سيزار مينوتي الثمانيني يسعى إلى استعادة أمجاد المنتخب الأرجنتيني

سيزار مينوتي الثمانيني يسعى إلى استعادة أمجاد المنتخب الأرجنتيني
السبت 16 مارس 2019 - 23:00

قادم من روساريو، مسقط رأس ليونيل ميسي، إلا أن هذا ليس السبب الذي من أجله يأمل كثيرون ويعتقدون أن سيزار لويس مينوتي يعتبر الوحيد القادر على قيادة المنتخب الأرجنتيني للعودة إلى تألقه ونجوميته المفقودة في عالم كرة القدم، بعد توليه مسؤولية إدارة المنتخبات الوطنية الأرجنتينية لكرة القدم وهو في الثمانين من عمره.

تناول وسط تصفيق حاد القميص الذي قدمه له رئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم (AFA)، كلاوديو تابيا، ووضعه فوق كتفيه بفخر واعتزاز.. بدا مينوتي نحيفا، وهو اللقب الذي أطلق عليه طيلة حياته (النحيف).

بعد الخروج المذل للمنتخب الأرجنتيني من مونديال روسيا 2018، تقع على عاتق مينوتي مسؤولية إعادة بناء الفريق، وهي مهمة ثقيلة، خاصة أن جيل الأسماء الكبيرة مثل ميسي باتت احتمالات حصولها على فرصة أخيرة في المونديال المقبل ضعيفة.

تجدر الإشارة إلى أن ستة أشهر مرت منذ أن فشل ميسي للمرة الثالثة على التوالي مع المنتخب في تحقيق أي إنجاز مونديالي، ومن ثمة أعلن نجم برشلونة في 30 يونيو الماضي أنه اعتزل اللعب مع المنتخب، ولم يرتد قميصه منذ ذلك التاريخ. فهل حان وقت العودة؟…إذ من المقرر أن تخوض الأرجنتين مباراة ودية مع فنزويلا في مدريد، في 22 من مارس الجاري، ويمكن لميسي أن يصل إلى الملعب بسيارته، ولكن لم يتضح بعد إمكانية مشاركة نجم برشلونة في المباراة.

يقول تابيا إن “مينوتي شخصية مهمة في عالم كرة القدم الأرجنتيني، وهو من سيقرر إذا كان من الضروري أن يلتقي بميسي ويتحدث معه حول الأمر”، ويضيف: “مينوتي فيلسوف كرة، مثقف كرة، عاشق للكرة وللعب الجميل. النتيجة في حد ذاتها ليست مهمة. اللعب يجب أن يكون جميلا، محفزا وملهما”.

من جانبه يقول “الفلاكو” أو النحيف: “الجمهور يريد لعبا نظيفا وشريفا. أريد منتخبا صاحب أسلوب وهوية في اللعب، وأن يلعب أفضل من الخصم، وأن يغزو قلوب الناس مرة أخرى. لا أحب الفوز بأي أسلوب وكفى”. ومن غير ميسي بالتحديد يمكنه أن يلعب الكرة بالطريقة التي يدافع عنها مينوتي؟.

وعن اختيار الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم له كمدير للمنتخبات الوطنية، يقول مينوتي: “جئت لمد يد العون بشأن كل ما يتعلق بكرة القدم. لم آت متأبطا أي مدرب آخر، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني اليوم هو الموجود حاليا، وهو من سيتخذ القرارات. نعم سوف أذهب لأراه في التدريبات، سوف نتحدث، وسوف أقول له ما أفكر فيه، ولكن لن أتدخل مطلقا في قراراته”.

من غير المرجح أن يرفض ليونيل سكالوني المساعدة.. تولى تدريبه بعد الفترة القصيرة والمكلفة التي تولاه فيها خورخي سامباولي مسؤولية الفريق الأرجنتيني. بالنسبة إلى بعض أعضاء الفريق بقيادة ميسي، لم تكن لدى سامباولي السلطة الكافية في روسيا، كما لم يسد جو من التناغم أو الود في معسكر المنتخب الأرجنتيني في برونيستي ضواحي موسكو. وحتى اليوم يصعب تقدير إلى مدى تعامل اللاعبون مع تعليمات المدير وأخذوا توجيهاته على محمل الجد.

على العكس، يتعامل الجميع بقدر كبير من الاحترام والجدية مع “الفلاكو”، قائد المنتخب الأرجنتيني ومحقق لقبه الأول في مونديال 1978، الذي استضافه البلد اللاتيني في ظروف مثيرة للجدل تحت الحكم الديكتاتوري لنظام فيديلا (1976-1983) وطغمته الانقلابية، والذي كان يسعى من خلال إسناد هذه المهمة إلى لاعب من الحزب الشيوعي لتبييض صورته القمعية أمام المجتمع الدولي، خاصة أن جرائم تلك الفترة من إعدامات خارج القانون واختفاءات قسرية مازالت لم تحسم بعد نظرا إلى أن أكثر من 70 ألف ضحية لم يعرف مصيرهم حتى الآن.

في مقابلة تليفزيونية تعليقا على أحداث تلك الفترة ومشاركته في مونديال يعرف الجميع أن الغرض منه كان تجميل صورة نظام دكتاتوري قمعي، قال مينوتي: “كنت على علم بما يفعله العسكريون، ولكن لم أتخيل مطلقا أن تصل بهم القسوة والعنف إلى هذا الحد مع المختفين”؛ ومع ذلك يعتبر أن الفوز بالبطولة التي نظمتها بلاده عام 1978 نجاح، لأنها زادت من صعوبة إمكانية العسكريين إحكام قبضتهم على الشعب؛ فقد خرج الملايين إلى الشارع للاحتفال، بينما كانت الهزيمة لتصب في مصلحة الدكتاتورية.

تجدر الإشارة إلى أنه مر على المنتخب الأرجنتيني 9 مدربين منذ أن ارتدى ميسي قميصه لأول مرة عام 2005، ولم ينجح أي منهم في التوفيق في مهمة بناء فريق يضم ميسي وينجح في حصد اللقب العالمي. وفي هذا السياق يؤكد الفلاكو أن “حصد لقب المونديال لا يجب أن يكون مسؤولية تقع على عاتق ميسي وحده”، ويتابع: “عندما حصدت الأرجنتين لقبها الثاني في المكسيك عام 1986 كانت كتيبة مارادونا تضم رفاقا آخرين من عينة بروتشاجا وباتيستا”، ويختتم بقوله: “لا يساورني أدنى شك حيال مشاركة ميسي مع المنتخب، ولكن لا أريد التركيز على فكرة أن وجود ميسي ينقذنا. أما سؤال هل سيعود ميسي أم لا فأعتقد أنه لا مجال لطرحه مجددا”.

*د.ب.أ

‫تعليقات الزوار

3
  • تاوناتي
    السبت 16 مارس 2019 - 23:44

    ميسي هو المشكلة، يريد أن يتحكم في المنتخب كما يتحكم في برشلونة.كلنا يتذكر كيف اوعز إلى المدرب بترك اغويرو وديبالا في الاحتياط وعدم استدعاء ايكاردي للمنتخب، لأنهم يملكون شخصية قوية ولايريدون أن يكونوا تحت تصرف ميسي ويلعبون فقط من أجل ميسي.
    كما لا ننسى كمغاربة الشروط المذلة التي فرضها على المغرب.

  • التشعالق
    الأحد 17 مارس 2019 - 00:52

    ميسي لا عب جيد,لكنه ليس الافضل في تاريخ كرة القدم,ولا حتى في العقود الاخيرة.رونالدو البرازيلي وزيدان حصلا كل منهما على جايزة افضل لا عب في العالم,في فترة كانت تعج باللاعبين الكبار,ولو تواجد ميسي او رونالدو في تلك الفترة ماحصلا على اي شيء,

  • الخفاء والتجلي
    الأحد 17 مارس 2019 - 08:19

    التجلي: للوقت لدينا لميسي والمنتخب الأرجنتيني.
    الخفاء : هناك منتخبات أقل تكلفة بقدر 75%من تكلفة الارجنتين وافضل في الإجباري والمنافسة والفرحة…
    فليرحل ميسي وليرحل جالبيه ، ولتبق أموال الشعب للشعب .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة