سم الأفاعي يُكسب المناعة 

سم الأفاعي يُكسب المناعة 
الأحد 14 فبراير 2021 - 19:57

“كل العداوات قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك من حسد”

منذ فجر استقلال الجزائر سنة 1962، ما فتئ حكامها يناورون ضد المغرب وينعتونه بالملكية الرجعية ومختلف العبارات القدحية، والاعتداءات الممنهجة، وقد أشار إلى ذلك المرحوم الحسن الثاني لما قال: “إن مشكلة الجزائر ليست هي مشكلة حدود وإنما مشكلة أيديولوجيا”.

بل تورطت الجزائر مع دول عربية أخرى آنذاك، تكن العداء التاريخي للمغرب وتحاول زعزعة استقراره لعلمها علم اليقين أن الملكية بتاريخها المجيد هي رمز استقراره وكرامته وريادته، فكان الوطن آنذاك رحيما بأبنائه غفورا لهم، من أنصار التيه الأيديولوجي المناهض للمغرب، الذي لقنته الجارة لبعض الشباب تحت يافطة حقوق الإنسان والمبادئ التقدمية ليثور في وجه وطنه، ليس حبا لخير هذا الوطن وإنما في محاولة تحقيق حلم راود الجزائر المتمثل في الزعامة l’hégémonie وإرضاء لهاجس والغرور والزهو وتفريغ الحقد الدفين الناتج عن الغيرة والحسد.

أتعجب كيف يستمر حقد الجزائر على المغرب، وكيف تمكن السلف من توريث الحقد للخلف عن طريق عمليات غسل الدماغ وبذل المال للأبواق المأجورة ونشر الأكاذيب وتلفيق التهم واختلاق الوقائع والركوب على حقوق الشعوب، وكأن الجزائر  تنصب نفسها ولي من لا ولي له والحَكَم الأعلى القابض بيد من حديد على قواعد القانون الدولي الإنساني.

نذكرهم إذا كانت تنفع الذكرى فقط بطرد آلاف المواطنين المغاربة من الجزائر ليلة عيد الأضحى، مع تجريدهم من أمتعتهم وفصل الرضع عن أمهاتهم، والزوجات عن أزواجهم، وتهجيرهم في ظروف قاسية يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان.

نذكر البعض إذا كانت تنفع الذكرى عن مختلف مناورات دول جارة تقاسمنا معها النضال المشترك مستعينة بدول أخرى لزعزعة نظام المغرب والنيل من استقراره.

نذكر هم بما بذله المغرب من مجهودات منذ فجر الاستقلال لمساندة دول الجوار وغيرها، وبمجرد أن اشتد ساعد البعض تم رميه بسهامهم الغادرة.

منذ نعومة أظافري وأنا أتساءل عن سبب وجود ثأر بين البلدين، ثأر فجر أكثر من حرب بسوس، بل كل الحروب عبر العقود والأجيال انتهت ولو بعدد مخيف من ضحايا الحرب، فدمر حائط برلين وفتر الحقد بين أعداء التاريخ بريطانيا وفرنسا، وتصالحت ألمانيا مع فرنسا ومن ثم انطلق الاتحاد الأوروبي رغم جروح الماضي، وأعلنت حروب أعقبتها هدنة وصلح، وتستمر الجزائر في نفث السموم تجاه المغرب، تنفث السموم وهي لا تعلم أن سم الأفاعي سرى في عروقنا واكسبنا المناعة!

ويستمر المغرب بخطى ثابتة  منطلقا من ماض عتيد حافل بأمجاد تاريخية عبر العقود والأجيال، إلى مستقبل واعد رغم الحقد الدفين وكيد الكائدين.

قال ابن المعتز:

اصبر على كيد الحسود  **  فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها **  إن لم تجد ما تأكله

‫تعليقات الزوار

4
  • مطالعات
    الإثنين 15 فبراير 2021 - 04:54

    من يٌغذي حرب الدعاية بين المغرب والجزائر؟

    يقول ابن رشد (رمز عقلانيتنا في الغرب الإسلامي): “من العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه (…) وأن يقبل لهم من الحجج النوع الذي يقبله لنفسه”، ويقول الشاعر:

    لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.

    إن الحماقة أعيت من يداويها، وبيننا كثير من الحمقى ممن بات يقف موقف الخطيب فينا، معتليا منبر وسائل إعلام أو وسائط تواصل اجتماعي ما أنزل الله بها وبهم من سلطان. وأجدر بالعقلاء بيننا ألا يلتفت لكل من هب ودب من أصحاب “أقوى رد” و “صدمة” و”صفعة”. يقول الإمام الشافعي:

    يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
    يزيد سفاهة وأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا.

    عمر المخفي
    صحف

  • الرياحي
    الإثنين 15 فبراير 2021 - 13:30

    إنها “متلازمة وجدة”أثناء الحراك الجزائري رفع الأشقاء شعار “بوتفليقة يا المروكي مكاش ولاية خامسة” ماذا يعني هذا الكلام ؟
    يعني أن الشعب الجزائري ومنذ فجر الإستقلال مقتنع أن من يحكمه هم “مْراركا” يعني ليسو جزائريين وما عداء حكام الجزائر لبلادنا إلا ردة فعل تغرف من سيكولوجية الإنسان الضعيف الغير مستقر نفسيا وكأنهم يقولون “أنظروا كم نحن جزائريين وكم هو كبير عدائنا للمغرب” لكي يرفعون التهمة
    من بن بلة رحمه الله إلى بوتفليقة شفاه الله كلهم مصابون بمتلازمة وجدة
    انقر متلازمة وجدة مصطفى الرياحي
    حفظك الله أستاذة

  • Amaghrabi
    الإثنين 15 فبراير 2021 - 17:49

    شكرا سيدتي سليمة المحترم حفظك الله ورعاك وشكرا للمعلقين السابقين على وطنيتها وحبها لرموز المغاربة الخالدة.اذا اكرمت اللئيم تمردا ,مع الاسف حكام الجزائر منذ بداية استقلالهم وهم يحملون حقدا نحو المغرب والمغاربة وكأنهم كانوا يجاهدون ليحصلوا على الاستقلال فقط ليعاكسوا المصالح المغربي واعتقد جزما لو بقيت الجزائر مقاطعة فرنسية لعشنا مع الدولة الاستعمارية اسعد الاوقات واحسن العلاقات.ويقول المثل ق شر من احسنت اليه بحيث هذا الاستقلال جاء على ظهور المغاربة ومع الاسف كثير من المجاهدين الجزائريين والمغاربة معهم قاموا بتصفيتهم ومنهم المغربي الناظوري الحموتي التي كانت منزله مجمعا للمجاهدين الجزائريين والمغاربة,وهذا المجاهد المغربي الناظوري ادخل لجزائر بعد الاستقلال ووقعت تصفيته جسديا وما زال اهله واولاده الذي هرموا ينتظرون عودته.اختي الكريمة هؤلاء الاشرار الذين اغلبهم حارب بجانب الاستعمار الفرنسي كانت لهم نية مبيتة على استعباد الشعب الجزائري ومعاكسة المصالح المغربية,وكما قال احد المعلقين الجزائريون يسمونهم المراركة بحيث بومدين وبوتفليقة وبنبلا عاشوا في المغرب وكما قال المعارض زيتوت ان بوتفليقة كان

  • Amaghrabi
    الإثنين 15 فبراير 2021 - 18:21

    المعارض الجزائري زيتوت الذي يعيش في لندن قال ان بوتفليقة كان يريد ان يصبح شرطيا في مدينة وجدة ولكن القانون الجاري به العمل رفضه بحيث كان قصيرا وكانت تنقصه 3سنتمترات.وهذه شهادة من الجزائريين ولم اسمعها من المغاربة.اختي الكريمة قيمة المغرب ووزنه داخليا وخارجيا جعلت حكام الجزائر يحملون حقدا دائما مستمرا ,والمصيبة الكبرى انهم يربون عليه ابناءهم واحفادهم لتستمر هذه العقدة الخطيرة التي ستنقلب عليهم وستدمر ارضهم وخيراتهم ولي اليقين ان الجزائر اجلا ام عاجلا ستنقسم الى دويلات متعددة لان حكامها اليوم يضعون مستقبل الجزائر تحت كفي عفريت سيدخل بهم الى ارض سوف تمزق وتشتت .وكما قال لهم الاستاذ هشام عبود المعارض من فرنسا توبوا ايها الجنرالات من اجل انقاذ انفسكم وانقاذ الجزائر قبل ان تدخل الجزائر في الدمار

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج