فاعلون يناقشون حلّ المنازعات بعيدا عن القضاء‎

فاعلون يناقشون حلّ المنازعات بعيدا عن القضاء‎
الأحد 22 ماي 2016 - 12:20

وصف أحمد قيلش، رئيس المركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان، القضاء بالمحاكم المغربية بـ”الثقيل والبطيء، وفي حالات كثيرة، فاسد”، وأشار في مداخلة بعنوان “الصلح الزجري”، ألقاها خلال مشاركته في ندوة حول “التقنيات البديلة لحل المنازعات القانونية”، إلى أنه عوض الحديث عن “توفّر القوانين”، وجب التساؤل عن مدى “وجود العدالة”، وعوض الإشارة إلى “مدونة الأسرة”، من المفروض الاهتمام بمدى تنفيذ أحكام النفقة وغيرها.

وأكّد المتحدث خلال الندوة المنظمة من طرف المركز المغربي للوساطة والتحكيم، بشراكة مع المركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان، والمركز الدولي للخبرة الاستشاري، وجمعية شباب من أجل المواطنة، والمجلة الوطنية للعلوم القانونية والقضائية، أن “مقتضى الصلح الزجري فشل فشلا ذريعا لأسباب عديدة، من بينها إسناد تلك المهمة للنيابة العامة المتعطشة للاعتقال، والتي تستهويها المتابعة”، مستدركا بالقول: “إلا من رحم ربّي”.

وعقب انتهاء الندوة المنظمة بقاعة الاجتماعات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بمدينة الجديدة، أشار أحمد قيلش، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ابن زهر بأكادير، في تصريح لهسبريس، إلى أن المركز الوطني للمصاحبة القانونية وحقوق الإنسان يقترح إسناد مهمة الصلح الزجري للقاضي الوسيط، أو لمؤسسات أخرى حديثة، من أجل تكريس ثقافة التصالح لدى المواطنين، وتغيير عقلية تعاطي النيابات العامة، من خلال اللجوء إلى الصلح بدل الاعتقال.

وأكّد قيلش أن “اللجوء إلى الصلح بدل الاعتقال من شأنه التخفيف من اكتظاظ السجون، وإقرار فلسفة تصالحية، باعتبار هذا الإجراء أساس المحاكمة الجنائية العادلة التي تحافظ على مراكز الأطراف، أو ما يعرف بالأمن الاجتماعي”، فيما أوضح خالد حسني، المدير الإداري للمركز المغربي للوساطة والتحكيم، أن “المركز يحاول إشاعة ثقافة اللجوء إلى الوساطة والتحكيم عوض القضاء، وهو السياق الذي أتت فيه الندوة، بمشاركة قضاة ومحامين وأساتذة ورجال أعمال، من أجل تقريب المواطنين من الآليات البديلة لحل المنازعات”.

واستغل المنظمون المناسبة لتوقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة بين الهيئات المشاركة في الندوة؛ حيث أشار أنس بوري، الكاتب العام لجمعية شباب من أجل المواطنة، إلى أن اتفاقية الشراكة التي وقّعتها جمعيته مع المركز المغربي للوساطة والتحكيم تهدف إلى تكوين وتأطير الشباب في مجال الوساطة والتحكيم، مؤكّدا أن “فئة الشباب التي تشكل حوالي 70 في المائة من المجتمع المغربي قادرة على تبني مجموعة من الأطروحات، وعلى أن تكون فعالة ومساهمة في تشريع قوانين تسيير الدولة”.

أما ضياء نعمان، رئيس المركز الدولي للخبرة الاستشارية، فتطرق في مداخلته لدور التحكيم عبر الوسائط الإلكترونية، وأشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن شبكة الإنترنيت خلقت في الآونة الأخيرة مجموعة من المعاملات الإلكترونية التي تقدّر بمليارات الدولارات، غير أن تلك المعاملات صاحبتها عدّة إشكالات قانونية تدفع الأساتذة الجامعيين إلى تحليلها وتنزيلها، مضيفا أن “هناك مراكز دولية متخصصة في المجال، يتم التحكيم إليها مباشرة عبر الوسائط والدعامات الإلكترونية، عوض اللجوء إلى التحكيم الورقي من أجل حل النزاعات”.

‫تعليقات الزوار

9
  • ياسر
    الأحد 22 ماي 2016 - 12:44

    فكرة نتمنى ان تتحقق على ارض الواقع ،لأننا مللنا المساطر القانونية المعقدة والغير الصالحة لحل مشاكل المواطنين بالسرعة الازمة .

  • الوساطة جيدة ولكن
    الأحد 22 ماي 2016 - 12:45

    ماتقوم به هذه الفعاليات كبديل للنيابة العامة يستحق كل التقدير والإحترام وهو من صميم مضمون القرآن الكريم ومن التاريخ المغربي ولكن العقليات المنتشرة في المجتمع تستغل الوساطة والتحكيم لتكرار مسببات المنازعات والاعتداءات وغيرها لهذا تبدو النيابة العامة كبعبع يردع المعتدين والمجرمين والمتسلطين والمتبرهشين

  • امحند
    الأحد 22 ماي 2016 - 13:51

    فكرة جديدة لأنه كما ورد فالنيابة العامة دائما تجر إلى الاعتقالات التعسفية دون تركيزها في القضية وفي غالب الأحيان تكون دائما منحازة إلى من؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    حسبي الله ونعم الوكيل الله يأخذ فيهم الحق.
    وعند ربكم تختصمون.

  • خالد بوناب
    الأحد 22 ماي 2016 - 13:55

    قبل الحديث عن إشاعة ثقافة الوسائل البديلة في حل المنازعات يتوجب الكلام عن قابلية عقلية المجتمع لممارسة هكذا طرق وآليات ،نحن نحتاج إلى سنين ضوئية لتمثل هذه الثقافة و الى درجة متقدمة من الوعي

  • Remédier à l'injustice
    الأحد 22 ماي 2016 - 14:19

    Le simple ou même le moyen citoyen cède à ses droits pour 90% des cas. Car pour lui la justice est un labyrinthe qu’il ne peut accéder, plein de magouille de corruption d’arnaque…..Et il a le sentiment et la conviction du risque d’être incriminé alors qu’il est la victime. Des efforts dvt être faits pour redonner confiance à ce citoyen et changer sa vue à sa justice et son administration en général.
    Cette initiative de résoudre des problèmes loin de la justice est à encourager. Nous avons ts un sentiment de peur de nous adresser à la justice et surtout d’être debout devant le parquet.

  • خالد بوناب
    الأحد 22 ماي 2016 - 14:41

    جيد أن نتحدث عن إشاعة ممارسة الوسائل البديلة لحل المنازعات، لكن قبل ذلك يتوجب الكلام عن قابلية العقلية في المجتمع لتمثل هذه الثقافة لأننا نحتاج إلى سنين ضوئية لتفشي هذه الممارسة و إلى درجة متقدمة من الوعي

  • hnina
    الأحد 22 ماي 2016 - 15:30

    الصلح خير . بادرة طيبة تستحق التنويه ونتمنى ان تمد بالامكانيات الازمة

  • samir
    الأحد 22 ماي 2016 - 16:33

    يا سلام لو ان الفكرة على ارض الواقع لكان فعلا يا سلام و يا سلام اما حين تكون امام مساطر في ماةيعرف بعلاش هزيتيه علاش او في جهة اخرى عدم تقديم مساعدة لشخص

  • visiteur
    الأحد 22 ماي 2016 - 17:29

    Bonjour
    Desolé je n'ai toujours pas de clavier arabe.
    Justement les statistiques montrent que les marocains ont peu de recours au tribunaux à cause de la lenteur des jugements et meme parfois le nonn aboutisseent de ses jugements. Pourquoi ne pas créer des structures équivanlents pour juger les affaires faciles comme les crédits non remboursés, les problèmes de loyers, et différentes affaires non criminelles. Les mosqués des quartiers avec des imams bien formés peuvent jouer ce role accompagnés de quelques sages de chaque quartiers.
    Salam

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس