عبد الرّحمان اليوسفي المُستثنى منَ الأصل

عبد الرّحمان اليوسفي المُستثنى منَ الأصل
الخميس 4 يونيو 2020 - 08:32

أصبح الواقع هو الأصل في حياتنا السياسية بالمغرب، لذلك كان عبد الرّحمان اليوسفي استثناء، رغم أنه لم يعمل شيئا سوى أنه أعاد هذا الاستثناء إلى الأصل في الحكاية. عندما نستحضر الأسماء السياسية المغربية، نستحضر معهم امتدادات ماضيهم وراهن الحاضر في حياتهم وحياتنا معهم، كيف بدؤوا مشاويرهم كمواطنين بسطاء وكيف ينهون عادة مسيراتهم السياسية، التي لا تنتهي في الغالب إلا قسرًا أو بوفاة وفضيحة، وهم يملكون فيلات وإقامات فاخرة في إفران وعلى امتداد المياه الدافئة في شواطئ الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي أو في مدن إفرنجية عالمية أخرى كباريس ولندن، مع حسابات سمينة في بنوك محلية؛ وقد يتجاوز الأمر إلى فتح حسابات أخرى خارج الوطن في فرنسا أو سويسرا وحتى في إسبانيا مثلا.

نسارع نحن إلى استحضار كيف كان يقضي هؤلاء عطلهم، سواء معنا أو مع عامة الناس بشكل موسمي، وكيف أصبحوا يتحاشون”نا” مع هذه “العامة”، ويعملون جاهدين على مُصاحبة علية القوم ويحذو حذوهم في ذلك بناتهم وأولادهم وزوجاتهم وحتى خليلاتهم السرّيات، ويفخرون بذلك من خلال صورهم وإحضار هدايا ثمينة. وقد نستثني هنا السياسيين المنحدرين من عائلات تكون عادة ثرية في الأصل، وإن كان لهذه الفئة هي الأخرى هشاشتها وضعفها في مجالات أخرى أمام إغراءات المناصب الحكومية. كيف يتنكرون لماضيهم ولأقرب المقربين إليهم، ولنا في ذلك أمثلة كثيرة ومتعددة. لذلك فاليوسفي لم يقم بما قام به وهو رئيس حكومة التناوب أو بعدها إلا بما كان يجب أن يقوم به، والحفاظ على الأصل وإعادة الاستثناء إلى المستثنى منه.

قالت لي يوما قريبة من وزيرة في مدينة مغربية ذات موسم انتخابي، وقد ظننت أنها هي الوزيرة نفسها، وتعاملت معها على هذا الأساس، وقدمت لها نفسي على أساس أنه جاءني الحنين لأشاركها الحملة الانتخابية بحكم تواجدي مؤقتا بمدينتها..نظرت إلي في ابتسامة منكسرة، حينما رأت علامة التعجب بادية على وجهي، وقالت لي والأسى يعصر قلبها:

– “الظاهر أنني تشابهت لك مع الوزيرة، نعم أنا وهي نتشابه كثيرا إلى درجة التطابق، لأنها ابنة خالتي، ووجودي هنا ما هو إلا ذر للرّماد في العيون، وأيضا حتى لا يقول الناس إن عائلتها تعادي طموحاتها السياسية، درسنا معا أنا وهي وكنا صديقتين لا نفترق إلا للضرورة، قبل أن تصبح وزيرة وتتنكر للجميع، أما الآن فلاشيء يجمع بيننا…”.

كانت الوزيرة بنت يومها فيلا فخمة في أرقى حيّ بالمدينة، في ولايتها الأولى من حكومة التناوب، تحدث عنها الإعلام يومها وأسالت مدادا كثيرا. مثل هذه النماذج وغيرها أصبحت هي الواقع والقاعدة. لذلك يبقى ما جاء به اليوسفي من تصرف استثناء، رغم أنه في الحقيقة هو الأصل.. بقي الرجل وفيا لأصله ومواطنا بسيطا متواضعا، نقي اليدين- نظيفا سواء قبل أو خلال أوبعد تركه للوزارة الأولى، يعيش في شقته المتواضعة مثل باقي المواطنين البسطاء أو أقل منهم، في شقة لا تتعدى مساحتها الثمانين مترا، ورفض طوعا منه كل الامتيازات التي كان له أن يستفيد منها بالقانون، ولم يكن لأحد أن يلومه إن فعل، لكنه اختار الأصل الذي نعتبره في ثقافتنا المغربية استثناء.

سبق أن التقيت باليوسفي في عدة مناسبات، لكن البروتوكول لم يكن يسمح لي يومها بالاقتراب منه أكثر من المُمكن، كنت أسلم عليه كما باقي الصالحين والفاسدين، ولم يترك لي الفضوليون يوما أخذ صورة معه، كما هي عادتهم حتى مع المشاهير في الأدب. وأستحضر هنا يوما طوحت بي فيه بعض الأديبات المغربيات وأنا واقف مع الروائي واسيني لعرج في مدخل مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية في مهرجان أصيلة، كل ذلك من أجل أن يأخذن معه صورة، حتى إنه استغرب لسلوكهن وللأمر في رمته، فما كان إلا أن ضحكنا معا وانصرفت أحمل مصورتي.

لكن لقائي به في فاس يناير 2019م، كان الأمر مختلفا، حين قدم اليوسفي لتوقيع مذكراته، وهي بالمناسبة مذكرات رجل دولة من عيار ثقيل لا يمكنه أن يقول فيها كل شيء.. أحسست فيها أنني أقرب إلى الأستاذ اليوسفي عاطفيا ووجدانيا أكثر من أي وقت مضى، لم أجد صعوبة في الوصول إلى المنصة رغم وصولي المتأخر ورغم الزحام الشديد بحكم أنني معروف كوجه إعلامي في المدينة، كنت آخذ له صورا بكل عشق وهو جالس في هدوئه المعتاد كرجل حكيم مع هيلين.

حضر حفل التوقيع جنبا إلى جنب كل من يحبه أو ينافقه ويحاربه في الخفاء على السواء.. حين اقتربت من الأستاذ اليوسفي أكثر رأيت إشراقة غير عادية في ابتسامته، كأنها توحي بأنه يستوعب ما يجري أمامه على طريقته وبشكل مختلف، وكان محترفو مثل هذه اللقاءات ومنظموها، كما هي عادتهم، ينطون ذات اليمين وذات الشمال، يقفزون إلى الأمام ثم إلى الخلف أو يخرجون ويدخلون من الباب الخلفي، تبيّن لي حينها أن الرجل قد بلغ من الكبر عتيا، وظهر بشكل جليّ أن التقدم في العُمر والمرض قد تواطئا معا بشكل لا لبس فيه على ما تبقى من عُـمْر الرجل وأنهكا جسده، هو الذي جرى في كل اتجاه لأكثر من تسعين سنة دون أن يستريح.

قرأ كلمته أمام الجمهور الذي ملأ قاعة المحاضرات بالفندق على اتساعها بصعوبة، إذ ساعدته هيلين في أكثر من مرة. أمعنت النظر جيّدا وعن قرب في بذلة اليوسفي، كانت نظيفة، لكن واضح أيضا أنها قديمة..تساءلت مع نفسي: “ألم يكن في إمكانه أن يحضر بأخرى وزارية وبلون أسود أو أزرق- بحري وأكثر نضارة وإشراقا، كما فعل أكثر الجالسين أمامه؟. نعم، كان بإمكانه أن يفعل، لكن الذي نسيته أن الأستاذ اليوسفي كان قد دخل في مرحلة من الزُّهد على طريقته، حتى رفيقة العمر هيلين كانت بسيطة في ملبسها وإكسسواراتها، كأنها ليست زوجة رجل دولة من العيار الكبير ورئيس حكومة سابق؛ لكن كان باديا عليهما ارتياح كبير من كل ما جرى في حياتهما، يضحكان ببراءة الأطفال ويفرضان على الجميع ما يلزم من الوقار والاحترام. كان الفندق يعُـجّ برجالات الدولة ومُخبريها، لم ألتق بكثير منهم، لكن حدث أن تصادفت في البهو مع أمينة بوعياش، وكانت مازالت حديثة العهد بتعينها كرئيسة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان. ولأني لم أكن أتوفر على سيارة، سارعت في الخروج إلى مدخل الفندق وهاجسي الوحيد هو أن أجد من يوصلني إلى وسط المدينة، حيث يسهل تدبير أمر الوصول إلى البيت بعد ذلك في ليل فاس.

في مدخل الفندق سيحدث أن أجد نفسي مرة أخرى واقفا وجدها لوجه مع مستشار الملك أندري أزولاي، كان وحيدا من دون حراسة ينتظر وصول سائقه، ولم تكن المسافة كبيرة بيننا، وأيضا لأن وجهه قد أصبح مألوفا لدينا لكثرة ما نراه في صفحات الجرائد وشاشات التلفزات المغربية، لم أجد مبرّرًا لمصافحته رغم القرب بيننا واكتفيت بتحيته برأسي. وكانت المرة الثانية التي أراه فيها في الواقع، بعد الأولى التي حدثت قبل أكثر من 36 سنة في الصويرة، كان يومها في مهمة مع وفد أجنبي يجوب المدينة، والحرّاس يطوقون الحشد ببذلهم وربطات عنقهم السوداء.

أما وقد رحل عنا، فلم يعد الآن مُهما ما قاله فيه محبّوه ولا الشامتون في رحيله ولا من حاربوه في حياته، ولا شهادة ادريس البصري الذي قال في حوار مع الصحافي محمد العلمي كان قد أدلى به لقناة الجزيرة القطرية: “زعيم اليسار جوج ديال الناس، عبد الرحيم بوعبيد وعلي يعته، وعندما رحل هؤلاء أتى آخر ما تبقى من اليسار (ويا للأسف) الأستاذ عبد الرحمن اليوسفي”. والبصري كما نعلم هو من حاورهم في السر والعلن، هو من سجنهم وهددهم أو داراهم. وها هو عبد الرحمن اليوسفي آخر اليساريين المحترمين قد رحل، قاوم على طريقته، عاش على طريقته واختارت الأقدار لرجل استثنائي أن يرحل كما أريد له في زمن استثنائي أيضا (جائحة كورونا)، فعليه الرّحمات وله المغفرة.

‫تعليقات الزوار

7
  • مصطفى الرياحي
    الخميس 4 يونيو 2020 - 13:20

    وحدها السلطات العليا تعرف حق المعرفة معدن الرجال تعرف المتملق المنافق من العفيف الصادق
    ليس من الصدفة أن يلجئ الملك الحسن الثاني للآستاذ اليوسفي لإخراج البلاد من ورطة ومرت الأشياء بسلام كما أنها ليس من الصدفة أن يأمر إبنه محمد السادس بدفن الأستاذ اليوسفي جنب الراحل عبد الله إبراهيم
    كلهما يدل عن مكانة الرجل وقيمته إنه لم يعش عبثا ولا عبآ بل ترك بصمة الملوك

  • الأستاذ اليوسفي ...
    الخميس 4 يونيو 2020 - 14:05

    … ينتمي الى جيل الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة الذين شغلهم جهاد بناء الوطن عن الاجتهاد في بناء الثروة .
    كان عصاميا طموحا في دراسته ، توفي والده وسنه 12 سنة ، فاجتهد رغم قلة ذات اليد الى ان استكمل دراسته العليا ، في زمن كانت فيه الوظائف تنال بالشهادة الابتدائية ، حيث حصل على الاجازة في الحقوق من فرنسا وامتهن المحاماة في طنجة . وكان يتحدث أربع لغات .
    جيل الحركة الوطنية كان زاهدا في الثروة أمثال الفقيه بن العربي العلوى الذي التحق بضيعة له بفاس لما استقال من وزارة التاج ، ليعيش من مدخول بيع حليب البقر.
    علال الفاسي بنى دارا في طريق زعير بمساعدة ملكية ، خصصتها اسرته لمقر مؤسسة علال الفاسي .
    المهدي بن بركة ، عبد الله ابراهيم ، عبد الرحيم بوعبيد ، الفقيه البصري لم يتركوا ثروات تذكر.
    والبساطة من طباع ملوك المغرب أيضا ، فلقد ذكرت فاطمة افقير أن الحسن الثاني كان يرتاح بالجلوس على الارض مفترشا سجادة رثة .
    كما تعجب الجنرال الجزائري خالد نزار من بساطة مكتب الحسن الثاني وما فيه من اثاث الصناعة التقليدية ، وقال "الملوكية هي التي عندنا" .

  • زينون الرواقي
    الخميس 4 يونيو 2020 - 14:28

    تفرّس الكاتب في بذلة السي اليوسفي فوجدها نظيفة لكنها قديمة وو ما ذكرني بإحدى طرائف الأديب المصري ابراهيم المازني الذي كان يملك بذلة واحدة لا يغيرها على مدار الفصول وحين أبدى أحدهم ملاحظة بشأنها أجابه المازني مازحاً انه يعشق بذلته لانها تحمل صفتين من صفات الإله عز وجل " التقادم والوحدانية "
    عبد الرحمان اليوسفي من طينة الكبار الذين زهدوا في المباهج وإكسسوارات الوجاهة والظهور شأنه شأن المرحوم عبد الرحيم بوعبيد و الشهيد المهدي بن بركة الذي كان يجالس أقطاب العالم الكبار ويأوي الى بيته المتواضع جدٌا بحي ديور الجامع بالرباط بجانب مقهى موريتانيا الشهير الذي اختفى بدوره .. هؤلاء كانوا خصوماً سياسيين للحسن الثاني لكنه كان يحترمهم ويقدرهم لعفّتهم وترفّعهم والتزامهم الصارم الذي يعكسه نمط عيشهم المتواضع أولاً وقبل كل شيء عكس يساريي الكاڤيار وربطات العنق الحريرية والإقامات الفخمة بطريق زعير وكل ما يليق بمقام خدام الدولة ..
    ورد في كتاب الأمير هشام " الأمير المنبوذ " أن الحسن الثاني كان في مجالسه الخاصة يحتقر ويشمئز من هؤلاء اليساريين الذين استوزروا فتغيرت عاداتهم فجأة وأصبحوا يقبلون على السيارات الفارهة و على الفنادق المخملية وصالونات التجميل ويتسابقون لاقتناء البذلات من المصمم الشهير فرانسيسكو سمالطو بالرباط الذي كان قبلة المتسلقين وحديثي النعمة فأفسدوا عليه صورة الخصم اليساري الجدير بالاحترام فالكبير يرغب في ان يكون خصمه من عياره أمّا الواطئ فهو ليس أهلاً لهذا الشرف ….

  • KITAB
    الخميس 4 يونيو 2020 - 15:33

    مما سجله التاريخ أن الحسن الثاني غداة تعيين عبد الرحمن اليوسفي رئيسا للوزراء جعل تحت إمرته فيلا فاخرة بحي السويسي، لكن زوجته رفضت رفضا قاطعا خروجها من منزلهما المتواضع، وهنا يثار سؤال هل كان لليوسفي عقب؟ وربما الجواب يكمن في سر بقاء زوجته ملازمة له طوال المعارك النضالية التي خاضها قبل استوزاره، كما أنه رفض عرضا مغريا من قبل الملك محمد السادس لكنه رفض تقاضيه لأجر بدون خدمات… وإذا جاز لنا اختزال اليوسفي في جملة فهو الربان الذي استطاع أن يعبر بالمغرب إلى شاطئ النجاة عقب وفاة الحسن الثاني، وما زلنا نذكر أن اليوسفي هو الذي طور تقديم البيعة كتابة بعد أن كانت شفاهية.. تحياتي للرواقي والرياحي وللجميع. سلمات

  • فيلا السويسي ...
    الخميس 4 يونيو 2020 - 21:07

    … تابعة لاملاك الدولة مخصصة لاي وزير الاول تعين.
    يمكن أن يكون سكنها اليوسفي أثناء مزاولة وظيفة الوزير الأول لعدم وجود سكن له في الرباط ولكنه رفض العرض المقدم له بالاستمرار في الإقامة فيها بعد انتهاء مهمته.
    ثم اشترى بيتا متواضعا في الدار البيضاء بما وفر من مال أجرته.
    اليوسفي لم يرفض تقاعده كوزير اول انما رفض تعويضات إضافية أثناء الخدمة.
    فيلا السوسي رفض عبد الاه بن كيران الانتقال إليها.
    وكلف الدولة حراسة داره في حي الليمون.
    الا ان العثماني يسكنها بسبب ضيق سكناه في حي السلام.
    الاهم في الأمر عدم استغلال المنصب للإثراء او استعمال النفود للترامي على املاك الغير او الارتشاء.
    اما الكدح لكسب المال المشروع فسعي محمود اذا كان للفقراء فيه حق.

  • هذا ما كتبت ...
    الخميس 4 يونيو 2020 - 21:46

    … الصحافة عن الوزراء الزاهدين.
    شيخ الاسلام بن العربي العلوي رفض المعاش اقتنى اربع بقرات.
    البكاي عاش تقاعده بمعاش الجيش الفرنسي.
    المختار السوسي باع بيته ومكتبته وخصص راتبه للتأليف.
    عبد الله ابراهيم لم يملك سيارة ولا معاشا عينه الحسن الثاني أستاذا بقرار في كلية الحقوق لكفظ ماء وجهه.
    الخطيب عاد للاشتغال في عيادته وخصص معاشه لعلاج المرضى المعوزين.
    بوعبيد وزير الاقتصاد الذي كان يتنقل بدراجة هوائية.
    رائد الاعمال والوزير بوفتاس كان ينفق مرتبه على مرافقيه.
    الوزراء الدمناتي، اخنوش ،حفيظ العلمي ،عجول واخرون تنازلوا عن رواتبهم.

  • 010101....
    الخميس 4 يونيو 2020 - 23:34

    السي عبد الرحمان محال ينساه البال…اسطورة واستثناء في مجاله…ولم يقل احد انه معصوم من الخطإ. ..لذلك فالتاريخ سيذكره بفخر ..ولن بتمكن الذين في قلوبهم مرض من خدش صورته بل ان ابتسامته احسن رد عليهم .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة