عدنان يفتح دفتي مراكش الحمراء.. ترميم المدينة و"تطريس البهاء"

عدنان يفتح دفتي مراكش الحمراء.. ترميم المدينة و"تطريس البهاء"
الأربعاء 6 فبراير 2019 - 08:00

تقديم كتاب “مراكش التي كانت”

المدن مثل الكتب، متونٌ مخطوطةٌ بحبرٍ سمْحٍ يجعلها لا تتبرّم من الحواشي، ولا تزعجها تعليقات القرّاء على الهوامش. المدن كتبٌ مفتوحة للقراءة المُتفاعلة، للإضافة وللتعليق، للاستطراد والحشو، كما للشطب والتنقيح والمحو.

ومراكش بالذات كانت كتابًا فاتنًا مهيبًا كلما فتحتُ دفتيه أجدني أقرأ فأعيد وأستزيد. مراكش متنٌ أصيلٌ لا تُرهِقُه الهوامش والحواشي ولا يشبع من الشروح والتعاليق.

منذ الصفحة الأولى وضعتُ علامة استفهام أمام أول جملة: فهل كان يوسف بن تاشفين من اختطَّ المدينة فعلا سنة 454 هجرية (1062م) بـ”صحراء لا تُنبت إلا السّدر والحنظل ولا أنيس بها إلا الغزلان والنّعام”، كما أكّد لنا المعلمون في مدرستنا الابتدائية برياض العروس؟ أم أن درس التاريخ القديم الذي حفظناه عن ظهر قلب كان ناقصًا؟ الكتاب مفتوحٌ على المراجعة إذن، قلتُ في نفسي؛ فهذا كتابٌ لم يُطوَ بعد، ولعله لن يُطوى أبدًا.

كان معلّمونا في مدارس السبعينيات اعتمدوا رواية ابن خلدون وابن أبي زرع قبله، وإلّا لمْ يصلنا من تاريخ المرابطين شيء. حتى كتاب أبي بكر بن الصيرفي، المؤرّخ الرسمي للدولة المرابطية، ضاع في ظروف غامضة زمن الموحدين. لكن المراجعات الجديدة للصفحة الأولى من كتاب مراكش بدأت تؤكّد أن المدينة لم تؤسَّس فعليًّا إلا ثماني سنوات بعد التاريخ المذكور؛ أما مبادرة تأسيسها والفضل في بنائها فيعودان إلى أبي بكر اللمتوني، وليس إلى خليفته وابن عمه يوسف.

الكتاب مفتوحٌ على المزيد من المراجعة والتدقيق، وهناك مجالٌ للإضافة أيضًا. لكن ماذا عن الصفحات الممحُوّة؟ ماذا عن الذين وجدوا أنفسهم صدفةً في مواقع تتيح لهم ممارسة التّطريس الناشز في الصفحات الممحُوّة من كتاب مراكش؟.

لأجل ذلك، كان هذا الكتابُ ضروريًّا؛ فنحن مجرد أدباء بالنهاية، لا قدرة لنا على التدخل الحازم والحاسم لحماية هذه الصفحة أو تلك من المحو، أو لإيقاف هذا المتعسِّف أو ذاك ومنعه من ارتجال تطريسه الشنيع في هذا الموضع أو ذاك من المدينة / الطرس.

لذلك اخترنا أن ننبِّه بشكل جماعي إلى أنّ مدينتنا، وهي تكبر وتتجدّد، فقدَتْ الكثير من معالمها، وكثيرا ما حلّت محلّ هذه المعالم بناياتٌ فظّةٌ تُخاصِم الجمال وتخون روح الحاضرة وتناقض خصوصيتها المعمارية.

كثيرا ما استوقفَتْني وأنا أتصفحُ كتاب المدينة، طفلًا، صفحةٌ غامضةٌ مثيرةٌ عنوانُها “قصر البديع”. الصفحة مضيئة رغم أنها ممحوّة بالكامل.

لكن الأطلال التي كنّا نتجوّل بينها في الواقع سرعان ما كفّت عن أن تظل كذلك؛ فقد حفظَتْ لنا كتبُ التاريخ، لحسن الحظ، العديد من الشهادات لمؤرّخين وسفراء وقصائد لشعراء تصف مكنونات القصر الفريد؛ فالرخام سيد المكان، والسقوف مرصّعة بالذهب أو منقوشة بنفائس المُقرنصات، إضافة إلى ما لا يُحْصى من الفسقيات والبرك يجري الماء فيها لُجَيْنًا يسحر العين، والأشعار مطرّزة على الأبواب، ومنحوتة على خشبِ الأرز، ومنقوشة على الزليج والمرمر، ومرقومة رقمًا أخّاذًا على الجبس.

عدتُ إلى كتب التاريخ في ما بعد لأعرف أنّ قصر البديع كان يضمّ إلى جانب الدار الكبرى والقصور الأميرية عشرين قبّة باذخة أشهرُها قبة النصر، قبة التيجان، القبة العظمى، قبة الزجاج، وقبة الخمسينية التي اعتُبِرت آيةً في الفخامة، وهي التي كانت تحتضن مجالس السلطان أحمد المنصور.

الكتابةُ إذن سلاحٌ فعّالٌ ضدّ المحو، لذلك علينا نحن أيضًا أن نكتب، أن نُنقِذ ما يمكن إنقاذه من مراكش التي نعرف، مراكش التي نحبّ؛ فها هي صفحاتٌ أخرى من كتاب المدينة تتعرّض للمحو أمامنا ونحن عاجزون. فبسبب العولمة والانفتاح والنموّ تتغيّر ملامح المدينة. يتذكّر جيلنا، كما الأجيال السابقة علينا، العديد من معالم مراكش التي انمحت خلال العقود الأخيرة.

وإذا كنا غير قادرين على إيقاف النزيف، فلنجرّب في الأقل حفظ الذاكرة. لذلك استدرجْتُ أصدقاء من أدباء مراكش ومبدعيها للمشاركة في عملية الترميم هذه. ترميمٌ رمزيٌّ للمدينة..تطريسٌ عاشقٌ لصفحاتها الممحوّة..اشتغال جماعي على ذاكرة الحمراء.

هكذا طلبتُ من الأدباء الذين تفضّلوا بالمساهمة في هذا المؤلَّف أن يراود كل واحد منهم ذاكرتَهُ عن مخزونِها ونبدأ لعبة الاسترجاع فنتذكّر بعض معالم المدينة التي ضاعت.

نوع من الانتصار للذاكرة والتنبيه إلى أنّ التحوّلات التي انخرطَتْ فيها مراكش، على إيجابيتها أحيانًا، قد تكون قاسيةً على الذاكرة والوجدان؛ وإلّا فما فقدَتْه الحاضرة من معالم في العقود الأخيرة رهيبٌ جدًّا: قهوة المصرف، الفضاء الأثير لشاعر الحمراء محمد بن ابراهيم ورفاقه..مقهى ماطيش، ملاذ أديب مراكش الكبير خوان غويتيصولو، قبل أن يتناهب فضاءَه بازارٌ و”تيليبوتيك”..

مقهى السربون التي فقدت روحها وذاكرتها وعمقها الثقافي حينما تحوّلت إلى فضاء سياحي ركيك اسمه مقهى ومطعم أرگانة..”دلالة” ابن يوسف حيث كنا نتابع أيام الجمع في طفولتنا الدلّالين يطوفون بأمّات الكتب على الحاضرين، والكتب تُباعُ تِباعًا في مشهد استعراضي مدهش..

سينما “بالاص” التي كانت مسرحا وصالة سينما وتحفة معمارية فريدة قبل أن تتحوّل إلى طلل مازال قائما حتى الساعة في قلب شارع يوغوسلافيا..يوغوسلافيا الدولة الدّارسة وقد أصابَتْ لعنتُها معالم الشارع الذي يحمل اسمها في قلب الحمراء..

“دار البارود” التي أطلقت عددًا من الرموز الفكرية والثقافية والسياسية للمدينة، وكان طلبتها يسمونها جامعة ابن يوسف رغم أنها مجرّد مؤسسة للتعليم الإعدادي والثانوي الأصيل، لكنها ظلت على امتداد تاريخها بمثابة جامعة حقيقية في الوجدان المراكشي العام..

سوق الخُضر بعرصة الملاك الذي تحوّل إلى مسجد ليفيض السوق على الحيّ ويحوّل حياة سكانه إلى جحيم..تيران الخائنين.. تيران الشراشر.. ساقية تاركَة بدوار العسكر..صهريج البقر.. ومعالم أخرى يستحضرها أدباء من مختلف “حومات” المدينة، كان لها وضعها الاستثنائي في ذاكرة الحمراء وأهلها قبل أن تؤول بدورها إلى زوال.

كان علينا أن نتدخّل، وباستعجال. صحيح أن القرار ليس بأيدينا، لكن بإمكاننا رغم ذلك أن نبادر ونتذكّر. هذا كل المطلوب، أن نتذكّر بحس أدبي شفيف. كل واحد من الأدباء المشاركين اختار أقرب معالم المدينة إلى روحه ووجدانه: سينما قصدها لأول مرة وهو فتى دون اليفاع، حديقة صغيرة أكلها الإسمنت، فضاء ارتبط به بشكل خاص في فترة الطفولة، أو أيًّا من هذه المعالم التي تتبدّد بالتدريج. هي محاولة متواضعة، لكنها صادقة، لتحمُّل مسؤوليتنا كأدباء في استعادة مراكش التي تضيع منا، ولو عبر التذكّر والحنين. وكانت الحصيلة هذا الكتاب.

فمرحبا بك أيها القارئ في مراكش. افتح نسختك من الكتاب وتجوّل بين معالم المدينة التي لم يعد بإمكانك زيارتها على أرض الواقع؛ ستكتشف دون شك أن الأدباء من أقدر الناس على ترميم المدن وحفظها، وليكن تجوالك معنا عبر فصول هذا المؤلَّف الجماعي مساهمتَكَ المُتضامنة في ترميم المدينة وتطريس الكتاب.

‫تعليقات الزوار

15
  • همم قوية ، مدن جميلة .
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 08:49

    لو كان لنا نصف ربع عزيمة الألمان وخمس إرادةة اليابان وقليل من إخلاص الصين لثم إعادة هيكلة المدينة القديمة لمدينة مراكش في خمس سنوات ولكانت أحياء يقتلها الإختناق بباطن المدينة أعيد بناءها بما يسمح لأسطول السيارات والدرجات أن يستفيد من شوارع أرحب تبيح السياقة الآمنة لكانت اجتثات شوارع وأحياء وتعويض أهلها بما يليق بالتعويض وإرضاءهم وفك هذا الإختناق القاتل وهو أمر لاينتطبق على مراكش دون غيرها من المدن العتيقة التي لو كنا مبدعين ومخلصين لسارعنا لمحاولة تجويد الحياة لساكنتها .

  • ahmed idrissi
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 08:50

    مراكش مدينة السلاطين العظام والفقهاء والأولياء تستحق أن يدافع عنها أبناؤها بهذا الشكل. شكرا لياسين عدنان ولكل المساهمين معه في هذا الكتاب الهام.

  • skitiwi
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 08:55

    اظن ان المغرب محصور في مدينة مراكش لراحة السائح و جيبه و مدينة الصويرة لراحة شليمو و تلموذه اما باقي الاراضي فلا اعلم تحت اي علم دولة تنضوي ،رغم اننا نلاحظ تواجد ثوب احمر تتوسطه نجمة خضراء يرفرف على مؤسساتها الضريبية المباشرة و الغير مباشرة . يا عجبي .

  • ahmad
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 09:04

    اطلعت على النسخة الفرنسية منه.إنه كتاب بديع،أعاد كتاب مراكش من خلاله الكثير من الأماكن إلى مكانها،والكثير من العادات إلى الذاكرة.إنه ما اسفرت عنه ورشة ترميم جماعية استعادتبها هذه المراكش تلك التي كانت.

  • محمد أمين
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 09:08

    حبذا كاتبنا و شاعرنا المراكشي ياسين عدنان لو كتب الكتاب على شكل جولة داخل المدينة القديمة حسب ترتيب حومات سبعة رجال فيصبح الكتاب خريطة ترسم أزقة و معالم مراكش العتيقة، مزيدا من التألق استاذي الكريم بالتوفيق.

  • الصنهاجي
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 09:24

    مراكش الحاضرة المتجددة تعرضت لتهميش كبير واليوم فيما يريدون إنقاذها ها هي من جديد تتعرض لنوع من الترميم المتسرع. شكرا لأدباء المدينة الذين حاولوا من خلال هذا الكتاب الدفاع عن مدينتمهم والتنبيه الى ما تتعرض له من تزييف لهويتها المعمارية الأصيلة. يجب قرع نواقيس الخطر أيها الإخوان لحماية مراكش من الإهمال وايضا من الترميم الارتجالي.

  • عبد العزيز
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 11:03

    تحياتي لزوار وقراء الموضوع

    هناك كتاب انجليزي مشهور جدا اسمه Morocco That Was , وبالعربية ' المغرب الذي كان ', يحكي فيه كاتبه Walter Harris -الذي كان صحفيا لجريدة التايمز البريطانية – عن المغرب القديم والدولة المخزنية وكذلك بعض اسرار القصر والتقاليد والعادات المغربية … والعديد من الامور الاخرى . تجدر الاشارة الى ان الكتاب نادر نوعا ما , وموجود باللغة الانجليزية فقط , لكن يمكن تحميله عبر النت .
    قبل ان انسى , تم تلفيق تمهة الجاسوسية له والمس بمقدسات المغرب انذاك , مع العلم انه لم يقل الا الحقيقة الصرفة .
    عند قمت بقراءة عنوان الموضوع الحالي , او ما تبادر الى ذهني ذلك الكتاب .
    وانصحكم بقرائته عاجلا .
    تحياتي

  • فاطمة أوباها
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 11:03

    جميل أن نفكر أدبيا بترميم التاريخ الذي قد يطاله المحو بتسارع نمو الذاكرة الرقمية للإنسان المعاصر، حيث التكنولوجيا تتعارض مع وجود دروب السباكين وحومات الدراويش الذين اسسوها في الماضي البعيد.
    ترميم المدن القديمة أدبيا، سيجعلها تطفو على الذاكرة الإنسانية وجدانيا ، حتى لوتغيرت ملامحها عبر الزمن الذي يصنعه الإنسان ، ستبقى نقشا معرفيا مدونا نرجع إليه كلما هوت بنا ذاكرتنا من فرط العصرنة وتداعياتها.
    شكرا على المجهود الأنيق، أناقة المفكرين النبهاء.
    نتمنى أن نجد "الكتاب" بالمعرض الدولي للكتاب القادم، علنا نسترجع به ما ضاع من ذاكرتنا التاريخية أدبيا.

  • المراكشي
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 11:51

    شكرا اسي عدنان وهذا عمل يشرف ابناء مراكش الأحرار وتاريخ مراكش الاصيل.

  • يا مراكش ياوريدة بين النخبل
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 12:02

    من أكبر الكوارث التي ارتكبت في حق التاريخ والجغرافيا بالمغربي الأصيل ما جرى للمدينة الحمراء، تهجير السكان الأصليين من رياضاتهم نحو الضواحي، وتم إفساح المجال للأجانب ليستوطنوا قلب المدينة ليقيموا فيها الليالي الحمراء والزرقاء، حتى فقدت المدينة رونقها وحسها وحميميتها وروحها. زرت المدينة بداية التسعينيات، شعرت أنها تخاطب الوجدان وتقول مرحبا بك أيها الزائر العزيز. أزورها اليوم، فتناديني متاجرها الفرنسية لتقول لي مرحى ببطاقتك البنكية.

  • المجيب
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 13:21

    حتى لا تكون عملية الترميم الافتراضية هذه مبتورة، يجب عدم نسيان ميناء مراكش البحري الذي هو أسفي والذي كانت تنزل به كل بعثات السفراء ورجال الدولة الأوروبيون المتوجهون لمراكش عاصمة المغرب القديمة أيام السلاطين.

  • ملاحظة فقط
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 14:06

    نحن المراكشيون واباءنا واجدادنا نقول عن يوسف بن تاشفين مول لبلاد وبعض المصادر -ابن خلدون- تشهد بدلك لانه اشترى ارض مراكش من المصامدة من ماله الخاص لانه كان يمتهن التجارة في الصحراء ..هل المال مشترك مع مال ابن عمه ابوبكر اللمتوني الله اعلم هدا من جهة ثانيا هناك اماكن في مراكش عمران اثري في المدينة ولا نهتم به مثل بعض الابواب مثلا وتستحق الاهتمام والكل يهتم بباب القصبة ولا يهتم بجمال باب فاس -باب الخميس- الدي لا يقل جمالا عن الاول ..

  • ملاحظة فقط
    الأربعاء 6 فبراير 2019 - 14:50

    يحز في النفس دلك الترميم الدي قام به امريكيون لصومعة الكتبية خاصة الزليج الابيض والاخضر الدي كان في اعلى الصومعة ووضعوا مكانه زليج عصري لا يناسب عصر بناء الصومعة ..القو نظرة على الصور القديمة للصومعة قبل الترميم -صور نادرة- وستعرفون على مادا اتحدث ثانيا نريد ان نعرف مال منبر الكتبية التاريخي ?قيل لنا في دلك الوقت لقد اخده الامريكان -لا نعرف الى اين-للترميم ولكن لم يظهر له اثر بعدها ..لدى الاسبان ابناءها هم الدين يقومون بترميم الماثر التاريخية ولهم شعب في جامعاتها تهتم بهدا الامر اما نحن نستدع الاجانب ليرمموا لنا مءاثرنا …اخي يا امي نوريك دار خوالي !

  • asmaa
    الخميس 7 فبراير 2019 - 08:34

    جيد أن هذا الكتاب المهم عن مراكش قد صدر بالعربية. فالطبعة الفرنسية التي صدرت العام الماضي لم تكن كافية. فالفرنسية ليست هي لغة الشعب. لهذا الكتاب باللغة العربية هو الأهم. والأهم الأهم من هذا كله هو أن يتم اقتناء الكتاب من طرف وزارة التربية الوطنية في مراكش وتوزيعه في المكتبات المدرسية للمدينة لكي يتعرف من خلاله التلاميذ وحتى الطلبة في جامعة القاضي عياض على مدينتهم ويسمعوا قرع ناقوس الخطر الذي يقوم به أدباء مراكش في هذا الكتاب. والحقيقة أن أدباءنا تحملوا مسؤوليتهم. وهذه من أدوار المثقف. أن يحذر الى الخطر. لكن هل من آذان صاغية؟ فالحاضرة المتجددة تتعرض اليوم لترميمات عشوائية تجعل الحاجة الى هذا الكتاب ملحة أكثر وأكثر وأكثر. فهل من آذان صاغية أيها المسؤولون؟

  • عبدالحق
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 19:46

    مرّاكش
    للدّقة ميزان, معنى و كلام
    ثقيلة في الأذن و الليل لا تنام.
    إذا حضرت الطّنجية فلا ترد السلام
    تذوّق ما تيسّر من الخضر و اللّحام
    مرّاكش ترحب بك, تفضل و تقدم إلى الأمام
    من جامع الفناء إلى الكتبيّة لتزور المقام
    أهلها بهجة و كلهم نظام و احترام
    فرحةً و بالسرور يُفسّحون البعيد و كل عامّ
    السياح يحجّون إليك مثلهم مثل الحمام
    حارس المكان, سيدي إبراهيم لا يُلام
    يرحب و يثني و يرد السلام
    على كل زائر يتمتع و لو لأيام
    لطف شعبك يهوي الفقير و الغني و الهمام
    قصورك و أروقة جنّاتك تحكي الحب و الوئام
    علامات مجدك أشرطة و أفلام
    قصص أهلك و أسلافك الكرام
    في السّاحة, تروى و تحكى إلى آخر الأيام
    فيك الفرح, فيك الذّكر و فيك القيّام
    لون جمالك أحمر زينت به الأعلام
    و مدى إلهامك وصل إلى جميع الأقوام
    دمت أصلاً و بهجة للوطن على الدّوام
    مرّاكش يا حمراء, يا أحلى مقام.

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية