بنيس: تعيين "ساليدو" سيساهم في تعزيز العلاقات المغربية الإسبانية

بنيس: تعيين "ساليدو" سيساهم في تعزيز العلاقات المغربية الإسبانية
السبت 12 أكتوبر 2013 - 21:38

بمجرد الإعلان عن تعيين خوصي دي كارباخال ساليدو، القنصل السابق بمدينة طنجة، سفيرا جديدا معتمدا لاسبانيا بالرباط، حتى توالت قراءات سياسية ذهب بعضها إلى أن هذا التعيين قد يساهم بشكل مؤثر في فتور العلاقات بين المغرب واسبانيا، باعتبار أن الرجل تنتظره أشهر قليلة ليحال على التقاعد، وهو مؤشر على أن الأسبان لا يولون الاهتمام اللازم لتطوير علاقاتهم بالمغرب.

وبحسب بعض التحليلات فإن الأعراف الدبلوماسية، بين بلدين يدشنان علاقات سياسية ودبلوماسية يعتزمان تطويرها، تقتضي تعيين سفير جديد تمتد أمامه ولاية أربع سنوات تكون قابلة للتجديد، بهدف تنفيذ مهامه المسطرة في أجندته كدبلوماسي، وليس أقل من سنتين قبل الإحالة على التقاعد، مثل حالة ساليدو.

سمير بنيس: السفير الاسباني من أحسن دبلوماسيي بلده

هسبريس اتصلت بالمستشار السياسي في الأمم المتحدة، والخبير في العلاقات المغربية الاسبانية، الدكتور سمير بنيس، ليدلي برأيه في مسار وطبيعة السفير الاسباني الجديد، ومدى تأثير تعيينه على نوعية العلائق بين الرباط ومدريد، فقال إن “قرار تعيين السفير دي كارفاخال ساليدو سفيراً لإسبانيا في الرباط، لم يكن قراراً مفاجئاً، بل كان قراراً يتماشى مع سيرورة العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا في الوقت الراهن.

وتابع بنيس بأنه “من شأن هذا التعيين أن يساهم أكثر فأكثر في تعزيز علاقات التعاون والحوار والتفاهم التي تطبع هذه العلاقات، وبحث سبل جعلها في منأى عن كل التوترات التي قد تنتج عن بعض القضايا العالقة بين البلدين، وعلى رأسها قضية سبتة ومليلية، ومسألة ترسيم الحدود البحرية في منطقة جزر الكناري”.

وأورد بنيس بأن “المتتبعين للعلاقات المغربية الإسبانية يعلمون أن منصب سفير إسبانيا في المغرب يعتبر أهم مركز للدبلوماسية الإسبانية في العالم، وبالتالي فإن رؤساء الدبلوماسية الإسبانية يحرصون دائماً على أشخاص ذوي خبرة عميقة في المجال الدبلوماسي، يكون لهم إطلاع كبير بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ويحظون بثقة المسؤولين الإسبان والمغاربة.

وتابع الخبير المغربي بأنه “لو تفحصنا السيرة الذاتية للسيد دي كارفاحال سالسيدو، لوجدنا أنه يجمع كل هذه الصفات السالفة الذكر، فهو شخص ذو خبرة دبلوماسية طويلة، لكونه تقلد العديد من المناصب الهامة، منها منصب سفير إسبانيا في إيطاليا وإيرلندا، بالإضافة إلى منصب سفير بلده لدى منظمة حلف شمال الأطلسي”.

ومن ناحية أخرى، يُكمل بنيس، فالرجل “دبلوماسي ذو معرفة بملف العلاقات المغربية الإسبانية، لكونه شغل منصب القنصل العام لإسبانيا في طنجة حتى أوائل عالم 2012 قبل تعيينه ممثل لبلده لدى حلف الناتو، كما أنه يحظى بثقة وزير الخارجية الإسبانية، خوصي ماريا مارغايو، وله باع في الدبلوماسية الإسبانية، إذ التحق بالسلك الدبلوماسي لبلده في عام 1971، حيث اشتغل في العديد من البلدان، كما ترأس العديد من الإدارات على رأسها منصب المدير العام لقسم الشؤون الدولية والأمن ونزع السلاح، ونائب كاتب الدولة للشؤون الخارجية.

وبالتالي، يمكن اعتباره دبلوماسياً مخضرماً، ومن بين أحسن الدبلوماسيين الإسبان.

الحاجة إلى علاقات ثنائية قوية

ولفت بنيس، في حديثه لهسبريس، إلى أن العديد من المراقبين الإسبان ذهبوا إلى أن رئيس الدبلوماسية الإسبانية كان ينوي تعيين دبلوماسي يحظى بثقته، للعمل على تقوية العلاقات بين البلدين.

وأوضح المحلل ذاته بأنه مما يؤشر على أن تعيين دي كارفاخال لن يؤدي إلى أي فتور في هذه العلاقات، كون تعيينه تم بعد الزيارة الهامة التي قام بها العاهل الإسباني للمغرب في شهر يوليوز الماضي، والتي اصطحب خلالها أغلب الأعضاء المؤثرين في الحكومة الإسبانية، بالإضافة إلى تسع وزراء خارجية سابقين تعاقبوا على رئاسة الدبلوماسية الإسبانية منذ قيام النظام الديمقراطي في اسبانيا بعد 1975 تاريخ نهاية حكم الجنرال فرانكو.

ومن جهة أخرى، يردف بنيس، فإن كلا من إسبانيا والمغرب يحتاجان بعضهما البعض، سواء تعلق الأمر بتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، خاصة فيما يتعلق بمشكل الهجرة غير الشرعية، ومحاربة الجريمة المنظمة والإرهاب، ومكافحة المخدرات بالنسبة لإسبانيا، أو مسألة الصحراء وتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمغرب. وبالتالي، فمن مصلحة البلدين البناء على الزخم الذي تولد عن زيارة خوان كارلوس للمغرب، والدفع بعلاقاتهما نحو الأمام”.

وخلص بنيس إلى أنه “عند الحديث عن العلاقات بين المغرب وإسبانيا، يجب ألا نغفل معطى أساسيا، وهو أنه هناك توافق بين كل أطياف المشهد السياسي الإسباني، بما في ذلك الحزب الإشتراكي والحزب الشعبي، اللذان تعاقبا على السلطة منذ عام 1982، على ضرورة تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع إسبانيا بالمغرب، والرقي بها إلى أعلى مستوى”، وفق تعبير الخبير في العلاقات المغربية الاسبانية.

‫تعليقات الزوار

1
  • mohamed amine
    السبت 12 أكتوبر 2013 - 22:04

    الازمة الاقتصادية في اسبانيا هي التي تساهم في تعزيز العلاقات المغربية الإسبانية.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات