جامعو "الزلط" في غزة يلتقطون رزقا مغمسا بـ"نيران إسرائيل"

جامعو "الزلط" في غزة يلتقطون رزقا مغمسا بـ"نيران إسرائيل"
السبت 3 ماي 2014 - 19:30

لا يكترث “يونس أبو عودة” (20 عاماً) لتشققات يديه، ونزف جروحه التي تسيل بغزارة، جراء انشغاله في جمع الحصمة (الحصى-الزلط)، بين كثبان الرمال، شمالي قطاع غزة، فكل ما يتمناه هو أن يُغادر المكان سريعاً بعد امتلاء عربته الصغيرة بالحصى، قبل أن يتحول إلى رقم جديد في قائمة المصابين برصاص الجيش الإسرائيلي.

ويخشى أبو عودة من رصاصات الموت، التي لا يتردد الجنود الإسرائيليون المتمركزون على بعد أمتار من السياج الفاصل على امتداد قطاع غزة، في إطلاقها على كل من يتحرك في تلك المنطقة.

غير أن هذا المشهد المحفوف بالمخاطر، لا يمنع “أبو عودة” من الخروج في الصباح الباكر يومياً، لجمع الحصمة من المناطق الحدودية، شمالي القطاع، والبحث عن لقمة العيش في “بؤرة الموت والخوف”، كما يقول في حديثه لوكالة الأناضول الذي رافقته في رحلته اليومية.

ويضيف أبو عودة وهو يحاول جاهداً الإسراع في مهمته، خوفاً من رصاصات قد تصيبه، كما هو الحال مع العشرات من زملائه، الذين وجدوا في بؤر الموت هذه، مكاناً وحيداً للبحث عن مصدر رزق، في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر، في قطاع غزة لمستويات غير مسبوقة.

وتطلق الدبابات الإسرائيلية والآليات العسكرية المتمركزة على حدود قطاع غزة الشرقية، نيرانها الرشاشة بشكل شبه يومي، تجاه خط التماس مع قطاع غزة، وأراضي المواطنين الزراعية ومنازلهم، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ما تسبب بقتل وإصابة العديد من الفلسطينيين، بالإضافة لإحداث أضرار مادية كبيرة في ممتلكات ومنازل السكان المحليين.

وتابع أبو عودة: “نتمنى أن تدور عقارب الساعة بسرعة، وتنتهي مهمتنا في جمع الحصمة، قبل أن يقوم الجنود المتمركزون على الحدود بإطلاق الرصاص صوبنا”.

ويبدأ أبو عودة عمله منذ ساعات الصباح الأولى وينتهي بعد العصر، في محاولة منه لتوفير لقمة العيش لأسرته وإخوانه الأربعة.

ورغم تلك المخاطرة، إلا أن أبو عودة يحصل في المقابل على مبالغ زهيدة من عمله في جمع الحصمة، لا تكاد تكفي لتوفير قوت يوم واحد لأسرته، بحسب قوله.

وتُباع عربة الحصمة في السوق المحلي-بحسب أبو عودة- بـ (50 شيكل إسرائيلي) ما يعادل 14 دولاراً أمريكياً فقط.

وبينما يتساءل عن سبب تعرضهم للاستهداف اليومي من قبل القوات الإسرائيلية، قال أبو عودة: “نحن لا شأن لنا في توتير الأوضاع على الحدود، ولا نضايق الجنود المتمركزين عليها.. وكل ما نقوم به فقط هو جمع الحصمة في أرض مفتوحة ومكشوفة تماماً وبأيد عارية”.

وفي منطقة ليست ببعيدة عن مكان عمل الشاب “يونس”، يتمركز أحد أقربائه “إبراهيم أبو عودة” (22 عاماً) في نقطة تبعد نحو 100 متر عن الحدود مع إسرائيل.

ويبدأ إبراهيم عمله المعتاد في جمع الحصمة، فيما بصره لا يفارق المنطقة الحدودية، خشية استهدافه بالرصاص من عدد من الجنود الإسرائيليين الذين وصلوا لتوهم إلى منطقة الحدود.

ويقول الشاب العشريني في حديث مع وكالة الأناضول: “نأتي هنا لكي نجمع الحصمة بسبب قلة العمل، فلا مكان آخر لنا سوى منطقة الموت هذه”.

إلا أنه تابع مضيفا “الحمد الله، اليوم لم نسمع أي طلقات نار، في أغلب الأيام تكون المناطق الحدودية عبارة عن بؤر موت لجامعي الحصمة الذين يبحثون عن رزقهم، ولقمة عيشهم”.

ويفرض الجيش الإسرائيلي المتواجد على حدود الشريط الساحلي، منطقة أمنية، بعمق يتراوح ما بين 300-500 متر، يمنع الدخول إليها من قبل السكان على طول الحدود الشمالية والشرقية التي تفصل قطاع غزة عن إسرائيل، ويطلق النار على من يقترب منها.

وبحسب بيانات لوزارة الصحة في غزة، فإن ثمانية عمال أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي ،خلال شهر أبريل/نيسان الماضي.

ويعمل عشرات الشبان الفلسطينيين في جمع “الحصمة” المستخدمة في البناء، من المناطق الحدودية، بهدف بيعها لشركات تصنيع الباطون، نظرا لافتقاد السوق الفلسطيني لها، بفعل منع السلطات الإسرائيلية لإدخال مواد البناء لغزة.

وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصارا مشددا على القطاع.

وسمحت إسرائيل بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي (13 أكتوبر/ تشرين أول 2013)، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية.

ويتسبب منع إسرائيل لإدخال مواد البناء، وبضائع أخرى كالمواد الخام الخاصة بالمصانع، في تعطل الحركة الاقتصادية في القطاع، وزيادة نسبة البطالة في صفوف السكان.

ويعيش 1.8 مليون فلسطيني في قطاع غزة، في الوقت الراهن واقعا اقتصاديا وإنسانيا قاسيا، في ظل تشديد الحصار الإسرائيلي والمتزامن مع إغلاق الأنفاق الحدودية من قبل السلطات المصرية.

وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان، في غزة، أصدر تقريرا في 14 أبريل/نيسان الجاري، ذكر فيه أن “جامعي “الحصى” والحجارة، باتوا هدفا لنيران قوات الجيش الإسرائيلي، التي تواصل استهدافهم بإطلاق النار في المناطق القريبة من الحدود.

وقال المركز الحقوقي، إن قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة شمال وشرق قطاع غزة، “تفتح نيران أسلحتها، صوب عدد من جامعي الحجارة والحصى، بشكل متعمد ما تسبب في إصابة خمسة منهم بجراح متوسطة، وطفيفة”.

ولفت المركز إلى أن عملية جمع الحجارة والحصى من مخلفات المباني والطرق المدمرة، والبحث عنها بالقرب من الحدود مع إسرائيل، ظهرت في ظل تشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، ومنع السلطات الإسرائيلية إدخال مواد البناء.

وترتفع معدلات البطالة والفقر، وفق وزارة الاقتصاد التابعة للحكومة المقالة في غزة إلى ما يزيد عن 39%.

*وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

10
  • نور
    السبت 3 ماي 2014 - 19:48

    لا حول ولا قوة الا بالله حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

  • Salma
    السبت 3 ماي 2014 - 19:51

    ليل الظلم لن يدوم طويلا !!!!

    مادام هناك من يوحد الله عل هذه الارض . سيبزغ فجر المسلمين. طبعا ليسوا هؤلاء الذين يلتصقوا بالكراسي ويها د نون العدو.
    مآ سينا اننا نثور إذا جعنا ولكن لانثور إذا ظلم المسلمون. لهذانحن لانستحق النصر

    – سيسخر الله للاسلام رجالا ينصرون دين الله في الارض. لتكون كلمة الله هي العليا.

  • mostafa sbayo guelmim
    السبت 3 ماي 2014 - 20:14

    حان وقت الجهاد في سبيل الله من أجل فك الحصار عن أهل غزة، يا علماءنا وقادتنا إن الله لن يعذركم وإخوانكم يضطهدون ويقتلون، يا ضمائر العالم الحية لقد أصبح الحجر ألين من قلوبكم،

  • حسن
    السبت 3 ماي 2014 - 20:30

    مايتعرض له الفلسطينيون على أرضهم من إهانات واعتداءات وقتل بشكل يومي يتحمل وزره ما تعرفه الساحتان الفلسطينية والعربية من انشقاقات فيما بين مسؤوليها.لكن إذا حللنا الأمر أكثر فسنجد أن الشعوب هي التي تتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك لكونها ساهمت في الأغلب في إيصال هؤلاء المسؤولين إلى سدة الحكم في هذه المناطق.لذا فإن هذه الشعوب لا تستحق إلا مثل هؤلاء الحكام كما يقول المثل الفرنسي: "A CHAQUE PEUPLE LE POUVOIR QU' IL MÉRITE"
    هذا هو واقعنا للأسف الشديد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  • محند
    السبت 3 ماي 2014 - 20:39

    هؤلاء المزلوطين ضحايا الاستيطان الصهيوني. ولكن الفلسطينيون انفسهم يتحملون المسؤولية وخاصة زعماء الفصاءل الفلسطينية التي تتناحر وتتقاتل فيما بينها حول السلطة اكثر من 60 سنة. كيف يمكن لشعب منقسم ان يحرر وطنة من قبضة الاستعمار والعدو? اضافة الى انقسام الفلسطينيين وصراعاتهم حول السلطة هناك تدخل حكام الدول العربية الاسلامية في شؤون الفلسطينيين عن طريق الجامعة العربية الكرتونية. هؤلاء الحكام يجتمعون على لخوى الخاوي ويريدون تحرير الاراضي والمقدسات والشعوب بالدعاء وهم كذالك منقسمون ولا يراعون الا مصالحهم وكراسيهم وعروشهم. هناك دول كسوريا مثلا ارضها هضبة الجولان الى حد الان مستعمرة من طرف اسراءيل حافظ الاسد وابنه بشار لم يطلقوا ولم رصاصة واحدة على العدو وبالمقابل يستعمل النظام افتك الاسلحة ضد شعبه وعلى ارض الشام يشن المسلمون بمختلف فصاءلهم حربا وحشية بينهم ودول الشرق الاوسط وحكامها يقفون بجانب الفصاءل والجماعات الدينية والمذهبية والحزبية التي يدعمونها بالمال والاسلحة. اذن ما يحدث في فلسطين وسوريا هي صورة من صور البشاعة والغباوة والوحشية والانانية والذل والفشل والانقسام بين حكام العرب.

  • مواطن لامنتمي
    السبت 3 ماي 2014 - 21:45

    لافرق بين جامعيو زلط لغزوين الذين يخافون رصاص اسرائيل وجامعيومغاربة ابناء لبسطاء ولمستضعفين الذين يموتون عرق بعرق بزلط داخل وطنهم مع تعنت وحقد بعض لمتحزبي الذين يجرو وراء لمناصب لابنائهم وبناتهم وزوجاتهم واتباعهم واعادت توظيف من استفادومن لمغادرة طوعية وملاين دراهيم من دولة بعد اعتراض عن توظيف لمعطلين وعدم قبول تشغيل شباب بعدد من شركات حكرا للفتيات ونساء توصيات فرنسا ومدوناته التي تطبق بالحرف لينقطوهم بدرجات متقدمة خوفا عن فقدان لمنصب ولامتيازات لمادية وسكنية وسيارةدولة حللو ناقشو تكتشفو لعجب اصحاب شعارات ولوعودلكاذبة زائد لفوارق لجتماعية ولاجورلهزيلة من 1200در شهري ولاجورلمنتفخة7ملاين واكثره مضاعفة بالامتيازات ودبلسمات وهداي شكلاط ولمحروقات زائد تقاعد لمريح ام بعض لمتقاعدين جائز في حقهم صدقة بعد غلاء لمعيش ورتفاع تمن لمحروقات الذي ضرب في صميم مدخرات كل فئات لمجتمع وزدياد في عدد لباطالة في صفوف لمتكونين ولمشرملين سؤال موجه لمسؤلي جماعات سلا لمريسة عن عمال شركات جمع الازبال عن اختفائهم من بعض لاحياء ووجودهم باحياء بطانة حي سلام ومشكل اشارات لمرور ببعض لمدارت سوداء التي تشكل اكبرخطر

  • الخوف والدعر يهدد الصهاينة
    السبت 3 ماي 2014 - 22:32

    الصهاينة يعملون المستحيل مع الله كي يبقو على أرض فلسطين،يسمحون لأنفسهم بقتل الفلسطينيين وإبادتهم وتجويعهم لكي يبقو هم على الحياة صامدين قامعين غاشمين على القرى والبيوت،لكم الله ياأعز شعوب العالم،فاأصبرو وصابرو إن الله لايخيب صبركم وحرمانكم،هنيئا لحكام العرب بعقاب من الله على مسؤليتهم تجاه الفلسطينيين المحاصرين.

  • رشيد
    السبت 3 ماي 2014 - 22:38

    و الله ما نخشاه هو السؤال يوم القيامة عن نصرتهم. و لو بالدعاء و نحن ابعد عن ذلك بعد المشرق عن المغرب

  • سعاد
    الأحد 4 ماي 2014 - 00:30

    عظماء… خلقوا ليكونوا عظماء.

  • منصف
    الأحد 4 ماي 2014 - 16:50

    من حق جنود اسراءيل ان يطلقو الرصاص في خط التماس مع غزة لحماية انفسهم حماس هي المسؤولة عن اوضاع الغزويين بسبب تعنتهم مع اسراءل الحل تسليم غزة للسلطة الفلسطينية لكي تسير متل رام الله

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 4

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 1

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 2

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 3

الأمطار تنعش الفلاحة