بعد 8 سنوات من "ثورة 2011" .. مصريون يشْكون سلب الحريات

بعد 8 سنوات من "ثورة 2011" .. مصريون يشْكون سلب الحريات
الخميس 24 يناير 2019 - 22:34

بحلول مساء كل يوم يتمنى الناشط المصري المعروف أحمد ماهر لأسرته قضاء ليلة طيبة ويتجه إلى قسم شرطة بالقاهرة للمبيت به تنفيذا لعقوبة المراقبة الشرطية.

ويقول ماهر إن حياته “كنصف سجين” لها بالغ الأثر السلبي على حياته الأسرية والمهنية والدراسية؛ لكنه يعتبر نفسه أكثر حظا مقارنة بحال نشطاء آخرين شاركوا في انتفاضة 2011، التي أنهت حكم حسني مبارك الشمولي الذي دام 30 عاما.

وشأنه شأن كثير من الشباب، الذي اعتصم لأيام في ميدان التحرير بوسط القاهرة عام 2011، كان يتوقع ماهر (38 عاما)، الذي سبق ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام، أن سقوط مبارك سيفتح الباب لمزيد من الحريات ليصبح الوطن أفضل.

وبدلا من ذلك، يقول ماهر ونشطاء آخرون إن الأوضاع زادت سوءا.

وقال ماهر، وهو مهندس ويدرس حاليا لنيل دبلوم في العلوم السياسية، لرويترز: “لم يكن يتخيل أحد أن الواقع سيكون بهذا السوء… حتى حق التجمهر والتعبير عن الرأي لم يعد متاحا الآن”.

وبعد وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، شن حملة لسحق جماعة الإخوان المسلمين التي حكمت البلاد لعام واحد اتسم بالأزمات الاقتصادية؛ لكنه استهدف أيضا نشطاء علمانيين، من بينهم الكثير من الرموز البارزة لانتفاضة 25 يناير.

وغادر عدد من هؤلاء النشطاء البلاد، وسُجن آخرون، وأُرغمت مجموعة ثالثة على الصمت.

وأُطلق سراح ماهر في أوائل يناير 2017، بعد تنفيذ حكم قضائي بسجنه لثلاث سنوات بتهمة خرق قانون لتنظيم التظاهر. وبدأ على الفور تنفيذ عقوبة مراقبة شرطية تكميلية لثلاث سنوات أخرى. وتلزمه هذه العقوبة بالمبيت في قسم للشرطة كل يوم، من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا.

ويقول مؤيدو السيسي، الذين يحتفلون في يوم 30 يونيو من كل عام بذكرى الاحتجاجات الحاشدة التي انتهت بإعلان عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان عام 2013، إن الإجراءات الأمنية القاسية كانت مطلوبة لإنقاذ الاقتصاد والتخلص من الإسلاميين الذين يتهمونهم بالعمل على تكريس الاحتفاظ بالسلطة.

وبدأت عجلة الاقتصاد المصري في الدوران، منذ انتخاب السيسي رئيسا عام 2014؛ لكن الإصلاحات التي أطلقها في إطار اتفاق لنيل قرض من صندوق النقد الدولي عام 2016، والتي شملت تعويم الجنيه ورفع الدعم تدريجيا عن أسعار الوقود، زادت حجم الفقر في مصر.

أسوأ حملة قمع في التاريخ الحديث

يقول نشطاء حقوقيون إن حكم السيسي شهد أسوأ حملة قمع للحريات في تاريخ مصر الحديث. وسُجن آلاف النشطاء، أغلبهم إسلاميون؛ ومن بينهم أيضا عشرات الليبراليين واليساريين، بموجب قوانين صارمة تُسن منذ عام 2013.

ويقول أنصار السيسي إن إنهاء الفوضى التي شهدتها البلاد منذ 2011 يستلزم الحسم، ويشيرون إلى الهجمات المتكررة التي يشنها متشددون إسلاميون على قوات الأمن والمدنيين.

ويقول نشطاء حقوقيون إن مفكرين ومعارضين ومدافعين عن حقوق الإنسان احتجزوا ووجهت إليهم عدة تهم؛ من بينها “الانتماء إلى جماعة إرهابية”، ونشر أخبار كاذبة، وتكدير السلم العام.

ومن بين هؤلاء وائل عباس، وهو صحافي حائز على جوائز، وحازم عبد العظيم الذي تحوّل من مؤيد للسيسي إلى معارض له، والمدون البارز علاء عبد الفتاح الذي نال حكما بالسجن لخمس سنوات.

وفي وقت سابق هذا الشهر، صدر حكم بسجن أحمد دومة، أحد أبرز نشطاء انتفاضة يناير، لمدة 15 عاما بعدما أدين بالشغب ومهاجمة قوات الأمن في 2011.

وقال ماهر، مؤسس حركة 6 أبريل الاحتجاجية التي ولدت عام 2008 وكانت تتمتع بشعبية أثناء نضالها ضد حكم مبارك، إن “العالم كله كان يتخيل أن شباب الثورة سيكون لهم باع في إدارة الدولة مثل أي دولة تقدر شبابها وتبحث عن الكفاءات فيهم… لكن للأسف أصبح هناك عداء كبير مع الشباب”.

وفي شتنبر، انتقد 17 خبيرا في حقوق الإنسان تابعين للأمم المتحدة مصر، وقالوا إنها تستخدم قوانين مكافحة الإرهاب لاحتجاز نشطاء يكافحون من أجل حقوق المرأة وضد الفساد والتعذيب والقتل خارج إطار القضاء.

وقالت إسراء عبد الفتاح، وهي أيضا عضو في حركة 6 أبريل، إن مصر أصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل الانتفاضة.د

وأضافت إسراء، الممنوعة من السفر شأنها شأن كثير من النشطاء “مصر يمكن أن تتغير وكل شيء فيها يصبح جيدا لو وجد بها شيء اسمه عدل”.

ويقول نشطاء إن المكسب الإيجابي الوحيد المتبقي من الانتفاضة، وهو تقييد فترة الرئاسة لتقتصر على ولايتين متتاليتين مدة كل واحدة أربع سنوات، قد يُسلب قريبا إذا مضى مؤيدو السيسي قدما في خططهم لتعديل الدستور.

وفي احتفالية أقيمت أمس الأربعاء بمناسبة عيد الشرطة، أشاد السيسي بانتفاضة 25 يناير؛ لكنه لم يعلق عندما تحدث والد ضابط قُتل في هجوم لمتشددين وطالبه بالموافقة على الاستمرار في الحكم لولايتين رئاسيتين إضافيتين.

وقال أنور الهواري، رئيس التحرير السابق لصحيفة (المصري اليوم) الخاصة، إن السيسي “لديه رغبة فيما يبدو للاستمرار” بعد انتهاء ولايته الثانية.

وحذر الهواري من دعوات تعديل الدستور، وقال إنها “خارجة عن المنطق لسبب بسيط؛ وهو أن الزمن تغير”.

وأضاف: “البلد لا يحتمل انقلابا جديدا ولا ثورة جديدة”.

*رويترز

‫تعليقات الزوار

12
  • ولد حميدو
    الخميس 24 يناير 2019 - 22:56

    و هل كانت حرية حتى تم سلبها
    ربما في أفلام عادل إمام

  • خالد
    الخميس 24 يناير 2019 - 22:58

    اقترب زوال حكم العسكر.
    أن الصبح لقريب

  • السلام عليكم
    الخميس 24 يناير 2019 - 23:16

    الثورة في مصر كان بالامكان أن توحد الشعب المصري لتحقيق الحرية والديمقراطية لكن انقلاب السيسي قسم المجتمع المصري داخل البلاد والحي والعاءلة الى فئتين متعاديتين مؤيدو ومعارضو النظام

  • الديموقراطية
    الجمعة 25 يناير 2019 - 00:24

    الشعب المصري يستحق أكثر من هذا.
    هذا بما كسبت أيديكم. ألم تنقلبوا على الحرية؟
    ساهمتم في الإنقلاب على رئيس أنتخب ديموقراطيا والأن تشكون الظلم؟؟؟
    فستخف قومه فأطاعوه. إنهم كانوا قوما فاسقين.
    تعودتم على حكم العسكر والزرواطة.
    هذا جزاء الخونة.

  • سعيد الراجي
    الجمعة 25 يناير 2019 - 00:24

    النظام المغربي يسير على خطى النظام المصري فان تحكم على نشطاء الريف لمجرد انهم طلبو ببناء مستشفى السرطان وان تحكم على نشطاء زاكورة لمجرد انهم طالبو بحقهم في المياه وان تحكم على نشطاء جرادة لمجرد انهم طلبو بتنمية منطقتهم بازيد من قرن من السجن فهذا يضعنا مع المصريين على في نفس الكفة

  • الوجدي
    الجمعة 25 يناير 2019 - 00:58

    يا عالم : أصلا لم تكن هنالك حرية ولم يكن هناك إستقلال ، خرج الانكجليز من مصر و تركوها في أيادي أمينة حالها حال المغرب والجزائر وتونس خرجت فرنسا وتركتها في أيادي أكثر ولائا للفرنسيين من الفرنسيين نفسهم مثلما قال شارل دوغول ، هل نِلنا الاستقلال )!!؟؟ لقد تغير نمط الاستعمار من المباشر إلى الغير المبار ( الاستعمار غير المباشر أبشع استعمار في الكون ) قالها محمد الخامس : خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الاكبر ، جهاد مع لشكر وشباطواخنوشوبن كيران ويتيم …. وماماهم فرنسا ، ليتها لم تخرج غرنسا لكانت الاحتجاجات الان موجهة الى قصر الايليزي مباشرة . انشري هسبريس

  • طارق المصرى
    الجمعة 25 يناير 2019 - 01:46

    الى بعض المعلقين المحترمين هذا شاننا ولانحب التدخل من اى طرف اخر مصر بها 100 مليون معارض ومؤيد ولانحتاج نصائح من احد من الافضل دوام العلاقة ان تكون طيبة مثلما نحن لانتدخل فى شئونكم ولاشئون غيركم ……..والسلام

  • عبدالعالي
    الجمعة 25 يناير 2019 - 03:39

    لا حول ولا قوة الا بالله الربيع العربي كان بمتابة فخ وقعت فيه الشعوب العربية ولم يفطينو بمخطاطات اليهود لخلق نوع من الانقسامات في بعد الدول العربية التي تلعب دور كبير في القضية الفلسطينية واول هده الدول مصر لموقعها الجغرافي والسياسي وبدالك نجحت مخطاطات الكيان الصهيوني من تحقيق مكاسب كبيرة وجعلت الدول العربية متخبطة في مشاكل سياسية ستؤدي بها الي الهاوية (الجحيم العربي)

  • nihilus
    الجمعة 25 يناير 2019 - 07:14

    Cuisinièr a ton cuisine, est CE qu'un militair va gouverne les civiles, regardez les catastrophes de kaddadi, saddam, etc

  • العبدي
    الجمعة 25 يناير 2019 - 07:32

    اه عن بﻻد الفراعنة مند انقﻻب المشير نجيب عن الملك فاروق وهي تحت حكم سلطة العسكر .الى اﻻنقﻻب غن مرسى الرئيس المنتخب من الشعب من طرف العسكر في شخص قائده السيسي الى يومنا هدا والى متى الله اعلم ومصر خارج الديمقراطية .

  • بائع القصص
    الجمعة 25 يناير 2019 - 09:33

    الإعلام الغربي لم يعد ينتقد السيسي في شيء بعدما كان لا يكف عن لعنة مرسي في كل خطوة قام بها ابان حكمه، ما عدى المنظمات الحقوقية.
    وفي سوريا رغم جرائم بشار الأسد الذي قتل مليونين من شعبه عادت الأمور إلى مجاريها والكل أصبح يسير نحو التطبيع معه كان لا شيء حدث.

  • طارق المصرى
    الجمعة 25 يناير 2019 - 12:08

    الى التعليق رقم 10 العبدى واضح ان ؤاكرتك ضعيفة عن تاريخ مصر انصحك بعدم الفلسفة الفارغة وانتبه لحالك وحال بلدك ثانيا من قال ان مرسى منتخب من جميع المصريين واثبتت النتائج انها مزورة بدليل انها فشلت من اول عام باخونة جميع مؤسسات الدولة ثالثا سواء محمد نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك ومرسى والسيسى فكلهم مصريين لادخل لاحد بيننا ,,,,,,واشكركم على النشر

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات