رأس السنة بطنجة .. طلبات "كعكة النّافِيدَاد" ترصدها أعين الأمنيّين

رأس السنة بطنجة .. طلبات "كعكة النّافِيدَاد" ترصدها أعين الأمنيّين
السبت 31 دجنبر 2016 - 23:55

يبدو باب المخبزة مسدودا تماما بعشرات الأجساد التي يتزاحم أصحابها من أجل حجز كعكة “النافيداد”، أو “البوناني”، في مشهد مثير لم تكن تشهده الأحياء الشعبية بمدينة طنجة منذ عقد واحد تقريبا.

يقول صاحب المخبزة مفسّرا ما يحدث على بعد ساعات قليلة من تغيّر الرقم 6 إلى7 لتطل علينا سنة جديدة: “صحيح أن الطلب على كعكة رأس السنة قبل عشر سنوات أو أكثر بقليل كان محدودا جدا في الأحياء الشعبية إن لم نقل منعدما، لكن الأمور تغيّرت. أكاد أجزم بأن لوسائل التواصل دورها الكبير فيما يحدث، فنحن بالكاد نستطيع تلبية طلبات الزبائن الآن”.

يعلّق أحد الزبائن على الموضوع مدليا بدلوه: “في السابق كان شراء كعكة رأس السنة يقتصر على وسط المدينة، والسبب كان مفهوما لأن الإسبان عاشوا هناك فترة من الدهر فكانوا يتبادلون مع جيرانهم ثقافتهم بكل تجلياتها، لكن وصول هذه العادة المستحدثة إلى الأحياء البعيدة أمر جديد عموما، ولعلّي أؤيد صاحب المخبزة في اعتقاده بأن وسائل التواصل التكنولوجي هي السبب في هذا الحماس”.

ويواصل عدد من ساكنة طنجة التجول على مخابز المدينة باحثين عن أفضل كعكات “النافيداد” (رأس السنة بالإسبانية) للاحتفال برأس السنة مع أصدقائهم أو أسرهم في المقاهي أو البيوت، في مشهدٍ يسم ليلة رأس السنة.

مركز الاحتفالات

ومن الأحياء الشعبية نحو “البوليبار”، قلب طنجة النابض، تزداد مظاهر الاحتفال بروزا، بدءا من منطقة سور المعكازين التي تمتلئ بأشخاص يرتدون زيّ “بابا نويل” ويلتقطون صورا رفقة أطفال مع أسرهم.

طرق مختلفة ابتدعها عدد من المصوّرين الفوتوغرافيين في المكان من أجل جلب الزبائن في هذه الفرصة التجارية التي تتكرر مرة في السنة، فقاموا بتزيين الكراسي وتوفير إكسسوارات مختلفة تشجع الآخرين على أخذ صور للذكرى.

الإقبال الشديد على المكان يبرّر ما يقوم به هؤلاء، وتقول إحدى السيدات التي تصحب أبناءها معها: “كلّ هذا من أجل أطفالنا، يصعب ألا ترافقهم في هذه الجولة وهم يرون بعض رفاقهم يقومون بالشيء نفسه مع آبائهم”.

هي فرصة لرزق موسمي أيضا لأصحاب أقنعة “بابا نويل” والمصورين الفوتوغرافيين، وكل من يجاورهم بالمكان الذي تبدو منه أضواء مدينة طريفة الإسبانية وهي تتلألأ غير بعيد.

وهبوطا نحو منطقة النجمة تتجلّى عدد من مظاهر الاحتفال؛ أوّلها الازدحام الشديد الناتج عن التجوال في هذا الشارع الرئيسي لأسباب مختلفة، على رأسها انتظار ساعة الصفر في مكان آهلٍ يوفّر مرحا وتشاركا.

ثاني المظاهر هو واجهات المحلات التجارية التي تحفل بعبارات التهنئة بالسنة الجديدة، بينما يتجاوزها البعض مزيّنا مدخل المحلّ بشجرة “النافيداد”.

أغلب المتجولين بالبوليبار في الوقت المتأخر من الليلة هم ممّن يعتزمون الاحتفال بالمناسبة؛ لذا فإن اللباس الجديد والمبهرج أحيانا يطغى على أغلبهم، وهم ينتظرون ساعة الاحتفال إمام للولوج إلى أحد المرافق أو حتى في الشارع.

كورنيش هادئ.. وأمن متحفّز

“الكورنيش”، الشارع الآخر الذي كان يزاحم البوليبار في عدد الأشخاص الذين يقصدونه، بدا هذه السنة شبه مقفر بعد أن تم هدم كل الملاهي بالمكان من أجل تهيئة الميناء الترفيهي الجديد، فقط صوت الأمواج وبضعة أشخاص يلتمسون الهدوء أو مآرب أخرى يتجوّلون على طول الشارع، وصخب لا يكاد يسمع يأتي من مطاعم وحانات الفنادق التي تبقى مغلقة يصعب أن تعرف ما يجري بداخلها.

أمن طنجة استعدّ بشكل خاصّ لهذه المناسبة؛ فتوزعت العناصر الأمنية في الشوارع الرئيسية بشكل ملحوظ، ولوحظ تواجد مكثف لها أمام المصالح الأجنبية والقنصليات.

وزوال اليوم، بثكنة قوات التدخل السريع بطريق تطوان، كانت جل العناصر الأمنية على موعد مع تجمع أمني من أجل توزيع المهام والدوريات وتنفيذ الإجراءات الأمنية الصرامة من أجل ضمان مرور أجواء رأس السنة في أفضل الظروف وأأمنها.

كما تمّ الرفع من حدّة اليقظة بمناطق أمن المطار وميناء طنجة والميناء المتوسطي من أجل توفير التدخل في الوقت المناسب، وفق الاستراتيجية الأمنية المعتمدة من المديرية العامة للأمن الوطني “الهادفة إلى القرب والتواصل والتدخلات الاستباقية لتوقيف كل ما من شأنه المساس بأمن الوطن والمواطنين وسلامتهم”.

‫تعليقات الزوار

16
  • Wislani
    الأحد 1 يناير 2017 - 00:27

    2017رقم جديد دخل يوميات الانسان بدءا من الاحد وحتى لا انسى احدا سنة سعيدة لجميع المغاربة بصفة عامة وجنود جريدة هسبريس بصفة خاصة الذين هم دائما يقدمون اطباقا متنوعة من الاخبار .فكل سنة وهسبريس وكتاب هسبريس وقراء هسبريس ومعلقي هسبريس بالف خير وسنة سعيدة للجميع…

  • Younes
    الأحد 1 يناير 2017 - 00:42

    لاحول ولا قوة الا بالله
    امة ضحكت من جهلها الامم،
    ياربي لقد اهملنا طرق للوصول ليك وتبعنا طريق الشياطين اللهم ردنا اليك ردا جميلا ونقنا من الخبائت والعقول المستدرجة او المبرمجة ونصر الاسلام
    امين

  • TANGER 2015 HD-YOUTUBE
    الأحد 1 يناير 2017 - 02:08

    سنة سعيدة لجميع المغاربة من طنجة الى الكويرة,اخوكم من الحسيمة وشكرا هسبريس المحترمة والموقرة.

  • قنيطري ،،،
    الأحد 1 يناير 2017 - 02:10

    و صل الأمر حتى لبس لباس بابا نويل و التصور معه ،
    من اليوم لم يعد المغرب دولة اسلامية بل اصبح المسلمون به نادرون … انشري يا هيسبريس

  • شييئ يبكي ويضحك
    الأحد 1 يناير 2017 - 02:17

    شييئ يبكي ويضحك ما يقع في بلدي

    المغرب بلد المساجد والعلماء والشهداء

    ماذا جرى لهذا الشعب أصبح تائها لم يعد يفرق بين الحلال والحرام
    وكأن أجدادنا لم يعلمون أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به في الإسلام.
    هل حَرِِصنا على الأمانة كالأجداد أم اهمنا الحرص على كعكة النفيداد

    إن لم نكف فورا ونستيقض, فإن الذين نقلدهم لم يفلحوا يوما في هزم الأجداد

    ولكنهم قد يهزموننا نحن الأحفاد بسلاح كعكة النافيداد فتضيع العباد والبلاد.
    وسؤالي كمسلم مغربي أين المسؤول عن ما يدبرلنا وللبلاد

    بكعكة تدخل البيت من الأبواب وهي شرٌٌّ يزداد كل عام بحجم جيوش بأفتك العتاد
    فمن يستطيع إخراجهم إذا فات الأوان.

    تحياتي إلى جميع الساهرين على هسبرس وكذلك القراء الكرام

  • ابن طنجة
    الأحد 1 يناير 2017 - 02:41

    الشعوب العربية والمغاربة خاصة لا يقلدون الغرب والنصارى عموما الا في العادات و الامور التافهة السلبية من اكل ورقص وهرج ومرج وسبات عميق اما الاشياء الايجابية من علم وقراءة … فليسو من اهلها

  • Malika from boston
    الأحد 1 يناير 2017 - 02:47

    في الحقيقة لم اجد العبارات المناسبة,والله شي يدمي القلب ان ترى الأب والام يصطحب ابنه خارج البيت للا حتفال بهذه المناسبة الخاصة بالنصارى .نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجب نقتدي به في كل شي (ص).وان لا نشرك بربنا احدا.

  • WEST EUROPA
    الأحد 1 يناير 2017 - 03:18

    يحترمون المعاقين يحترمون المتشردين يحترمون المختلين العقليين يحترمون البشر يحترمون الديانات,يحترمون الوان البشر,سنة سعييييييييدة لدول غرب اروبا وكل عام وانتم بالف خير,happy new yaer for west europ,ممكن النشر يا هسبريس المحترمة,thank you

  • يونس
    الأحد 1 يناير 2017 - 06:20

    في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ )). الله اهدينا

  • مواطنة
    الأحد 1 يناير 2017 - 09:38

    سنة سعيدة لكل المغاربة ..سنة سعيدة لكل العاملين بهسبريس الرائدة..دام لكم العطاء و التميز

  • تطواني حر
    الأحد 1 يناير 2017 - 11:13

    وما الفرق بين البارحة واليوم وهل اﻷرقام تتحكم في مسار حياتكم لن تنفعكم لا 2017 ولا 2100 ستنفكم التقوى والسعي وراء الخير

  • الاسلام دين هداية
    الأحد 1 يناير 2017 - 12:00

    بسم الله الرحمان الرحيم ونحمد الله علي نعمة الاسلام والهداية من الضلال ونعود بك من الزلل والجهل والضلال

  • الكوني الفيلسوف المغربي
    الأحد 1 يناير 2017 - 14:39

    دائما نفس الجدال الغبي الذي ينتقد تقليد الغرب كما لو أن المسلمين يعشون في جزيرة مهجورة و معزولة و الحال أن المسلمين حاليا أكثر الأفراد و الجماعات و المجتمعات استهلاكا في العالم لما ينتجه الغرب و ما يبدعه لكي يدخل الإنسان مرحلة الحداثة.مطبخ أيها المسلم مليء بانتاجات الغرب و بالتالي فالملعقة التي تدخلها إلى فمك و الصحن الذي تأكل منه غربية الصنع.الملابس،أدوات تنظيف جسمك و منزلك.التلفاز الذي تعجبك فيه أخبار الدمار التي تتلذ بمشاهدتها بساديتك..الهاتف المحمول..السيارة التي تركبها و تستمتع فيها بالاستماع إلى القرآن..كل شيء تقريبا تستهلكه غربيا ثم تأتي و تقول لا يجب الاحتفال في يوم مميز بالنسبة للتوقيت العالمي و الإداري في بلدك..إنه الغباء المقدس بامتياز

  • Halima
    الأحد 1 يناير 2017 - 15:19

    حين تقرؤون تعليقات بعض المواطنين لا تتعجبوا بعدها من اين يأتي الارهاب والكراهية للغير
    من بين الاشياء التي احترفتها هذه الامة دون باقي الامم هو التكفير, وليس اي كان بل تكفير بني جلدتكم ايها السكيزوفريون.
    يعني الاحتفال برأس السنة اللي هو لمعلومكم ليس الاحتفال بالكريسماس اللي هو 25 ديسمبر , لن يضر احدا ولا مصلحة احد اثار حميتكم وخوفكم على الدين وتصاريح شباط بخصوص الصحراء خوفتكم من موريتانيا
    وباز باز باز على انفصام الشخصية عندكم ولو كتب لكم الذهاب الى دولة اوربية او امريكا او كندا لتكمشتم ووافقتم بلا حس
    الحمد لله الذي انقذني من هذا الشعب المريض

  • كريم من طنجة
    الأحد 1 يناير 2017 - 16:05

    اذا قلدهم اولا في الدراسة و التحصيل و احترام الاخر قبل ان تقلدهم في العبادات و العادات.

  • الأعور
    الأحد 1 يناير 2017 - 20:57

    شخصيا لم أفهم بعد منطق العرب والمتاسلمين منهم . يعترفون ويقدسون عيسى ومريم وفي نفس الوقت يمنعون أو يحرمون الإحتفال بعيد ميلاده . أليس المفهوم بتصرفاتهم الابتزازية هذه أنهم بصدد نشر الحقد والبغضاء بين الشعوب والديانات ؟ وتراهم يبكون ويشكون عند كل ردة فعل قاسية من الغرب جزاء تصرفاتهم . أليس الصمت والحياد من أسمى الحكمة والصواب . اتركوهم لشأنهم فمن أراد الاحتفال فهو حر ومن لم يرد فله ذلك . بدل الإهتمام بما ينفع الأمة من رقي وازدهار تضيعون الوقت والطاقة في الحلال والحرام حتى تصبحوا من الدواعش . فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم .

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52

“أش كاين” تغني للأولمبيين

صوت وصورة
الماء يخرج محتجين في أزيلال
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:30

الماء يخرج محتجين في أزيلال

صوت وصورة
كورنيش يشتكي الإهمال في سلا
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:14 4

كورنيش يشتكي الإهمال في سلا

صوت وصورة
ابن يجهز على الأب بالجديدة
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 12:47 11

ابن يجهز على الأب بالجديدة

صوت وصورة
قصة | صابرين مزيكير
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 10:50

قصة | صابرين مزيكير