خصصت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الاربعاء أبرز تعاليقها للحصيلة السياسية للولاية الحالية للوزير الاول البلجيكي، وارتفاع فاتورة الاستهلاك بفرنسا، وتأهل المنتخب الروسي لكرة القدم لبطولة العالم لكرة القدم ، فضلا عن تداعيات السياسة التقشفية التي اقرتها الحكومة البرتغالية في القانون المالي 2014 ، وجهود الحكومة الايطالية لاعادة التوازن الى الميزانية.
ففي بلجيكا خصصت الصحف تعاليقها لخطاب الوزير الاول ايليو دي روبو حول الحصيلة السياسية العامة للولاية الحالية، حيث تساءلت صحيفة (لا ليبر بيجيك) حول ما اذا كانت هناك وصفة بلجيكية بصيغة ايليو دي ريبو، مشيرة الى وجود عقلية جديدة في بلجيكا التي لا ينقصها شيء للمساهمة في استعادة الثقة بين البلجيكين، فيما اعتبرت (لاديرنيير أور) انه اذا كانت هناك من رسالة يريد الوزير الاول ايصالها فهي ان الثقة عائدة ومؤكدة ان دي ريبو ظل وفيا للخط الذي سطره منذ بداية الولاية اي الدفاع بكل ما أوتي من قوة عن حصيلة حكومة تشتغل.
من جانبها، قالت (لوستاندار) إن الوزير الاول “لا زال يلعب في الدفاع، داعية الحكومة إلى “تبني اجراءات استعجالية من اجل تحقيق التنافسية ان هي ارادت تسجيل الاهداف”.
وفي فرنسا، تطرقت الصحف الى الرفع من فواتير الاستهلاك وبرنامج التكوين المعتمد من قبل منظمة ارباب العمل، حيث كتبت صحيفة (أوجوردوي اون فرانس) ان قلق المستهلكين جراء الارتفاع المتزايد للفواتير تقابله خدمات متدنية، مشيرة الى ان جمعية للمستهلكين أنشأت “مجموعات للشراء” وهي مبادرة تتوخى تنظيم صفوف المستهلكين لمواجهة الغلاء.
من جهتها، قالت (ليزيكو) أن منظمة ارباب العمل قدمت أمس الثلاثاء مقترحات بتجديد نظام التعلم، مبرزة ان المنظمة التزمت في هذا الاطار بتكوين مائة الف شاب اضافي في السنة الى غاية 2018 ، فيما تطرقت (لاكروا) لليوم العالمي للتغذية داعية الى ضرورة وضع حد للتبدير الغذائي.
وأوضحت الصحيفة اسباب هذا التبدير، موضحة أنه في البلدان المتقدمة يتم التخلص من كميات هائلة من المواد الغذائية التي لازالت صالحة للاستهلاك وذلك لاسباب صحية او جمالية فيما تطرح في البلدان النامية اشكالية الولوج الى الاسواق خاصة بالنسبة لصغار المنتجين الذين يعانون من نقص قدرات التخزين وغياب مسالك التسويق وضعف البنيات الاساسية.
وفي روسيا، اهتمت الصحف بتأهل منتخب كرة القدم للمرة الأولى منذ سنة 2002 لنهائيات بطولة العالم لكرة القدم بعد أن تعادل أمس الثلاثاء مع مضيفه الأذربيجاني بنتيجة 1-1 في الجولة العاشرة والاخيرة من منافسات المجموعة السادسة للتصفيات الاوروبية المؤهلة الى مونديال البرازيل 2014 .
وكتبت صحيفة (أر بي كا ديلي) أن المنتخب الروسي كان حجز مقعده في النهائيات في الجولة التاسعة السابقة بفوزه على منتخب اللوكسمبورغي بأربعة أهداف للاشيء.
صحيفة (كوميرسانت) ذكرت أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال في رد له على سؤال عن اقتراح تقييد حق النقض (الفيتو) الممنوح للأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن الدولي لكي لا يستخدموه لعرقلة عمل المجلس، “إن روسيا تمتنع عن طرح مشاريع قرارات لا تحظى بتأييد الدول الغربية للتصويت في مجلس الأمن حتى لا توفر الذريعة لاستخدام حق الفيتو”.
نفس الصحيفة كتبت أن العلاقات الروسية الأوكرانية حبيسة “خرائط الطريق”، مشيرة إلى أن لقاء جرى بين رئيسي الحكومتين الروسية والأوكرانية أمس الثلاثاء، وأن مواصلة أوكرانيا السير على طريق الاندماج في الاتحاد الأوروبي ستقطع عليها الطريق إلى الاتحاد الجمركي بين روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف ناشد نظيره الأوكراني نيكولاي ازاروف تناول عواقب السيرعلى هذا الطريق بالتحلي.
