لأسباب تتعلق بالنحس اضطررت للإشغال بمجال الصحافة ..وللأسباب نفسها- ومن باب “العلم بالشيء” فقط- أضطر يوميا لقراءة مقالات العديد من “الزملاء” المحسوبين على مهنة “الصحافة” في عدد من المنابر ..و الحقيقة أن مقالا أثار انتباهي في يومية الصباح أمس الإثنين في الركن الأسفل من الصفحة الأولى كتبه شخص اسمه “العطاوي خالد”.. شبع فيه سبا و شتما في صحفيي “دوزيم” و سفه تغطيتهم لكيفية عمل فرقة شرطة مكافحة المخدرات.. واصفا عملهم بـ”غير المهني” و “بخطأ لا يمكن أن يقع فيه حتى المبتدئين من الصحفيين”..حيث تفتقت قريحته من دون العشرات من الزملاء عن رؤية ما لايراه الآخرون !!..ولكم أن تقرؤوا مقالات هذا “العطاوي” و أعمدته الأسبوعية المكتوبة بخط غليظ بالجريدة نفسها لتدركوا مدى “مهنية” هذا الشخص و مدى رؤيته الثاقبة للأمور…
و للمحظوظين اللذين لم يقرؤوا المقال أقول بعجالة أن الزميل الصحفي يرى أن برنامج “دوزام” قد جاء بمعلومات خطيرة سرية جدا قد تؤدي إلى تعريض بعض أفراد فرقة الشرطة إلى مضايقات من المجرمين.. -..خصوصا أن البرنامج قد ذكر أسماءهم و محل سكناهم بوضوح..ولم ينس الزميل “العطاوي” بالمناسبة أن يعيد تذكيرنا في المقال بأسماء الضباط و يحدد الأحياء التي يسكنونها بالتفصيل!!..ربما رغبة منه في زيادة توريط زملائه الصحفيين ..الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يشتغلون في شركة تملك محطة إذاعية منافسة لإذاعة “أطلانتيك” ..التابعة لمؤسسة “إيكوميديا” التي تصدر يومية “الصباح”..
يبدو و بكل أسف أن الضوابط الأخلاقية المهنية لم يعد لها وجود…..لم يعد هناك أي احترام متبادل بين الصحفيين…..ولهذا أصبح الكل يسعى إلى الخداع و الغش و التملق كلما أحس أن هناك إمكانية للتقرب من جهات عليا في المؤسسة..ولو على أكتاف زملاءه في المهنة..
وأتذكر أن الركن نفسه كان قد هجا أحد الفنانين الممنوعين من قبل يعيب عليه أخذ 7000 درهم في مؤتمر إحدى الجمعيات الحقوقية..لنفاجأ بعد ذلك بشهور بحوار مكلل بالمديح في الصفحات الداخلية للجريدة مع الفنان نفسه..أجراه الصحفي نفسه.. !! فما الذي غيّر مواقف هذا الصحفي تجاه الفنان الممنوع ؟ …
فرفقا بالمهنة يا أصحاب المهنة…
