داعش .. ذلك السؤال؟

داعش .. ذلك السؤال؟
الأربعاء 18 نونبر 2015 - 22:18

ليس أمامي سوى إفتراضين إثنين لا شريك لهما، الأول أنني إنسان مغيب العقل لا يفكر ولا يريد أن يعرف أجوبة لأسئلة تتزاحم في جوف العقل وتتعبه. والثاني أن تكون كل تلك الأجوبة مفتقدة وغائبة خصوصا عندما يتعلق الأمر بعمل متقن الدراسة ومحبوك الصياغة بعقلية جبارة وقوية. وهنا يعجز العقل أمام غياب التفسير لأمور تحدث وأخرى لا تحدث في الساحة العالمية وخصوصا الشق المتعلق بتنظيم ما يسمى ظلما بالدولة الإسلامية.

يبقى تنظيم داعش الآن وكما هو عليه وبالإمكانيات المادية والعسكرية المتوفرة لديه هو سؤالنا الأكبر. قد لا نختلف عن النشأة والميلاد والتطور الذي عرفه هذا التنظيم إلى أن بلغ ما بلغه. لكن تهمنا داعش الآن و اليوم .. ألا تنفذ في صيدلياتها الأدوية ؟ ألا تحتاج للعالم الخارجي لمواصلة الحياة؟ هل لديها مخزوف لا منتهي من الذخيروة والصواريخ؟

أم أنها تشتري ما ينفذ من السوق كأي دولة ؟ أو لعلها تقضي عملها بالتهريب ؟ ولنفترض الأمر كذلك , أوليس من العبث والحمق والبلادة أن نقبل شعارات التحالف الدولي التي تنادي بإضعاف داعش ثم القضاء عليها. في حين تتواصل عمليات إنعاشها بكل ما تحتاجه من قبل سماسرة التهريب .

لا يعقل الا يتساءل المرء وهو ضحية من ضحايا داعش كمسلم مقيم في الغرب ويقاسي من ويلات الصورة النمطية التي زرعتها داعش ومن أوجدها ومن مولها ومن يمولها ومن يهرب لها السلاح والماء والهواء.

وقبلها تنظيم القاعدة الذي لا تقل أضراره على حياة الملايين من المسلمين الآمنين المسالمين.

لا يعقل أن يدفن المرء رأسه في قميصة ويُحَمَلَ نتائج ذنب لم يقترفه ويقاسي مدافعا عن صورة الإسلام العظيمة كل يوم وكل ساعة وأحيانا كل لحظة يقف فيها أمام رجل إدارة أو سلطة في بلاد الغرب. لا يعقل ألا يسأل الفرد منا أسئلته الوجيهة:

– لماذا صعد المالكي مع العشائرة السنة لدرجة القطيعة ؟.

– لماذا انسحبت قوات المالكي وسلمت الموصل ؟.

– لماذا تركت وراءها ما تركت من معدات وأسلحة في قاعدة السبايكر؟.

– كيف سقطت نينوى ؟.

– كيف عجز الجيش العراقي المدعوم من أمريكا ومن إيران في القضاء على داعش في بدايتها ؟

– كيف تصنع داعش أفلامها ومن يوفر لها الآليات الحديثة والمعدات المتطورة ؟. ونحن نعلم جيدا ما يتطلبه رفع مقطع فيديو بسيط على اليوتوب من تقنيات .. فمن أين لها ذلك؟

– من أين لها سيارات الجيب والمدرعات الحديثة هذه ؟. الم تبلى ألم تتعطل فمن أين تعوضعها ؟

– كيف تهرب داعش النفط وتبيعه في وضح النهار وتحت وأشعة كل الرادارات والأقمار الإصطناعية الروسية والأمريكية وإيرانية والإسرائلية والفرنسية ,و و و و؟.

– من يوفر لها الكهرباء والماء وشبكات الإتصال والإنترنيت ؟!!. ألا يفترض في أية معركة حربية تقاد من السماء أن تضرب أول ما تضرب أجهزة الإتصال السلكي واللآسلكي للعدو ؟. ؟؟؟؟؟

قد يكون التقاعس الأمريكي من العوامل التي أدت إلى تغول التنظيم لكن نفس التقصير جاء من بغداد وطهران وروسيا ودمشق وعمان والرياض والدوحة وكل النظام العالمي الذي يشاهد فيلما هنديا مبالغ في مشاهده الدرامية وهو يعرض على شاشات تلفزاتنا كل يوم ونحن علينا أن ننقل الخبر ونتلقى الخبر وننسى مشروعية السؤال عن سر قوة هذا التنظيم.

أو لم يسقط نظام صدام أمام الضربات الجوية ؟ أولم يسقط نظام القدافي تحت وابل الصواريخ ؟؟ كيف بالله يعقل أن يستمر تنظيم داعش وهو المعزول في بقعة جغرافية مكشوفة أمام الصواريخ والرادارات ولا يتم القضاء عليه بعملية زحف بري عرمرم ومنظم ؟

لكن من الذي سيقوم بذلك ومن الذي سيمول عملية القضاء عليه وهل يمكن أن تكون بداية الحل في القضاء عليه بالعودة لمن أوجد داعش اليوم ؟؟ داعش 2015 ؟؟

إن كل من يتوفر علي معلومات حول عملية تمويل هذا التنظيم ولا يتعاطى معها إنما هو يساهم في استمراره. وكل من يملك القوة على القضاء عليه ولا يفعل فسيكون أول من سيحاسبه التاريخ .

أما نحن أبناء هذا الدين الحنيف فلا نملك غير الدعاء والتمني بألا يكون أي إسم عربي وراء أي عملية إرهابية حتى نتنفس الصعداء قليلا فلا تكاد تمر السنة من السنوات دون أن تمرغ كرامتنا وكرامة ديننا في التراب ونحن نتفرج وندافع عن أنفسنا دون أن ندقق النظر في حقيقة المشهد وصدقيته.

وأخيرا لي سؤال بسيط وهو مجرد سؤال

لنفترض أن داعش نزلت من القمر أو المريخ .. ولم تمولها أي قوة اقليمية كما ولم يساهم نوري المالكي بسياسته العنصرية في استعداء العرب السنة والعرب الأكراد .. لنفترض أن داعش لا تخدم اليوم مصلحة النظام السوري الذي تحولت حربه مع المعارضة إلى عنوان ثان في سلم العناوين والأولويات . لنفترض أن إيران لم تغض الطرف عن داعش وأن أوباما لم يتأخر في فرض حل دولي سلمي أو عسكري في المنطقة بما يضمن على الأقل حياة الأبرياء والمشردين .. لنفترض كل كذلك ومع ذلك سيظل السؤال هو : ألم يقضي العالم على هتلر ؟ فهل يصعب ضرب تنظيم داعش ؟؟ واعجباه !! .

موقع الكاتب: www.acradiousa.com

‫تعليقات الزوار

9
  • توفيق اسعدي
    الخميس 19 نونبر 2015 - 01:08

    اليوم وانا اشاهد خطاب فرنسوا هولند على تلفزيون يشجب ويهدد بشن حرب لا هوادت فيها على داعش تدكرت خطاب جورج بوش الدي خرج يهدد بعد أحداث 11 من أيلول سبتمبر 2001 التي شهدتها الولايات المتحدة مرة 15 سنة بتمام والكمال ولم ينهزم الارهاب بل اصبح له وطن وراية ونشيد وعملة واقتصاد ونكسرت شوكة امريكا في افغنستان والعراق وخرجة امريكا بهزيمة وبضحيا يقدر عددهم في العراق بي 10000 جندي فما لا تفهمه الدول الغربية وهو ان الإرهاب هو إيديولوجا لا يمكن أن يحارب بالقصف، الإيديولوجيا تحارب بإيديولوجيا مماثلة لها تانيا لدية سؤال لو لم تقصف فرنسا، وأمريكا وحلفاءها سوريا والعراق فأعتقد أن تنظيم داعش ما كان سيُنفِذ هاته الهجمات. سؤال لماذا لم نسمع عن إنتحاريين من داعش مثلا في اليابان أو في كوريا الجنوبية أو الصين؟ بكل بساطة لأن هاته الدول لا تدعم الحكام المستبدين ولا تتدخل عسكريا في الدول العربية.

  • sifao
    الخميس 19 نونبر 2015 - 08:35

    من هو عظيم يفرض نفسه بعظمته رغم انف الجميع ومن هو حقير يبحث عمن يرجع اليه اسباب حقارته ، سؤالك يبدو مشروعا في الظاهر ، لكنه سطحي لا يلامس جوهر القضية ، للتوضيح اكثر ، قطاع غزة ،لا تتجاوز مساحته 360 كلم 2 ، محاصر من كل الجهات ، برا وجوا وبحرا ، ينفذ منه الكهرباء والماء والدواء وربما الهواء ايضا ، الا السلاح فيزداد كما ونوعا ، من اين يأتيه ذلك ؟ اذا كان الوضع هكذا على بقعة بمساحة مزرعة فكيف سيكون في منطقة مفتوحة شهدت تفكيك دولة بكل مؤسساتها (العراق) واخرى انهار اكثر من نصفها (سوريا) بالاضافة الى حرب دامت 34 سنة وماتزال مشتعلة ، منذ الحرب الايرانية العراقية ؟
    الغرب ، ليس خادما امينا عندكم ، يتدخل متى تشاءون وينسحب عندما تريدون ، وتملون عليه ما يجب ان يقوم به وما يجب ان يتجنبه ، اذا تدخل تقولون حربا صليبية وتنجيسا لاراضينا الطاهرة وذا تقاعس تتهمونه بالوقوف وراء الاورام التي تنخر اجسادكم وعقولكم ، الغرب لا يفهم الا لغة المصالح ويجب التعامل معه على هذا الاساس ، ابحثوا عن مصالحكم معه …
    الآن وبعد كل ما حدث سيتسع مفهوم الدول الراعية والمصدرة للارهاب ليشمل بعض الدول التي تتظاهر بمحاربته…

  • ahmed arawendi
    الخميس 19 نونبر 2015 - 09:09

    طيب,لا أحد اليوم يختلف حول ولادة داعش و الدور الغربي في تدريبهاو تسليحها و تمويلها.بل أذهب أبعد: دور الغرب في دعم التيار الخوانجي لذبح المثقفين اليساريين و ترويع الحرم الجامعي بالسواطير في كل البلاد الاسلامية ابتداءا من أواخر الستينات.
    لان أمريكا لا يهمها ذا كنت تقطع رؤوس مواطنيك و لا يهمها إذا حولت نساءك إلى خادمات بدون حقوق للرجال.
    أمريكا يعنيها جدا نظام قد يؤمم قطاعات مهمة من اقتصاد دولة هي تتربح منها فلتذهب نساء السعودية الى الجحيم وكل البنغلادشيين الضعفاء الذين تسقط أحكام البتر تقريبا كلها عليهم لمحاسن الصدف..
    السؤال المهم الآن:
    في كل هذا, لا يتحمل الاسلام و تعاليمه و لا ذرة من مسؤولية??

  • sifao
    الخميس 19 نونبر 2015 - 09:14

    توفيق اسعدي
    للتذكير فقط ، بالامس اعدمت داعش رهينتين احدهما نيرويجي والآخر صيني وسبق ان اعدمت يابانيين …داعش تقول انها تخوض حربا مقدسة ضد الصليبيين واليهود والوثنيين ، بالاضافة الى الشيعة والخونة من اهل السنة ، اذن ، فهم يستبيحون دماء كل البشرية…
    لا اعتقد ان اليازيديين والمسيحيين والاكراد قصفوا سوريا والعراق حتى تعرضوا للقتل والسبي والتهجير….الايديولوجيا تتواجه بايديولوجيا مخالفة بين العقلاء والمتحضرين وليس بين المرضى النفسيين والمنتعطشين للدماء ومن يُأتمرون من السماء…

  • sifao
    الخميس 19 نونبر 2015 - 11:31

    نعم ، داعش صناعة غربية بتمويل خليجي كما تؤكد ذلك المعلومات الاستخبارتية ، لماذا لم تولد "دعش" من رحم اليهودية او المسيحية لتكون خادمة امينة لصناعها ؟ لماذا خرجت من رحم الاسلام ؟
    اذا كنت تتذكر خطاب بوش ، بعد احداث 11 شتنبر ، حين قال ، سننقل المعركة الى اراضيهم ، فهو لم يكن يقصد احتلال الارض والمكوث فيها ، لان الاستعمار العسكري في شكله الكلاسيكي لم يعد فعالا ومكلفا بشريا ، وانما لايجاد من سيخوض الحرب بالوكالة ، ولم يكن ذلك صعبا عليه في ظل وجود ارضية خصبة ، موارد بشرية هائلة مستعدة للقتال ومرجعية سماوية وتاريخية تحضى بالتقديس والتأليه ، وثلة من "العلماء" المنافقين من ورائهم ملايين من الاميين الذين يصدقون اقوالهم ومستعدين لتنفيذ فتاويهم ، لهذه الاسباب وُلدت داعش من رحم الاسلام وليس من رحم المسيحية واليهودية ، لان اليهودي او المسيحي غير مستعد للموت من اجل افكار تعود الى عصر الظلمات ومستعد للموت من اجل وطنه ليس في المعارك العسكرية فقط ، وانما في مركبات الفضاء واعماق البحار من اجل العلم والمعرفة …الدين يدمر الاوطان وهذا ما يفعله في سوريا وليبيا والعراق والصومال و… والحبل على الجرار

  • السوراي عبد الصادق
    الخميس 19 نونبر 2015 - 12:12

    كفانا من هذه الافكار التي ترجع كل شيئ يقع لنا الى "الاخر"- و هذا معناه اننا لم نبرح قط الفكر الميتافيزقي القدري الذي يلصق كل ما يحدث لنا الى قوى خفية قاهرة- لابد من طرح "الذات" و "النحن" في كل ما نعيشه- من طالب و برر احتلال العراق؟ اليس "ايات الله السيستاني" مثلا الذي انخرط في مخطط "بريمر"- فلماذا قبل و رحب بذلك؟ اهو البلادة التي هي تنيجة سيادة الفكر الميتافيزيقي؟ ربما- الارهابييون الذين يقتلون الابرياء الا يستندون الى نصوص مقدسة ام لا؟ لكن واضحين – ماذا نريد؟ هل نأخد النص كاملا ام نغض الطرف على جزء اخر منه رهيب و حاث على القتل -ثمة ما يمكن ان نسميه "مشكل الاسلام" (مشكل اليهود في القرن 19 م)- هل كل ملتحي و متحجبة هما بالقوة و الكمون ارهابيين؟ اجل و لنتسم بالشجاعة لطرح هذه القضايا التي نتهرب منها- و هل الاسلام دين سلم ؟ نلاحظ انه العكس تماما لانه حتى في اطار مجتمعات اسلامية تمة نوع من الارهاب الفكري و محاربة الحرية و الارادة البشرية و اخضاع الناس لامور غير مقتنعين بها (فكريا و عقائديا و دينيا و روحيا) – انه نوع من الفاشيات في بعده السياسي- لابد من نقد الدين و سن قانون دولي لاجل ذلك

  • الهام
    الخميس 19 نونبر 2015 - 12:45

    الجواب على كل اسئلة كيف تم صناعة هذه الأسطورة المسمات داعش وهذا أسمها بدون اختصارات لأن تسمية الدولة الإسلامية لاتستحقه و عار على الإسلام و المسلمين تجده في لانغلي مقر المخابرات المركزية الأمريكية أما لماذا تم صناعاتها فتجده في تل أبيب والباقي مجرد تفاصيل غير ذات صلة و بيادق تستعمل و ضحايا أبرياء من كل الجنسيات و الديانات تدفع الثمن سواء بالموت أو التضييق عليها في عيشها

  • mnm
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 15:22

    مصائب العرب بشتى انواعها ورائها امريكا واليهود والغرب اما هم اي العرب فهم غير مسؤولين عن ذلك وبل مظلومين هذه هي النتيجة الوحيدة اللتى يتوصل اليها العرب فى تحليلهم وبحثهم عن الاسباب وينسون بان تاريخهم على الخط الزمني مبني على القتل والسبي
    هل امريكا وراء داحس والغبراء و قتل جل الخلفاء الراشدين وقتل المولى ادريس الاول بالمغرب رغم انه هرب منهم وترك لهم كل شيئ واستقل عنهم فى كل شيئ هذا هو حال العرب لااظنه سيتغير "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم "صدق الله العظيم
    الله يحفظ بلادنا من العقل العربي

  • mostafa d'oujda
    الجمعة 20 نونبر 2015 - 16:08

    Le noyau dur dé daesch est composé de ces enfants de la guerre usa/irak..ces enfants qui ont vu leurs mères et leurs soeurs violées par les soldats américains..qui ont vu leurs pères et leurs freres égorgés devant leurs yeux..qui ont assistés aux assauts des américains en pleine nuit..qui ont souffert de manques d'assistance médicale…

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة