الهدْم يعصف بفضاءات ثقافية .. مسرح مكناس وسينما سلا "في مهب الريح"

الهدْم يعصف بفضاءات ثقافية .. مسرح مكناس وسينما سلا "في مهب الريح"
صور: هسبريس
السبت 16 أكتوبر 2021 - 00:00

تتسم علاقة بعض المجالس الجماعية في المغرب مع الثقافة بمفارقة صارخة، ففيما تتعالى الأصوات المنادية بإيلاء الفعل الثقافي مزيدا من الاهتمام، لما له من دور رئيسي في التنشئة الاجتماعية، وحتى على الصعيد الاقتصادي، لما تدرّه الأنشطة الثقافية والسياحية الثقافة من عائدات مادية مهمة، تكرّس الإجهاز على المؤسسات الثقافية بشكل لافت خلال الأيام الأخيرة.

وفي هذا الصدد جرى هدم سينما أوبرا بسلا، التي ظلت مُغلقة منذ سنوات، وهُدم جزء كبير من مسرح الهواء الطلق الحبول بمدينة مكناس، وبدأت أشغال تشييد أكشاك أمام قصر عين أسردون ببني ملال، قبل أن يتم إيقافها بعد احتجاج فعاليات من المدينة.

ويأتي هدم مسرح الحبول بمكناس وسينما أوبرا بسلا بعد أسابيع قليلة فقط من صدور التقرير الختامي للجنة الملكية المكلفة بالنموذج التنموي الجديد، التي أوْلت أهمية بارزة للثقافة، إذ شددت على أنها شرط ضروري لبناء مجتمع ديمقراطي، علاوة على كونها رافعة أساسية للتنمية.

وغداة عملية التدمير التي طالت أجزاء مهمة من مسرح الحبول بمكناس، أصدرت فعاليات ثقافية بالمدينة نداء طالبت فيه بفتح تحقيق لتحديد المسؤولية “في ارتكاب هذه الجريمة في حق مكناس ومؤسساتها الثقافية”.

وجاء في “نداء مكناس من أجل الحفاظ على معالمنا التاريخية” أن مسرح الهواء الطلق الحبول له قيمة تاريخية جد كبيرة بحكم موقعه في قلب العاصمة الإسماعيلية، فضلا عن قيمته المعمارية، وارتباطه الوجداني بتاريخ مكناس المعاصر.

وفي وقت يروج حديث عن تجهيز المسرح المذكور، الذي احتضن العديد من التظاهرات الثقافية والفنية والمسرحية، آخرها العروض الموسيقية لمهرجان وليلي الدولي، بأجهزة الصوت والصورة، فوجئت الفعاليات الثقافية في مكناس بتدميره.

وذكر “نداء مكناس من أجل الحفاظ على معالمنا التاريخية” أنّ المسرح ذا التصميم الشبيه بالمسارح الرومانية، الواقع داخل حديقة الحبول في قلب مكناس، تعرّضت جلّ مدرّجاته للهدم، بينما زُرعت في المدرجات الخلفية بعض النباتات، كما اختفت غرفة التحكّم التقني (régie).

وطالبت الجهة ذاتها جماعة مكناس بإعادة مسرح الحبول إلى الوضعية التي كان عليها قبل عملية التدمير، مع الحفاظ على شكله الأصلي كبناية لها قيمة تاريخية ومعمارية وتقوم بأدوار جد مهمة في التنشيط الثقافي والفني.

المصير نفسه الذي لقيَه مسرح الهواء الطلق الحبول بمكناس طال أيضا سينما “أوبرا” الواقعة في حي تبريكت بسلا، التي سُوّيت بالأرض، بعد أن ظلت عُرضة للنسيان ومأوى للمشردين طيلة سنين. وحُجبت الأنقاض التي خلفتها عملية الهدم بغطاء أسود يعكس واقع الإهمال الذي يطال عددا من المؤسسات الثقافية في البلاد.

ويرجع إقبار المجالس الجماعية للمؤسسات الثقافية، حسب رأي المخرج المسرحي بوسلهام الضعيف، إلى عامل أساسي، وهو أن “المضاربة العقارية أصبحت لها سلطة أقوى على المجال الثقافي، إذ يَميل المنتخبون إلى فسح المجال أمام المنعشين العقاريين لإنشاء مشاريع خاصة على أنقاض مؤسسات ثقافية، دون إيلاء اعتبار لرمزيتها”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “مسيّري الشأن المحلي قد لا يحتاجون في حالاتٍ إلى تشييد مؤسسات ثقافية جديدة، بل إلى استغلال فضاءات ثقافية مُتاحة، لكنها غير مستغلّة، من أجل تنشيط ثقافة القرب، مثل عرض مسرحيات، وأمسيات شعرية، ولقاءات مع الكتاب، وغيرها…”.

‫تعليقات الزوار

12
  • علي
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 00:15

    انا شخصيا لا تهمني لا المسارح ولا دور السينما ولم يسبق ان ولجتها ولا التقافة ولا الغناء ولا الافلام ولا المهرجانات المهم ما يهدموش غير المساجد والمدارس والمستشفيات
    الفن والغناء لا اهمية له

  • عبيدة بن الجراح
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 00:37

    رحم الله ابا الفنون والشاشة الفضية وانا لله وانا اليه راجعون ورزق الفن بالصبر والسلوان على مصابه الجلل

  • صراع الأجيال
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 00:38

    * إن بعض الناس يتمسكون بالماضي ، يحنون إليه ، و يعتبرونه زمناً جميلاً ، ليس مثل الزمن

    الذي نعيشه و يصفونه بالمسخ . فلا يؤمنون بحتمية التغيير في كل شيء من طبيعة و عادات

    و تقاليد ، و لا يمكن مقارنة عصر بغيره .

    ** إذا إعتبرنا أن ما عشناه كله جمال ، فماذا ستقول عنا الأجيال التي سبقتنا ؟ و هل بقي

    لقاعات السينما و المسارح نفس الدور الذي كان من قبل ، حتى نحافظ عليها ؟ إن البكاء

    على الأطلال ناتج عن صراع الأجيال . كأن الله خلق البشر من زمان ، ليتوقف تطوره

    عند النقطة و المرحلة التي نريدها نحن . فلو لم يكن التغيير ، لن يكون التاريخ ، كفى

    من التباكي و العويل . فالله أعلم بمقبل الأيام ، كيف ستكون البشرية .

  • مول طايب و هاري
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 00:42

    أما ماشي مع الهدم و لكن الشباب ما بقاش عنده ذوق… كلشي ممسوخ، العار إلى كان الواحد غير ال آدم…
    الله ييتر و صافي!!

  • محمد المحمودي
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 01:57

    بالنسبة لدور السينما أصبحت غير مربحة. ملاكها في مصلحتهم تغيير مجال نشاط استغلالها. و يمكن للدولة الحفاظ على بعض هذه الدور باقتنائها و تسييرها من طرف مصالح الوزارة المكلفة بالثقافة.

  • سعيد عبد الله
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 02:26

    الهدم المسرح ماشي هو المشكلة المشكيل هو انهوم مغديش يعاوضوه بشي حاجة ترجع على البلاد. والناس بالخير حيت هومة كيعرفو غير اهدمو

  • med
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 02:32

    كل ما هو ضعيف فهو مؤقت حتى لو سد قابل للزوال او التغيير او التجديد او الترميم فلا شئ في ذلك اذا لم يستغل ويبقى وكر للمشردين والنفايات، اما المآثر التاريخية التي لها قرون فهي تحمي نفسها ويجب الاعتناء بها

  • علال الدلو
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 06:02

    شكون هما هاد المثقفين؟ شكون هما لي باغيين تبقى سينما الملكي وابلو واطلس ومنديال؟ شنو دارت هاد السينيمات ؟ علمو دراري الكيف فةسط القاعة… علموهم ممارسة الجنس في زاوايا قاعة العرض…كان الشراب دياير تيتفرق بالكيسان فيهم… الله يعفو على مكناس من دوك لي واكلين الثقافة بها ….الله يعفو عليها من ثقافة الضعق ةالتشعكيك الخاوي …الله يعفو عيلها من آكلي فلوس الدولة والدعم …سيرو تخباو وتصورو احسن ليكم ….راه هاد السينيما ديال ماليهم الله يعفو عيكم من تخبيا وراء الماضي وكان ابوك رجلا صالحا عيش في الظل

  • omar
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 06:28

    كان من المكن تحويلها إلى مكتبات ودور الشباب و قاعات للمؤتمرات و الندوات لكن الطاشرونة هم الذي يقررون في البلاد

  • الشرقاوي
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 10:18

    لقد حضرت أواخر الستينات لأول عرض لفلمين على شاشة سينما لوبيرا بسلا بصحبة ابوايا و اخواي ثم داومت عليها سنينا مع اصدقائي في السبعينات، فكانت لحظات ممتعة لا تنسى و نوافذ اكتشفنا عبرها ثقافات و معالم و تعرفنا عبرها على أحداث و افكار في غياب وسائل التواصل المرئي و نذرة او غلاء الكتب و المجلات… خلافا لما نشهده اليوم من كثرة المعلومات إلى حد التضخم و البطنة.

  • عبده/ الرباط
    السبت 16 أكتوبر 2021 - 12:19

    يجب أن نلوم أنفسنا أولا فالمواطنون هم الذين انتخبوا هذه الجماعات المحلية…. فعندما يقومون بالهدم لا يستشيرون من انتخبهم

  • ماذا كان ما قبل قبل مكناس ؟
    الأحد 17 أكتوبر 2021 - 00:39

    * أي إنسان كان ، حسب حالته الصحية ، قد يلجأ إلى زراعة بعض الأعضاء دخيلة عليه ،

    كما أنه قد يضطر إلى بتر بعض أعضائه ليستمر في الحياة ، و نحن من جهتنا نبارك له

    نجاح العملية و ندعو له بالشفاء العاجل و طول العمر ونواسيه ، بينما نقيم الدنيا و لا نقعدها ،

    و لا تكفينا فوطات و مناديل لتجفيف دموعنا من أجل زوال حائط ، كأن الله خلق الكون من

    أجل تلك المعلمة . معلمة ربما أنشئت على أنقاض معلمة سابقة ربما كانت أحسن من هذه .

    يعلم الله بتاريخ الكون ، فماذا كان ما قبل قبل مكناس ؟

    ** هذا يذكرني بشيئين : أولهما الشيعة يخلدون كل يوم ذكرى مقتل أحد أئمتهم ، كأنهم هم

    الوحيدون الذين ماتوا أو قتلوا ، و ثانيهما أننا بتباكينا على الأطلال قد يرجعنا إلى الأصل

    الذي لم نقدر نسيانه ألا و هو عبادة الأوتان . و الغريب العجيب فينا ، أن بعضنا ليبين

    للآخرين أنه من السكان الأصليين للمنطقة بمعرفته جيداً للمعلمة فيتباهى و يفتخر .

    في الحقيقة الإنسان كائن غريب الأطوار . فأحيانا يضحك و أحيانا يبكي من أجل لا شيء .

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس