فرنسا: هدية أمير المؤمنين للرئيس بوتفليقة

فرنسا: هدية أمير المؤمنين للرئيس بوتفليقة
الجمعة 14 يونيو 2013 - 12:13

هل يفقد المغرب رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية؟

نعم، بالتحديد يوم 23 من الشهر الجاري.الجزائري دليل بوبكر رئيسا للمجلس بقرار مغربي. وهي سابقة في العلاقات المغربية-الجزائرية، قد يكون لها ما بعدها السؤال المحير لماذا ،بعد فوز المغرب بالانتخابات؟

هي السياسة في خدمة الاسلام وبأخلاقه النبيلة،الاسلام دين عقل ودين حوار ،وليس استغلال الدين من أجل أهداف سياسية.وشتان بين المقاربتين وهي، في تقييمي لهذا القرار الاستراتيجي، رغم توقعه من الناحية القانونية للمجلس، هدية أمير المؤمنين الملك محمد السادس، المتواجد بفرنسا،للرئيس الجزائري المتعافى،قريبا من جلالته، باحد المستشفيات الفرنسية، ورسالة الاسلام المتسامح ، كما أسس له القرآن.

لنعد للحدث ،وعن مهندسه، وخلفياته، لفهم سياق الهدية في شهر شعبان المبارك

أولا، مهندس الحدث: الدكتور محمد الموساوي والجهاد الدبلوماسي، اليوم وبعد نجاح مهمته ،وربما نهايتها، يمكن كشف أسرار تهم مساره واستقطابه والثمن الذي اداه رجال يشتغلون في الظل لمصلحة الوطن وقضاياه الاستراتيجية..دون ابتزاز جهة أو طلب مقابل.

كنت أعتبر عملي الدبلوماسي جهادا وليس وظيفة كما يفعل البعض الآن.

القصة الكاملة تحث مراقبة المعني بالأمر وغيره من المصالح المغربية والفرنسية، كما رويتها في مذكراتي” حزب العدالة والتنمية بداية ونهاية” تحت عنوان الدكتور الموساوي وأبواب القصر الملكي

لم يكن أستاذ الرياضيات بجامعة أفنيون الدكتور محمد الموساوي، يحلم بدخول القصر الملكي عندما أقنعته بعد صلاة الجمعة بمسجد البخاري بالالتحاق بنا(..)، بل كانت مبادراتي مفاجئة له لأسباب تتعلق بمرحلة خاصة آنذاك في مساره الإسلامي لا مجال لذكرها الآن

كان ابن فكيك يحلم بالذهاب إلى أميركا بعد حصوله على الإجازة في الرياضيات بالرباط، وعلى الصف الأول في فوجه. لكن الفساد والاستبداد حال دون تحقيق حلمه

قصة محمد الموساوي طويلة ولا تسمح المرحلة لروايتها، لهذا أكتفي بنشر صورة بمدينة أفنيون (بفرنسا والصورة منشورة في كتابي) تظهر كاتب هذه السطور صحبة بعض الرجال الذين كانت لهم أيادي بيضاء في إنجاح عملية استقطاب الموساوي، من شأنها المساعدة على إتمام حلقات مفقودة في سيرة عالم مؤمن قد ينفع الجالية المسلمة والإسلام بمقاربته المنفتحة واعتدال اجتهاداته فضلا عن خصاله الشخصية الحميدة

تبقى الإشارة أن استقطاب الموساوي كانت له كلفة أديتها من جراء مواقف بطانة السوء، كما أديت قبلها ثمنا آخر بعد إلحاق جماعة بنكيران بحركة صديقي الراحل الخطيب

انتهى دور ساعي البريد الذي لعبته، ووصلت الرسالة لمن يهمهم الأمر، وتطورت الأحداث إلى أن أصبح أخونا الدكتور محمد الموساوي رئيسا للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية خلفا للجزائري عميد مسجد باريس دليل بوبكر

وهي سابقة في تاريخ الصراع المغربي الجزائري للهيمنة على تمثيلية المسلمين بفرنسا. ولله الحمد والشكر”. انتهى فصل كتابي.

ملاحظة مهمة..قام الدكتور الموساوي بمهمته وزيادة.جزاه الله.مما يسمح اليوم بالهدية ورسالة الاسلام والسلام.وقد يغادر أخونا الموساوي المسرح مرتاح البال والضمير، ربما لمهام أخرى انبل وأكبر

ثانيا، تقرير موجز حول الحدث و نتائج انتخابات المجلس يوم 8 ينيو2013

يمثل الإسلام ثاني ديانة في فرنسا وعدد المسلمين يقدر بنحو 3 ملايين شخص. ويتميز إسلام فرنسا بتنوع تياراته وتبعيته لدول عربية واسلامية بحكم أصول الجالية المسلمة المقيمة بفرنسا.و تضم فرنسا حوالي 2500 مكان عبادة للمسلمين وحوالي 20 مسجدا متوسطا وكبيرا.يتم تمويل أغلبها من الخارج

وتم انشاء المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية عام 2003 بتشجيع من السيد نيكولا ساركوزي الذي كان يومها وزيرا للداخلية لاعطاء المسلمين الذين يعيشون في فرنسا هيئة تمثلهم

ضرتان : المغرب و الجزائر

نجح المغرب عن طريق تجمع مسلمي فرنسا في الهيمنة على اماكن العبادة وتمويلها بطرق مباشرة أو ملتوية عبر بلدان صديقة مثل المملكة السعودية و بالتالي السيطرة على تياراتها المعتدلة و وصل مغربي الى رئاسة أهم منظمة فرنسية منتمية لجماعة الاخوان المسلمين وتبقى الجزائر رغم منافستها للمغرب حليفا أساسيا لتدبير شؤون المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية عبر المسجد الأكبربباريس

ويركز الغاضبون في انتقاداتهم للهيئيتن سالفتي الذكر ،على بند في القانون الجديد للمجلس ،يقضي بأن تسند رئاسة المجلس للهيئات المدنية الكبرى بالتناوب، وهو ما يعني، حصر رئاسة المجلس بين تجمع مسلمي فرنسا والمسجد الأكبربباريس.وهو ما سيحصل الآن بعد الانتخابات الأخيرة

الجزائري دليل بوبكر يعود لرئاسة المجلس

في 23ينيو الجاري، سيتسلم الدكتور دليل أبوبكر الجزائري الأصل وعميد المسحد الأكبربباريس ،رئاسة المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ، رغم أن تجمع مسلمي فرنسا المعروف بقربه للمغرب ،فاز في انتخابات 8يونيو الأخيرة

لكن، وهذا هو المهم في صراعنا مع الجزائر، سيبقى مجلس الادارةالمؤلف من 44 عضوا ، تحت سيطرة تجمع مسلمي فرنسا ، الذي حصل على 25 مندوبا، في حين حصل جامع باريس الاكبر على ثمانية مندوبين والاتراك على سبعة واتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية القريب من الاخوان المسلمين(متمردين على مقاطعة منظمتهم للانتخابات) على مندوبين اثنين، اضافة الى مندوبين اثنين من المستقلين

وقد حشدت الانتخابات 4603 مندوبنا، تم اختارهم من طرف 901 مسجد التابعة لمكونات المجلس و سجلت هذه الانتخابات إقبالا من 77٪، أو 2664 ناخبا رغم نداء مقاطعتها من طرف اتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية المنتمية لجماعة الاخوان المسلمين

القانون المنظم للديانات

ينص ا القانون (قانون 9ديسمبر1905 ،الذي يفصل الكنائس عن الدولة ويصون مبدأ حياد الدولة تجاه الأديان )على أن الجمهورية الفرنسية “تضمن حرية الاعتقاد” و”الحرية في ممارسة الأديان” ولكنها “لا تعترف بأي دين ولا تقدم له تمويلا أو مرتبا”. وتندرج الهيئة الممثلة للدين الإسلامي وآلية تمويل المساجد في هذا الإطار و، تحت اختصاص وزارة الداخلية

اسلام فرنسي أم اسلام في فرنسا :تعدد الولاءات

فشلت فرنسا في تجنيس الديانة الاسلامية ومجلسها لكن السيد ساركوزي أدمج اتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية المنتمية لجماعة الاخوان المسلمين في المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية. وبالتالي كان وراء مبادرة تطبيع الاسلام بكل تياراته مع الدولة الفرنسية على غرار الديانات الأخرى،وهذا يحسب له

وفي سابقة، وشح الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الدكتور محمد الموساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بقلادة الشرف.و لم يتردد في كلمة مقتضبة عقب توشيحه للموساوي في مقارنة هذا الأخير بالفيلسوف الإسلامي الشهير ابن رشد

الباحثون والمراقبون ينتقدون استمرارية تبعية وولاء كثير من أعضاء المجلس، ومن ورائهم الهيئات التي يمثلونها، لبلدانهم الأصلية ، فإن تجمع مسلمي فرنسا، الذي يرأسه الدكتور الموساوي، يتلقى تعليمات من المغرب ولا يخفي ولاءه لبلدنا، في الوقت الذي يتواصل فيه الدكتور ا[وبكر عميد مسجد باريس مع الجزائر والإحصائيات الرسمية تؤكد أن حوالي 70 في المائة من أئمة مساجد فرنسا يأتون من الخارج، وأغلبهم لا يثقنون اللغة الفرنسية وغير ملمين بثقافة فرنسا

وختاما،أؤكد أن سر نجاح المغربي محمد الموساوي و الجزائري دليل بوبكر، وهما شخصيتان بارزتان في تطبيع علاقتهما ، بعد صراع مرير مغربي-جزائري لثمتيلية الاسلام الفرنسي، أدى ثمنه مسلمو فرنسا،يكمن في استيعبهما لحساسية المرحلة وثقل المسؤلية وفهم مقاصد دين الاسلام.وكانت الأطراف المستوعب لمشروعهما متعددة ويد الله حاضرة

َ دبلوماسي سابق

‫تعليقات الزوار

7
  • AnteYankees
    الجمعة 14 يونيو 2013 - 12:40

    Je me suis demandé depuis longtemps pourquoi nos compatriotes musulmans sont déviés de la voie qu'Allah nous a tracée. Eh ben, à partir de ton écrit je déduis que l'intervention de l'état dans la foi des gens est la raison pour laquelle leur compréhension du dogme est malaxée au modernisme poussé à son extrême. f

  • الاندلس
    الجمعة 14 يونيو 2013 - 14:27

    والله انه لشيء مضحك ان تختار عنوان (هدية أمير المؤمنين للرئيس بوتفليقة) لكن هذا هوا النفاق الذي يعيشه اليوم والذي اصبح كل من هب ودب يستعمل الاسلام لمصالح ضيقة ولو حتى بالافتخار

    ان المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية الذي انشىء في 2003 برعاية ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية، يضم جمعيات إسلامية من مختلف الاتجاهات

    وأقيمت أول انتخابات في يونيو 2003 وكان الدكتور دليل بوبكر الجزائري هو أول من أصبح رئيس للمجلس الفرنسي للديانة الاسلامية

    وعندما انتهت ولايته عام 2008 تم انتخاب محمد الموساوي لرئاسة وتم منح الدكتور دليل بوبكر اللقب الرئيس الشرفي

    المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية مكون من

    * المعهد الإسلامي لمسجد باريس
    المعهد تابع لمسجد باريس 1916. وهو مرتبط تاريخيا بالجزائر بسبب ان الجزائريون هم من بناه ويعتبر أكبر مسجد بيفرنسا

    * الاتحاد الوطني لمسلمي فرنسا
    تأسسفي فرنسا خلال 1985 وهو يلقى دعما من بالمغرب

    * اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الذي تأسس خلال 1983، وهو قريب من لإخوان المسلمين مصر

    * لجنة تنسيق المسلمين الأتراك

    * الفرع الفرنسي لجماعة التبليغ الهند

  • ilyes .algerie
    الجمعة 14 يونيو 2013 - 22:01

    ضرتان : المغرب و الجزائر

    j ai aime cette phrase

    malgre tt vive lalgerie et vive le maroc

    salam a tt les maghrebins

  • JOUBA
    السبت 15 يونيو 2013 - 00:18

    هذه يا أخي هي خصال المغاربة ، من أكبرهم سناً و عقلا إلى أصغرهم ، من ملكهم إلى آخر مولود منهم …

    أيادينا دائما ما كانت ممددة إلى كل جيراننا ، خاصة الجار الشرقي و التاريخ السالف و الحاضر شاهدٌ على ذلك ، لعلهم يعقلون ….

  • سعيد ابو شعيب
    السبت 15 يونيو 2013 - 12:17

    نحن نثق في امير المؤمنين كل همه ان يحمي ارضنا

  • zzin
    السبت 15 يونيو 2013 - 22:24

    ان الهدية تودي الى الالفة ونرجوا ان تكون سببا من اسباب تاخي المسلمين في فرنسا والابقاء على المودة والاخوة المغاربية بينهم
    لا نريد ان تقفل الحدود بينهم ويكثر المستغلون للوضعية
    لقد اخى الاسلام بيننا كما جمعنا التاريخ والجغرافية والنسب
    متى تزول الغمامة وترجع محبة الاخوان الصغار وخوفهم على بعضهم على الرغم من تشارهم
    متى يصبح المغرب والجزائر اخوانا لان حتى الغيرة لا تكون بين الاخ واخته وينتهي زمن كراهية الضرة

  • abdo
    الأحد 16 يونيو 2013 - 16:33

    manque de cohérence dans l'article ,avec grand copier coller dans des différents source

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة