خبراء مغاربة العالم يناقشون ريادة الأعمال

قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، إن مغاربة العالم “خزان خبرة” من شأنه الإسهام في تعزيز جهود تحقيق غايات التنمية، مضيفا: “شكلت تحويلات المغاربة مصدرا مهما للعملة الصعبة، حيث بلغت خلال شهر يناير الماضي حوالي 10 مليار درهم، مما يدل على مدى ارتباط المغاربة بوطنهم وحرصهم على دعمه، خاصة خلال فترة الأزمة، لكن رغم أهمية هذه التحويلات، فالزمن الحاضر أضحى يفرض العناية باقتصاد المعرفة، كما يحث على ذلك البرنامج التنموي الجديد وخطاب ثورة الملك والشعب لـ20 غشت الماضي”.

وأوضح بوصوف، خلال الجلسة الافتتاحية، لندوة “تعزيز الاستثمار ودعم المستثمرين.. مع خبراء مغاربة العالم في مجال المال والأعمال”، التي نظمت اليوم السبت بمدينة ابن جرير من طرف مجلس الجالية المغربية بالخارج وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، أن “الاهتمام يجب أن ينصب اليوم على الخبرة والمعرفة العلمية التي تعنى بالمخاطر المالية لما لاقتصاد المعرفة من أهمية وضرورة”، مشيرا إلى أن “لقاء اليوم يندرج في هذا الإطار تماشيا مع النموذج التنموي الجديد الذي جعل من الجالية إحدى الركائز الخمس لتحقيق تنمية شاملة داخل المغرب”.

وتابع قائلا: “إذا كنا نتوجه إلى الاستثمار بالتركيز على المستثمرين الذين تفتح لهم الأبواب ويوفر لهم مناخ الأعمال كما وقع خلال المؤتمر الأخير الذي عقده رئيس الحكومة المغربية حول ريادة الأعمال، فإن الأهم هو التوجه إلى من يملك اقتصاد المعرفة، لأن الأزمة الخانقة التي مرت منها مجموعة من الأبناك تعتبر مؤشرا على أن الأزمة المالية يمكن أن تباغتنا وتهددنا بالموت السريع، لذلك فهذه المعرفة العملية تساعدنا على تحليل المخاطر المالية”.

وخلال هذه الندوة، أشار بوصوف إلى أن “من يملك المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب، يمكن أن يتحكم في المستقبل المالي، وهذا الأمر يمكن أن يوفره مغاربة العالم، وجامعة محمد السادس متعدّدة التخصّصات التقنية بابن جرير التي ستستثمر الزخم المعرفي الذي سيخرج من هذا اللقاء، لأن مغاربة العالم، بشهادة الملك محمد السادس، كانوا حاضرين في مختلف الأزمات، بتحويلاتهم المالية، والآن نريد أن ينتقل هذا التحويل إلى تحويل ذي قيمة نوعية يتمثل في عالم الأعمال”.

ووجه الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج خطابه إلى الحاضرين، قائلا: “أنتم ثلة من خبراء مغاربة العالم، ينتظر منكم تمكين المغرب من التواصل مع بقية الخبراء في ميدان المال والأعمال، وفتح العالم للمغرب من خلالكم لأنكم في الصفوف الأمامية للمبادرات الاقتصادية التي يقوم بها المغرب، والتي يشكل المكتب الشريف للفوسفاط قاطرتها”، مضيفا أن “هذا هو الهدف من هذه اللقاءات، التي تشكل لبنة في مشروع تشبيك الكفاءات الذي نعمل عليه من أجل الاستفادة من هذه الطاقات التي تشكل خزانا للمملكة المغربية، سيفيدها من خلال المساهمة في نجاح مختلف الأوراش التنموية التي تعرفها البلاد، التي أصبحت لها مكانة في المجمع المالي، بسبب تدبير يتسم بالعقلانية ويحترم المعايير الدولية الاقتصادية”.

وتأتي هذه الندوة تفاعلا مع مضامين الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـتاسعة والستين لثورة الملك والشعب (20 غشت 2022)، وفي إطار الجهود المبذولة لجذب استثمارات الجالية المغربية بالخارج، وعملا على الاستفادة من خبرات وكفاءات مغاربة العالم في مجالات المال والأعمال والاستثمار، بمشاركة مغاربة العالم من كبار الخبراء الدوليين والمسؤولين في أبناك دولية ومؤسسات مالية واستثمارية عالمية، وإسهاما في استعدادات المملكة المغربية لاحتضان الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المقرر انعقادها في مراكش خلال شهر أكتوبر القادم.

وتهدف الندوة إلى الاستفادة من خبراء وكفاءات مغاربة العالم في مجال المال والأعمال وعالم الاستثمار، من خلال مناقشة واقع الاستثمار في المغرب وآفاقه، والسبل الكفيلة بتعزيزه وتطويره وتجاوز معوقاته، ودور أسواق رأس المال المغربية في تمويل الاقتصاد ودعم الاستثمار، ودور مغاربة العالم في تعزيز دينامية الاستثمارات المغربية في إفريقيا من خلال البوابة المغربية، فضلا عن مناقشة أهمية الاستثمار في الثقافة المغربية، وأثر الصناعات الثقافية في التنمية الاقتصادية والمستدامة، وتقديم توصيات ومقترحات عملية حول سبل جلب استثمارات مغاربة العالم وتعزيز مشاركتهم في التنمية في المملكة المغربية.

ويشارك في هذا اللقاء العلمي مغاربة العالم من كبار الخبراء والمسؤولين والمستشارين في المؤسسات الاقتصادية والمالية والاستثمارية العالمية، مثل منظمة التجارة العالمية، ومنتدى دافوس الاقتصادي العالمي، ومجموعة بلومبرغ الاقتصادية العالمية، ومجموعة أمريكية للاستثمارات، والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية، ومجموعة البنك الأفريقي للتنمية، وبورصة لندن، والبورصة الألمانية، ومجموعة من الأبناك بالقارة الأوروبية، ومجموعات اقتصادية متخصصة في الطاقة، وفي التكنولوجيا واستراتيجيات التداول الخوارزمية، والاستشارة بالولايات المتحدة الأمريكية.

كما تشارك في الندوة مؤسسات جامعية واقتصادية ومؤسسات الاستدامة من المملكة المتحدة، وألمانيا، وسويسرا، وكوت ديفوار، وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المغربية.