رسالة فيروس كورونا

رسالة فيروس كورونا
السبت 28 مارس 2020 - 11:17

هل تتغير قيمنا ونتغير معها بعد نهاية كابوس كورونا؟

زمن الكورونا ليس جديدا، ونحن حتما كنا نعيش نصيبا من جنونه، عزلة وغربة روحية، لكننا كنا نمني النفس ألا نقع ضحية واقع بالإكراه، يسحل أحلامنا إلى خوف مسرج على أهبة الموت والفراق، مع كثير من شوارد الشكوك في الامتحان الصعب والمريب.

الكورونا التي خلخلت جانبا غامضا ومبهما من قيمنا التي ما فتئت تنشر تعازيها المرة والمؤلمة على سطوح مآسينا، تعود هاهنا، في ظل الغيبوبة المقنعة بالفكر الجهلاني وعوارضه الجائرة والمحدقة بنا، على خلفيات إسقاطية وانتقائية، هي نفسها الحتوف اللااخلاقية التي غزت أسرنا ومدارسنا ومجتمعاتنا، وقضت على كل المكاسب القيمية والتاريخية والثقافية، التي كانت وجاء لها من كل شرور الأوبئة والسلوكيات الهدامة والمتوحشة.

لقد كانت تجربة كورونا المستجد معضلة أخلاقية وقيمية صرفة، قبل أن تكون حالة وبائية مرضية.

هي كذلك، لأنها كشفت مخزون الحقد البشري، شراهة ضميره الأخرس، قذارته المادية، وعنوان التسليع والعبودية وتأليب نظرية القطيع.

نعم، فالناظر للداء المنتشر، مدى استلابه للحياة، لأقرب المحبين، ليس كالناظم لمجرات الألفة والدم والحياة، سرعان ما تتداعى مثاليته المزيفة، وتهوي في قاع ادعائه السحيق.

ولقد كانت الصور المنقولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، خير دليل على انكشاف رخصنا وهبوطنا المدوي.

يكفي أن تستمع للطبيب الفرنسي الذي انهار أمام مشهد استجداء أب يطلب منه لآخر مرة توديع أبنائه، قبل أن يغادر الحياة، وهو لا يستطيع إجبار المدعويين للتوديع.

أو مشهد الأم التي فارقت الدنيا، ولم يستطع منظمو الجنازة، وجلهم من إدارة المستشفى الطبي بإيطاليا إحضار أبنائها للتوديع قبل الدفن؟

ليس هناك أبلغ من صور أعادت البشرية إلى ما قبل التاريخ.

مشاهد مروعة، تعري حقيقتنا أمام أحقر فيروس مسلط علينا.

ليس هناك أبلغ من رسالة يحملها ساعي بريد لا يكاد يرى بالميكروسكوب الدقيق، ولا بالتحاليل المخبرية المعتادة.

رسالة مشفرة، تغني عن أي تأويل أو نظرية علمية. وهي تكرس انهزام كبريائنا وانقشاع غشاوة التطور والحداثة واللانهائي في علاقتنا بالسيرورة والوجود..

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يدلنا على الطريق، هو القوة الجبارة التي تخفي حقيقتنا.. ضعفنا وانصعاقنا تحت رحمة المجهول.

القوة الأبدية الأزلية التي تكتنز الرغبة القهارة في تنفيس أرواحنا وتعليقها على صقيع هذا الكون المتلاشي، حتى ينجلي الحسم في شكوكيتنا المستهترة، وانطلاء اللامعنى، اللاجدوى على عقولنا القاصرة عن فهم مدى الخوف /الموت والتحديق في القادم الخفي.

‫تعليقات الزوار

1
  • Moh
    السبت 28 مارس 2020 - 13:53

    Il est plus qu'évident que l'humanité a,depuis très longtemps,pris un chemin où la seule cible ou plutôt la seule valeur est le matériel.L'homme s'est installé dans une posture d'éternel avec tout ce que demande ce concept comme artifices et médias.Ces pseudo-certitudes améliorées dans le fil du temps et qui ont tout fait pour maquiller la mort ont ramené l'Homme à son poste de départ. Une forme de "sauvagerie" moderne feutrée et consolidée par coups de "démocraties" et de lois rassurantes pour une majorité avide du plus. Toutes les valeurs devient soluble dans cette sauce: la famille, le respect de l'autre, de la terre et tout simplement la peur du Créateur. Ce virus, est venu remettre en cause cet équilibre qui n'en est pas un car tout équilibre ne reposant pas sur de vraies valeurs n'est qu'un équilibre instable comme d'une bille en "équilibre" sur une crête; coronavirus est venu toucher l'objet:descente vers le fond où un autre équilibre nous attend celui dicté par Allah

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 15

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة