تاريخ المغاربة بهولندا و"أنعاق" .. مجلس الجالية يحفظ ذاكرة الهجرة

تاريخ المغاربة بهولندا و"أنعاق" .. مجلس الجالية يحفظ ذاكرة الهجرة
الثلاثاء 4 أبريل 2017 - 23:00

قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن “الهوية والانتماء لم يكونا أبدا حاجزا معيقا للاندماج”، مضيفا أنهما كانا “حافزا بالنسبة للجيل الأول من المهاجرين المغاربة”.

حديث بوصوف جاء خلال كلمة له في افتتاح معرض فني وتقديم كتاب “تاريخ المغاربة بهولندا” وعرض الفيلم الوثائقي “أنعاق”، اليوم الثلاثاء بالمكتبة الوطنية بالرباط؛ إذ شدد على كون “الجيل الحالي من المهاجرين يعيش على وقع تشنجات تولد التطرف والارهاب”، معتبرا أنه “يعيش مشاكل هوياتية”.

وتساءل الأمين العام لمجلس الجالية عن الأسباب التي تجعل من له ثقافة أصلية يتعايش ويندمج دون مشاكل، وقال: “الجيل الأول لم تطأ أقدامهم أبدا مخافر الشرطة، ولم يقفوا يوما أمام القضاء، ولم يسيئوا يوما إلى بلد الاستقبال وثوابته”.

واعتبر بوصوف أن المجتمع الهولندي بعث رسائل قوية خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي عرفتها الأراضي المنخفضة، وزاد: “لقد قالوا إن اليمين المتطرف لا مكان له في هولندا، وعبّروا عن تشبثهم بالديمقراطية والتنوع والتعدد”.

وأضاف الأمين العام لـ”CCME”: “بدورنا نقابل ذلك بالمساهمة في دعم ركائز السلم والاستقرار والتعايش في المجتمع الهولندي، ولا بد لكل طرف أن يقوم بما يجب القيام به من جانبه”.

ودعا بوصوف إلى العمل على تطوير الثقافة الأصلية لتكون عالمية وقادرة على التفاعل الايجابي مع الثقافات الأخرى، مشددا على “ضرورة العمل للالتقاء على المشترك الانساني الذي ليس لنا بديل عنه للتعايش؛ لأن الصراع سيؤدي إلى فناء المجتمع”.

وختم بوصوف كلمته بالتأكيد على أن كتاب “تاريخ المغاربة بهولندا. حضور وذاكرة” وفيلم “أنعاق” يدخلان في إطار عمل المجلس الذي يروم الحفاظ على ذاكرة الهجرة، معتبرا أنهما تكريم للجيل الأول من المهاجرين.

تاريخ المغاربة بهولندا

كتاب “تاريخ المغاربة بهولندا. حضور وذاكرة” الذي ألفه عبد اللطيف المعروفي، المكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، يؤرخ، وفق كاتبه، للحضور المغربي في هولندا الذي بعود إلى القرن 16 وبداية القرن 17، ويتناول المراحل التاريخية الرئيسية لهذه الهجرة، ويقدم قصصا إنسانية وأرشيفات وصور حصرية ونصوصا حية توثق لمسلسل استقرار وتجذر المغاربة في هولندا.

ويتضمن الكتاب 249 صورة، ويتناول 13 موضوعا موزعة على أربعة محاور؛ حيث تم التركيز بداية على مرحلة ربط العلاقات بين البلدين ومرحلة الهجرة، ومرحلة الاستقرار ومرحلة المواطنة المزدوجة، مع تقديم بورتريهات لمغاربة تشخص كل مرحلة.

واعتبر المعروفي، في كلمته التقديمية للكتاب والمعرض، المنظم بالفضاء ذاته، أن الهجرة من بين الأفعال المؤسسة للمجتمع، مشددا على أن تاريخ المغرب هو تاريخ هجرات، “لكن لم تلاق الاهتمام الكافي”، وزاد: “للمهاجرين دور كبير في التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي”.

“أنعاق”

خلال التظاهرة نفسها التي حضرها إلى جانب الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج كل من سفيرة المملكة الهولندية المعتمدة لدى المملكة المغربية، ووزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، عبد السلام الصديقي، تم عرض الفيلم الوثائقي “أنعاق”، الذي كتب له السيناريو وأخرجه محمد بوزية وقاسم أشهبون، وأشرفت عليه مؤسسة حوار بدعم من “CCME” والوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة ومؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج.

الشريط الوثائقي يهدف، وفق القائمين عليه، إلى تسجيل ذاكرة الجيل الأول من المهاجرين حفاظا عليها من الضياع وإغناء لمجال البحث الأكاديمي المتعلق بالهجرة، وإلى إبراز دورها في المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.

وشدد قاسم أشهبون، في كلمته التقديمية للوثائقي، على كون الهجرة لم تبدأ، كما هو شائع، في ستينيات القرن الماضي، وإنما قبل ذلك “حين لجأ العديد من المغاربة بالريف وسوس إلى الهجرة نحو الجزائر التي كانت في حاجة ماسة إلى يد عاملة في مجال الفلاحة؛ حيث قطعوا آلاف الكيلومترات واستقروا في بجابة ووهران وبلعباس”.

واعتبر مخرج “أنعاق” أن الهجرة ازدادت كثافة في الأربعينيات مع موجة الجفاف الشديدة التي ضربت الريف؛ حيث توجهت العائلات حينها نحو الجزائر، قبل أن تتوقف مع استقلال الجزائر واندلاع حرب الرمال، وبسبب الخلاف الحدودي في منطقة فكيك.

وختم المتحدث كلمته بالتأكيد على أن الشريط جاء ليجلي جانبا من تجربة الهجرة التي تعتبر إحدى أهم المحطات في تاريخ المغرب المعاصر، واعترافا بالجميل وردا للاعتبار للرواد الأوائل من المهاجرين الذين ضحوا بشبابهم وصحتهم من أجل إعالة أسرهم والمساهمة في تنمية المناطق التي ينحدرون منها وفي تقدم المغرب وازدهاره.

إغناء الثقافة

سفيرة المملكة الهولندية المعتمدة لدى الرباط اعتبرت، في كلمتها المقتضبة، أن الهجرة المغربية إلى الأراضي المنخفضة، الممتدة لسنوات، ساهمت في إغناء الثقافة الهولندية، مشددة على كون بلادها كانت دائما مهتمة بإدماج المغاربة في المجتمع.

وذكرت الدبلوماسية الهولندية تألق كل من خديجة أعريب، رئيسة البرلمان الهولندي، وأحمد بوطالب، عمدة روتردام، سياسيا، وتوهج نجم الهولندي من أصل مغربي حكيم زياش، رياضيا، مع فريق أجاكس أمستردام.

ولم تفوت السفيرة الفرصة دون التأكيد على متانة العلاقات بين البلدين وعلى غناها، لتختم مداخلتها بالتأكيد على أن “الهولنديين غيروا سندويشات الجبنة بالكسكس المغربي”، في إشارة إلى التعايش بين الثقافتين.

‫تعليقات الزوار

7
  • Beni mellal
    الثلاثاء 4 أبريل 2017 - 23:22

    Moroccans and immigration has been like a movie which could have a title of '' immigration to whom doesn't have a country'.
    Immigrant!

  • صابر
    الثلاثاء 4 أبريل 2017 - 23:42

    عفوا، الجيل الأول يختلف عن الجيل الثاني و الثالث من حيث أنه كان غريبا لا يتقن لغة البلد المضيف و كان جيلا عابرا في عقليته، هدفه فقط العمل لإعالة الأسرة في البلد، و لهذا كان في الظل و يجانب الرصيف رغم التمييز و الاستغلال الذي كان يتعرض له. لأجل هذا لم يحتك بالشرطة او بالمجتمع الذي يعيش فيه. أما الجيل الثاني فقد عرف المدرسة و احتك بالمجتمع الذي عامله بازدراء و تهميش كما عامل والديه، و كانت ردة فعله مختلفة، فلم يخنع و لم يجانب الرصيف، و لكن خلق لنفسه ثقافة مزيجا بين ثقافة الوالدين و ثقافة البلد المضيف مع نكهة من الفوران في وجه المجتمع الذي يرفضه رغم انتمائه اليه.

  • المهدي
    الأربعاء 5 أبريل 2017 - 00:46

    سألت يوما شيخا من الرعيل الاول الذي التحق بهولندا : لماذا لم تكن لكم مشاكل مع الهولنديين كما يحصل اليوم مع الجيل الحالي ؟ ابتسم الشيخ وأجابني بكل بساطة : كما نقول ان جيل اليوم عنيف كذلك يقول الهولنديون من سني ان جيلهم اليوم عنيف نحن يا ابني لم نكن نعرف اللغة الهولندية ولا نفهمها وحتى ان شتمنا احدهم لا نعرف ماذا قال فلا نجيبه وقد حدث معي ذات يوم في العمل ان سخر مني هولندي دون ان افهم ولم ادرك انه سخر مني الا عندما انقض عليه هولنديون زملاء في العمل وأوسعوه ضربا قبل ان يشتكوه الى رب العمل نيابة عني ، اما أبناء اليوم فيفهمون لغتهم وينفعلون لأدنى سبب ويواجهونهم بأساليبهم ، كان صمتنا ولامبالاتنا بما يقول سفهاؤهم يدفع بعضهم للخجل والندم لكن أكثرهم كانوا طيبين تعاملنا مع شبابهم الذين اصبحوا شيوخا وجيل اليوم يواجه جيلا هولنديا غير الجيل الذي عرفناه .

  • الغلبزوري
    الأربعاء 5 أبريل 2017 - 01:17

    "أنعاق" بالريفية وتعني "الهجرة"، ولكن فيها حمولة حزن.. إنه نوع من الهجرة القسرية… إن المغاربة في هولندا بشكل أساسي هم الناس المنحدرون من الريف… لم يهاجروا لأنهم أرادوا الهجرة؛ بل تم تهجيرهم بطرق ملتوية… إذ أنهم كانوا في علاقة متشنجة مع الحسن الثاني وقبل ان يتولى السلطة قاد الجيش لقمعهم، وبعد توليه العرش جاءته دول اروبية تُريد يدا عاملة، فوجدها فرصة تاريخية للتخلص من شعب بأكمله يمثلا جزءا من الأمة المغربية… وهذا ما كان فعلا، إذ أن 75 في المائة من الريفيين يعيشون في أروبا… وان كان الجيل الاول والثاني وحتى الثالث لا يزالون متشبثين بوطنهم، فهل سيرتبط الجيل العاشر او العشرون بأرضهم؟.. لا أعتقد ذلك.
    لذلك أقول بأن المخزن يتحمل مسؤولية تاريخية في تهجير جزء من شعبه مستغلا فقرهم، وتضييق الامن عليهم… حتى أن أحد شيوخ عائلتي حكى لي عن مشاركته في المسيرة الخضراء… فسألته من أين جاءتكم كل تلك الروح الوطنية لمسيرة لآلاف الكيلمترات؟؟… فأخبرني بأن القايد كان منع إعطاءهم الباسبور للهجرة إلا لمن شارك في المسيرة الخضراء.. لذلك ينبغي اعادة كتابة التاريخ.. وتلخيصه من الأكاذيب ….

  • عبد الله الغريب
    الأربعاء 5 أبريل 2017 - 10:12

    الحقيقة بهذا الفيدو الصادم ،عنوانه ًًًً والرجز فاهجر … دليل المهاجر والمغترب ً

  • ماسين الريفي
    الأربعاء 5 أبريل 2017 - 10:50

    "انعاق" كلمة امازيغية ريفيه لها اكثر من معنى وتحمل في طياتها كل المتناقضات.
    انعاق: هي ان تهاجر أو تغادر ارضك الى وجهة غير معروفة في العالم ، وجهة لا اسم ولا عنوان لها، وتلعب الاقدار والظروف الدور الرئيسي في التوقف في مكان ما، مستريحا أو مستقرا أو عائدا الى الى بلدك.
    اتفق تماما مع المهدي 3 والغلبزوري 4 وقد أصابا الى حد بعيد في تعليقيهما.
    جيل الْيَوْمَ ليس هو جيل الامس

  • سناء الادريسي
    الأربعاء 5 أبريل 2017 - 11:02

    المهاجرين المغاربة لايمثلهم احد بل بمثلون انفسهم. في المغرب يمثلهم مالهم ان لم تدفع فلن تحصل على شيء. زيادة على كثرة النصابين والمرتشين الذين لايرحمونهم . اما في المهجر فمررة بالقانون ومرة بالدعاء وطلب اليسر من الله. حتى. القنصلية اذا ذهبت على وثيقة يعاملونك وكانك تطلب منهم صدقة.لم يتعلموا حسن الإستقبال والمعاملة الحسنة حتى في اابلاد التي تحسن الإستقبال.

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال