المريزق: أنا يساري ملكي .. ولا علاقة لحركة "قادمون" بحزب العماري

المريزق: أنا يساري ملكي .. ولا علاقة لحركة "قادمون" بحزب العماري
الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 10:00

من المنتظر أن تعقد حركة “قادمون وقادرون”، يومي الجمعة والسبت الـ15 والـ16 من شهر دجنبر الجاري، مؤتمرها الأول بمدينة إفران.. ومنذ تأسيسها بنواحي تاونات من قبل المصطفى المريزق، ابن منطقة بني زروال، ومعه بعض الأشخاص، فلا تزال هذه الحركة تطرح على المتابع مجموعة من الأسئلة حول أهداف تأسيسها، وأدوارها في المجتمع، وعلاقتها بالأحزاب عامة، وبحزب الأصالة والمعاصرة بشكل خاص، وموقعها الإعرابي ضمن جملة من الأحزاب والجمعيات الناشطة بالمغرب.

في هذا الحوار، ينفي المصطفى المريزق، المؤسس الفعلي لهذه الحركة وعضو المكتب السياسي لحزب “البام”، أي علاقة للحركة بأي حزب مغربي، بما فيه حزب “البام”. كما أكد المريزق أن هذه الحركة الاجتماعية تضم مجموعة من الحساسيات السياسية التي يجمعها “ترشيد الفعل الاجتماعي بالمغرب”، عبر “تأطير وتفعيل دور النخب” لمواجهة التحديات المتنوعة التي تواجه المجتمع المغربي..

إليكم الحوار كاملا مع المصطفى المريزق.

كيف جاء التفكير في إنشاء حركة قادمون وقادرون؟

جوابا عن هذا السؤال أذكر بالسياق العام الذي جاءت فيه فكرة إنشاء هذه الحركة، وهنا لا بد أن نستحضر جملة الاحتجاجات ومطالب عموم الفئات الاجتماعية للشعب المغربي في الكرامة والعيش الكريم بشكل عام، وبعد تخلي الدولة عن دورها في العديد من المجالات والقطاعات الحيوية، ونظرا لما آلت إليه الأوضاع الاجتماعية بسبب السياسات الحكومية المتعاقبة… أُصبت بمعية ثلة من الفاعلين السياسيين والنقابيين والحقوقيين والأكاديميين، نساء ورجالا وشبابا، بخيبة أمل كبيرة، جعلتنا نعيد طرح العديد من الأّسئلة الجوهرية والحارقة لمواجهة الإحباط الذاتي، والبحث عن مقاربة جديدة للإجابة بكل تجرد عن الإشكالات الموضوعية التي تقف حدا مانعا للانتقال إلى المستقبل بوفاء ناضج وشجاعة مواطنة وجرأة سياسية قوية، وبناء صرح الدولة الاجتماعية.

هل تقصد أن هذه الحركة هي جواب عن بعض المطالب ذات الطابع الاجتماعي؟

أريد أن أؤكد أن حركة “قادمون وقادرون” خرجت من رحم الشعب، ونهضت من معاناة الجراح الطويلة، ومن دينامية إشعاعية وتنويرية للحركة في كل أقاليم المملكة وجهاتها وفي الخارج، منطلقة من مواقف تأسيسية واجتماعية نبيلة عبرت عنها الحركة في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي فشلت فيه العديد من التجارب على مستوى تحقيق أهدافها وتجديد نخبها وإعادة هيكلة تنظيماتها.

كما أن هذه الحركة جاءت كذلك من ذاكرة مشتركة، ومن تجارب متنوعة، استجابة لنداء الوطن وما يعانيه من حكرة ومن غياب رؤية مستقبلية. وهكذا، نعتبر قدومنا ضرورة نضالية وطنية لخلق نقاش مجتمعي هادئ ورصين حول خيرات البلد، وحول السلطة، وحول الريع والفساد الذي أصبح ينخر جسم المجتمع بكل فئاته ومؤسساته، ويقوي التضليل في العمل السياسي وفي المؤسسات التمثيلية. وباختصار، جاءت حركة “قادمون وقادرون” لجبر الضرر السياسي والاجتماعي، والمساهمة في إطلاق مسلسل المصالحة بين الفاعل السياسي والنقابي والمدني والثقافي وبين مكونات الشعب وتعبيراته.

لماذا رفعت حركتكم شعار قادمون وقادرون؟

حركة “قادمون وقادرون” تبنت مفهوما جديدا ومقاربة قاعدية على مستوى الشكل التنظيمي لوجودها والهياكل التنظيمية لفعلها.

أولا، على مستوى الشعار: اخترنا “قادمون وقادرون” شعارا مؤطرا لحركتنا على المدى البعيد، وهو الشعار الذي سيرافق مسيرتنا، وهو بالعربية والأمازيغية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية. نعم شعار خاص يحمل طموحنا المستقبلي، ويؤكد عزمنا على المضي قدما نحو المستقبل المنشود، برؤية مواطنة، من دون عنف مادي أو معنوي، ومن دون تنابز أو صراع ملغوم. ما يهمنا هو الترافع بكل قوة ومن داخل المؤسسات التي نوجد بها ومن خارجها، من أجل تأمين الماء والغذاء والتعليم والصحة والشغل والسكن والطرق للمغاربة.

ثانيا، على المستوى الإقليمي: تشكلت ما يقرب 20 جمعية في الداخل والخارج، وكل جمعية تحمل اسم المستقبل (تاونات المستقبل، فاس المستقبل، العرائش المستقبل… إلخ)، وهي مستقلة بذاتها على مستوى القانون الأساسي والقانون الداخلي ولا يربطها بالجمعيات الأخرى سوى الأهداف والطموح المشترك في تنفيذ المشاريع والبرامج المرتبط بسياسة القرب، والنزول عند كل الشرائح الاجتماعية من دون استثناء، للإنصات إليها والتفاعل الإيجابي مع قضاياها، من خلال هيئات موازية (هيئات الأطر والكفاءات، هيئة المساواة والمناصفة والنوع الاجتماعي، هيئة الشباب، هيئة الأندية الثقافية المواطنة، هيئة حقوق الإنسان والمواطنة، هيئة التربية والتعليم، هيئة البيئة والعدالة المناخية، هيئة التراث والعدالة اللغوية، هيئة التقييم والتتبع للسياسات العمومية، هيئة العلاقات مع المؤسسات الترابية، هيئة الأشخاص ذوي الإعاقة… إلخ)..

ثالثا، على المستوى الجهوي: بعد استكمال الهيكلة الإقليمية، ستتوحد الجمعيات الإقليمية في آلية جهوية تنظيمية جديدة تحمل اسم كل جهة (جمعية جهة فاس مكناس المستقبل، جمعية طنجة تطوان الحسيمة المستقبل، جمعية جهة…). والهدف هو توحيد الترافع على مستوى الجهات، والمشاركة في إنجاز مشاريع التنمية الجهوية، وتقييم أداء المؤسسات التمثيلية، وخلق بنيات الإشعاع المواطن، والتواصل مع الناس انطلاقا من خصوصيات الجهات المكونة للمملكة.

رابعا، على المستوى الوطني: المؤتمر سيسفر عن ميلاد جمعية جديدة اسمها “مغرب المستقبل”، للتعبير وطنيا ودوليا عن طموحات جمعيات الأقاليم والجهات، والتي ستشكلها ثلاث هيئات: الهيئة الوطنية، الهيئة التأسيسية والهيئة الاستشارية. أما “مغرب المستقبل”، فستضم نشطاء وفاعلين من الأقاليم والجهات والمنضوين تحت لواء جمعياتهم، بالإضافة إلى فعاليات وطنية من الداخل ومن مغاربة العالم، وشخصيات عمومية معروفة بعطائها في مجالات العلم والمعرفة والخبرة.

هذا العمل الذي قمتم به في التحرك في الأقاليم والجهات هو مجهود لا يمكن أن يقوم به فرد واحد، بمعنى هل لديكم علاقة بتنظيمات سياسية أو تنظيمات غير ظاهرة هي من تساعدكم؟

تعتبر حركة “قادمون وقادرون” حركة عابرة للأحزاب السياسية Trans-partis poltiques استطاعت، منذ ولادتها بجبالة بني زروال بإقليم تاونات، أن تعزز صفوها بأطر وكفاءات محلية، جهوية ووطنية، من مختلف التخصصات السوسيو- مهنية والأكاديمية والعلمية، وفاعلين سياسيين من مختلف الأحزاب السياسية، والحركات الاجتماعية والجمعيات المدنية، ومثقفين، وطلبة باحثين، وإعلاميين، ومواطنات ومواطنين مناضلات في قطاعات مختلفة.

أما ما يوحد كل هؤلاء هو أنهم قادمون وقادمات من الشتات السياسي والاجتماعي والمدني، في زمن أصبح كل واحد منا يعيش لنفسه ولعائلته، غير منسجم مع محيطه، غير متصالح مع ماضيه، وبداخله ﺇﻳﻘﺎﻉ جامد وشعارات غبية، ومحسوبية وزبونية حتى في تحمل المسؤولية.

هؤلاء قادمون وقادمات من ذاكرة النسيان، من ذاكرة الحلم المشترك الذي لم يتحقق بعد، جئنا كذلك لكي لا نتآكل، هروبا من الدسائس السياسية التي تكره الأطر والكفاءات، وتنشر الكراهية وحب الذات وجنون العظمة، وتسرق أحلام الناس بعد الكذب عليهم.

كما تعتبر قادمون وقادرون حركة اجتماعية، نابعة من القلق النقدي، ومن الرغبة في إنتاج معرفة جديدة لظواهر اجتماعية عامة، وكسر طوق الشوفينية والاصلاحية الفاسدة، وإعداد جيل جديد من الوطنيات والوطنيين لتحمل المسؤولية بعيدا عن القبلية والمحسوبية والزبونية والحزبية الضيقة، وبعيدا الصراعات الذاتية ونفي وجود الآخرين.

وتطمح حركة “قادمون وقادرون” إلى تحرير كل المناضلات والمناضلين من الاختناق التنظيمي، ومن ﺍﻟﻐﻤﻮﺽ السياسي، والإفلات من الأصنام وصناع الألم، من أجل استرجاع الشجاعة والجرأة والاحترام والحب، بعيدا عن منطق المذهب، الطريقة، الفرقة، القبيلة، العشيرة أو السلالة.. كما تقوم حركة “قادمون وقادرون” على مبادئ وقيم وخلاصات الحركات الاجتماعية العالمية، وأساسها العمل الجماعي التضامني القاعدي والانتشاري من أجل التغيير الاجتماعي..

أعيد السؤال، هل لديكم علاقة بحزب سياسي معين أو جهة معينة؟

حركة “قادمون وقادرون” حركة مستقلة بذاتها وغير تابعة لأي هيئة سياسية أو نقابية أو جمعوية. انتماؤها الوحيد هو للمجتمع وللشعب.. إنها حركة عابرة للأحزاب السياسية، وهنا تكمن استقلاليتها..

دعني أسألك بشكل صريح، ما علاقة حركتكم بحزب الأصالة والمعاصرة؟

يا عزيزي، لقد قلت لكم منذ البداية إن حركة “قادمون وقادرون” حركة اجتماعية غير تابعة لأي كان، وغير ولائية. إنها حركة عابرة لكل الأحزاب والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والنخب الثقافية والعلمية والأكاديمية المتنورة، وعابرة للشباب والنساء والطلبة.. جاءت من أجل النهوض بثقافة الحوار المجتمعي مع كل الأحزاب أولا، ومع كل المؤسسات العمومية والخصوصية، إلخ. وبالتالي، فلا علاقة لها بحزب الأصالة والمعاصرة، وإن كنت أنتمي إلى هذا الحزب، كما ينتمي رفاق لي داخل الحركة إلى أحزاب أخرى، وإلى تنظيمات مدنية، أو كما اختار آخرون الانتماء الأكاديمي أو الأمازيغي أو الحقوقي والمدني عموما.

أنت عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، هل دعمكم حزبك؟

عن أي دعم تتحدثون؟

أقصد الدعم المالي، طبعا؟

مباشرة بعد انتهاء المؤتمر، سأسلم إلى المؤسسات العمومية المختصة تقريرا ماليا دقيقا، يحمل هوية الداعمين للمؤتمر، لرفع أي لبس ولكي لا يتم التشويش علينا، ولترسيخ الشفافية في درب انطلاقتنا. وسيكون للمهتمين بشأننا الحق في الاطلاع على هذا التقرير.

في البداية، حملت جانبا من المسؤولية لما يقع في المغرب إلى الأحزاب، هل يمكن أن نفهم أن حركتكم هي بديل لـ”البام”؟

“قادمون وقادرون” ليست بديلا لأحد، هي رؤية جديدة للمستقبل، وأولوياتها ليست انتخابية، بل طليعة لكل مكونات الشعب المغربي دون تمييز. تراهن على خلق تيار مجتمعي عابر للأحزاب السياسية وللنقابات العمالية والمهنية من أجل المطالبة بالدولة الاجتماعية، تلك الدولة القوية القادرة على لعب دور التحكيم والتوازن بين الجميع، وليس تمكين أو تقوية طبقة أو شريحة أو فئة ضد أخرى. وهي (الدولة الاجتماعية) تلك الدولة التي تفرق بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية، وتحتكم للقانون وليس للنفوذ والأشخاص، مهما كانت صفتهم وقوتهم.

في مؤتمرنا التأسيسي، المزمع عقده أيام 15 و16 دجنبر الجاري بافران، سنعلن عن رزمانة من البدائل والاقتراحات التي ستظهر للعموم تميزنا وما جئنا به من جديد. إن اللحظة التاريخية التي نمر منها لحظة خطيرة جدا، لحظة تستدعي إعادة النظر في العديد من المسلمات. إنها لحظة تقديم البدائل والاقتراحات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

أفهم من كلامك أنكم طلقتم الحزب أو طلقكم؟

أتحدث هنا كفاعل اجتماعي عن إنضاج الحركة الاجتماعية في سياق نضالاتنا التي لم تتوقف، وفي سياق إشعاعنا المسترسل، باتجاه تصحيح السيطرة الفاسدة والمفسدة في المشهد السياسي المغربي عامة، انطلاقا من فكرة ورؤية إرادية في إنضاج شرط الثورة الهادئة وتعميم الوعي الممانع، والذي لا يمكن أن يكون وعيا مزيفا ومتنطعا.

ومن هذا المنطلق المتحرر من كل الضغوطات والاكراهات، لم تعد رؤيتنا منحصرة في الشرط السياسي التنظيمي؛ بل ستغدو ملائمة وضرورية لمواجهة كل متطلبات التغيير من خلال تحقيق أهداف حركتنا. إن الحركة تريد أن تكون مشتلا ومدرسة للتربية على العمل السياسي النظيف، وإعادة التكوين في مجالات ماهية الانتماء السياسي، وشروط الوجود الحزبي بعيدا عن الهوية المتفردة، وتجديد آليات العمل التنظيمي على ضوء ما يحدث من حولنا من صراعات جديدة حول الثقافات و”الحضارات” والتنوع الإثني أو المهن أو اللغة أو الآداب أو العلوم أو الموسيقى أو الأخلاقيات أو السياسة أو الاقتصاد.

ما أهداف الحركة على وجه التحديد؟

من بين الأهداف العامة التي يتوخاها مشروعنا على المدى البعيد أو على المديين المتوسط والقريب، نذكر:

ضمان العدالة المجالية والاجتماعية، بما تضمنه من مساواة وحقوق الإنسان وتوزيع عادل للثروات والسلط، والحق في الإنصاف المجالي عبر التدبير الأمثل للأراضي السلالية وتمكين ذوي الحقوق من تملكها، وتمكين عالية الأنهار من المياه لأنها تنبع من أراضيها، والاستفادة من عائدات المناجم، إلخ، وعيا منا بأن التوزيع غير العادل للخيرات يؤدي إلى توزيع غير عادل للسلط؛

وضمان التنمية الاقتصادية القائمة على سياسات اجتماعية مستدامة، وعلى النمو المتكافئ بين المناطق والجهات، الهادف إلى تحسين أوضاع المناطق المهمشة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وبيئيا؛

ضمان الديمقراطية التشاركية بما يحقق لساكنة كل أقاليم المملكة مواطنتهم، ويضمن دورهم في اتخاذ كل القرارات التي تعني تدبير وتسيير مجالهم الجغرافي والإداري؛

ضمان تنمية اجتماعية وثقافية ورياضية، لكل شباب المناطق المغربية، وصيانة الموروث التاريخي الهوياتي والثقافي والاهتمام به، وحفظه وتطويره، والعناية اللازمة بقطاع التعليم، وتوفير التغطية الصحية للسكان، والسكن اللائق للأسر الفقيرة والمحرومة، وتوفير الشغل للعاطلين، والاعتناء بالأفراد ذوي الإعاقة، وبكل الطاقات المعطلة وتشجيعها على الخلق والابتكار والإبداع والتعاون.

كيف ستعملون على تحقيق هذه الأهداف؟

أولا، معركتنا ستكون في البداية من أجل خلق “كتلة اجتماعية” من تيارات ومشارب (ضحايا الاستبداد في العمل الحكومي وداخل الأحزاب والمنظمات المركزية البيروقاطية). إن هذه المعركة تتطلب تحويلا ثوريا للذهنيات الاجتماعية، بما يستلزم ذلك من تحويل موازين القوى على مستوى الرأي العام.

ثانيا، إشاعة روح التسامح والتعايش بين مكونات “الكتلة الاجتماعية” من أجل تجاوز مرحلة ما بعد تعثر الانتقال الديمقراطي، والعمل الجماعي على مشاريع شعبية ومواطنة لإنقاذ الوطن، والتعاطي مع التحديات والاكراهات بمنطق “واجبات وحقوق المواطنة يجب أن تسري على الجمع”.. على الأغنياء والفقراء..

ثالثا، فتح حوار جدي ومسؤول مع كل الأحزاب السياسية والنقابات، والمؤسستين التشريعيتين والحكومة ومختلف البنيات الترابية والإدارية على الصعيد الوطني، والموضوع سيكون مخرجات أوراش المؤتمر التأسيسي.

لن تفرقوا بين أحزاب وأحزاب؟

سنلتقي بكل الأحزاب، من دون استثناء أو عقد. إن قواعد تأسيس مشروعنا لا تفرق بين “أقطاب مهيمنة” أو أقطاب سائدة” أو “أقطاب تاريخية”. المغاربة سئموا كل شيء وفقدوا الثقة في الجميع، ومطلبهم الوحيد اليوم مغرب جديد، والجواب بالنسبة إلينا هو مطلب الدولة الاجتماعية، في ظل دولة قوية بمؤسساتها (المؤسسة الملكية والمؤسسة التشريعية والمؤسسة التنفيذية والمؤسسة القضائية)؛ لأن دولة قوية تعني جهات قوية ومجالس ترابية قوية وإدارة قوية، وبالتالي ستكون دولة للحوار وليس دولة متسلطة، لغتها القمع والتنكيل والمحاكمات الصورية، وإعادة إنتاج سنوات الجمر والرصاص.

إن طبيعة الحقل المؤسسي الذي استوعبه المجتمع المغربي بات مسكونا بالتعفن والفساد والريع، وعلينا فتح نقاش موضوعي جدي ومسؤول مع الجميع لمعرفة أولويات التغيير؛ لأننا سئمنا من التشخيص وإلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك، وتحميل المسؤولية لفلان أو فلان. بالنسبة إلينا في حركة “قادمون وقادرون” نريد طرح البدائل والاشتغال عليها مع الناس وليس مع ذواتنا، أو في مواسم الأعياد والزوايا والانتخابات. المغاربة يدركون اليوم جيدا كيف يصل الناس إلى البرلمان ويهجرونه بعد ذلك، ولا يحضر الكثير منهم إلا يوم يحضر الملك. وهذا عار على جبين كل الأحزاب السياسية، التي تسمح ببقاء هؤلاء البرلمانيين في صفوفها.

وماذا عن العلاقة بالملكية؟

سبق لي أن عبرت عن مواقفي من صلاحيات المؤسسة الملكية من خلال المقتضيات الدستورية، وأقولها جهرا: أنا يساري ملكي، على غرار اليساريين الموجودين في البلدان التي تعمر فيها الملكية منذ قرون من الزمن، بخصوصياتها المعروفة.

‫تعليقات الزوار

24
  • hamzaui
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 10:38

    على غرار حركة من اجل كل الدمقراطيين هاهو يطل علينا الاستاذ المريزق حركة قادمون وقادرون يقول يساري بعدما كن يمين ويسار (الاصالة والمعاصرة) ضاع المغرب في الشعارات الجوفاء وعجزتم عن الاجابة عن اشكالات الواقع .
    المغاربة سيلتفون من كان معهم صادقا فقط

  • باعروب
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 10:42

    قلبت في جميع دفاتري وكتبي وفي جميع المناجيد القديمة منها والحديثة عن معنى " يساري ملكي" فلم اجد اي معنى لهدا المصطلح . اخبرونا رحمكم الله عن دلالة هدا المصطلح الجديد .

  • ahmad
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 10:43

    خطة جديدة لتقويض اليسار بعد تحطيم البيجيدي من الداخل، عاشت ديموقراطية الدواوي.

  • عبدالله
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 10:46

    نسخة معدلة من الحركة التي أسسها الهمة قبل ان تتحول الى حزب الاصالة والمعاصرة بعدما تبين للدولة فشل الحزب المذكور بدأت بتاسيس دكان جديد فنحن ليس اغبياء فكيف لحركة ظهرت بسرعة البرق في جميع ربوع المملكة و خارج المغرب أنا فاعل جمعوي واعرف صعوبة تأسيس جمعية واحدة وما تتطلبه من مجهود وانا اعرف شخصيا بعض أعضاء البام الدين اسسو بعض الفروع لهده الحركة في الدار البيضاء المهم كفانا مسرحيات فالدولة والأحزاب لم تستطيع تأطير المواطنين وهدا ما أظهره حراك الريف و زاكورة وووو بدأت تبحث عن من يملاء الفراغ

  • mohcine
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:04

    !Quelle magnifique symbiose et quelle hypocrisie comme si Lenine ou trotsky flirtait avec NICOLAS II .les gauchistes, les vrais se retournent dans leur tombes les pauvres.

  • rayaneyahya
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:11

    je ne veux pas vous contredire monsieur ,mais comment une personne peut être sous le soleil et dans l'ombre à la fois.N'oubliez pas monsieur qu'il s'agit de pensées et de principes.On ne peut pas basculer nos idées à la vitesse d'éclaire et dire voilà mes idées avec le parti et voilà mes idées avec le mouvement.

  • Moha le fou
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:32

    هل الوطن في حاجة الى حركة اخرى؟الوطن في حاجة بسيطة تتمثل في ما يلي :
    اولا : كل مواطن يجب عليه معرفة حقوقه وواجباته حق المعرفة
    2- ان الوطن لا يمكن ان يتقدم ما دام المرء لا يحب الأخر ويحترمه ويعي ان وجوده مزتبط بالأخر
    3- ان يتسم الغني بالقناعة في المال.لا يمكن ان يطلب الغني من الفقير البقاء على هذا الوضع اي الفقر.
    4- ان يدرك الجميع ان الوطن هو بمثابة سفينة الكل راكب فيها وهي وسط محيط هائج او هادئ لا يهم الكل ينتظر الوصول في سلام.
    5- يجب على الجميع التخلي عن انانيته .
    اما مثل هذه الحركة وغيرها لا يجدي نفعا.واهدافها معروفة لا تختلف عن سابقاتها : النتخابات واستمالة اصوات بعض الغفلين من الفقراء والاميين لا غير .
    المطلوب الان والضروري هو اصلاع التعليم.لن نتقدم ابدا في ظل تعليم فاسد متأزم.toute réforme ou innovation dans un système corompu est voué à l'échec.
    3-

  • prof de taounat
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:36

    salut tout le monde. avant tout il faut respecter le point de vue de l autre . on peut critiquer c est facile mais donner des solutions dificile et le plus dificiler c est de les pratiquer comme on dit sur terre. je vous encourage mr mrizak. et ce qui m intersse dans tout ca , c est d assurer un enseignement au niveau a tous les marocains en particulier dans la region de taounat dont je peux intervenir et donner un peu ce que m ont donné mes profs à ghafsai . c est sujet qui m interesse bcp surtout c est mon domaine .je vous contacte . bon courage .u

  • X combattant
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:55

    être gochiste et royaliste c'est incompréhensible
    c'est à dire être contre et pour en même temps
    En clair pour que tu arrives à tes fins tu dois avoir deux faces comme une pièce de monnaie

  • حسن
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:58

    "حركة قادمون وقادرون".أعرف جيدا ماذا تقصدون بكلمة قادمون:يعني قادمون الى المناصب والامتيازات .لكنني لم أستوعب كلمة "قادرون".هل من شرح لهذا المصطلح من فضلكم وشكرا

  • شقلوب
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 11:58

    فكرني فمحمود عبد العزيز فواحد الفلم
    فاش شدوه مع الشيوعين والاخوان
    وسولوه اشنو الانتماء ديالك قاليهم انا من الاخوان الشيوعيون

  • العفوو
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 12:01

    ها عار الله أقضوا الغرض بالموجود من الأحزاب و الجمعيات ،يكفي يكفي.

  • yaaaaaaaaaaaadriss
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 12:05

    نموذج من نماذج ما يسمى زورا وبهتانا نخبة مثقفة ، اصبحت تبدع في مصطلحات الوصولية ، "يساري ملكي " لا يوجد إلا في مخيلة سكان الدرك الأسفل من الحضارة

  • abdallah
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 12:50

    فيِ قاَموس الإستِحْمار، تُلْغىَ المَبادِئ ، فَالغَايَة تُبَرِّرالوَسيِلة …….

  • assez ,c'est trop
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 13:00

    la monarchie est toute marocaine,historique,il y a très longtemps que la question ne se pose plus,
    pourquoi dire que vous êtes de gauche et monarchiste,du superflu ,
    même votre chef du PAM, parti crée par le makhzen était de gauche et finalement il est chef du PAM,
    au rythme de création de partis et d'associations,les marocains les rejettent,
    le parti pijidi,parti des obscurantistes islamistes est aujourd'hui nu comme un ver,,
    quatre partis suffisent: droite, centre droit, centre gauche, gauche,
    la multitude de partis est un vrai danger pour la stabilité à la naissance de la démocratie

  • البرجراجي
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 13:47

    عرف المغرب مجموعة من التنظمات قبل الاستقلال وبعد الاستقلال الى حدنا هذا لكن اهم من ذلك اريد ان اقول لحركة قادمون وقادرون نحن نامن بالتنظيمات الجديدة والافكار الجديدة من اصلاح جزئي مع العلم الاصلاح الكل يعتبر من المستحيلات السبع .
    على اين نامل من هته الحركة المستقبل المشرق و اقول لكل من انتقد انتقادا غير بناء لا داعي لذلك لكن رغم ذلك اريد ان اوجه اشارة لحركة قادمون وقادرون واقول لهم ان عملتم على حد قولكم فانكم جزء من المجتمع ولن تنال الى معملتم وحظ موفق .

  • Essafi mbarek
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 14:54

    تحية اجلال للمناضلين كانوا يساريين او وسطيين او يمينيين…كل اولءك الدين قاموا ضد النظام لا لشيء سوى ان يكون المغرب من احسن البلدان فمنهم من قضىى تحت التعديب ليس له هدف تحقيق رياسة او ترسيم لغة…بل فقط ان يعيش كل المغاربة في كامل الكرامة…

  • البيضاوي
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 15:12

    " يساري ملكي " هل يمكن أن يكون الماركسي ليبيرالي ؟ هل يمكن الشيوعي رأسمالي ؟ هل يمكن لروسي أن يصبح أمريكي ؟ هل يمكن لبنكيران أن يتحول إلى بامي ؟ ما هذا الضحك على المغاربة سبق ل " حركة لكل الديمقراطيين " التي أسسها الهمة أن ظهرت كحركة لا سياسية ومع اقتراب الانتخابات تحولت بقدرة قادر إلى حزب سياسي لمواجهة الإسلاميين كما قال العماري في بعض خطبه حركة " قادمون وقادرون" قادمون لماذا وقادرون على ماذا ؟ هل المريزق قادم بحركته هذه بعصا سحرية لرفع المغرب من العالم الثالث إلى العالم الأول هل حركة المريزق قادرة على إخراج المغاربة من الفقر والبطالة والتحليق بهم إلى الرفاهية ؟ قادمون تمهيدا لحزب جديد وقادرون على الدخول إلى البرلمان يساري ملكي على مر التاريخ لم نسمع عن " يساري ملكي" اليد الواحدة لا تصفق بل – تصرفق – إما يساري أو ملكي هل فهمت ما اقصد

  • مصطفى لوليشكي
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 15:24

    الأحزاب والأحزاب المغربية لا يمكن أن تكون ديمقراطية شكلا ومضمونا لأن الدولة غير مبنية على المؤسسات وإنما على الأفراد وبالتالي تباع وتشترى الرقاب والذمم لمن بيده الحكم.

  • mazisse
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 17:06

    pour l'auteur du commentaire 11 c'est adil imam qui a joué dans ce film et non pas mahmoud abdelaziz
    a si chaqloub ola maqloub

  • مغربي حر
    الأربعاء 13 دجنبر 2017 - 20:16

    عندما يشتد الخناق على العماري الذي حول البام الى ضيعة ريفية، يختار التمويه عن طريق مهرجانات مثل تويزا في طنجة أو نشاط جمعوي في منطقة بعيدة يكون المنظم فيها لا ينتمي لمنطقة الريف، كي يصدق المتتبعون أن الحبل السري للنشاط غير مرتبط بالبام، وأن قياديوا البام يعملون لصالح الوطن من مواقع مختلفة…….لكن مع الاسف فان الاعيب العماري مكشوفة للعيان، اما المريزق فكلامه لا يعتد به فهو تحصيل حاصل

  • جليل نور
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 01:16

    التعليق 2 – با عروب ، سأحاول الإجابة على سؤالك المهم. عموما انقسم اليسار الإشتراكي الأوروبي تاريخيا منذ ظهور "البيان الشيوعي" – إلى حركتين رئيسيتين، وخاصة بعد تأسيس الأممية العمالية الثانية: اتجاه شيوعي مثّله الإتجاه الثوري الماركسي (سيتبلورلاحقا كحركة ماركسية-لينينية مع ثورة أكتوبر الروسية) و اتجاه إشتراكي سيأخذ هوية عمالية إصلاحية و ستمثله الأحزاب الإشتراكية- الديمقراطية (في مقابل الأحزاب الشيوعية الثورية)..الإشتراكية-الديمقراطية تبنت الديمقراطية النيابية في البلد المتواجدة فيه و أصبحت من القوى الأساسية المكونة للنظام السياسي القائم سواء كان ملكية أو جمهورية، مع احتفاظها بكونها أحزابا يسارية تدافع عن مصالح العمال السياسية بالإعتماد على النقابات في الدفاع عن مصالحها الإقتصادية و الإجتماعية..لاحقا قامت الأحزاب الشيوعية بالإنخراط في العمل السياسي النيابي، رغم أنها قامت أصلا على أساس إستبدال الديمقراطية البرجوازية (التي ليست في رأيها إلا أداة لدكتاتورية البرجوازية ) ب"ديمقراطية عمالية" تمثل الشعب حقا تحت مسمى "دكتاتورية البروليتاريا"..يتبع

  • علي الكبير
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 01:16

    كل مشروع مجتمعي اصلاحي يستهدف كل المجالا ت السياسية والا قتصادية التنموية يجب ان يرتكز على اسس تاريخية وثقافية لذ لك المجتمع ليؤسس لنظريات جديدة تستوعب الحاضر والستقبل بكل ثقة وامانة في اطار عقلاني وتنظيمي ويدرك التحولات العالمية بل العولمية . أود لو استدعيت للمشاركة .

  • جليل نور
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 01:49

    تتمة…هذا ما يفسر اليوم وجود يسار يقبل النظام الملكي في بعض الدول الأوروبية وإن كان في إمكانه في نفس الوقت أن يكون "جمهوريا" بمعنى أن يدعو بكل حرية وبطريقة سلمية إلى التخلي عن النظام الملكي..يبقى اليسار مع ذلك جمهوري الهوى و يكاد يستحيل أن تجده يدعو إلى الملكية أو يناهضها ما دامت تسود ولا تحكم..لحسن حظ اليسارالأوروبي أن النظام الجمهوري و النظام الملكي لهما قاسم أساسي مشترك وهو الديمقراطية البرلمانية بدستورها الأسمى الذي تخضع لجميع طبقات المجتمع بدءً من رئيس الجمهورية أو الملك..كل هذا يجعل اتخاذ صفة "يساري ملكي" أو "يساري جمهوري" من نافلة القول في حال توفرت الدمقراطية فعلا نظاما و قيما وعدالة إجتماعية..و لأن هذه الشروط غير متوفرة في بلادنا فمن حق أي كان أن يدعي أنه "يساري ملكي" ولن ينازعه في هذا الإدعاء إلا قلة قليلة من اليساريين..ذات يوم صرح الراحل الحسن الثاني للصحافة ، في إشارة إلى الراحل علي يعتة، أنه لدينا في هذا البلد شيوعيين ملكيين..و كذلك كان!

صوت وصورة
تشجيع الشباب على المشاريع الفلاحية
الإثنين 25 مارس 2024 - 12:11

تشجيع الشباب على المشاريع الفلاحية

صوت وصورة
شاطئ الرباط في حلة جديدة
الإثنين 25 مارس 2024 - 00:30

شاطئ الرباط في حلة جديدة

صوت وصورة
خارجون عن القانون | قتل أخوين
الأحد 24 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | قتل أخوين

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | صمود أندلسي
الأحد 24 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | صمود أندلسي

صوت وصورة
كاريزما | محمد الريفي
الأحد 24 مارس 2024 - 22:30

كاريزما | محمد الريفي

صوت وصورة
ملهمون | لم يفت الأوان
الأحد 24 مارس 2024 - 22:00

ملهمون | لم يفت الأوان