وفي البرتغال، واصلت الصحف اهتمامها بالاقتطاعات القاسية المتوقعة في القانون المالي 2014 والتي من شأنها ان تضر خاصة بالموظفين والمتقاعدين، حيث كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) ان مشروع الميزانية الذي تم امس كشف خطوطه العريضة من قبل وزيرة المالية يهدف الى توفير 3،9 مليار اورو عبر نهج سياسة تقشفية، مشيرة الى أن 82 في المائة من الاقتطاعات المتوقعة في الميزانية ستؤثر على الموظفين والمتقاعدين وعلى قطاع الصحة والتعليم.
من جانبها، قالت صحيفة (جورنال دو نيغوسيو) ان الموظفين وهم الطبقة المستهدفة من هذه الاقتطاعات سيتحملون تخفيضا في رواتبهم يتراوح بين 2،5 و12 في المائة بالنسبة للمداخيل التي تتجاوز 600 أورو في الشهر.
وفي ايطاليا، اهتمت الصحف بالقانون الذي تم تبنيه امس في المجلس الحكومي والمتعلق بالجهود المبذولة من قبل الحكومة من اجل تحقيق توازن في الميزانية عبر فرض ضرائب جديدة واقتطاعات بمبلغ اجمالي يصل الى 11،5 مليار اورو خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وكتبت صحيفة (ايل كوريرا ديلاسيرا) نقلا عن رئيس الحكومة انه لاول مرة لم يتم الرفع من الضرائب فيما انخفض الضغط الضريبي .ومن جهتها رأت (الميساجيرو) في هذا السياق ان القانون الجديد يوقف العقود العمومية طيلة سنة 2014 ،كما سيمكن من تخفيض الضغط الضريبي بنسبة 43 في المائة فضلا عن تيسير النمو من خلال اعادة تمويل الاستثمارات .
واعتبرت (لاريبيبليكا) ان مبادرة الحكومة على الرغم من انها استثنت القطاع الاجتماعي وقطاع الصحة فانها لقيت مع ذلك انتقادات من لدن ارباب العمل وبعض النقابات.
من ناحية اخرى تطرقت غالبية ابصحف الايطالية الى الاضطرابات التي وقعت امس الثلاثاء بمدينة البانو لازيال حيث جرت مراسم دفن مجرم الحرب النازي السابق ايريك بريبكي مشيرة الى أن المتظاهرين هاجموا الموكب الجنائزي مرددين عبارات تصف المعني بالامر بالقاتل والارهابي.
وفي المانيا، اهتمت الصحف بالمفاوضات الجارية بين الأحزاب لتشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة، ومصادر تمويل الأحزاب السياسية معلقة في هذا الصدد على مصادر تمويل الحزب المسيحي الديمقراطي خاصة من قبل الشركة العملاقة لصناعة السيارات “بي إيم دوبل في” وذلك بعد يومين على وقف ألمانيا المصادقة على الإجراءات الصارمة للاتحاد الأوروبي بشأن التقليل أكثر من ثاني أوكسيد كربون.
واعتبرت (باديشه تسايتونغ) بهذا الخصوص أنه يمكن تدارك هذا الأمر وتصحيحه فقط عبر اعتماد نفس القيود الصارمة التي اقترحها الاتحاد الأوروبي، حتى يظهر الحزب استقلاليته عن لوبي صناعة السيارات.
من جهتها، ترى صحيفة (هاندلسبلات) أن كل الأحزاب السياسية في ألمانيا المشاركة في مسلسل وضع القوانين الأساسية تتلقى من الدولة دعما بأكثر من 150 مليون أورو لذلك يتوجب عليها ألا تعتمد على التبرعات الكبيرة.
وبخصوص المفاوضات الجارية بين الأحزاب السياسية لتشكيل الائتلاف الحكومي كتبت صحيفة “دي فيلت” أنه على الرغم من كل نقط الخلاف بين الاتحاد المسحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، خاصة فيما يتعلق بالزيادة في الضرائب ، فإن كل المؤشرات تدل على أن تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا سيتم قريبا بين الحزبين.
وذكرت أن في حال تشكيل هذا الائتلاف سيكون المرة الثالثة في تاريخ الحزبين، بعد تشكيل الائتلافين الكبيرين في 1966-1969 و2005-2009 .
أما (الراين تسايتونغ) فكتبت بهذا الخصوص أن أول ائتلاف موسع بين الطرفين سنة 1969 واجه تحديات كبيرة خاصة الاستقرار السياسي والركود، وأن الائتلاف الثاني تشكل سنة 2009، مشيرة الى أنه من ضمن المواضيع الهامة التي واجهها، الرفع من سن التقاعد إلى 67 سنة وتحديد سقف الديون الأساسية من أجل تحقيق دولة الرفاهية، والتغلب على أسوأ أزمة اقتصادية في فترة ما بعد الحرب.
أما التحالف الثالث المحتمل، تضيف الصحيفة، فهو ائتلاف يتعين أن يعطي الأولوية لقضايا التغييرات الاجتماعية وقضايا الهجرة ، والعمل والتوازن الأسري، ونظام المعاشات.
