سوء الفهم الكبير

سوء الفهم الكبير
الأحد 2 دجنبر 2012 - 23:54

كنت في زيارة قصيرة للبحرين في غضون الشهر الماضي، عندما وقعت بالصدفة على نص الشكاية التي رفعها عدد من النساء المغربيات المقيمات بالخليج ضد تصريح “ناقص حلاوة” أدلت به مبدعة “البرتقالة المرّة” بشرى إجورك. تصادف هذا الحدث الذي لا يعدو كونه في الواقع، حدثا عارضا كان يمكن ألا يثير انتباه أحد، مع نقاش شيّق جمعني ببعض المثقفات البحرينيات، كان موضوعه صورة المغربية في الخليج و صورة الخليجية في المغرب. اكتشفنا من خلاله سوء الفهم الكبير الذي وقع الطرفان ضحية له. فالمغربية ليست فقط تلك المستهترة، محترفة أقدم مهنة في التاريخ، الساحرة المشعوذة، سارقة الرجال.. والخليجية ليست فقط تلك المتشحة بالسواد، المهووسة بالمساحيق والحلي الذهبية، الخاضعة والمستسلمة لنظام ذكوري متشدد لم تستطع أن تتمرد عليه إسوة ببنات جنسها في جميع أنحاء العالم. كان يناسبنا تماما ونحن نرفع اللبس الإعلامي المغرض، أن نخرج من ذلك الحوار الصريح بإعلان يمكن أن نحوّله فيما بعد إلى شعار كما فعلت بعض النساء في فرنسا و نقول « ni putes ni soumises » :

خلصنا إذن، إلى أنّ هناك امرأة أخرى تنتمي لهذه الأرض، تحترم نفسها وتملك نفسها… هذه المرأة يتجاهلها طبعا، تجار بورصة القيم في القبيلة العربية التي ارتدت ثوب العصر.

خلصنا أيضا إلى أن “المقدسة و المدنسة” وجهان لعملة واحدة، وهي عملة مطلوبة، ترتفع أسهمها كثيرا في سوق الجنس العربي.

الرسالة المنددة في هذا السياق، وحتى لو لم تنجح في إثارة الانتباه بما يكفي ” لسوء الفهم الكبير” إيّاه، فهي بالتأكيد مؤشر قوي على حاجتنا الدائمة إلى تصحيح المواقف المبنية على كليشيهات جاهزة غارقة حتى أذنيها في مستنقع الأفكار المسبقة. الموضوع لا يخلو من طابع كاريكاتوري وهو بالإضافة إلى ذلك يكشف حقيقة كوننا لم نتعلم بعد أن ننأى عن عادة وضع البيض كلّه في نفس القفة.. هشاشة البيض تجعله عندما يكدس في نفس القفة، عرضة للكسر لمجرد حركة عشوائية غير مسؤولة مثله مثل سمعة النساء في المجتمعات المحافظة، يكفي أن يشير أصبع لامرأة ما حتى تنهار سمعتها وبسرعة قياسية. نحن ننتمي لثقافة تجعل الناس (نساء ورجالا) على استعداد دائم لإدانة النساء. فالمرأة متهمة حتى تثبت براءتها و هي بالنسبة للكثيرين مصدر فتنة تكاد تهدد السلم الاجتماعي عموما…

مغربيات، خليجيات و من كلّ الأعراق والأعراف وعلى امتداد هذا التردي العربي، هن لسن أكثر من كائنات ثقافية تتفاعل، تنفعل وتفعل في واقعها و مجتمعها، هؤلاء النساء بكل أطيافهن نتيجة موضوعية لسيرورة تاريخية يمتزج فيها الاقتصادي بالثقافي بالمذهبي بالجنسي. نحن لسنا ملائكة ولا شياطين والوقت قد حان فيما أرى، و بمناسبة هذا التصريح الإذاعي بالتحديد، لننظر في وجه بعضنا البعض نظرة التواطؤ تلك التي تفهمها كلّ النساء في العالم ، لنرفع اللبس القديم و نقطع نهائيا مع سوء الفهم الكبير هذا.

‫تعليقات الزوار

10
  • arsad
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 00:49

    في الخليج نساء مغربيات ناجحات في حياتهن ومتزوجات ولهن أطفال وأحفادوفيه نسا مغربيات ساقطات ومتهورات ولايبالين بحياتهن أو مايقال عنهن والفساد والرقص هو مصدر رزقهن. في عرف الدين والأخلاق هن ضالمات لأنفسهن ولكن المشكل يكمن في مادفعهن لهذه الأعمال الدنيئة والمحطة بالكرامة الإنسانية على العموم وهذا الدافع هو ما يمكن أن يوجد له تفسير وحلول لو تشجع المجتمع في التطرق لعلاج لكل الضواهر التي تأدي بالإنسان ذكرا أو أنتى لمتهان مهن لاتمث للإنسانية بشئ الفساد الإجرام الغش وووووو بيد كل مجتمع أن يعالج هذه الأمور إن توفرت الإرادة الحكيمة والعدالة النزيهة

  • رشيد المغربي
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 01:01

    تحية طيبة للاستاذة
    في الوطن العربي نساء ونساء وجهان لعملة واحدة هو شيئ طبيعي اذن من الخليج الى المحيط نفس البيئة والتربية والعقلية ويصبح الوضع اكثر عفنا عندما يجتمع المال والجهل وبشكل لايقارن مع الفقر والجهل،ويزدادخوفنا مع الوافد الجديد ،العقل الظلامي ،لنقرأ السلام على المجتمع العربي.

  • KANT KHWANJI
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 05:21

    la religion ne peut pas éradiquer la débauche, regarder le meilleur exemple, la femme saoudienne est interdite de conduire une voiture ni de voter, elle est condamnée à se couvrir les cheveux dans la rue sous peine d'être fouettée,,,et le résultat, la débauche en masse des femmes saoudiennes même mariées qui baisent avec leur domestiques et autres

    alors pour certains qui ruminent toujours les même mots, INNA ALISLAM HOWA ALHAL, réveillez vous de votre rêve confortable!! Vous attaquez la laïcité parce que vous êtes incapables de céder vos droits de MACHOS: l'homme qui a tout le pouvoir et la femme doit rester un être inférieur, pour élever les enfants, le ménage , cuisiner et en fin de la journée, elle doit se maquiller et ouvrir ses jambes pour assouvir les désirs de SI SAYAD

  • ام عمر
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 08:27

    تطوير الفاعلية و إثبات الحضور

    ما خلى مجتمع من خديجة،عائشة،فاطمة أو سمية…
    غير أن المطلوب:تطوير الفاعلية و إثبات الحضور.
    خلية سرطانية واحدة تدمرما لايعلمه إلا الله.
    فكم من استنساخات للنماذج الفذة نحتاج في عالم يتمدد باستمرار (بشريا)؟
    وهل تحتضن أن لم تتواصل و تتعاضد؟
    وعلى أي أساس تتآزر؟
    أليس المستهدف الإنسان؟
    بشقيه؟
    فلم الفصل؟
    أليست لحمة "اقرء باسم ربك"مباركة؟

  • سمير
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 10:38

    المرأة والمرآة وجهان لمجتمع واحد . فالمر’ هي من تصنع العضماء بحكمتها وليس بنزوتها. والمرآة هي صورة المجتمع عبر المرآة الناضجة.
    قليلا ما صادفت امرأة ناضجة ، مثل قليلا ما صادفت مجتمعا ناضجا. لأن المجتمع الغير الناضج تتشابك فيه التوجهات المتناقضة وكذلك المرأة. فضعفها في جنسها عندما لا تتجاوز التفكير بين رجليها. وتتصور أن كل من رأى إلأيها معجب بها، وتتصور أنها تستطيع إحراز ما تريد بأنوثتها .
    كل كتب على آدم الشقاء، وسبب شقائه المرأة. وكتب على المرأة الشقاء وسبب شقائها ما بين رجليها..
    ولن يكون هناك سعادة للرجل إذا لم تساعده المرأة، ولن تكون هناك سعادة للمرأة إذا لم تتوقف على استثارة الرجل بتعريها وتبرجها .
    المرأة اليوم هي المتبرجة تبرج الجاهلية وأكثر…والعجب أنها تتدعي العنف والحقوق والظلم.
    بين قوسين لا أتحدث عن نساء من صنف ثان هن نساء حقيقة.

  • مغربية مقيمة بالامارات
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 21:09

    كل ماجاء في مقالك يجانب الى حدا ما الصواب وان بالفعل هنالك سوء فهم كبير ليس فقط بين المراة الخليجية ونظيرتها المغربية بل داخل المجتمع المغربي والخليجي على حد سواء واكثر مايؤلمني ويحز في نفسي كمغربية هي ان تتلقى بنات البلد المقيمات بالخليج من ابناء البلد وابلا من الشتائم والﻗﺫف واعطاء صورة نمطية او كليشي لكل المغربيات المقيمات بالخليج ونسي هؤلاء ان ﻗﺫف المحصنات من الموبقات السبع ومن اكبر الكبائر وليقرؤوا سورة النور علهم يرجعون عن ماقدمت السنتهم وانفسهم المريضة سيدتي الكريمة حتى لو ان هنالك عينة من النسوة تمارس اقدم حقارة في التاريخ ومااعتبره انا قمة الاﺫلال للمراة فان هده الرﺫالة ليست بعيدة عنا هي في قعر بلدنا اولايوجد نساء داخل المغرب يستغلن في الدعارة من طرف ابناء وطنهن فلماﺫا كل هﺫه الاهانة في حق مغربيات الخليج اضافة الى ان من يمارسن هده الﻗﺫارة كن ضحايا من المغرب اصلا بسبب الفقر او انهن فقدن شرفهن داخل بلدهن وحينما ضاقت بهن الدنيا اصبحن فريسة مستصاغة لسماسرة الجنس والكاتبة بشرى ايجورك ﻗﺫفت مغربيات الخليج ولن تنسى لها هده الزلة فكان الاجدربها وهي الفنانة ان تتوخى الحدر فيما تفدي

  • abdelmalek
    الإثنين 3 دجنبر 2012 - 23:52

    Bonjour Madame,
    Sahibato "albrtokala l'morra" c'est Bouchra IJOURK, il est mieux et facile de dire le nom que d'utiliser de telle expression qui fait comprendre que vous avez klk chose contre elle.
    Bouchra n'a dis que la réalité, et elle n'a jamais mis toute les œufs dans un seul panier nn pas du tt, mais elle dit « la plupart » des immigrantes marocaines aux pays de golf. Y’a différence entre « toutes » et « la plupart ».

  • صحافية مغربية
    الثلاثاء 4 دجنبر 2012 - 15:24

    تحية للجميع وبعد:
    المطلوب شيء من الإنصاف في حق النساء المغربيات، فإذا كانت الفئة التي تمارس الدعارة نالت أكثر من حظها في البروز الصحافي فإنني أرى أن طاقات كثيرة من نساء المغرب في مختلف المجالات ومن مختلف المستويات الاجتماعية تحتاج إلى من يبرزها إعلاميا ويقدمها في صورتها الحقيقية.
    وشخصيا حركني هذا الأمر من زاوية عملي في الصحافة فأنتجت كتابا هو الأول من نوعه في المغرب تحت عنوان: "مغربيات حافظات للقرآن" فيه 20 حلقة عن مختلف أنواع النساء المغربيات: موظفات طالبات ربات بيوت معاقات طبيبات مغربيات مهاجرات حضريات وقرويات… حفظن القرآن كاملا. وقد وصلت نسخ من الكتاب إلى كثير من البلدان حتى أن بعض المكتبات تقول لي إنه يطلب من أمريكا، كما أنني بصدد ترجمته إلى عدة لغات بإذن الله. وأرى أن هذا فقط جزء من عمل جبار يجب القيام به تجاه النساء الرائدات في مختلف المجالات بالمغرب وما أكثرهن. وهكذا لن نكون لاعنين للظلام بل نشعل شمعة من نور.
    المرأة المغربية تستحق التقدير والاحترام مهما روج الإعلام عن فئة مغلوب على أمرها.
    وسنة التدافع تفرض أن يجند لها كل صاحب قيمة ما لديه من وسائل الدفاع عن قيمته.

  • آدم
    الثلاثاء 4 دجنبر 2012 - 22:25

    يا سيدتي واقعنا مر: الأسرة مفككة و سيد الأسرة مقصر في تربية الأبناء، المدرسة اصبحت مصدر مهم للفساد و المعلمين فاسدين لا يهتمون بتربية الطلبة و بناء شخصيتهم، المناهج غير كفوءة امام هذا الغزو الثقافي الذي وصل الى عقر دارنا عبر الأنترنت، أيضا في الأنترنت الكثير من المواضيع البعيدة كل البعد عن ديننا و ثقافتنا و تروج ثقافة الغير من كل النواحي، الشارع اصبح مرتع للشياطين و بمجرد يخرج المرأ من بيته تتلاقفه الشياطين، و الطامة الكبرى الفقر و البطالة اصبحوا ظاهرة متفشية في دولنا العربية و الأسلامية، حكوماتنا غير مكترثة لما يحدث من نخر للنسيج الأجتماعي و بعضها هي مساهمة في نخر المجتمع كي تخلق مجتمع هش سهل الأنقياد، اما الحروب و الأرهاب التي تكاد لا تخلوا منها اغلب دولنا فهذه كارثة ساهمت في افساد المجتمع و نخر نسيجه، كل هذه العوامل صنعت تيارا جارفا و عنيفا بحيث صعب على فلذات اكبادنا بناتنا ان تسبح ضد هذا التيار الجارف، كما ان المربي الذي يريد ان يربي ابنائه اصبح كمن ينفخ في قربة مثقوبة امام هذا التيار الجارف.

    والغريب عندما تغلط فلذات اكبادنا تنبذها اسرها و ترميها لقمة سائغة للشارع!

    سترك يا رب.

  • عبد الرحمن ابن عبد الله
    الثلاثاء 4 دجنبر 2012 - 23:28

    صحافية مغربية-
    في خصوص خطأ مقولة الفقه الدكوري
    الحمد لله أن مقولة الفقه الدكوري غير سليمة وكم كنا نصحح فهمها لما نضرب لهم أمثلة لا تحتاج لمفند لها وكم استشهدنا بنساء وأي نساء – زوجات النبي وراويات الحديث وصحابيات – لأنه أكبر دليل على وجود الفقه النسائي الدي يأخد منه المسلم والمسلمة على السواء – ادا العيب في نساء هدا العصر وليس العيب أو النقص في الفقه- فلا يوجد منه الدكوري والنسوي بل هو فقه واحد مصدره واحد – الكتاب والسنة المصدرين الأساسين

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات