اَلْبِّيجِّيدِي وَالْبَامْ وَالْأَحْرَار.. رِهَانُ الْفَوْزِ عَلَى قَاعِدَةِ الْخُصُومَةِ!

اَلْبِّيجِّيدِي وَالْبَامْ وَالْأَحْرَار.. رِهَانُ الْفَوْزِ عَلَى قَاعِدَةِ الْخُصُومَةِ!
الأحد 19 يوليوز 2020 - 17:51

لاشك أن حمى وطيس الصراع السياسوي سيشتد مع اقتراب استحقاقات 2021. ولا شك أن الكثير من المياه ستجري تحت سفينة الإخوة والأعداء سواء. وقد بدأت ملامح هذا الهدير الدافق نحو القمة تتململ داخل الصالونات الحزبية بين مختلف اللاعبين في الساحة، من اليمين واليسار سواء. بيد أن رد دَيْن 2016 سيكون عند بعض الكبار الذين أفلت منهم اقتعاد مَصَافِّه الأولى، الرهانَ الأهم، والهدفَ الأسمى، والقاعدة الأصلب التي ستتأسس عليها الرؤية الانتخابية لمحطة 2021.

فالعدالة والتنمية، الحزب الأغلبي، وصاحب رهان 2016، لا شك سيسعى للحفاظ على هذا الرهان، وقد يرتكب من أجله كل “الموبقات” السياسية القمينة بتحققه، من قبيل مد اليد لخصوم جذريين لخلق تحالف قوي يحفظ له الاستمرارية القيادية من التلاشي وذهاب الريح. لذلك لن نستغرب أبدا حينما سنسمع بتحالف هجين وغير منسجم يتم تشكيله بين العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة. خصوصا في ظل القيادة الجديدة لهذا الحزب الأخير التي لا ترى أي غضاضة في تحالف من إياه. رغم أنه تحالف سيضع مشروع الحزب الأيديولوجي البامي في الميزان، وسيضع أحد أهم مؤسِّسات هذا الحزب في مهب الريح؛ وأقصد مواجهة الحزب الأصولي والفتِّ من عضده.

غير أن الخطاب الجديد للقيادة الجديدة، يجعلنا لا نستبعد حدوث هكذا سيناريو. وهو خطاب، بالمناسبة، ليس جديدا عند القيادة الجديدة، فقد ظل حبلُ الود، والإعجاب بالسيد بنكيران، وبأسلوب تدبيره للحكم، في عز الصراع السياسي والأيديولوجي بين الخصمين السياسيين، وفي ظل قيادة بامية عنيدة ومتطرفة، سمة بارزة في أغلب تصريحات سابقة للقيادة الجديدة. مما يجعل من إمكانية التحالف مع هذا الخصم الذي كان خلف كل انتكاسات البيجيدي، والبلوكاجات التي عرفها، شيئا ممكنا. وقد تكون له نقلة نوعية باصمة في الحياة السياسية في مغرب ما بعد 2021. كما أن الخصومة التي بدأت تنضح على السطح بين البيجيدي والأحرار، وبين هذا الأخير والأصالة، دافعة قوية قد تُنْجِح الحوار بين السيد سعد الدين العثماني والسيد عبد اللطيف وهبي، وقد تؤسس لتحالف يخوض الانتخابات، ويؤسس حكومة حزبية بعدد مقاعد كاف ومعتبر. وينقل، في المقابل، إلى المعارضة كتلة من الأحزاب اليسارية والليبرالية، قد تشكل قوة معارضة معتبرة نوعيا. وفي اعتقادنا، سيبقى هذا السيناريو الأقرب إلى التحقق، ما لم تتحرك دينصورات الخفاء لإفشال هذا التحالف، وإرغام القيادة الجديدة للبام بميثاق التأسيس تحت طائلة قلب الطاولة، وتغيير المياه !.

كما أن السعي الحثيث للسيد أخنوش وحلفائه، لكسب رهان 2021، وتصدر المشهد السياسي، خصوصا وأن الحكومة المقبلة، كما أرادها الملك، ستكون حكومة كفاءات بامتياز، وهو المعطى المفقود لدى العدالة والتنمية، وحتى الأصالة والمعاصرة، خصوصا بعد النزيف الأخير الذي عرفه هذا الحزب نحو الأحرار، وقدرة الأحرار على تقديم زيادة نوعية للاقتصاد الوطني الذي يئن اليوم تحت وطأة مخلفات الجائحة، وتوفره على كفاءات قوية في المال والأعمال، زد على ذلك الحملات الإعلامية البريئة والمغرضة ؛ سواء !، التي تضع التدبير الحكومي للعدالة والتنمية تحت سهام النقد والتبخيس، بالإضافة إلى الهجوم الكاسح، عبر مختلف المواقع، على تدبير الحزب لأكثر من جماعة وبلدية وجهة، وما تنحو نحوه العديد من الاستطلاعات التي تعتبر البيجيدي قد استنفد مخزونه الجماهيري، وعطاءه السياسي، وتعبر عن الرغبة في التغيير، وإفساح المجال لأحزاب جديدة تجرب حظها في الحكم،… كل هذه المعطيات والمؤشرات قد تجعلنا نشك في قدرة البيجيدي على الخروج من صراع “لحظة الحسم” بنفس الزخم الذي خرج به في الولايتين السابقتين.

لكن، كل هذا سيبقى تخمينا سابقا لأوانه. فالتحالفات الممكنة، والتي يمكن أن نؤسس عليها قراءات صحيحة، أو على الأقل قريبة إلى الممكن، لم تتضح بعد. كما أن كل السيناريوهات الممكنة، بما فيها السيناريوهات المستبعدة سياسيا، قد ترد على المشهد السياسي. فالأحرار، من جهة، قد بدأ مبكرا في التموقع القوي داخل الساحة الحزبية والسياسية. ولا شك أن البدائل الاقتصادية التي سيزفها للمغاربة في مشروعه الانتخابي ستكون قوية بما يكفي لخلق كتلة ناخبة معتبرة. في المقابل، لن يقف العدالة والتنمية مكتوف الأيدي، ويسمح بفقدان موقعه السياسي، والحكمي بسهولة. بل سيدخل الساحة بكل القوة التواصلية التي يملكها، بل بالأغلبية النزيهة التي تمثل رأسماله الأهم، وسلاحه الأقوى في أي مواجهة انتخابية تستميل كتلة ناخبة من مغاربة يستهويهم السمت الحسن، واللسان الطلق السليم، والموعظة المؤثرة، وبياض اليد. وهي أمور شبه مفقودة عند العديد من الأحزاب، خصوصا الأحزاب الخصيمة للبيجيدي، سياسيا وأيديولوجيا. وهذا المخزون الفريد الذي يمتلكه البيجيدي هو أقوى سلاح سيهزم الخصوم، وسيرفع من منسوب القبول لدى الأغلبية الناخبة. كما أنه قد يغير موازين الصراع، ويحول بعض القراءات التقنية للمشهد السياسي إلى مجرد قرءات في فنجان مقلوب !.

كيفما كانت القراءات والتكهنات حول من سيفوز بالرهان، ويتصدر المشهد السياسي لما بعد محطة 2021، ستكون الفترة التي تفصلنا عن هذا الاستحقاق حُبْلَى بكل الصراعات، والتوافقات، والتناقضات،… في ساحة سياسية لم تنضج بعدُ للعيش في ظل انتقال ديمقراطي حقيقي.. !

دمتم على وطن.. !!

‫تعليقات الزوار

1
  • مهند
    الإثنين 20 يوليوز 2020 - 09:42

    نمط الفائز لا يكون الا على هذا الشكل
    افجرهم كلاما واقدحهم سبا واطهرهم وصفا لذاته يمشي ملكا اقواهم حظا
    الشعب لمكلخ تعود الحكم ان النافع له هي اصفات المذكورة
    لا نعرف ما هي برامج الاحزاب ومشاريعها ولا نسئل عنها
    شعب طماع يركب كل كذاب قفاه
    تعود على الوعود حتى صارت عنده مكسب

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش