين الى الفردوس المفقودين لعمري من أجمل الذكريات التي يحن اليهما كل من المغاربة الشماليين برمتهم – حيث ذكرتني أستاذي الجليل بفرقة أندروسان المرتحلة من الأندلس الى بلاد الريف قديما وكان الاعتقاد السائد لدى المغاربة جميعا أن الأندلسيين استقروا فقط في بعض المدن الشمالية مثل تطوان والشاون والعرائش والقصر الكبير ومنطقة اجبالة، كما يوجد بحث تاريخي جديد الذي أكد فيه أحد الباحثين المغاربة أن قرية أندلسية موجودة أيضا في غرب المغرب- ومجموعة من الاسبان المقيمين باسبانيا التي شرعت تنقب عن هويتها ووجذورها الثقافية والحضارية في داخل التراب الاسباني في الجنوب وانتمى بعضها للدين الاسلامي، فاذا أصلنا حضاريا وثقافيا وعززنا هذه الروابط بين أحفاد الأجداد فسنصل لا محالة الى مبتغانا ومقاصدنا المنشودة. وأقترح عليكم أستاذي الجليل أحدى الآليات الفعالة لبلوغ هذه الغاية هي تمتين العلاقات الأخوية والانسانية بين هذه الجيلين الفريدين وذلك من خلال تأسيس الجمعيات ينضم اليها أفراد هذين الجيلين حيث يكون التعارف والتواصل الانساني والثقافي هو الأصل واستذكار

  • أبو معتز
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 16:14

    مقال د. الخطابي مفيد جدا في تذكير المغاربة بالتعدد اللغوي والرفادي في بلادهم. هناك أيضا جمعيات ذات هوى إسباني مثل "جمعية أصدقاء لوركا"، و"حلقة أورتيغا إي غاسيت للفكر المغربي الإسباني"…وكلتاهما في تطاون . كما أن هناك مواقع رقمية مخصصة كليا للفكر الإسباني مثل "فلسفيات إسبانية" ناهيك عن الكم الهائل من المقالات والكتب الموضوعة والمترجمة التي لها عناية واضحة بالفكر والثقافة الإسبانيين. زمان الواحدية اللغوية، والاستبداد اللغوي الفرانكوفوني ولى إلى غير رجعة.

  • منا رشدي
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 21:01

    كلما زاد وعي الإسبان بضرورة التخلي عن " la corrida " كلما إزداد إقتناعهم بحتمية الجوار الجغرافي الذي يدعو إلى التعاون ومراعاة الإختلاف ونبذ التطاحن وزرع بذور الخلاف ! التخويف من ال " moros " أدى غرضه التاريخي وتوحدت إسبانيا بالبحت عن عدو خارجي يهدد أراضيهم ! لم تعد الحيلة تنطلي على الكاطلان ولا الباسكيين ! كحيلة ( " شارل مارتيل " يقضي على العرب في معركة بواتيي ) التي وحدت فرنسا دينيا وجغرافيا عبر تهميش حقوق البروتون والباسك والكرسيكيين والألزاس ) ! الشعوب نضجت ودخلنا جيلا جديدا من القوانين تزيد العلاقات الإنسانية إلتحاما ! أجدر بالكاتب الكريم أن لا يقرن الأمازيغية بالتوحش عند قوله " أمازيغية بربرية " ! فلم أسمع يوما إيطاليا ينعث ألمانيا بالبربري لا لشيء إلا لكون الإمبراطورية الرومانية أطلقت على الجرمان وصف برابرة ! كما سبق وأطلقتها على الأمازيغ لكونها شعوب ترفض الإستعمار ! عسكريا كان أو ناعما !!!!

  • مواطن من تطاون
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 21:18

    ما أنجزه الأجداد الأندلسيين في الأندلس والمغرب من منجزات عظيمة تفتخر بها الأجيال الحاضرة وتتمثلها كاحدى العناصر الدافعة الى بناء الغد الأفضل واقامة علاقات انسانية متينة بين الشمال والجنوب ، ويحضرني في هذا المقام أستاذي الجليل ما قام يه أحد علماء مدينة شفشاون الريسوني من خلق روابط أخوية متينة بين مسلمي أندلسيي المغرب وأندلسيي اسبانيا وذلك من خلال انشاء جمعية التي تنهض بربط العلاقات بين هذه الأجيال.
    وضمن الآليات الأخرى المقترحة التي لقيت نجاحا باهرا هي عمليات التوأمة بين المجموعات الحضرية أو بين المؤسسات التعليمية في كلا البلدين، وفي هذا الصدد أقترح تبادل الزيارات بين الأسر الأندلسية سواء المقيمة بالمغرب أو الأندلس باسبانيا لا سيما التي تحمل نسبا واحدا وتبادل البرامج بين المؤسسات التعليمية التي تحمل في طياتها انجازات أندلسية سواء كانت قديمة أو حديثة العهد، هذا فضلا عن التبادل الثقافي والعلمي بين الجامعات الأندلسية والمغربية التي تهتم بابداعات الأندلسيين العتيقة سواء كانت فكرية أو أدبية أو علمية.

  • hammouda lfezzioui
    الثلاثاء 11 غشت 2015 - 21:29

    ذ كر صاحب المقال مشكورا مثالا يردده الاسبان ''no hay moros en la costa''كناية على مثل دارج عندهم تلوكه السنة الاسبان يفيد بعدم وجود الخطر,على سواحلهم.''
    استاذي الكريم هناك كتاب وان غير صاحبه المثل الاسباني تحث عنوان:
    ''moros en la costa'' للكاتب الصحفي juan jose tellez تقديم للكاتب البرتغالي jose Saramago الحائز على جائزة نوبل ,منشورات
    editorial debate سنة 2001 .ويا ليته وجد مترجما له لتستفيد البلاد والعباد.وكم كان اسفي عميق لعدم تحرك وزارة الخارجية,او الجالية لترجمته.
    وانا اتصفح دفتي الكتاب,مرة يخيل لي انه مهاجر سري,ومرة انه صاحب زورق لنقل الحراكة,حتى اول من وطاءت قدميه ارض شبه الجزيرة من الحراكة,نجده موثقا فيه,اسمه,عند من اشتغل,من عدل له اوراق الاقامة,
    انه فعلا وثيقة تاريخية ,لكن من 426 صفحة ,افيقي يا وزارة بيرو.

  • ا.احمد الطريباق
    السبت 15 غشت 2015 - 16:36

    الى اﻻستاد الكريم صاحب المقال ،لقد قرات المقال والدي ادهشني وهو هل انت ناطق باسم اﻻسبان او اسباني او بوق ﻻسبانيا ؟ كل ما قرات وانت تدافع عن الثقافة ااﻻسبانية اكثر ما تدافع عن الثقافة العربية .الم تطرح السؤال هل اﻻسبان يتكلمون باللغة العربية مع العلم ان 80الف كلمة عربية موجدة في قاموسهم ومنقوشة في معالمهم التاريخية وحتى نشيدهم الوطني (اي موسقى بدون نشيد) ماخودة من مقطع ال55 الموسيقي . حضارتهم بدون حضارتنا العربية وتاريخهم بدون تاريخنت ﻻ يسايا شيئا .كما تتحدت عن سيرفانطيس اهل نسيت ابن المقفع وابن العربي وابن خلدون وووووووو .كم سيرفانطيس عند العرب قد عجز لسانك عن دكرهم
    واختم كﻻمي ب :" احتﻻل العقول ياتي باحتﻻل اﻻوطان "
    هم في حاجة الينا وليس نحن ….. يا استاد ،شرفتاريخك ولغتك يشرفانك والسﻻم

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 17

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة