الوردي ينُسِّق مع "ماتقيش ولدي" لحماية أطفال المغرب

قال وزير الصحة الحسين الوردي، يوم الجمعة، إن “ظاهرة الاعتداءَات على الأطفال قديمة وشائعة في كل المجتمعات، لكن لم يُعترف بها إلا مؤخرا، وأنه من الصعب التوصل إلى العدد الحقيقي لحالات الاعتداءَات، لأن غالبيتها يقع داخل الأسرة حيث مكان العنف هو المنزل، وكذلك لعدم إدراك الطفل للعنف الممارس عليه ولخوفه”.

الوردي الذي كان يتحدث بأحد فنادق أكادير بمناسبة توقيع شراكة تعاون بين وزارة الصّحة وجمعية “ماتقيش ولدي”، أكّد أن “الحكومة المغربية ووزارة الصحة منخرطتان في صيرورة حماية الأطفال ضد كل أشكال العنف، بالتنسيق مع كل القطاعات التي تُعنى بالطفل”.

وأضاف نفس المتحدث أن وزارته “خلقت 96 وحدة للتكفل بالأطفال ضحايا العنف بالمراكز الاستشفائية الإقليمية والجهوية وكذلك الجامعية”، كما أقر في معرض حديثه أن ” كل هذه الوحدات لا تشتغل كلها حسب ما نأمله وما نصبو إليه”، مضيفا أن هذه الوحدات ” تتدخّل لأجل تقديم العلاج للأطفال الضحايا بأسلوب علمي ومنهجي، وعلاج المضاعفات الناتجة عن الاعتداء. وقد تكفلت المستشيات العمومية بأزيد من 1067 حالة عنف على الأطفال منذ بداية 2014″.

وأكد وزير الصحة أن “هذه الجهود التي تبذلها الوزارة في هذا المجال، وَجَب تتميمها بالانفتاح على جمعيات المجتمع المدني، وضرورة إشراكه كما ينص على ذلك الفصل 12 من دستور المملكة، ومن هنا جاء توقيع هذه الاتفاقية بين وزارة الصحة ومنظمة ماتقيش ولدي التي تعتبر رائدة في الميدان منذ 2004 وبأنها أول من دق ناقوس الخطر تجاه العنف الجنسي على الأطفال”.

وتأتي هذه الاتفاقية المبرمة بين الطرفين بحسب الوردي ” للسهر على التوعية لمنع حدوث حالات عنف جديدة، ومواكبة الحالات داخل المؤسسات الصحية، وتوفير علاج استعجالي والحد من التأثيرات النفسية للاعتداء، والقيام بتدابير التوعية والتحسيس وترجمة هذه الشراكة ميدانيا”.

من جهتها أشادت نجاة أنور رئيسة منظمة ماتقيش ولدي بمناسبة توقيع هذه الاتفاقية بتجاوب وزير الصحة، واصفة إياه بـ”المناضل الشريف الذي بصم العمل الحكومي”. مضفية أن الغاية من هذه الشراكة هي ” الاستفادة من إمكانيات المستشفيات الوطنية، ومن الخلايا المؤسسة بها لمواجهة العنف ضد الأطفال والنساء”.

ذات المتحدثة استطردت بأن ” الواقع يزداد قتامة، مع بروز جرائم شرسة، كضحية بير الجديد ذات السنتين، وكذلك الطفل الذي اختار الارتماء من علو الطابق الثالث على أن يُغتصَبَ”.

ولم تُخفِ رئيسة ماتقيش ولدي رغبتها في عقد شراكات مستقبلية مع وزارة العدل ووزارة التربية الوطنية والسياحة والشبيبة والرياضة لتظافر الجهود لمواجهة ظاهرة الإعتداءَات الجنسية على الأطفال.