ضريبة السيارات وحال طرقاتنا!

ضريبة السيارات وحال طرقاتنا!
الثلاثاء 19 يناير 2021 - 10:33

مؤشرات بدلالات استفهاماتية

* عدد أسطول السيارات والعربات بالمغرب قرابة 5 ملايين سيارة؛

* عدد الدراجات النارية 150 ألف دراجة؛

* طول شبكة الطرق 57،337 كلم، منها 44،180 كلم معبدة؛

* ارتفاع مداخيل الضريبة على السيارات إلى 245 مليار سنتيم سنة 2020؛

* إلغاء إعفاء السيارات المتقادمة من الضريبة…؛

* 10 جنائز يوميا جراء حوادث الطرق؛

* 11 حادثة سيارات كل ساعة؛

* عزلة القرى والبوادي أيام فصل الشتاء؛

* شق الطرق والمعابر يمر وقد لا يمر عبر الصفقات العمومية.

قبل التوقف عند هذه المؤشرات، يجمل بنا بادئ الأمر الإشارة بشكل عام إلى أن نسبة حوادث السير بالمغرب أصبحت في الآونة الأخيرة تضاهي العديد من الدول الآسيوية والإفريقية إن لم تكن تفوقها في خسائر الأرواح، جراء عوامل كثيرة ذات علاقة مباشرة بهلهلة منظومة السير وخلوها أحياناً من الصرامة القانونية والإجرائية، وتجمل الإشارة أيضاً إلى أن تقارير وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وبمعية المديرية العامة للأمن الوطني ما زالت تعزو؛ في ربط نسبة هامة من هذه الحوادث؛ إلى العامل البشري، كعدم انتباه السائقين والراجلين والاستهتار بقوانين السير، بيد أنها تتحفظ في التنصيص على حالة الطرقات والمعابر كأحد الأسباب الرئيسة في ارتفاع معدلات هذه الحوادث، لا سيما مع اقتراب موسم الأمطار حيث تتهاوى بنية الطرقات فتتعرض لانشقاقات وانهيارات تزهق بكثير من الأرواح وتتعطل معها حركة السير.

وإنه لمن المؤسف حقا أن يلاحظ المواطن؛ سائقا كان أو راجلا؛ الحالة المتردية التي عليها معظم طرقاتنا ومعابرنا.. داخل المدن وخارجها =، وينتابه التساؤل المريع: أين تذهب المبالغ الطائلة المتحصلة من الضرائب على السيارات والعربات والتي وصلت في الآونة الأخيرة إلى 245 مليار سنتيم؟! علما أن تعبيد هذه الطرق لا يمس إلا قرابة ٪85 من الشبكة الطرقية العامة، وأن هذا “التعبيد” هو محط تساؤلات عديدة أبرزها طبيعة الصفقة ودفاتر تحملاتها ومبلغها والمقاول المكلف بتنفيذها..

ضريبة السيارات في الدول المجاورة

أولا؛ وحتى يتضح عمق الهوة ورداءة شبكة طرقنا؛ وجبت الإشارة إلى أن ضريبة السيارات في الدول الأوروبية تخضع لمعايير دقيقة ذات صلة بالحالة الميكانيكية للمركبة ومقدار توليدها لغاز ثاني أكسيد الكربون، لكن المواطن هناك يستفيد مقابلها من شبكة طرقية سليمة ومريحة ومسيجة بعدة علامات تشويرية ميكانيكية وإلكترونية، هي ضمن قائمة توفير وسائل الراحة للمسافر والسائق عموما، هذا عدى نقط المرافق الاجتماعية والأمنية التي ترافقه أثناء استعماله للطريق، بينما نحن؛ حتى لو كنا نستعمل الطريق السيار؛ نواجه أحيانا صعوبات أمنية ليلاً.. أو تقفر أمامنا بعض الخدمات الطارئة كالتوقف قصد الاستراحة أو التزود بالوقود، أما أرقام الاستغاثة هي الأخرى وخلال الليل تجدها نائمة أو معطلة، أو انتظر الذي قد يأتي ولا يأتي..!

حكومة البيجيدي تنتزع الإعفاء الضريبي

كانت منظومة السير؛ في علاقتها بالمديرية العامة للضرائب؛ تنص على إعفاء السيارات التي تجاوز استعمالها 25 سنة من أداء الضريبة السنوية “vignette”، لكن ما إن تسلم البيجيديون رئاسة الحكومة حتى كان “إلغاء الإعفاء” أول قرار يتخذونه في حق شريحة واسعة من المواطنين المستضعفين من مالكي السيارات المتقادمة، والذي كان بمثابة الهدية كعربون على منحهم الثقة في الانتخابات، وهي تعد بمليارات السنتيمات اقتصوها من المواطنين، مقابل شبكة طرقية معطوبة، تفوح منها روائح الغش والهشاشة كلما أمطرت السماء!

صفقات شق الطرق ومحك الشفافية

المواطن المتجول؛ داخل المدن لا سيما على متن السيارة؛ أصبح يعايش كل وقت وحين علامات من قبيل “أشغال عمومية”؛ “نعتذر عن الأشغال”؛ “نعتذر عن الإزعاج”.. وهي في عمومها تقف خلفها “حكاية” الصفقات التي تتولى وزارة التجهيز واللوجستيك والماء الإعلان عنها، بيد أن تنظيمها وفقا للمساطر القانونية دوما يبقى محفوفا بالخروقات والشبهات؛ تمتد إلى الأظرفة المالية المرصودة لها، وبالتالي فإن إدراجها ضمن إعلانات المناقصة هو الآخر يشوبه غموض؛ يسائل بحدة مدى شفافيتها، تخص المقاولات التي شملها التباري أمام هذه المناقصة قبل تنزيلها، أم أن هناك وجودا لزبونية ومحاباة في تمريرها إلى هذا المقاول بدلاً من الآخر والموالي لهذه المصلحة أو تلك… وهو ما ينتج عنه أحياناً كثيرة وجود ثغرات في تنزيل المناقصة، تؤثر على جودة المشروع (شق الطريق أو ترميمه)، وبضمانات صورية يفتضح أمرها في مواسم الأمطار وحين وقوع حوادث السير، آنئذ تنكشف هشاشة بنيتها وخلوها بالكاد من معايير الجودة والإتقان.

‫تعليقات الزوار

14
  • البيجيدي يجازي المواطنين
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 11:17

    مع الأسف، هذا هو حال الأحزاب مع المواطنين، فالبيجيدي انتزع من المواطنين امتيازات عديدة منها الضريبة على السيارات التي تجاوز استخدامها 25 سنة، والزيادة في المحروقات بشكل متسلسل، هذا دون احتساب معدلات الجريمة التي تصاعدت في البلاد منذ توليتهم والفساد الإداري والفساد الأخلاقي… هل هذا جزاء الإحسان بالإحسان..؟

  • Me again
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 11:52

    بما ان السيارة احسن من الانسان في المغرب بمن فيها ساءقها و مالكها، فلقد أصبح أمرا مستعصيا، ومن قبيل المغامرة، عبور شارع أو قيادة عربة الأطفال او المعاقين او دراجة هواءية في قلب مدننا التي أضحت شرايينها تزداد اختناقا يوما بعد آخر؛ بفعل تضخم السيارات و مراءبها و كراجاتها وسط الاحياء و سيارات إسعافها اي ديبناج كالفطريات والترامي على الفضاءات العمومية و الأرصفة و الأزقة من قبلها فأصبحت تهدد راحة السكان بسبب ضجيجها و تلوثها، بل تهدد حياتهم بسبب الحوادث المميتة و الاعاقات التي تسببها و تسيء إلى اخلاق و معاملات و سلوكات أصحابها الذين يتخبوءون فيها حثى ان بعضهم لا يعرف حتى كيف يمشي و تبقى سيارته قوية و جميلة و محترمة احسن منه و خارجها عند جلوسه في المقهى لا يساوي شيءا، سوى نوع الهاتف النقال لديه! و في المغرب فقط نجد كارديان الطوموبيلات و حارس السيارات، بدل مراقب الباركينگ!

  • Me again
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 12:08

    من قبل كانت هناك واحات خضراء طويلة على طول الاودية و الانهار…. ثم اتت فرنسا و عبدت الطرق في الاماكن القاحلة و الخالية و غرست بجانبها اشجار الكلبتوس و وضعت اخشاب ( و ليس اعمدة البيطون) التيليفون. ثم بدأ المغاربة ببناء المكعبات الاسمنتية و اعمدة البطون الكهربائية و لوحات الاشهار القصديرية على طول تلك الطرق، فاصبح العمران مثل واحات بئيسة من البطون و الزفت و جالوق السيارات و صباغة شيميكولور و بلاستيك كراسي المقاهي و اكياس الدكاكين و بركسات الازبال و كراريس الباعة المتجولين و جحافل المتسولين و دخان السجائر و الحشيش و السيارات و رائحة المزبلة و صباغة الطروطوارات بالابيض و الاحمر و بدون ممرات الراجلين الذين يمشون في جميع الاتجاهات كقنبلة منفجرة, متسارعين للجلوس في المقاهي! عساس او حرس السيارات و كارديان الطوموبيلات بدل مراقب البركينگات هههه

  • Me again
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 12:57

    هندسة و معمار و بناء عشوائي، السلطات و المعماريون و المهندسون لا يفكرون في المستقبل، بل فقط في انفسهم و مصالحهم الآنية! اي مكان خال، يبنون عمارات البيطون ملصقة مع طريق من الزفت، بدون التفكير في مكان خاص للراجلين و عربات الاطفال و الشيوخ و ذوي الاحتياجات الخاصة و الاشجار و مرائب السيارات، ثم تضاف المقاهي و كراسيها و طاولاتها البلاستيكية و كراجات الميكانيك و الدكاكين و بركاسات الازبال التي تستولي على ما تبقى بين الحيوط و الزفت و يأتي الباعة المتجولون ليفرشوا فوق الزفت مرافقين بجحافل من المتسولين و رائحة دخان السيارات تصبح مثل البخور و السيارة تتعايش مع الانسان و تلج حيثما ارادت سوى باب المنزل فقط بسب ضيقه!
    و الجميع يريد الشوكة و الواجهة ليحفر حفرة في الجدران و تصبح دكان او كراج ميكانيك او مقهى و دروكوري او حتى بنك و ادارة و حلاق و روض الاطفال حيث خروجهم من الباب مباشرة الى الزفت حيث السيارات واقفة و بجانبها اخرى تسير في اتجاه و اخرى في الاتجاه المعاكس بدون توقف حيث لهم الاسبقية و الناس تمشي في جميع الاتجاهات مثل الذباب فوق البركاسة عندما يجعزه احد قذف بالزبل بجانبها….

  • Amsterdam West
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 13:20

    الشكر مسبقـاً لكــاتب المقـال.
    في كل دول العـالم لا تدفع ضرائب السيارات المتوقفة أو أي سيارة لا تستعمل الطرقات مهما كانت إلا في المغرب.
    هل من المعقــول أن يدفع صاحب السيارة ضريبة الطرق (لا فنييــت) والسيـارة مركونة طـوال السنة؟؟
    وهي يحق لأصحاب السيارة دفع الضرائب على طرق متهالكة تعود إلى حقبة الإستعمار؟؟
    والغريب في الأمر أن لا أحــد يتحرك ويطالب بحقــوقه !!
    نـاموا ولا تستيقظوا.

  • KITAB
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 15:06

    هذا موضوع يدمي النفوس وهي تمشي في الطرقات راكبة أو راجلة أو سائقة، بنية طرقية متهالكة، أما داخل المدن فمعضلة كبرى من شدة الازدحام، طريق ضيقة 3م يستعملها الجميع وهي مليئة بالحفر تزداد عمقا وخطورة في مواسم الأمطار، الجماعات المحلية تنهب والمقاول يناور والمواطن يأكل العصا، أنا مع الصرخة التي أطلقها صاحب التعليق الأخير، أينكم… أيها المغاربة تدفعون ولا تنالون إلا الخسائر، أين هي أجهزة المراقبة إن وجدت؟ الانتخابات قادمة و السماسرة يشحذون أسلحتهم، ولكن لو وجد فقط ٪70 من المغاربة الواعين، لتغيرت الصورة، نحن هنا بفاس حيث يقيم الملك محمد السادس ، نلاحظ المنافقين يرممون الطرقات ويغرسون الأشجار لتزهر في 24 ساعة ياللهول! نفاق لا نظير له في العالم أجمع، سلمات

  • مواطن
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 18:35

    موضوع راهن وحساس ويهم جميع المواطنين ولكن قد أسمعت لو ناديت مخلصا.ا.ا.ا

  • خدمات جد رديئة
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 18:42

    خدمات رديئة جدا وخاصة الشبكة الطرقية بالمغرب والتي تظهر عوراتها كلما حل موسم الأمطار الطريق السيار أصبح معرضا لقطاع الطرق ليل نهار… في أروبا مثلا هناك خدمات ومرافقه اجتماعية على طول الطريق عمومية أو سيارة، هذا إلى جانب تمدد الشبكة لتشمل ممرين أو أكثر vois, ولا يجوز مطلقاً مقارنة هذا بذاك، رغم أن المغربي يؤدي الكثير مقابل الخطورة

  • شبكة طرقية معطوبة
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 19:17

    لا يعقل أن يدفع مستعمل السيارة ضريبة سنوية مقابل خدمات جد رديئة؛ وهذا يعرف بابتزاز المواطن؛ ولعل كل الصفقات العمومية في هذا الشأن مشبوهة تتعرض للزبونية والتزوير فتأتي المشاريع معطوبة وناقصة في أحسن الحالات يعاني منها المواطن سيما في موسم الأمطار؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله

  • Youssef
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 21:27

    لم يستوعب العقل السيارة لا تستعمل و تخلص عليها الضريبة لم تجده في العلام الا في المغرب

  • Hassan
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 21:36

    أحببت هذا المقال و أعجبت بالتعاليق . و أريد إظافة معلومة أن المجالس المنتخبة لا تحترم التصميم المديري إلا في الأحياء المحظوظة (حي الرياض بالرباط نموذجا ) أما الأحياء الشعبية فهي مرادفة للعشوائية .

  • مسافر زاده الخيال .
    الثلاثاء 19 يناير 2021 - 21:42

    عند كل حادثة سير مميتة تلقي الوزارة علينا ديباجة تعاد حد الممل تنحي باللائمة على الحالة الميكانيكية للسيارة والسرعة المفرطة وعدم استعمال حزام الأمان وعدم احترام إشارات المرور والتجاوز المعيب . دون أن تلقي ولو من باب در الرماد في العيون جزءا من المسؤولية على الحالة المزرية للطرق المتهالكة المتآكلة وغير المستوية والمليئة بالحفر على اختلاف أنواعها العميق منها والعريض . الغريب والمريب والمستحيل والعجيب هو أننا وبتوالي الأيام ، وبفعل الإستئناس بها وبفعل الود الذي أصبح يربطنا بها. أصبح يجمعنا معها نوع من الإتصال الوجداني يجعلنا ودون أن ندري تنفاداها في ظهر الغيب من كثر المرور عليها لسنوات طوال

  • حوادث السير والطرق
    الأربعاء 20 يناير 2021 - 11:54

    دونما بحث أو أرقام، فمستعمل الطرقات بالمغرب يستطيع بسهولة أن يعرف سبب تصاعد وتيرة الحوادث المميتة والتي من أبرز أسبابها الطرقات الرديئة والمكتظة، وتزداد سوءا مع الأمطار فحرام أن يدفع الإنسان الضرائب ليحصد الكوارث

  • قول الحقيقة
    الخميس 21 يناير 2021 - 12:27

    للراجلين في المغرب دور كبير في وقوع حوادث السير بالإضافة للحالة الطرق الرديئة و المتهالكة . حيث نلاحظ مرارا ةفي كل المدن المغربية عدم استعمال الممر الخاص بالراجلين عند عبور الطريق . و المشي فوق الجزء المخصص للسيارات رغم توفر الجزء المخصص للمشاة . مما ينتج عنه الكثير من الحوادث . أيها الراجلون أتوجه بهذا النداء استعملوا حاشية الطريق و ابتعدوا عن طريق السيارة تحمون أنفسكم ، و تسهلون الأمر على السائقين.

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج